نقصان الحليب عند المرضعات و علاجه

بالنسبة للنساء اللواتي يردن ارضاع ابنائهن لكن لا يجد ن لبنا في صدورهن فماذا يفعلن و قد وقفت على هاته الحالات شخصيا فماذا يكون السبب يا ترى؟ أهي التغدية التي نتغداها؟ ام هو شئ اخر.

الجواب:

هذا النقص في حليب الام يرجع بالاساس إلى قلة حصص الرضاعة وعمليات الامتصاص التي يقوم بها الرضيع منذ الساعة الاولى.

فهناك علاقة قوية وعكسية بين عملية الامتصاص وبين كمية الحليب في ثدي الام, فكلما زادت حصص الرضاعة كلما كانت كمية الحليب أكبر..

وهذا راجع الى هرمونين يتم إفرازهما من قبل الغدة النخامية ,هما "البرولاكتين" المسؤول عن عملية إنتاج الحليب عند الأم و الحفاظ عليه . والهرمون الثاني هو" الأوسيتوسين" و هو المسؤول عن تقلصات الأوعية الحليبية في الثدي لإخراج الحليب..

و العامل الأساسي و المباشر المتحكم في إفراز هذين الهرمونين هو عملية الإمتصاص التي يقوم بها الرضيع , فتتهيج المستقبلات الحسية في موضع الرضاعة عند كل عملية امتصاص لترسل إشارات عصبية إلى الغدة النخامية لكي تفرز الهرمونين و بالتالي يتم إنتاج الحليب بكمية أكبر..

وبالتالي عندما ينقص عدد حصص الرضاعة في اليوم , تنقص " أوتوماتيكيا" كمية الحليب..

وهذا تماما ما يحدث عندما تعطين قنينة الحليب (الّرّضاعة) لرضيعك و خصوصا في الساعات الأولى. فتنبهي ..

وللإشارة فإن عملية ذر الحليب أو"صعود الحليب" لا تتم في الغالب إلا في اليوم الثالث , فلا تتعجلي في إعطاء طفلك زجاجة الحليب الاصطناعي,

بل عليك الإقتصار على الثديين فقط , وخصوصا في الايام الاولى بل الساعات الاولى, ففي هذه المرحلة يتم إفراز مادة لزجة مائلة إلى الصفرة بدل الحليب, هذه المادة ومع قلتها فهي كافية لإطعام رضيعك خلال اليومين الأولين بل إن هذه المادة تكون غنية جدا بالمضادات الحيوية و البروتينات التي يحتاجها طفلك في هذه المرحلة الحرجة.

فلا تدفعك قلة الحليب في أول الأمر إلى اللجوء إلى الحليب الإصطناعي لإشباع طفلك فهذا من الخطأ الشائع كما بينا..

كما يتعين عليك أن تبدئي عملية الإرضاع منذ الساعة الأولى بعد الولادة لتسريع عملية ذر الحليب..

وعليك بشرب الكثير من الماء و كذا الحليب , والأكل جيدا..

وعليك المناوبة بين الثديين خلال نفس الحصة . وتنظيف الثديين بالماء الدافئ وتنشيفهما لتفادي التشقق المؤلم...

و بالله التوفيق