F.R.I.E.N.D.S
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

F.R.I.E.N.D.S

WWW.OK1313.YOO7.COM
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
خدمات يقدمها موقع F.R.I.E.N.D.S
الجاسوسية وحكايات أخرى 2u6ix61

.: عدد زوار المنتدى :.

 

 

 

 

 

  

 

 

 

 

 

 
المواضيع الأخيرة
» Venedik -SKU: K. 307
الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالسبت نوفمبر 02, 2019 2:37 pm من طرف loma

» حبيبتي أنا بقلمي رسم الكلمات
الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالسبت نوفمبر 09, 2013 11:33 am من طرف رسم الكلمات

» انفراد مسلسل أرابيسك رائعه الدراما العربية كامل واحد واربعون حلقه
الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالإثنين أغسطس 19, 2013 11:34 pm من طرف ahem

» وصفات مجربة في علاج إلتهاب البروستاتا
الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 07, 2013 4:05 am من طرف Tweety

» مع NASA World Wind 1.4 RC2 يمكنك من مشاهدة أي بقعة في العالم بالأبعاد الثلاثة بثا حيا
الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالسبت مايو 11, 2013 12:37 pm من طرف مصطفى الفولى2013

» تواضع سينا عمر بن الخطاب للشاعر حافظ ابراهيم مع الشرح للصف الأول الإعدادى
الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالسبت مارس 09, 2013 12:09 am من طرف Tweety

» كل يوم وكل سنة وأنتم بخير وسعادة
الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالثلاثاء مارس 05, 2013 7:16 am من طرف Tweety

» مكتبة الشيخ طلعت هواش رحمه الله
الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالخميس يناير 24, 2013 6:32 pm من طرف ملك وامير

» اضخم مكتبة افلام اجنبية قديمة ونادرة ممكن عينيك تشوفها
الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالثلاثاء يناير 15, 2013 1:06 am من طرف youssef

» القصص الشعبيه الجميله النادره هنا
الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالأحد يناير 06, 2013 8:55 am من طرف mody972005

»  حصرياً النسخة الـ 720p BluRay7 لفيلم الرعب والغموض الرهيب Hard Ride To Hell 2010 مترجم تحميل مباشر وعلى أكثر من سيرفر
الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 14, 2012 7:30 pm من طرف كمنت

» انا رولا ممكن ترحيب
الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالسبت ديسمبر 01, 2012 3:11 pm من طرف Tweety

» كيف تتعامل مع شركات التسويق الالكتروني واشهار المواقع ؟
الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 23, 2012 12:28 am من طرف تائبه

» التمثيليه الاذاعيه النادره الف يوم ويوم
الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالسبت أكتوبر 20, 2012 12:56 am من طرف قدرى حنفى السيد

» سؤال اتحدى اى حد فى المنتدى يحله؟؟؟؟؟؟؟, رهان بمليون جنيه لو حد حله
الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالخميس أكتوبر 18, 2012 7:14 pm من طرف نبيل سويلم

» Anticrash 3.6 برنامج يمنع حدوث أي تهنيج أو تعطيل في الجهاز أو لأي برنامجوبعالج95فى المائة من اخطاء الجها ز
الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 09, 2012 9:12 pm من طرف مصطفى الفولى

» مسلسل " الدوامة "....بطولة : محمود ياسين - نيلى
الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 02, 2012 8:42 pm من طرف كمنت

» ايامنا الحلوه....ايام زمان....ادخل وافتكر...ياريت ترجع تاني
الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 26, 2012 6:21 am من طرف حنونا

» الفيلم العربى النادر الندم فريد شوقى -نورا
الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 21, 2012 10:11 pm من طرف كمنت

» جنى مسلم ينقذ فتاه من الهلاك عن طريق المسنجر
الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 19, 2012 10:50 pm من طرف maya madkour

» استسلام جنيات بحر اسكندرية 27\12\2009
الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 19, 2012 10:44 pm من طرف maya madkour

» قصة حب بين جنية وإنسي
الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 19, 2012 10:36 pm من طرف maya madkour

» السوريه الجميله سلاف فواخرجي
الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 19, 2012 10:26 pm من طرف maya madkour

» شاهد بالصور ... زوجة عاريه وعشيقها يقتلان الزوج ويمثلان بجثته
الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 18, 2012 6:39 am من طرف maya madkour

» سيده احتفظت بخاتم الزواج 15 سنه صوره مروعه
الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 18, 2012 6:24 am من طرف maya madkour

» ملف خاص عن الشعر
الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالأحد أغسطس 26, 2012 11:25 pm من طرف ملكة الموضه والدبكة

» اذا وصلت لرقم 3 علق اي عضو علي حبل الغسيل ............
الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالسبت أغسطس 25, 2012 2:51 pm من طرف ملكة الموضه والدبكة

» مُتصدر البوكس أوفيس الجزء الثاني لفيلم الأكشن الرهيب للعديد من النجوم The Expendables 2 2012 مترجم بجودة TS تحميل مباشر
الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالسبت أغسطس 25, 2012 4:45 am من طرف GAME OVER

» ابي حبك يغير لي حياتي
الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالجمعة أغسطس 24, 2012 3:09 pm من طرف ملكة الموضه والدبكة

» طريقتان لتجعيد الشعر
الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 22, 2012 3:49 am من طرف ملكة الموضه والدبكة

» وصفة تشد وتبيض الوجه
الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 22, 2012 3:37 am من طرف ملكة الموضه والدبكة

» رشاقتك والبطيخ
الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 22, 2012 3:34 am من طرف ملكة الموضه والدبكة

» إصنعى بنفسك شامبو ضد القشرة
الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 22, 2012 3:29 am من طرف ملكة الموضه والدبكة

» الطعام الخاص لكل فصيلة دم
الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 21, 2012 9:22 am من طرف ملكة الموضه والدبكة

» جمال الرقبة
الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 21, 2012 9:15 am من طرف ملكة الموضه والدبكة

» فن نقش الحناء
الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 15, 2012 12:29 am من طرف تائبه

»  بانفراد تااام مسلسل بينكي وبرين الجزء الأول والثاني مدبلج
الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالخميس يوليو 26, 2012 2:19 am من طرف El Prince

» وحشتني...
الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالخميس يوليو 26, 2012 2:12 am من طرف El Prince

» لعبة جديدة من واقع الشوبينج للاطفال Cake Shop 2 v1 بحجم 30 ميجا تحميل مباشر
الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالخميس يوليو 26, 2012 2:10 am من طرف El Prince

» لعبة خلع الضرس !!!
الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالخميس يوليو 26, 2012 2:09 am من طرف El Prince

