غضب ابنك.. له حدود

أحياناً يفرط ابناؤنا في التعبير عن غضبهم بالبكاء والصراخ او ربما تأخذ سلوكياتهم شكلاً اكثر تطرفاً.. فيبدأون بقذف الاشياء والتفوه بالكلمات النابيه والجارحة..
فكيف يمكننا تدريب اطفالنا علي التعبير عن غضبهم بشكل هاديء وغير مبالغ فيه دون ان نكبت انفعالاتهم فيشعرون بالنقمة علي من حولهم.. وتتحول هذه المشاعر السلبية لديهم الي امراض نفسية.
دكتورة علوية عبدالباقي استاذ الطب النفسي للاطفال والمراهقة جامعة عين شمس: نوبات الغضب الشديدة لاتحدث لكل الاطفال فبعضهم قد يعاني من اضطراب نمائي "اي مصاحب للنمو" فنجد ان الطفل من "2- 4 سنوات" يبكي . يقفز علي الارض او يخبط رأسه بالحائط ليحصل علي مايريد ومن ثم فإن الام في هذه المرحلة "اي ماقبل المدرسة" عليها ان تبذل مجهوداً كبيراً في القراءة والاطلاع علي المعارف المختلفة لتعرف احتياجات الطفل وبذلك تستطيع ان تفسر تصرفاته خاصة وان هذه المرحلة تسمي "بالاستكشاف" فهو يريد ان يعرف ويعتمد علي نفسه في كل شيء واذا تم احباطه في هذه المرحلة قد يكون ذلك احد اسباب التلعثم في الكلام "التهتهة" او صعوبة تعلم المشي و من ثم فعلي الام ان تهييء لطفلها الجو المناسب كإبعاء كل شيء يمكن ان يمثل اعاقة لحركته لتنمو عضلاته. وعليك ايضا استغلال هذه المرحلة لتهذيب سلوك طفلك فإذا اتبع سياسة البكاء والعنف ليحصل علي مايريد يجب ان تتجاهلي تصرفاته العنيفة وتقولي له اذا توقفت عن البكاء سأمنحك ماتريد وبذلك سيكون هناك ارتباط شرطي بين الهدية والتوقف عن البكاء
"الحزم مطلوب"
وعلي الام ايضا ان تتعلم اسلوب الامر الفعال.. بمعني ان تطلب من الطفل ان يكف عن تصرفاته الخطأ ولكن بحزم واذا استجاب الطفل لرغبتها فعليها ان تشكره..وللأسف بعض الاطفال يصرون علي السلوك الخطأ وعندئذ يجب علي الام ان ترفع من صوتها اكثر وتضغط علي يده ولكن بدون ضرب وتطلب منه ان يفعل ماتريد ولابد بعد هذا التصرف ان تشكره ايضا.
فعادة ماتنتهي نوبات الغضب اذا وجهت الام سلوك طفلها بحكمة واستخدمت اسلوب التعزيز الايجابي والسلبي ولكن اذا استمرت العصيبة الي مابعد اربع سنوات وصاحب ذلك اضطراب في النوم فلابد من عمل عمل رسم مخ للطفل وعرضه علي طبيب نفسي.
"الوالدان.. سعداء ام تعساء"
دكتور عصام قمر استاذ مساعد أصول التربية بمعهد الدراسات التربوية: اسباب ظهور العنف عند الاطفال متعددة حسب طبيعة الطفل والبيئة التي ينشأ فيها. فالطفل يشعر عما اذا كان والداه سعداء ام تعساء وهو ما يؤثر عليه سلباً او ايجاباً. ومن ثم فإن ممارسة العنف لاتخرج عن نطاق المحيط الاجتماعي الذي يعيشه الطفل. فمن المسلم به ان العنف والعدوانية ذو علاقة وطيدة بالاخطاء التي يرتكبها الكبار في حق الصغار كعدم ادراكهم لطبيعة نمو الطفل. او سوء فهمهم لما يصدر عنه من سلوكيات تعتبر من وجهة نظرهم خاطئة.
يوضح.. ان الطفل العنيف في المدرسة ينال الكثير من العقاب الذي بدوره لايمنع ابداً من الاستمرار في ممارسته للعنف. كما ان المدرسة بوضعها الحالي وصورتها المتواضعة سواء من حيث المباني. المرفقات او الخبرات التربوية للعاملين بها تحد من حركة ونشاط الطفل وتعمل علي كبح حريته وحيويته. وبالتالي فهي لاتسمح بتطوره ونموه.
وهو مايدفع الي احساسه بالضيق والغضب نتيجة هذا الاحباط مما يؤدي به الي استعمال وسائل اخري تسمح له بالتحرك اكثر واللعب ومن ثم فلا يجد سوي العنف وسيلة لذلك.
هناك ايضا دور الاعلام بكثرة مشاهده التي تدعو العنف وتعطيه قيمة عليا وتجعل منه هدفاً ووسيلة في آن واحد مما تؤثر علي نفوس الاطفال وسلوكياتهم.. كذلك الاسباب الاقتصادية فهي قد تكون الاكثر تأثيرا علي ظهور العنف في تصرفات الاطفال نظراً لعدم قدرة الاسر علي تلبية احتياجات اطفالهم مما يدفع الوالدين الي ممارسة العنف مع الطفل كي يكف عن طلباته الكثيرة ومن ثم تزداد مشاعر ضيقه وغضبه. لذلك ينصح الاباء بتخصيص جزء من اوقاتهم للحديث مع اطفالهم ومناقشتهم فيما فعلوه في يومهم. وان يدعوهم الي مشاركة الاطفال الآخرين في ألعابهم ومسابقاتهم واحاديتهم بشرط ان يتم هذا تحت رعاية وتوجيه الوالدين.
"أغذية مهدئة"
يرجع دكتور عادل عاشور استاذ طب الاطفال بالمركز القومي للبحوث: غضب الاطفال وبكاءهم المستمر في الفترة الاولي من العمر الي عدة اسباب فقد تكون مرضية كأحساس الطفل بالمغص الشديد او الالتهابات بسبب الحفاضة او غيرها من الآلام العضوية عندئذ ينبغي علي الام الذهاب فوراً للطبيب. وقد يكون غضبه بسبب احتياجه الشديد لحنان امه فهو يريد ان يلفت نظرها إليه.
وعلينا ان نعلم بأن العصبية عند الاطفال امر وراثي وخاصة اذا كانت الام عصبية.
اشار الي اهمية تناول بعض الاغذية التي يمكن ان تهديء من اعصاب الاطفال كالخضروات لماتحتويه علي فيتامين "ب" المركب وخاصة الخس. كما ان الزبدة والتونة والمسكرات والالبان مفيدة جداً للاطفال. ويمكن ايضا تقديم العصائر المختلفة لهم كالتفاح. الطماطم والبرتقال مع تجنب تتناول السكريات والحلويات والشيكولاتة والمياه الغازية لانها تجعل الطفل اكثر حركة و اضطراباً.