في رمضان.. الأقصى "سيجر"!

<table class=picBorder height=200 cellSpacing=0 cellPadding=0 width=306 align=left bgColor=#ffffff border=0><tr><td vAlign=center align=middle width=305 height=200> </TD></TR></TABLE>

"روحي معلقة بالقدس، ولكنهم يمنعونا من الوصول إلى هناك، حتى مع أول صلاة تراويح في شهر رمضان حُرمنا من الصلاة في رحاب المسجد الأقصى"..

كلمات أطلقها شادي أبو حامد، 28 عاما، عندما مُنع من الوصول إلى القدس الشريف مع الليلة الأولى من شهر رمضان المبارك، مستطردا: "رجعونا ومنعونا من الوصول إلى القدس، حاولت أنا والشباب أكثر من مرة عن طريق الطرق الالتفافية ولكن كانت الدوريات راجلة أمامنا، بالإضافة إلى بوابات الجدار المقامة حول المدينة، التي لا طير طاير يقدر يفوت عليها، وكل ما نحاول نمر يقولونا (سيجر) أي إغلاق ممنوع تدخل".
حسرة بالقلب

أما سامية إبراهيم، من سكان مدينة نابلس ومواليد القدس، فتشير إلى أن إسرائيل كل عام في رمضان تمنع الملايين من فلسطيني الضفة الغربية من الوصول إلى القدس والصلاة هناك، فهي تتعمد حرماننا من ملاقاتها.

تضيف: "منذ 8 سنوات ما قدرت أوصل القدس، والله إنها حسرة بقلبي ألا أصل إلى مدينتي التي ولدت فيها، فقد قاموا بسحب هويتي بسبب زواجي من مدينة أخرى، الله ينتقم منهم".

قصي عبد الله، من مدينة القدس، يقول: "في شهر رمضان من كل عام تصعد إسرائيل من إجراءاتها العسكرية على القدس، لقد أصبحنا نعيش في مدينة مغلقة، حتى أنها مدينة مجتزأة، ولم يعد إخواننا بالضفة الغربية يستطيعون الوصول إلينا، فباتت المدينة حزينة ووضعها الاقتصادي في تدهور كبير".
تحصين إسرائيلي

من جانبه يوضح الدكتور حسن خاطر، الأمين العام للجبهة الإسلامية المسيحية للدفاع عن القدس والمقدسات، أن سلطات الاحتلال تشرع هذه الأيام باتخاذ إجراءات أمنية غريبة جدا، تتمثل في تحصين جدار العزل العنصري الذي أقامته حول القدس بكميات كبيرة من الأسلاك الشائكة تقوم بتثبيتها في أعلى الجدار، وقد شرعت فعلا في تنفيذ هذه الإجراءات ابتداء من المقطع الفاصل بين قلنديا ومنطقة الضاحية، مستعينة على ذلك بالعديد من المعدات والرافعات والعمال المختصين.

وأشار إلى أن وضع الأسلاك الشائكة بهذه الصورة على جدار يصل ارتفاعه إلى حوالي 12 مترا يعكس مستوى "الهوس الأمني" الذي بلغته دولة الاحتلال.

وأكد خاطر، أن القدس باتت معزولة تماما عن محيطها الفلسطيني، ولم يعد أحد من سكان هذه البلدات الواقعة خارج الجدار قادرا على الدخول إليها أو الوصول إلى مقدساتها، رغم أن الكثير منهم يرون القدس والأقصى بأعينهم ويسمعون صوت الآذان وأجراس الكنائس، إلا أن الجدار يحول بينهم وبين مدينتهم ومقدساتهم بشكل تام، فهذه الإجراءات تأتي إمعانا في ترسيخ هذه العزلة في الوجدان الفلسطيني والإنساني عموما، خاصة أن منظر الأسلاك الشائكة الذي تضيفه سلطات الاحتلال فوق الجدار يوحي للمراقب أن القدس أضحت سجنا حقيقيا، أو موقعا عسكريا محظورا على مستوى مفاعل ديمونة.
القدس عربية

وقال الدكتور حسن خاطر أن إسرائيل تتجه باستمرار نحو عزل المدينة وتكريس وهم أن القدس عاصمة للدولة اليهودية، ضاربة عرض الحائط بالحقيقية الكبرى التي لن ينجح الاحتلال في تغييرها وهي أن القدس مدينة عربية فلسطينية مقدسة كانت وستبقى مفتوحة الأبواب لجميع المؤمنين من أتباع الديانات السماوية.

"وهي بذلك تؤكد للعالم أجمع أنها ترفض جميع مظاهر ودلالات السلام والصلاة والصيام التي يترجمها الفلسطينيون والمسلمون عموما على مدار هذا الشهر الفضيل".

وأنهى د. خاطر حديثه بقوله: "استمرار المجتمع الدولي في الصمت على هذا العبث الإسرائيلي بأقدس مدينة على وجه الأرض يعد تواطأ سافرا ومشاركة مباشرة في هذه الجريمة".

اللهم أغلق فى وجوههم أبواب الرحمة