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
El Prince - 6036
الجاسوسية وحكايات أخرى I_back10الجاسوسية وحكايات أخرى I_back10الجاسوسية وحكايات أخرى I_back10 
GAME OVER - 4209
الجاسوسية وحكايات أخرى I_back10الجاسوسية وحكايات أخرى I_back10الجاسوسية وحكايات أخرى I_back10 
Tweety - 3271
الجاسوسية وحكايات أخرى I_back10الجاسوسية وحكايات أخرى I_back10الجاسوسية وحكايات أخرى I_back10 
MAIOY - 2506
الجاسوسية وحكايات أخرى I_back10الجاسوسية وحكايات أخرى I_back10الجاسوسية وحكايات أخرى I_back10 
esraa - 2009
الجاسوسية وحكايات أخرى I_back10الجاسوسية وحكايات أخرى I_back10الجاسوسية وحكايات أخرى I_back10 
Nour - 1835
الجاسوسية وحكايات أخرى I_back10الجاسوسية وحكايات أخرى I_back10الجاسوسية وحكايات أخرى I_back10 
داليا منير - 1412
الجاسوسية وحكايات أخرى I_back10الجاسوسية وحكايات أخرى I_back10الجاسوسية وحكايات أخرى I_back10 
بيسو - 1108
الجاسوسية وحكايات أخرى I_back10الجاسوسية وحكايات أخرى I_back10الجاسوسية وحكايات أخرى I_back10 
KiNG 4 EVER - 864
الجاسوسية وحكايات أخرى I_back10الجاسوسية وحكايات أخرى I_back10الجاسوسية وحكايات أخرى I_back10 
TOTA - 836
الجاسوسية وحكايات أخرى I_back10الجاسوسية وحكايات أخرى I_back10الجاسوسية وحكايات أخرى I_back10 
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
مكتبة الصور
الجاسوسية وحكايات أخرى Empty
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 2352 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Abdulhameed فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 32245 مساهمة في هذا المنتدى في 12078 موضوع
تصويت
مصر دلوقتى...
1-محتاجة ثورة جديدة.
الجاسوسية وحكايات أخرى I_back1025%الجاسوسية وحكايات أخرى I_back10
 25% [ 29 ]
2-محتاجة تقف ورا البرلمان الجديد.
الجاسوسية وحكايات أخرى I_back1026%الجاسوسية وحكايات أخرى I_back10
 26% [ 30 ]
3-محتاجة تحقق مطالب الثورة فى وجود المجلس العسكرى.
الجاسوسية وحكايات أخرى I_back1014%الجاسوسية وحكايات أخرى I_back10
 14% [ 16 ]
4-محتاجة حكومة إنقاذ وطنى.
الجاسوسية وحكايات أخرى I_back1015%الجاسوسية وحكايات أخرى I_back10
 15% [ 17 ]
5-محتاجة تثق فى المجلس و متعملش حاجة.
الجاسوسية وحكايات أخرى I_back1021%الجاسوسية وحكايات أخرى I_back10
 21% [ 24 ]
مجموع عدد الأصوات : 116
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 39 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 39 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 124 بتاريخ الجمعة يناير 13, 2012 11:20 pm
خدمات يقدمها موقع F.R.I.E.N.D.S
الجاسوسية وحكايات أخرى 2u6ix61

.: عدد زوار المنتدى :.

 

 

 

 

 

  

 

 

 

 

 

 
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط F.R.I.E.N.D.S على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط F.R.I.E.N.D.S على موقع حفض الصفحات
سحابة الكلمات الدلالية
Love Immortal Edition مصاص المرض الميت دماء Black المنام Collector’s اجازة WARRIORS التجارة بخير Quinn 2007 تفسر يقول كاترينا جبسون الناس تفسير الزنجبيل geisha دراكولا الاخضر

 

 الجاسوسية وحكايات أخرى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Tweety
Admin
Admin
Tweety


انثى
عدد الرسائل : 3271
العمر : 52
إحترام قوانين الموقع :
الجاسوسية وحكايات أخرى Left_bar_bleue100 / 100100 / 100الجاسوسية وحكايات أخرى Right_bar_bleue

Personalized field : الجاسوسية وحكايات أخرى 15781610
مزاجى : الجاسوسية وحكايات أخرى Qatary32
الوظيفة : الجاسوسية وحكايات أخرى Profes10
الهواية : الجاسوسية وحكايات أخرى Readin10
علم الدولة : الجاسوسية وحكايات أخرى Male_e10
النادى المفضل : الجاسوسية وحكايات أخرى 2mzy802
إلحـــــالة : الجاسوسية وحكايات أخرى 6ohlxs
الأوسمة الحــاصل عليــها : الجاسوسية وحكايات أخرى 29djrc8
السٌّمعَة : 7
نقاط : 3799
تاريخ التسجيل : 23/08/2008

بطاقة الشخصية
GAME OVER:
HERO 4 EVER:
HERO 4 EVERالجاسوسية وحكايات أخرى Empty
الجاسوسية وحكايات أخرى Empty

الجاسوسية وحكايات أخرى Empty
مُساهمةموضوع: الجاسوسية وحكايات أخرى   الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالسبت نوفمبر 14, 2009 3:56 pm

تاريخ الجاسوسية






تُعدّ الجاسوسية مهنة من أقدم المهن التي مارسها الإنسان داخل مجتمعات البشرية المنظمة منذ فجر الخليقة .. وقد مثلت ممارستها بالنسبة له ضرورة ملحة تدفعه إليها غريزته الفطرية للحصول على المعرفة ومحاولة استقراء المجهول وكشف أسراره التي قد تشكل خطراً يترصد به في المستقبل .. ولذلك تنوعت طرق التجسس ووسائله بدءاً من الاعتماد على الحواس المجردة ، والحيل البدائية ، والتقديرات التخمينية ، والانتهاء بالثورة التكنولوجية في ميدان الاتصالات والمعلومات .. وعلى مر العصور ظهر ملايين من الجواسيس ، لكن قلة منهم هم الذين استطاعوا أن يحفروا أسماءهم في ذاكرة التاريخ ، بما تمتعوا من سمات شخصية فريدة أهلتهم لأن يلعبوا أدواراً بالغة التأثير في حياة العديد من الأمم والشعوب .. وهنا في هذا القسم سنستعرض لكم أحداث لم يعرفها أكثركم من قبل .. والتي ستمضون في مغامراتها المثيرة والممتعة عبر دهاليزها الغامضة ، لتتعرفوا على أدق التفاصيل والاسرار في حياة أشهر الجواسيس والخونة من خلال العمليات التي قاموا بها ..


أول عملية تجسس في التاريخ - مخابرات الفراعنة

مارس الإنسان التجسس منذ فجر الخليقة .. استخدمه في الاستدلال على أماكن الصيد الوفير، والثمر الكثير ، والماء الغزير ، والمأوى الأمين ، الذي يحميه من عوادي الطبيعة والوحوش والبشر ، وتختلف شدة ممارسة التجسس بين مجتمع وآخر حسب نوع الأعراف والتقاليد ، والعادات السائدة ، فنراه على سبيل المثال سمة ثابتة عند اليابانيين ، حتى أن الجار يتجسس على جاره بلا حرج ، فالتجسس جزء من حياتهم العادية داخل وخارج بلادهم ، كما أن الشعب الياباني يؤمن بأن العمل في مجال المخابرات خدمة نبيلة ، في حين أن معظم شعوب العالم تعاف هذه المهنة ، التي لا غنى عنها في الدولة المعاصرة ، حتى تقوم بمسئولياتها . فلا يكفي أن تكون الدولة كاملة الاستعداد للحرب في وقت السلم ، بل لابد لها من معلومات سريعة كافية لتحمي نفسها ، وتحقق أهدافها في المعترك الدولي .

لقد أصبح جهاز المخابرات هو الضمان الأساسي للاستقلال الوطني ، كما أن غياب جهاز مخابرات قوي يمنى القوات العسكرية بالفشل في الحصول على إنذار سريع ، كما أن اختراق الجواسيس لصفوف العدو يسهل هزيمته .

ولعل هذه الغاية هي التي أوعزت إلى الملك ( تحتمس الثالث ) فرعون مصر بتنظيم أول جهاز منظم للمخابرات عرفه العالم .

طال حصار جيش ( تحتمس الثالث ) لمدينة ( يافا ) ولم تستسلم ! عبثا حاول فتح ثغرة في الأسوار .. وخطرت له فكرة إدخال فرقة من جنده إلى المدينة المحاصرة ، يشيعون فيها الفوضى والارتباك ، ويفتحون ما يمكنهم من أبواب .. لكن كيف يدخل جنده ؟؟.

إهتدى إلى فكرة عجيبة ، شرحها لأحد ضباطه واسمه ( توت ) ، فأعد 200 جندي داخل أكياس الدقيق ، وشحنها على ظهر سفينة اتجهت بالجند وقائدهم إلى ميناء ( يافا ) التي حاصرتها الجيوش المصرية ، وهناك تمكنوا من دخول المدينة وتسليمها إلى المحاصرين .. وبدأ منذ ذلك الوقت تنظيم إدارات المخابرات في مصر والعالم كله .

ويذكر المؤرخون أن سجلات قدماء المصريين تشير إلى قيامهم بأعمال عظيمة في مجال المخابرات ، لكنها تعرضت للضعف في بعض العهود ، كما حدث في عهد ( منفتاح ) وإلا لما حدث رحيل اليهود من مصر في غفلة من فرعون .

