هلا سعيت أولاً أن تفهم وبعد ذلك أن تكون مفهومًا 1؟

إخواني الأعزاء

استوقفتني عبارة وأنا أقرأ في بعض الكتب تقول:
"إن أساس التواصل وامتلاك القوة والتأثير والتعامل مع الآخرين يمكن تلخيصه في جملة واحدة:
اسع أولاً إلى أن تفهم، وبعد ذلك إلى أن تكون مفهومًا أو بمعنى آخر، أنصت أولاً وتكلم ثانيًا"

ولكم جذبتني تلك العبارة وجعلتني أفكر في حالنا الآن
يحدث ذلك في كثير من الأحيان في حياتنا اليومية

سعيد: مالك يا خالد أراك مكتئبًا
خالد: لا شيء
سعيد: أولست أعرفك وأعرف متى تكون حزينًا؟
خالد: حسنًا...........يبدوا أن الأمور بيني وبين........ لن تصبح على ما يرام
سعيد: أولم أخبرك بذلك أولم أقل لك أنه........... و...........
خالد: ليس ما تظنه
سعيد: أنا أفهم ما يدور بخلدك وأحس بك وأعرف بالضبط شعورك
ألا تذكر ما حدث معي.
خالد: لكن.......
سعيد: لا تقلق يمكنك القيام بـ..............................
خالد: لكن الخطأ مني أنا!!!!!!
سعيد: ..........................

ماذا تعتقد سيكون رده وقد تنبأ بما لم يكن
وضع نفسه في موضع شخص وتحدث قبل أن يفهم ما يدور بنفس صاحبه
وحكم من منظوره هو وليس من منظور الشخص الآخر
أصبحنا في هذه الأيام هكذا
ما أن يقول شخص ما جملة إلا ونحب أن نظهر وكأننا السوبرمان الذي ينزل من السماء ليحل له هذه المشكلة
وقبل أن يكمل كلامه ترانا نحلل ونمحص ونفحص مع أننا لم نفهم بعض ما قاله أو كل ما قاله
وهناك مثل يقول "أنصت وإلا سيجعلك لسانك أصم"

يحدث ذلك أيضًا في القراءة
ونراه هنا في المنتدى
يكتب شخص ما الموضوع ويضع له عنوانًا
فيدخل العضو ليقرأ الموضوع وتراه وهو يقرأ يفكر فيما سيرد به على الموضوع من وجهة نظره هو
بل نجد أنفسنا كثيرًا يقول بعضنا لبعض "ليس هذا ما قصدته من كلامي"
هل السبب في كاتب الموضوع لأنه لم يوضح فكرته؟
أم السبب في قارئ الموضوع الذي لم يتمهل ليفهم؟

يا أخي تمهل "اسع أولاً إلى أن تفهم، وبعد ذلك إلى أن تكون مفهومًا"
ولكي نفهم وننصت لمحدثينا أو لمن نقرأ لهم جيدًا هناك خمسة أساليب إنصات رديئة ينبغي علينا أن نتجنبها أثناء التحدث مع غيرنا أو القراءة له وسأشرحها تباعًا إن وفقني الله لذلك. وهي:
1- الإنصات المرتكز على الذات
2- التظاهر بالإنصات
3- الإنصات الانتقائي
4- الإنصات إلى الكلمات
5- التحليق بعيدًا

وأولها الإنصات المرتكز على الذات

ويحدث ذلك عندما نرى الأمور كلها من وجهة نظرنا فحسب وبدلاً من أن نضع أنفسنا موضع الطرف الآخر نريد منه أن يضع نفسه هو في موضعنا ومن هنا نسمع كثيرًا عبارات مثل: "أعرف تحديدًا ما تشعر به"
مع أننا لا نعرف تحديدًا ما هو شعوره وإنما نعرف تحديدًا ما هو شعورنا نحن ونفترض أنه يشعر بنفس ما نشعر نحن به مثل بائع الأحذية الذي يعتقد أنه يجب عليك أن تعجب بالحذاء لأنه يعجبه هو.

عندما ننصت من وجهة نظرنا الشخصية فإننا غالبًا ما نجيب بواحدة من طرق ثلاث تجعل الطرف الآخر يغلق فمه تمامًا وهي: أننا نصدر الأحكام أو نقدم النصائح أو نجري استجوابًا وهذه الثلاثة سأوضحها فيما بعد إن وفقني الله.
ولا يخفى ما لهذه الطرق من تأثير في نفس المتكلم تجعله يفقد ثقته فيمن يكلمه أو يتحدث إليه
تمامًا كالطبيب الذي يصف لك العلاج بمجرد أن تخبره أن هناك ألمًا في بطنك دون أن يسمع منك
هل تظنك ستذهب إليه مرة أخرى؟

فهلا سعيت أخي إلى أن تفهم أولاً وبعد ذلك إلى أن تكون مفهومًا؟

دمتم بود

كلمات على الهامش:

الكلمة إن لم أقلها ملكتها وإن قلتها ملكتني

أنا على مالم أقل أقدر مني على رد ما قلت

الإنصات والاستماع للآخرين فن لا يجيده غالبية الناس مع أنه يمكن من خلاله حل معظم المشاكل ..شكرأ يا مسك الجنة