رحلات طلبة فلسطين.. ممنوع الاستجمام

<table class=picBorder height=200 cellSpacing=0 cellPadding=0 width=306 align=left bgColor=#ffffff border=0><tr><td vAlign=center align=middle width=305 height=200> </TD></TR></TABLE>

الرحلات المدرسية في أي مكان - عدا فلسطين- تكون للتنزه والاستجمام واستكشاف أماكن جديدة يلهو فيها الطلاب أو يعرفون عنها معلومات تفيدهم.. أما رحلات طلبة فلسطين فهي ساعات من المعاناة والأحزان والقهر، إلى جانب اقتصارها على أماكن بعينها دون أخرى، وهذا بسبب عراقيل التي يضعها الاحتلال الإسرائيلي.

فعلى الحواجز الإسرائيلية ترى يوميا الحافلات التي تقل طلبة وطالبات المدارس الفلسطينية بالضفة الغربية متوقفة وممنوعة من مواصلة سيرها بسبب تعنت الجنود، وحاجزا بعد حاجز يتكرر نفس المشهد.. والنتيجة في النهاية حرمان هؤلاء الطلبة من الاستجمام ولو لساعات قليلة..
مشهد متكرر

محمد عمر، في الصف السابع الأساسي، يقول: "فرحنا جدا عندما بدء التسجيل للرحلات المدرسية هذا العام، ولكننا لم نستطع أن نفرح أو نلهو جيدا، فقد ضاع نصف اليوم على الحواجز الإسرائيلية، فقد كانت رحلتنا إلى البحر الميت بغور الأردن.. خرجنا من مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية وتوقفنا على 4 حواجز قبل أن نصل إلى البحر الميت، لكننا كنا ننشد ونغني رغم شدة الحرارة وطول الانتظار".

أما زميله إبراهيم فقد أراد أن يكتب في دفتر ذكرياته أنه في رحلة المدرسة التي انتظرها عام كامل، يقول: "كنت أسجل على دفتري الخاص المحطات التي توقفنا بها خلال الرحلة، فوجدت أنني سجلت 10 وقفات على الحواجز الإسرائيلية، فكانت الرحلة عبارة عن تعارف لنا على الحواجز الإسرائيلية بالضفة الغربية!".
معالم متكررة

من جانب آخر أصبح الطلبة في فلسطين مستاءون من تكرار المحطات التي يذهبون إليها، فمناطق شمال الضفة تقتصر رحلاتهم على بعض حدائق الألعاب في جنين وطولكم، أو الذهاب أريحا والبحر الميت وبعض الآثار القديمة..

هشام، من مدينة جنين، يقول: "منذ 8 سنوات هي عمر الانتفاضة الفلسطينية ونحن نزور كل عام البحر الميت وقصر هشام بغور الأردن أو نذهب إلى حديقة الحيوان الوحيدة بالضفة الغربية بمدينة قلقيلية فقط، رغم أن فلسطين تزخر بالأماكن الطبيعية الخلابة، ففي شمال فلسطين عدد من مواقع الاستجمام التي نتمنى الوصول إليها حيث بحيرة طبريا والبانياس وجبل الشيخ وعكا والناقورة وغيرها، ولكننا ممنوعون من الوصول إليها".

سعيد، بالصف العاشر من مدينة الخليل، يقول نحن في جنوب الضفة الغربية وإن أردنا الوصول إلى حديقة حيوان بقليلية سينتهي اليوم ذهابا وإيابا وبسبب الحواجز الإسرائيلية التي في كل مكان، لذلك لا نذهب إلى هناك بل نذهب إلى رام الله أو بيت لحم وأبعدها الغور والبحر الميت".

"أصبحت مدينة القدس الشريف محرمة علينا نحن الفلسطينيين.. كم نشتاق إلى زيارتها ولكن الجدار العنصري وتعنت الاحتلال يمنعنا من دخولها" هذا ما يخبرنا به الطالب سامر عربي، مضيفا: "كم كنا نفرح ونمرح عندما تكون القدس العربية إحدى محطات الرحلة".
للبحر اشتياق خاص

البحر له وقع خاص عند الفلسطينيين بالضفة الغربية، لكنهم حرموا من جمال البحر وروعته..

قاسم، بالصف الحادي عشر، يقول: "نحن محرمون من البحر كأننا دولة حبيسة، لا نعرف عن البحر وجماله سوى من التلفاز، كم نتمنى لو أن إحدى رحلاتنا تتوقف على شواطئ البحر الأبيض المتوسط .. لو حدث هذا فلن نذهب إلى أي مكان آخر وسنبقى طوال اليوم هناك نفرح ونلعب".

ويضيف: "أتذكر قبل عدة سنين قبل انتفاضة الأقصى أن والدي اصطحبني إلى عكا برحلة عائلية، صعدت يومها على أسوار عكا ونظرت إلى البحر وشعرت بشموخ في نفسي وكأنني أقف وأمامي جيوش نابليون تعود إدراجها من الهزيمة".

لازم نقدر رحلاتنا بعد اللى عرفناه