وتجدر الإشارة إلى أن ( تحتمس الثالث ) غير فخور بأنه رائد الجاسوسية ، فكان يشعر دائماً بقدر من الضعة في التجسس والتلصص ولو على الأعداء ، وكأنه كان يعتبره ترصداً في الظلام أو طعناً في الظهر ، ولو كان ضد الأعداء ، مما جعله يسجل بخط هيروغليفي واضح على جدران المعابد والآثار التي تركها – كل أعماله ، من بناء المدن ، ومخازن الغلال للشعب ،
وحروبه ، أما إنشاء المخابرات فقد أمر بكتابته بخط ثانوي ، وأخفاه تحت اسم ( العلم السري ) مفضلاً أن يذكره التاريخ بمنجزاته العمرانية والحربية والإدارية ، وما أداه من أجل رفاهية شعبه ، دون الإشارة إلى براعته في وضع أسس الجاسوسية.

ثاني عملية تجسس في التاريخ

إن اغلب الناس يظنون أن ظهور الجاسوسية بدأت في التسعينات أو على الأقل في الثمانينات ..لكن الذي لا يعرفونه هو أن الجواسيس معروفون منذ اقدم عصور التاريخ ..وعلى وجه التحديد منذ عرفت الحروب .. فقد اصبح التجسس عملية معترفاً بها ..وقد ورد أول قصه للجواسيس ، رواها التاريخ المكتوب في التوراه : كان موسى قد قاد الاسرائيليين حتى خرجوا من مصر ، ثم توقف بهم في منطقة مجدبة وكان " يهوا – أي الله – " هو الذي نصح موسى بأن يبعث بجواسيس إلى ارض كنعان ( فلسطين ) ، فإختار موسى بنفسه جواسيسه وكانوا يتكونوا من رجلاً واحداً من كل قبيله ، وأظهر موسى تقديره لأهمية البعثه حين اختار الرجال البارزين من قادة القبائل ، وحين زودهم بتعليمات كثيره دقيقه ..

يقول الكتاب المقدس : " ثم كلم الرب موسى قائلاً " :

Ø أرسل رجالاً ليتجسسوا ارض كنعان ، التي أنا معطيها لبنى إسرائيل ، رجلاً واحداً لكل سبط من آبائه ترسلون .

فأرسلهم موسى ليتجسسوا ارض كنعان ، وقال لهم :

Ø اصعدوا من هنا إلى الجنوب ، واصعدوا إلى الجبل ، وانظروا الأرض ما هي . والشعب الساكن فيها ، أقوي هو أم ضعيف ، قليل أم كثير . وكيف هي الأرض التي هو ساكن فيها ، أجيده أم رديئه . وما هي المدن التي هو ساكن فيها ، أمخيمات أم حصون . وكيف هي الأرض ، أسمينه أم هزيلة ، أفيها شجر أم لا . وتشددوا فخذوا من ثمر الأرض " .




ولا ينتظر من أي رئيس ضليع في الجاسوسية الحديثة ، أن يصدر إلى جواسيسه من التعليمات ما يفوق التعليمات التي أصدرها موسى في سنة 1400 ق . م وإن كان الأمر يتطلب بطبيعة الحال شيئاً من التعديل و التبديل ، يتناسب مع تغير الظروف وتطور الحضارات .. لأن الواقع أن تعليمات موسى غطت الأمور الجوهرية في مهمة أي جــاســوس ..

بل أن تنظيمه للعملية كان يدل على ذكاء .. فلا شك في أن المعلومات التي تأتي بها عدة مصادر ، تفوق في القيمة والدقة ما يأتي به مصدر واحد .

وعاد جواسيس موسى ليقولوا :

Ø إن كنعان ارض يتدفق منها اللبن و الشهد ، وإن كان سكانها من العمالقة الجبابرة الضخام .

وبعد 40 عاماً قضاها الإسرائيليون في تردد و توجس ، تغلبت الرغبة في اللبن و الشهد على الخوف من الجبابرة ، بتأثير جاسوسين معينين هما ( كالب و يوشع ) وكان أن تقدم الإسرائيليون ودخلوا فلسطين .

كانت هذه هي ثاني قصة جاسوسية في التاريخ .. ومن بعدها توالت العمليات..

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.ok1313.yoo7.com
Tweety
Admin
Admin
Tweety


انثى
عدد الرسائل : 3271
العمر : 52
إحترام قوانين الموقع :
الجاسوسية وحكايات أخرى Left_bar_bleue100 / 100100 / 100الجاسوسية وحكايات أخرى Right_bar_bleue

Personalized field : الجاسوسية وحكايات أخرى 15781610
مزاجى : الجاسوسية وحكايات أخرى Qatary32
الوظيفة : الجاسوسية وحكايات أخرى Profes10
الهواية : الجاسوسية وحكايات أخرى Readin10
علم الدولة : الجاسوسية وحكايات أخرى Male_e10
النادى المفضل : الجاسوسية وحكايات أخرى 2mzy802
إلحـــــالة : الجاسوسية وحكايات أخرى 6ohlxs
الأوسمة الحــاصل عليــها : الجاسوسية وحكايات أخرى 29djrc8
السٌّمعَة : 7
نقاط : 3799
تاريخ التسجيل : 23/08/2008

بطاقة الشخصية
GAME OVER:
HERO 4 EVER:
HERO 4 EVERالجاسوسية وحكايات أخرى Empty
الجاسوسية وحكايات أخرى Empty

الجاسوسية وحكايات أخرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجاسوسية وحكايات أخرى   الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالسبت نوفمبر 14, 2009 3:58 pm

أصول الحرب وصن تزو

يعتبر ( صن تزو ) رائد الجاسوسية الصينية ، ولا يعني ذلك أن الصين لم تعرف الجاسوسية قبل عام ( 510 ق.م ) فعمر الجاسوسية في الصين حوالي 2500 سنة ، لكن الفضل يرجع ( صن تزو ) في تكوين أول شبكة مخابرات كاملة في الصين . ألف كتابا عنوانه : ( أصول الحرب ) ، وهو أقدم كتاب عرف عن فن الحرب عموماً ، وما يزال مطلوباً للقراءة في أكاديميات عسكرية كثيرة ، استفاد منه ( ماوتسى تونغ ) في زحفه الطويل ، وطبقه اليابانيون قبل مهاجمة ( بيرل هاربر ) وهو كتاب شامل مفيد حتى أن قيادة الطيران الملكي البريطاني وزعته بعد تبسيطه على ضباطها في ( سيلان ) أثناء الحرب العالمية الثانية .





كرس الكتاب جهداً كبيراً لإيضاح أهمية الجواسيس ، وطالب بتقسيمهم إلى خمسة أقسام :

Ø جواسيس محليون : مواطنون محليون يتقاضون مكافآت على المعلومات .

Ø جاسوس داخلي : خائن في صفوف العدو .

Ø جاسوس محول : عميل أمكن إقناعه بتغيير .

Ø جاسوس هالك : عميل اعتاد تزويد العدو بمعلومات زائفة ، من المحتمل قتله فيما بعد .

Ø جاسوس باق : مدرب ، يعتمد عليه في العودة من مهمته بأمان .

ولد ( صن تزو ) في ولاية على مصب النهر ( الأصفر ) لكنه أمضي معظم حياته في خدمة ( هو – لو ) ملك ولاية ( وو ) المجاورة .

قاد ( صن تزو ) جيش ( هو – لو ) واحتل مدينة ( ينج ) عاصمة ولاية ( تشو ) غربا ، وزحف نحو الشمال مكتسحاً جيوش مقاطعتي ( تشي ) و ( تشين ) .

يعتقد ( صن تزو ) بأن شن حرب بطريقة اقتصادية ، مع الدفاع عن البلاد ضد الآخرين ، يتطلب ضرورة استخدام نظام تجسس دائم ، يرصد أنشطة الأعداء والجيران على السواء ، وأكد أهمية التقسيم المذكور ، وضرورة اعتبار الجاسوسية عملاً شريفاً ، وملاحظة استمرار تقريب العملاء من زعمائهم السياسيين والقادة العسكريين .

