المفاجأة الكبرى التي يهدد بها حسن نصر الله إسرائيل؟

ما هي المفاجأة الكبرى التي يهدد بها حسن نصر الله إسرائيل؟

أثار السيد حسن نصر الله حيرة و قلق و خوف الإسرائيليين عندما كشف في خطابه الأخير عن وجود مفاجأة كبرى في انتظارهم إذا ما عادوا لمهاجمة لبنان حتى أنه لا حديث الآن على المستوى الرسمي و الشعبي في إسرائيل إلا عن ماهية هذه المفاجأة ؟! وكيف يتعاملون معها؟

أما الصحف العالمية فقد اختلف هي الأخرى في تحليلها لطبيعة المفاجأة الكبرى

تغيير خريطة المنطقة

صحيفة (لوفيجارو) الفرنسية أكدت أن الاحتفال بذكرى انتصار المقاومة في حرب الصيف الماضي كان استمرارا قويا لهذا الانتصار حين توعد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله إسرائيل بمفاجأة كبرى فيما لو أقدمت على ضرب لبنان، مؤكدا إن هذة المفاجأة التي رفض الإفصاح عنها قد تغير مصير الحرب و منطقة الشرق الأوسط بالكامل مما تعجز معه أمريكا و إسرائيل عن تنفيذ مخططاتهم الخبيثة – حسبما قال.

و في تحليلها للمفاجأة أشارت الصحيفة الى أن الأسرائليين يصدقون نصر الله في كل ما يقوله منذ الحرب الماضية خاصة و أن تصريحاته تأتى في سياق رسالة تحذير شديدة اللهجة من أن حزب الله على استعداد للحرب بصورة أكثر خبرة من حرب الصيف الماضي

الصحيفة من جانبها نفت أن تكون المفاجأة الكبرى هي امتلاك حزب الله للأسلحة النووية لأن حتى إيران التي تعد الحليف الأول لحزب الله لم تمتلك بعد هذا السلاح، بينما أشارت صحيفة ليبراسيون إلى أن المفاجأة الكبرى قد تنحصر في امتلاك حزب اللة للصواريخ طويلة المدى قادرة على الوصول إلى ما هو أبعد من تل أبيب و هي الوصول إلى مفاعل ديمونة في صحراء النقب أو امتلاك أسلحة جرثومية و كيماوية خاصة مع امتلاك سوريا و إيران لهذة الأسلحة

الثأر الإسرائيلى هو السبب

صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية كشفت عن أن إسرائيل تعد العدة للثأر من حزب اللة الذي حطم أسطورة الجيش الذي لا يقهر و لأن إسرائيل فشلت في تحقيق الهدف التي شنت من أجله الحرب و هي استعادة الجنديين المختطفين و لم تستطع نزع سلاح حزب اللة بالقوة و أصيبت وحدتها البرية بخسائر مهينة بشكل أفقد الجيش الأسرائيلى قوتة الرادعة وكانت الإهانة الأكبر هي إن الحرب لم تكن بين دولتين بل كانت بين دولة وحزب

في حين أشارت صحيفة النيويورك تايمز إلى أن التهديدات الإسرائيلية لسوريا و إيران حلفاء حزب الله الرئيسيين ستجعل الحرب الإسرائيلية ضدهم تواجهه بتحالف ثلاثي يضمهم معا علنا و ليس فرادى و هو أمر ليس في مصلحة إسرائيل و لن تقدر عليه و قد يعجل بنهايتها كقوة عسكرية في منطقة الشرق الأوسط

حسن نصر الله هو المفاجأة

صحيفة الأندبندنت البريطانية أشارت إلى أن السيد حسن نصر اللة هو مفاجأة العرب الكبرى هو المفاجأة التي لم تكن في حسابات الكثير من الأنظمة العربية أو الغربية

كيف اخرج حسن نصر الله شيعة الجنوب من غيبوبة طويلة في عصر الانتظار؟ كيف حول جيشا من المهمشين إلي جيش من المقاومين؟ كيف جمع حسن نصر الله بين المأتم والعرس في طقس واحد؟ بين الاحتفال بهزيمة إسرائيل و مواساة ضحايا العدوان الإسرائيلى ؟

نجح نصر الله لأنه لم يعتمد علي مبادرات سلام عربية ولا علي جيوش بأسلحة أصابها الصدأ .. نجح نصر الله لأنه جمع بين الكاريزما والعمل .. بين الإسلام والحداثة .. بين الشعار والإنتاج حتى أصبح ماركة مسجلة

من يملك مفاتيح التغيير؟

دكتور جمال عبد الجواد الخبير في الصراع العربي الإسرائيلى بمركز الأهرام للدراسات السياسية و الإستراتيجية أكد أن إسرائيل لم تقم وزناً في تاريخها كله إلى أية تهديدات صدرت عن محيطها العربي، والاستثناء الوحيد في تاريخ الصراع العربي - الإسرائيلي هو التهديد الصادر عن حزب الله وعن أمينة العام تحديداً السيد حسن نصر الله

وقال عبد الجواد: بالتأكيد فإن كل الدوائر العسكرية والاستراتيجية المختصة ومراكز الدراسات والأبحاث داخل إسرائيل وخارجها ستنصب بكل جدية على محاولة التنبؤ بمضمون التهديد الاستثنائي الذي وجهه إلى إسرائيل في ختام خطابه الأخير لمناسبة اليوم الأخير من الحرب والسيد حسن نصر الله لم يتحدث عن مفاجآت هذه المرة وإنما عن مفاجأة واحدة فقط وليست هي مجرد مفاجأة فقط وإنما هي المفاجأة الكبرى التي "يمكن أن تغير مصير الحرب والمنطقة"

أضاف عبد الجواد : إن حسن نصر الله هنا لا يتحدث عن سلاح محدد لا يمكن لإسرائيل إلا أن تمتلك أقوى منه وإنما هو يتحدث عن حدث استراتيجي قد يغير مصير الحرب والمنطقة وهو لم يجزم بالتغيير وإنما وضعه كاحتمال مرجح (يمكن أن يغير...) وهذا الحدث لن يبقى سراً إلى وقت طويل لأن احتمالاته ليست مفتوحة بلا حدود ولا نهاية وعلى الأرجح أن إسرائيل أدركت ملامحه على الفور بإشارتها إلى أن تكون الحرب المقبلة ضد حزب الله بمشاركة سوريا غير أن هذا وحده لا يكفي إذ أن إسرائيل كانت تعرف أن إيران تسلح حزب الله فهل استطاعت التكهن بالمفاجآت التي حدثت؟

وقال أنه بفرض أن (المفاجأة الكبرى) هي مشاركة سوريا في الحرب فهل يعرف الإسرائيليون ماذا فعلت إيران مع سوريا حيث أنهما متحالفتان علنا ووقعتا اتفاقية الدفاع المشترك وهو ما أشار إليه بنيامين بن اليعازر وزير البنية التحتية الإسرائيلي حين قال: (ومشكلتنا هي أننا لا نعرف ما الذي يدور في رؤوس المسئولين السوريين و الإيرانيين تماما كما كانوا لا يعرفون ماذا يدور في رأس قيادة حزب الله و هذا في حد ذاته يعد فشل لإسرائيل التي كانت تدعى أنها على علم بكل ما يدور سرا و علنا في منطقة الشرق الأوسط و أنها هي التي تملك مفاتيح التغيير بالمنطقة و هو الأمر الذي تغير الآن و أصبح مفاتيح التغيير في يد حزب الله على ما يبدو .

منقول