آه .. على أوتار الوجع

<table class=picBorder height=200 cellSpacing=0 cellPadding=0 width=306 align=left bgColor=#ffffff border=0><tr><td vAlign=center align=middle width=305 height=200> </TD></TR></TABLE>

في أحيان كثيرة، يتشابه الإنسان مع الآلة الموسيقية التي يعشقها، فنشعر بأشخاص في رقة البيانو وأشخاص آخرين بهم حزن الناى .. ولكن أن يتأثر شخص بالموسيقى إلى الحد الذي تغير من مسار حياته فهو شئ نادر الحدوث.

"غادة عبد الرحيم".. معالجة نفسية بالموسيقى، من فرط لباقتها وقدرتها على التعبير عن نفسها تجعلك تعتقد أنها تعمل في المجال الإعلامي.

كانت تحلم بدخول مجال الإعلام وبالتحديد الصحافة تأثرا بوالدها الصحفي "عبد الرحيم علي" مستشار قناة العربية، ولكن يبدو أن لمكتب التنسيق فوائد في بعض الأحيان حيث حولها إلى كلية التربية النوعية قسم التربية الموسيقية.. ليتغير تماما مسار حياتها..

كان من الممكن أن تصبح عازفة مثل معظم خريجي القسم، ولكنها أرادت أن تتميز من خلال تقديم شئ جديد وفي ذات الوقت مفيد للمجتمع.

من خلال تصفحها لبعض مواقع الانترنت التي تتناول أهمية العلاج النفسي بالموسيقى، أدركت أهمية الدور الذي يمكن أن تقوم به، مما جعلها تتفوق في دراستها، لتُعين في قسم العلوم النفسية والتربوية في الكلية.
تطوع مفيد

من خلال تطوعها في جمعية "أصدقاء معهد الأورام"، استطاعت أن توظف الموسيقى في العلاج النفسي لأطفال مرضى السرطان، حيث استطاعت الموسيقى أن تعطى لهؤلاء الأطفال الأمل في المستقبل..

تقول: "رأيت أطفالا لم يتبق في حياتهم غير يوم أو يومين ويتمنوا أن يصبحوا مدرسين موسيقى في المستقبل..، وانطلاقا من هذه التجربة، عملت على تطبيق العلاج بالموسيقى في مستشفيتين للعلاج النفسي، وقمت بابتكار بعض الألعاب الموسيقية لتنمية الذكاء وتنشيط الذاكرة".

ولكنها اصطدمت ببعض الآراء التي تقول الموسيقى حرام فقابلتهم بالإنشاد الديني، وكذلك بعض المسنين الذين لا يتخيلون أن هناك علاجا بالموسيقى فقامت بإقناعهم.

"فرغم أن هذا العلم موجود منذ الحرب العالمية الثانية إلا أنه لم يصل إلى مصر بشكل عملي، مما يجعلني أعتمد على الدراسات الغربية بجانب خبرتي في هذا المجال".

استطاعت غادة توظيف الموسيقى الشرقية في العلاج وخاصة موسيقى "عمر خيرت" و"عزيز الشوان" الذي استطاع إبداع سيمفونيات بألحان شرقية لاقت استحسان المرضى.

"من السهل على الطبيب النفسي أن يصف علاجا للمريض، لكن يصعب على المعالج النفسي اختيار المقطوعة الموسيقية التي تساعد في العلاج".
بين الأطفال والشباب

أكثر الفئات تجاوباً مع العلاج بالموسيقى كانوا من الأطفال، حيث تحكى غادة عن طفل ليس لديه غير يد واحدة ويحلم أن يعزف على الجيتار ولكنه لا يستطيع ذلك بيد واحدة، فأقنعته أن هناك آلة موسيقية أخرى هي الأوج تصدر نفس أصوات الآلات المختلفة، وبالفعل تعلم العزف على الأورج وكان سعيدا بذلك.

كذلك استطاعت غادة أن تحقق نجاحا ملموسا مع الشباب الذي يعالج من الإدمان.. "فالمدمن تكمن بداخله طاقة هائلة لا بد من تفريغها في شئ مفيد، ونجحت الموسيقى في تفريغ هذه الطاقة من خلال البروفات والإعداد للحفلات حتى أنني قمت بنفسي بتسجيل أسماء بعض هؤلاء الشباب في أحد معاهد تعليم الموسيقى".
عيادة الدكتورة غادة

غادة عاشقة للموسيقى الكلاسيكية وخاصة موسيقى بتهوفن بالإضافة إلى آلة الكمان التي تعد أقرب الآلات للصوت البشري.

والدها هو قدوتها ومثلها الأعلى في الحياة وتعبر دوما عن عشقها له قائلة " أنا مريضة بحبه"، وطموحها لم يخرج عن دائرة الموسيقى التي أصبحت محور حياتها، حيث تحضر رسالة الماجستير عن دور مدرس التربية الموسيقية في خفض حدة الاكتئاب لدى المراهقين، وتحلم بأن تأخذ الدكتوراه من الخارج حتى تستطيع فتح عيادة للعلاج بالموسيقى، حيث ستخصص جناح لمحدودي الدخل لعلاج الأطفال.

الموسيقى أثرها غريب على نفس الإنسان ويا ليت تستخدم لتخفيف الألم