أوصى ( صن تزو ) في كتابه بحسن معاملة العملاء المحولين ، ومنحهم المسكن المريح ، والعطاء الجزيل بين الحين والآخر ، لأن هذا أدعى إلى تثبيت ولائهم ، بل وإغرائهم بمحاولة استمالة زملائهم ورؤسائهم السابقين ، خاصة الذين يستجيبون منهم للرشوة بسهولة .


هانيبال القرطاجي

كان ( هانيبال ) قائداً عبقرياً ولوعاً بمفاجأة أعدائه وإشاعة الفزع في صفوفهم ، معتمداً في حروبه على التجسس .

قاد حملة عبرت مضيق جبل طارق وانتصر على الأسبان عام ( 220 ق.م ) ، واتجه شمالا إلى جنوب فرنسا ، وتسلق جبال الألب من الشمال إلى الجنوب رغم قسوة البرد القارس الذي فتك بكثير من الجنود والفيلة التي كان يستخدمها في حروبه ، وهبط إلى سهول إيطاليا ، محطماً كل جيوش الرومان التي تصدت له ، ويقدر ضحايا هذه الحرب من أعدائه بثمانين ألف جندي من المشاة والفرسان .

أثناء غزو ( هانيبال ) لجزيرة ( صقلية ) ، تعذر عليه الاستيلاء على إحدى المدن رغم الحصار الطويل ، أراد أن يعرف سر قوة المدينة ومنعتها . فأرسل أحد رجاله فدخل المدينة وادعى أنه جندي مرتزق ، وعرض خدماته على حاكم صقلية وأقام في المدينة يتجول فيها ، ويدرس تحصيناتها وخطط الدفاع عنها ، ويرسل الإشارات إلى ( هانيبال ) عن طريق الدخان المتصاعد من نار يوقدها لطهو طعامه فوق تل المدينة ، دون أن يفطن إليه أحد .

وفي تقدمه نحو روما ، كان يمهد طريق النصر لجيشه ، بجيش آخر من الجواسيس ، يجمعون له المعلومات من وادي نهر ( البو ) وسهول الألب السفلى عن القوات ، ومعنويات الناس والجيش ، وخصوبة الأرض ، وأنواع المحاصيل ، ثم يضع خططه الحربية على ضوء ما يتوافر له من معلومات.




سيبيو أفريكانوس (قاهر الفيلة)

اكتسب ( سيبيو ) شهرته من كونه القائد الوحيد الذي انتصر على ( هانيبال ) وفي عقر داره .

ولذلك كرموه بلقب ( أفريكانوس ) ، وهو مدين بهذا الانتصار إلى جواسيسه .

كانت مشكلته في مواجهة جيش ( هانيبال ) تنحصر في الفيلة التي يستخدمها كسلاح مدرع كاسح . ولكي يتغلب ( سيبيو ) على مشكلة الفيلة أرسل جواسيسه إلى معسكر ( هانيبال ) حيث اختلطوا بسياس الفيلة ، وعلموا منهم أن نقطة ضعف الفيل تكمن في شدة انزعاجه وفزعه إذا سمع أصواتاً مدوية .

فلما التقى الجيشان ، أحدث جيش ( سيبيو ) ضجة هائلة بالطبول ، فساد الذعر والارتباك بين الفيلة ، وفقد جنود ( هانيبال ) السيطرة عليها ، وانتصر( سيبيو ) عام 203 ق.م .

وفي حملته ضد ( سايفاكس ) ملك ( نوميديا ) حليف ( هانيبال ) ، أرسل أخاه ( لاليوس ) مبعوثاً ظاهره التفاوض على الهدنة ، وباطنه التعرف على إمكانيات العدو ، وأرسل معه ضباطاً متخفين في ثياب عبيد حتى لا يشك فيهم ( سايفاكس ) لكنه تفنن في إبعاد ( لاليوس ) ورفاقه عن تحصينات معسكره ، فأوعز ( لاليوس ) إلى رجاله بوخز الخيل التي معهم كما لو كانت حشرة لدغتهم .

ولما صهلت الخيل خائفة راح رفاق ( لاليوس ) يطاردونها بطريقة طافوا معها في أرجاء المعسكر ، وتعرفوا على نقاط الضعف والقوة ، وفشلت مفاوضات الهدنة فهاجم ( سيبيو ) المدينة وأشعل في تحصيناتها النيران ، وأرغم ( سايفاكس ) على الصلح.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.ok1313.yoo7.com
Tweety
Admin
Admin
Tweety


انثى
عدد الرسائل : 3271
العمر : 52
إحترام قوانين الموقع :
الجاسوسية وحكايات أخرى Left_bar_bleue100 / 100100 / 100الجاسوسية وحكايات أخرى Right_bar_bleue

Personalized field : الجاسوسية وحكايات أخرى 15781610
مزاجى : الجاسوسية وحكايات أخرى Qatary32
الوظيفة : الجاسوسية وحكايات أخرى Profes10
الهواية : الجاسوسية وحكايات أخرى Readin10
علم الدولة : الجاسوسية وحكايات أخرى Male_e10
النادى المفضل : الجاسوسية وحكايات أخرى 2mzy802
إلحـــــالة : الجاسوسية وحكايات أخرى 6ohlxs
الأوسمة الحــاصل عليــها : الجاسوسية وحكايات أخرى 29djrc8
السٌّمعَة : 7
نقاط : 3799
تاريخ التسجيل : 23/08/2008

بطاقة الشخصية
GAME OVER:
HERO 4 EVER:
HERO 4 EVERالجاسوسية وحكايات أخرى Empty
الجاسوسية وحكايات أخرى Empty

الجاسوسية وحكايات أخرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجاسوسية وحكايات أخرى   الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالسبت نوفمبر 14, 2009 3:59 pm

يهوذا الإسخريوطي

استتر عيسى – عليه السلام – وحواريوه في البستان ليمضوا فيه الليل - وفجأة شق السكون صوت أقدام وقعقعة أسلحة ، وظهرت مجموعة من الرجال شاهرين سيوفهم .. ووقفوا على بعد خطوات .. وتقدم ( يهوذا الاسخريوطي ) من السيد المسيح ، عانقه ، وقبله قبلة الرياء المسمومة والتي لم تكن سوى الإشارة المتفق عليها بين ( يهوذا ) والجند ، للإرشاد إلى شخص المسيح ..


ترى ما الذي دفع ( يهوذا ) إلى ارتكاب أبشع خيانة عرفها التاريخ ؟؟ ... كرس ( عيسى ) – عليه السلام – كل جهده لدعوة الناس إلى الفضيلة ، والسعي إلى رد اليهود عن ضلالتهم ، وإلى اتباع شريعة ( موسى ) السمحة ، التي حرفوها ، ونهاهم عن تركيز الاهتمام في جمع المال ، وكانوا قد حضوا الفقراء والمحتاجين على تقديم ما يملكون من نذر يسير إلى صندوق الهيكل ، ليتدفق الذهب إلى خزائنهم .

وكان من اليهود طائفة أنكرت القيامة ، واستبعدوا الحساب ، وكذبوا الثواب والعقاب ، ومنهم طائفة أخرى انغمست في الملذات والشهوات .

لم يترك ( عيسى ) – عليه السلام – سبيلا لهدايتهم إلا سلكه ، لينتشلهم من وهدة الضلال . وشعر كهنة اليهود بخطر انفضاح أسرارهم وزوال دولتهم ، فثارت ثائرتهم ، وقلبوا علية ولاة الروم ، وصوروه لرجال السياسة مؤلبا للجموع ، مثيراً للفتن ، منافساً للحكام .

وتحالف الكهنة والساسة ضده .. وشوا بالمسيح عند ( بلاطس النبطي ) الحاكم الروماني . رموه بالسحر ، واستطاع ( كيافاس ) كبير الكهنة اليهود إقناع الحاكم بأن انتشار دعوة ( عيسى ) سوف يؤدي إلى زوال حكمه وتقويض سلطانه. ونعتوه بأنه كافر بدينهم ، وأجمع الكل على التخلص منه .

بثوا من حوله العيون لرصد تحركاته والإيقاع به ثم قتله . وبذلوا الوعود بالأموال والأماني عن الناس ، حتى لا يثير قتله ثورة . ومما يؤسف له أن يستجيب لغوايتهم ( يهوذا الإسخريوطي ) أحد حوارييه الاثنى عشر ... دلهم عليه وتقدم الجند نحوه ليقبضوا عليه لكن قدرة الله تجلت فأنجاه من كيد الكائدين .

أخفاه سبحانه وتعإلى عن أعين الناظرين ، وأوقع أبصارهم على رجل شديد الشبه بالمسيح .. انقضوا على الرجل الشبيه بوحشية ، فانعقد لسانه من الخوف والفزع ولم يستطع الكلام .. وصلبوه فوق جبل الزيتون .. ولم يكن ذلك الرجل المجهول سوى ( يهوذا ) ، الجاسوس الخائن ..


ولكن ما الذي دفع ( يهوذا ) إلى ارتكاب هذه الخيانة التاريخية ؟؟

يعتقد البعض أنه تجسس ووشى بمعلمه من أجل المكافأة المرصودة رغم تفاهتها .. ومقدارها ثلاثون قصعة فضية .. ويرى البعض الآخر أن إرادة الله جعلت من ( يهوذا ) عبرة لعل الناس به يتعظون ويحذرون.


الجاسوسية في العصور الوسطى

اتسمت جيوش العصور الوسطى بقلة العدد ، وبدائية السلاح ، فكان لابد لمن يريد النصر الؤزر أن ينشط سلاحه الثالث .. سلاح المخابرات ، حتى يقصر أمد الحرب ، ويقلل الخسائر ، وتنجح خططه في مفاجأة العدو ، وتضيق الخناق عليه ، وقطع خطوط إمداده وتموينه ، وشل حركته ، وإجباره على الاستسلام . ويتوقف ذلك إلى حد كبير على مقدار ما يتوافر له من معلومات عن ظروف العدو ، والعدة ، والخطة ، والمواقيت ، والروح المعنوية للجند ، ومواطن القوة والضعف في الجيش ، وكشرط أساسي للنصر ، لابد أن يكون الاعتماد الأول - بعد مشيئة الله - على توفير أفضل حالات الاستعداد للجيش المحارب ، وإلا فلا قيمة لأثمن المعلومات ، والأمثلة على ذلك كثيرة .

هزيمــة الملك هــارولد

لم تعرف إنجلترا قبل الملك هارولد في القرن الحادي عشر حاكماً اهتم بالمخابرات مثل اهتمامه . توافرت لديه كل المعلومات عن خطة " وليم الفاتح " في الهجوم على إنجلترا: التوقيت ، ومكان نزول الجيش ، وعدد الجنود الذين جمعهم وليم الفاتح ، وخط سير المعركة . ومع ذلك خسر هارولد الحرب ، لا بسبب نقص المعلومات ودقتها ، ولا لخطأ ارتكبته مخابراته ، بل لأن جنوده سئموا القتال ، ودب فيهم المرض والهلاك ، بعد السير مسافات طويلة .

خــوارق النينجــا

فيما عدا الملك هارولد ، لم يكن بين حكام أوروبا من أهتم بالمخابرات في العصور الوسطى ، على عكس حكام الشرق ، إذ لابد وأن تكون تعاليم " صن تزو " الصينية قد انتشرت في شرق الصين وغربه ، وعرفها اليابانيون والمغول .

في اليابان ظهر فن " النينجا " ، وهو اسم مأخوذ من كلمة يابانية معناها " اللامرئي " أو فن " الاستخفاء " . كان يمارسه في اليابان ، في القرن الثاني عشر ، فئة من صفوة شباب الساموراي بدنيا واجتماعياً ، قيل انهم تدربوا حتى اكتسبوا القدرة على المشي فوق الماء ، والحصول على المعلومات أثناء التخفي ، والاختفاء والظهور حسب إرادتهم ، على الرغم مما في هذا الزعم من مبالغة وتحريف ، إلا أنهم خضعوا لتدريب شاق ، على أعمال فذه منذ الصغر ، كالمشي على الحبال المشدودة ، والتعلق في فروع الأشجار بدون حركة لمدة طويلة ، والسباحة تحت الماء مسافات طويلة .

حتى صاروا سادة التخفي ، والتمويه ، والاستطلاع ، ومن هنا اكتسبوا اسمهم الخرافي : " النينجا " وبهذه القدرات برعوا في الخدمات التي أدوها ، سواء كانوا جواسيس أو مقاتلين ، كما أنها أكسبتهم منزلة عالية جدا في المجتمع الياباني .

جانكيـــز خـــان

ويتجلى استخدام المغول للجاسوسية بأوضح معانيه في عهد جانكيز خان .

فما كان لذاك " الإمبراطور المقاتل المغوار " - وهذا هو اسمه بلغته - أن يبسط سلطانه على الأرض ما بين منغوليا وأبواب العالم العربي ، بدون خطط محكمة .. وكانت الخطط المحكمة تحتاج بالضرورة إلى معلومات دقيقة ، يستقيها جواسيس أكفاء ، ويجمعها عملاء أذكياء من جنسيات مختلفة ، كمقدمة وأساس لغزواته .

كما كان يكلف التجار المتجولين ، ينتشرون في البلاد التي يوشك أن يغزوها ، يسجلون المعلومات اللازمة ، ويدونون مشاهداتهم وما يسمعون ، ويرسلونها إليه . وكثيرا ما لجأ جانكيز خان إلى إيفاد بعض أمهر قواده في مهام جاسوسية صعبة ، ومن هؤلاء : قائد اسمه " سبتاي " وآخر اسمه " نويون" سبتاي يخدع التتار : كان " سبتاي " من أبرز قادة جيش " جانكيز خان " .

فلما عزم الأخير على شن الحرب على التتار ، افتعل خلافا مع " سبتاي " ، وكلفه باللجوء إلى قائد التتار ، وزعم أنه تخلى عن جانكيز خان وانشق عليه .

وأنه يرغب في الانضمام إليه . وإثباتا لحسن نيته قدم له معلومات مزيفة خلاصتها أن جيش المغول بعيد عنهم ، وصار يزود جانكيز خان بالمعلومات سرا . وفوجئ التتار بجيش المغول يحدق بهم ، فأدركوا أن " سبتاي " لم يكن سوى جاسوس خدعهم . لكن بعد فوات الأوان .

نويون في الصين : أما " نويون " ، فقد ارسله " جانكيز خان " على رأس قوة مغولية من الفرسان ، لمساعدة إمبراطور الصين في القضاء على تمرد حاكم الإقليم الجنوبي . وكان جانكيز خان يضمر شرا للإمبراطور الصيني ، فأوصى " نويون " بالحصول على كل المعلومات اللازمة لشن هجوم على الصين ، ونفذ " نويون " الوصية ، واستفاد " جانكيز خان " من المعلومات في وضع خطته.

المخابرات في صدر الإسلام
ازدادت حاجة المسلمين إلى الاستخبار منذ خرج النبي ( محمد صلي الله عليه وسلم ) من مكة مهاجراً إلى المدينة يرافقه صاحبه ( أبو بكر الصديق ) وبعدها حدثت عدة عمليات .. منها :

Ø
أخبار أيام الهجرة الأولى : في الطريق إلى المدينة كمنا في غار حراء ثلاثة أيام . وكان ( عبد الله بن أبي بكر ) يحمل لهما أخبار أحوال المسلمين والكفار في مكة أولاً بأول .


Ø سرية عبد الله بن جحش : في السنة الثانية للهجرة ، كلف النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ( عبد الله بن جحش ) ، برصد تحركات قريش ، ومعرفة أخبارهم إذا يروى أن رسول الله دفع إلى ( ابن جحش ) كتاباً أمره ألا يفتحه إلا بعد مسيرة يومين ، وينفذ ما فيه . ولما فتح الكتاب في حينه ، قرأ نصه : " إذا نظرت في كتابي هذا ، فامض حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف ، فترصد بها قريشا ، وتعلم لنا من أخبارهم " . أعلن ( عبد الله بن جحش ) محتوى الكتاب على رفاقه ، وساروا نحو غايتهم السامية في مهمتهم الاستطلاعية لقوات المشركين ، والتقوا بثلاثة تخلفوا عن قافلة لقريش حتى يحصلوا على معلومات عن قوات المسلمين ، فاشتبك معهم ( عبد الله بن جحش ) ورجاله ، وقتل أحدهم ، واقتاد الآخرين إلى النبي ( صلي الله عليه وسلم ) يستجوبهم .

Ø عيون علي أبي سفيان : في غزوة بدر الكبرى ، خرج ( صلى الله عليه وسلم ) من المدينة ، وسار مع أصحابه حتى اقتربوا من ( الصفراء ) ، وبعث من يأتيه بأخبار ( أبي سفيان بن حرب ) ، وأخبرته العيون أن قريشاً سارت إلي ( أبي سفيان ) ليمنعوا إبله وتجارته حتى لا تقع في أيدي المسلمين .

Ø وفي غزوة بدر أيضاً ، أرسل النبي اثنين من المجاهدين للحصول على معلومات عن قوات المشركين ، فوجد أحدهما غلامين لقريش يستقيان من بئر بدر ، فأحضرهما إلى الرسول الكريم ، وسألهما عن عدد الجمال التي ينحرونها للجيش ، فأجابا بأنهم ينحرون يوماً تسعاً ويوماً عشراً .. ومن ذلك أدرك ( عليه الصلاة والسلام ) أن عدد مقاتلي المشركين يتراوح بين 900 - 1000 ، لأن عادة العرب أن يخصصوا بعيرا لكل مائة رجل .

Ø علي بن أبي طالب في مهمة : عملية التمويه التي قام بها ( علي بن أبي طالب ) - كرم الله وجهه - لم تكن عملية المخابرات الأولى ولا هي الأخيرة ، إذ أن النبي عليه الصلاة والسلام أمره بعد موقعة أحد ، أن يقتفي أثر الكفار ويستطلع نواياهم ، فوجد أنهم جنبوا الخيل وامتطوا الإبل ، فعرف أنهم عائدون إلى مكة ، بعد أن مثلوا بكثير من قتلى المسلمين ، جدعت نساؤهم الأنوف ، وقطعن الآذان ، واتخذن منها قلائد .. وبقرت ( هند ) بنت عتبة بطن ( حمزة ) عم رسول الله . وأمر رسول الله بتغطية جثمان ( حمزة ) ببرده ، ثم صلي عليه وعلى القتلى 72 صلاة ، وأمر بدفنهم .

Ø حيلة نعيم بن مسعود : علم النبي أن قريشاً عبأت جيوشها و ( بني غطفان ) ، وانشغلت بمحاولة استمالة قبيلتي ( بني قريظة ) و ( بني أشجع ) ، للتحالف معها والحنث بعهدهما للنبي ، توطئة لمهاجمة المسلمين في المدينة .. بادر النبي فأمر بحفر خندق حول يثرب ، كان الأول من نوعه ، وكان مفاجأه أذهلت الكفار وعوقتهم عن مهاجمة المدينة . كما جعلتهم صيداً سهلاً لسهام المسلمين ، وتحقق النصر للمسلمين ، خصوصاً وأن أمل قريش في استمالة ( غطفان ) و ( بني اشجع ) إلى جانبهم قد خاب بفضل ( نعيم بن مسعود ) .. فماذا فعل ؟؟.

Ø نعيم بن مسعود .. من وجهاء بني غطفان .. أسلم سرا ولم يشهر اسلامه بين قومه .. ذهب إلى النبي محمد وأكد له خبر محاولة قريش وبني غطفان حض ( بني قريظة ) و ( بني اشجع ) على خيانة المسلمين والنكوص بعهدهم ، وقال ( نعيم ) إنه طوع أمر رسول الله ، فكلفه الرسول بإفساد مؤامرتهم بالحيلة إذا استطاع . ذهب ( نعيم ) إلى ( بني قريظة ) أعزل من أي سلاح .. إلا سلاح المكر والدهاء ، فأوقع بينهم وبين قريش وغطفان ، زرع في نفوسهم الشك والارتياب ، وحذرهم من أنهم سوف يتخلون عنهم حين تدور الدوائر ، بعد أن يكونوا قد خسروا حلف المسلمين وحسن جوارهم ، وتأكيداً لصدق رأيه نصحهم بأن يطلبوا من قريش وغطفان رهناً من أشرافهم ، يظلون بأيديهم حتى يضمنوا صدقهم واستمرار نصرتهم . تركهم ( نعيم ) بعد أن أقنعهم بحيلته ، وذهب إلى قريش وغطفان ، وأخبرهم أن بني قريظة يضمرون لهم شراً ، وأنهم رافضون للحلف المعروض عليهم ، راغبون في استمرار تحالفهم مع المسلمين ، وقد أرسلوا إلى النبي يؤكدون وفاءهم بالعهد ، واستعدادهم لأخذ رجال من أشراف قريش وغطفان وتقديمهم ليضرب المسلمون أعناقهم .




أوفدت قريش وغطفان ( عكرمة بن أبي جهل ) في رهط منهم إلى ( بني قريظة ) يستنفرهم للقتال ، فامتنعوا بحجة أنهم لا يقاتلون يوم السبت ، واشترطوا إعطاءهم رهناً من رجالهم يحتفظ بهم ( بنو قريظة ) ضماناً لعدم التخلي عن العهد إذا اشتدت المحنة .. ورفضت قريش وغطفان شرط الرهن .. واقتنعت كل الأطراف بصدق ( نعيم بن مسعود ) ، ودب التخاذل في صفوف الأحزاب ، ثم كانت مفاجأة الخندق ، وتحقق نصر المسلمين .

ومما يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمد في غزواته وغاراته على القوافل المكية على المعلومات التي كان يزوده بها أعوانه في مكة ، بينما لم يكن للكفار من يزودهم بأخبار المسلمين والأنصار في المدينة .

وكان النبي صلي الله عليه وسلم يوصي المسلمين بكتمان أسرارهم ، لعلهم يصيبون العدو على غير استعداد ، وينتصرون دون سفك دماء أو إزهاق أرواح ، كما حدث قبيل فتح مكة ، إذ صدر عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أمر كريم " أن يحفظ المسلمون أسرارهم ، ويضنوا بمخبآت ضمائرهم ، لعلهم يصيبون قريشاً على غير استعداد ، ويدخلون مكة من غير كيد أو عناد .. فلا يسفك في البلد الحرام دماً ، ولا يزهق روحاً ، ولا يثير حرباً ، ولا يذكى ضرام عداء "


تقرير بشر الخزاعي : ومن نماذج تقارير رجال مخابرات جيش النبي صلي الله عليه وسلم قول ( بشر الخزاعي ) لرسول الله صلي الله عليه وسلم :

" لقد دلفت إلى قريش أتسقط أسرارها ، وأتعرف أخبارها ، وما راعني إلا أن خبر مسيرك قد ترامى إليهم ، وحديث رؤياك قد هبط عليهم ، ولا أدري كيف وقع عليهم الخبر ، ولا كيف استنشقوا حديث الرؤيا .. إنهم يا رسول الله خرجوا ومعهم النياق بأولادها ، ولبسوا جلود النمور ، وعاهدوا أنفسهم ألا تدخل عليهم مكة أبداً .

وهذا ( خالد بن الوليد ) وهو من يعدونه بمهمتهم ، وفارس حلبتهم ، قد خرج يستقبلك بخيله ، ولعله الآن في ( كراع الغميم ) .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.ok1313.yoo7.com
Tweety
Admin
Admin
Tweety


انثى
عدد الرسائل : 3271
العمر : 52
إحترام قوانين الموقع :
الجاسوسية وحكايات أخرى Left_bar_bleue100 / 100100 / 100الجاسوسية وحكايات أخرى Right_bar_bleue

Personalized field : الجاسوسية وحكايات أخرى 15781610
مزاجى : الجاسوسية وحكايات أخرى Qatary32
الوظيفة : الجاسوسية وحكايات أخرى Profes10
الهواية : الجاسوسية وحكايات أخرى Readin10
علم الدولة : الجاسوسية وحكايات أخرى Male_e10
النادى المفضل : الجاسوسية وحكايات أخرى 2mzy802
إلحـــــالة : الجاسوسية وحكايات أخرى 6ohlxs
الأوسمة الحــاصل عليــها : الجاسوسية وحكايات أخرى 29djrc8
السٌّمعَة : 7
نقاط : 3799
تاريخ التسجيل : 23/08/2008

بطاقة الشخصية
GAME OVER:
HERO 4 EVER:
HERO 4 EVERالجاسوسية وحكايات أخرى Empty
الجاسوسية وحكايات أخرى Empty

الجاسوسية وحكايات أخرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجاسوسية وحكايات أخرى   الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالسبت نوفمبر 14, 2009 4:00 pm

ما هي الجاسوسية



مثيرة جداً ...قصص الجواسيس والخونة ... فهي تستهوي العقول على اختلاف مداركها ... وثقافاتها .... وتقتحم معها عوالم غريبة ... غامضة ... تضج بعجائب الخلق ... وشذوذ النفوس.
إنه عالم المخابرات والجاسوسية ... ذلك العالم المتوحش الأذرع ... غريم الصفاء ... والعواطف ... الذي لا يقر العلاقات أو الأعراف ... أو يضع وزناً للمشاعر ... تُسيّجه دائماً قوانين لا تعرف الرحمة ... أساسها الكتمان والسرية والجرأة ... ووقوده المال والنساء منذ الأزل. وحتى اليوم ... وإلى الأبد... فهو عالم التناقضات بشتى جوانبها ... الذي يطوي بين أجنحته الأخطبوطية إمبراطوريات وممالك .. ويقيم نظماً ... ويدحر جيوشاً وأمماً ... ويرسم خرائط سياسية للأطماع والمصالح والنفوذ.
والتجسس فن قديم ... لا يمكن لباحث أن يتكهن بتاريخ ظهوره وبايته على وجه الدقة ... فقد تواجد منذ خلق الإنسان على وجه الأرض ... حيث بدأ صراع الاستحواذ والهيمنة .. وفرض قانون القوة ... باستخدام شتى الأساليب المتاحة ... وأهمها الجاسوس الذي يرى ويسمع وينقل ويصف ... فقد كان هو الأداة الأولى بلا منازع.
وفي القرن العشرين حدثت طفرة هائلة في فن التجسس ... قلبت كل النظم القديمة رأساً على عقب ... فبظهور التليفون والتلغراف ووسائل المواصلات السريعة... تطورت أجهزة الاستخبارات بما يتناسب وتكنولوجيا التطور التي أذهلت الأدمغة ... للسرعة الفائقة في نقل الصور والأخبار والمعلومات خلال لحظات.
ومع انتهاء الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918) نشطت أجهزة الاستخبارات بعدما تزودت بالخبرة والحنكة ... وشرعت في تنظيم أقسامها الداخلية للوصول إلى أعلى مرتبة من الكفاءة والإجادة ... ورصدت لذلك ميزانيات ضخمة ... للإنفاق على جيوش من الجواسيس المدربين ... الذين انتشروا في كل بقاع الأرض ... ولشراء ضعاف النفوس والضمائر ... كل هؤلاء يحركهم طابور طويل من الخبراء والعلماء ... تفننوا في ابتكار وإنتاج أغرب الوسائل للتغلغل ... والتنصت ... وتلقط الأخبار ... ومغافلة الأجهزة المضادة.
ففي تطور لم يسبق له مثيل ... ظهرت آلات التصوير الدقيقة التي بحجم الخاتم... وكذلك أجهزة اللاسلكي ذات المدى البعيد والفاعلية العالية ... وأجهزة التنصت المعقدة ... وأدوات التمويه والتخفي السرية التي تستحدث أولاً بأول لتخدم أجهزة الاستخبارات ... وتعمل على تفوقها وسلامة عملائها.
تغيرت أيضاً نظريات التجسس ... التي اهتمت قديماً بالشؤون العسكرية في المقام الأول ... إذ اتسعت دائرة التحليل الاستراتيجي والتسلح ... وشملت الأمور الاقتصادية والاجتماعية والفنية والعلمية والزراعية ... الخ... فكلها تشكل قاعدة هامة ... وتصب في النهاية كماً هائلاً من المعلومات الحيوية... تتضح بتحليلها أسرار شائكة تمثل منظومة معلوماتية متكاملة.
وفي النصف الأخير من القرن العشرين ... طورت أجهزة الاستخبارات في سباق محموم للتمييز والتفوق ... وظهرت طائرات التجسس ... وسفن التجسس... ثم أقمار التجسس التي أحدثت نقلة أسطورية في عالم الجاسوسية لدى الدول الكبرى ... استلزمت بالتالي دقة متناهية في التمويه اتبعتها الدول الأقل تطوراً ... التي لجأت إلى أساليب تمويهية وخداعية تصل إلى حد الإعجاز... كما حدث في حرب أكتوبر 1973 على سبيل المثال.
بيد أنه بالرغم من كل تلك الوسائل التكنولوجية المعقدة ... يقول خبراء الاستخبارات إنه لا يمكن الاستغناء عن الجاسوس ... فأجهزة الاستخبارات تتحصل على 90% من المعلومات بواسطة التنصت وأقمار التجسس ... وشتى الأجهزة المزروعة، و 5% عن طريق وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ... بقيت إذن 5% من المعلومات السرية التي لا يمكن الحصول عليها ...لك ... يجند الجواسيس لأجل تلك النسبة المجهولة ث تكمن أدق المعلومات وأخطرها .
وبينما كان الصراع على أشده بين الشرق والغرب ... بين حلف وارسو وحلف شمال الأطلسي ... كان في الشرق الأوسط أيضاً صراع أشد قوة وحدة وعدائية بين العرب وإسرائيل... العرب يريدون دجر إسرائيل التي زرعها الاستعمار في قلب الوطن العربي ... تشبثت بالأرض... وتنتهج سياسة المجازر والعدوان ... وتنتهك كل القوانين والأعراف الدولية في وقاحة .
العرب كانوا يتسلحون بأسلحة الكتلة الشرقية ... ويزود الغرب إسرائيل بالسلاح ويساندها في المحافل الدولية.
فاشتعل الصراع ... وتأججت الحروب السرية بين المخابرات العربية والإسرائيلية ... وكانت بلا شك حروب شديدة الدهاء ... موجعة الضربات ... تقودها أدمغة ذكية تخطط ... وتدفع بمئات الجواسيس إلى أتون المعركة ... يتحسسون نقاط الضعف والقوة ... ويحصدون المعلومات حصداً ... .
ونظراً لظروف الاحتلال الأجنبي والاستعمار الطويل ... نشأت المخابرات العربية حديثاً في منتصف الخمسينيات ... وفي غضون سنوات لا تذكر ... استطاعت أن تبني قواعد عملها منذ اللبنة الأولى ... ودربت كوادرها المنتقاة بعناية ومن أكفأ رجالاتها ... وانخرطت في حرب ضروس مع مخابرات العدو الغاصب .
وبعبقرية فذة .. قامت المخابرات المصرية بعمليات جريئة لن يغفلها التاريخ ... عمليات طالت مصالح العدو في الخارج ... وداخل الدولة الصهيونية نفسها ... ووصلت تلك العمليات إلى حد الكفاءة الماهرة والاقتدار ... عندما فجر رجال مخابراتنا البواسل سفن العدو الحربية ... الرابضة في ميناء "إيلات" الإسرائيلي ... وإغراق المدمرة "إيلات" في البحر المتوسط قبالة سواحل بورسعيد ... وتفجير الحفار الإسرائيلي في ميناء "أبيدجان"... وزرع رأفت الهجان لعشرين عاماً في تل أبيب ... وتجنيد العديد من ضباط اليهود أنفسهم في إسرائيل ... أشهرهم الكسندر بولين .. وإسرائيل بيير ... ومردخاي كيدار .. وأولريتش شنيفت ... ومئات العمليات السرية التي لم يكشف عنها النقاب بعد ... كلها عمليات خارقة أربكت الدولة العبرية ... وزلزلت جهاز مخابراتها الذي روجت الإشاعات حوله ... ونعت بالأسطورة التي لا تقهر ... .
إن المخابرات الإسرائيلية ... نموذج غريب من نوعه في العالم أجمع ... لا يماثله جهاز مخابرات آخر .. شكلاً أو مضموناً ... فهي الوحيدة التي قامت قبل قيام الدولة العبرية بنصف قرن من الزمان ، والوحيدة التي بنت دولة من الشتات بالإرهاب والمجازر والأساطير ... إذ ولدت من داخلها عصابة من السفاحين والقتلة واللصوص .. اسمها اسرائيل .
ومنذ وضعت أولى لبنات جهاز المخابرات الإسرائيلية سنة 1897 في بال بسويسرا تفيض قذاراته ... وتثقله سلسلة بشعة من الجرائم التي ارتكبت بحق الفلسطينيين العزل .. بما يؤكد أن إسرائيل ما قامت لها قائمة إلا فوق جثث الأبرياء . وأشلاء أطفال دير ياسين وتل حنان وحساس وغيرها .....
لقد أباد اليهود من هذا الشعب ما يزيد على 262 ألف شهيد حتى عام 2001 ... خلافاً لمائتي ألف جريح ... و165 ألف معاق ... ومليونين ونصف من اللاجئين ... وأبيدت أكثر من 388 قرية عربية .. واغتيل المئات في العواصم الأوروبية والعربية .
هكذا عملت المخابرات الإسرائيلية على تحقيق الحلم المسعور .. حلم إقامة الدولة على أرض عربية انتزعت انتزاعاً ... بالتآمر والمال والخياننة .. واحتلت خريطة "من النيل إلى الفرات" مساحة كبيرة على أحد جدران (الكنيست) الإسرائيلي ... تُذكّر عصابات اليهود بحلم دولة إسرائيل الكبرى الذي ما يزال يراود آمالهم .. فأرض فلسطين المغتصبة ليست بحجم خيالهم .. فقط .. هي نقطة بداية وارتكاز ... يعقبها انطلاق وزحف في غفلة منا .
وفي كتبهم المقدسة .. زعموا أن نبيهم إسرائيل "يعقوب" سأل إلهه قائلاً:
"لماذا خلقت خلقاً سوى شعبك المختار... ؟" فقال له الرب: "لتركبوا ظهورهم، وتمتصوا دماءهم، وتحرقوا أخضرهم، وتلوثوا طاهرهم، وتهدموا عامرهم". "سفر المكابين الثاني 15-24".
وأصبحت هذه الخرافة المكذوبة على الله .. مبدأً وديناً عند اليهود ... الذين يفاخرون بأنهم جنس آخر يختلف عن بقية البشر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.ok1313.yoo7.com
Tweety
Admin
Admin
Tweety


انثى
عدد الرسائل : 3271
العمر : 52
إحترام قوانين الموقع :
الجاسوسية وحكايات أخرى Left_bar_bleue100 / 100100 / 100الجاسوسية وحكايات أخرى Right_bar_bleue

Personalized field : الجاسوسية وحكايات أخرى 15781610
مزاجى : الجاسوسية وحكايات أخرى Qatary32
الوظيفة : الجاسوسية وحكايات أخرى Profes10
الهواية : الجاسوسية وحكايات أخرى Readin10
علم الدولة : الجاسوسية وحكايات أخرى Male_e10
النادى المفضل : الجاسوسية وحكايات أخرى 2mzy802
إلحـــــالة : الجاسوسية وحكايات أخرى 6ohlxs
الأوسمة الحــاصل عليــها : الجاسوسية وحكايات أخرى 29djrc8
السٌّمعَة : 7
نقاط : 3799
تاريخ التسجيل : 23/08/2008

بطاقة الشخصية
GAME OVER:
HERO 4 EVER:
HERO 4 EVERالجاسوسية وحكايات أخرى Empty
الجاسوسية وحكايات أخرى Empty

الجاسوسية وحكايات أخرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجاسوسية وحكايات أخرى   الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالسبت نوفمبر 14, 2009 4:01 pm

وعندما نقرأ توصيات المؤتمر اليهودي العاشر في سويسرا عام 1912 .. لا نتعجب كثيراً... فالمبادئ اليهودية منذ الأزل تفيض حقارة وخسة للوصول إلى مآربهم ... وكانت أهم توصيات المؤتمر:
Øتدعيم النظم اليهودية في كل بلدان العالم حتى يسهل السيطرة عليها.
Øالسعي لإضعاف الدول بنقل أسرارها إلى أعدائها ... وبذر بذور الشقاق بين حكامها ... ونقل أنظمتها إلى الإباحية والفوضى.
Øاللجوء إلى التملق والتهديد بالمال والنساء ... لإفساد الحكام والسيطرة عليهم.
Ø إفساد الأخلاق والتهيج للرزيلة وتقوية عبادة المال والجنس.
Øليس من بأس أن نضحي بشرف فتياتنا في سبيل الوطن ... وأن تكون التضحية كفيلة بأن توصل لأحسن النتائج.
والتاريخ القديم يصف لنا باستفاضة .. كيف استغل اليهود الجنس منذ آلاف السنين لنيل مبتغاهم ... وتحقيق أهدافهم الغير شريفة ... ضاربين عرض الحائط بالقيم ... وبكل الفضائل والأعراف .
ففي عام 1251 قبل الميلاد ... كانت مدينة "أريحا" الفلسطينية مغلقة على اليهود العبرانيين ... وأراد "يشوع بن نون" غزو المدينة واحتلالها ...
ولما خُبر أن ملك المدينة يهوى النساء .. ولا يستطيع مقاومتهن ... كلف اثنين من أعوانه بالبحث عن فتاة يهودية – ذات جمال وإثارة – لتقوم بهذه المهمة ... فوقع اختيارهما على "راحاب" جميلة الجميلات ... التي استطاعت بالفعل الوصول إلى الملك ... وسيطرت على عقله بفتنتها الطاغية ... وملأت القصر باليهود من أتباعها تحجة قرابتهم لها ...
بهذه الوسيلة .. أمكن إدخال مئات اليهود إلى المدينة .. وتمكنت راحاب من قتل الملك ... ودخل يشوع منتصراً بواسطة جسد امرأة ... امرأة يفخر بها اليهود .. ويعتبرونها أول جاسوسة يهودية خلعت ملابسها في سبيل هدف "نبيل" لبني جلدتها.
إذن .. ليس بغريب الآن أن يضحي اليهود بشرف بناتهم .. للوصول إلى غاياتهم ... ولم لا وقد اعترفت كتبهم المقدسة بحالات مقززة من الزنا .. والزنا من المحارم... ؟؟!
فقد ادعوا أن "ثامار" ابنة "داود" قالت لأخيها عندما أخذ يراودها عن نفسها: قل للملك "والدهما" فإنه لا يمنعني منك (!!).
ادعوا أيضاً – وهم قتلة الأنبياء والرسل ...أن "داود" نفسه – حاشا لله – ارتكب الزنا مع امرأة تدعى "بتشبع" بعد أن أرسل زوجها الضابط "أوريا الحثي" في مهمة مميتة ... (!!).
وقالوا عن "يهوذا" إنه زنا زوجة ابنه "شوع" بعدما مات .. فحملت منه "حراماً" وهو عمها (!!).
وعن ملكهم "أبيشالوم" قالوا: إنه عندما دخل أورشليم "القدس" وهو منتصر على أبيه الذي قتل في المعركة.. فوجئ بكثرة حريم والده .. فاستشار "أخبطوفال" بما يفعله بهن ... فأفتى له بالدخول عليهن ... ففعل ... وأفسد فيهن كلهن جهاراً ... (!!).
نستطيع من هنا أن نستخلص حقيقة مؤكدة .. وهي أن الجنس في عمل المخابرات الإسرائيلية واجب مقدس .. باعتبار أنه عقيدة موروثة متأصلة .. اعترفت بها كتبهم المقدسة وأقرتها .. فإذا كانت رموزهم العليا قد اعترفت بالزنا ... وزنت هي بنفسها مع المحارم فماذا بعد ذلك... ؟
إن السقوط الأخلاقي في المجتمع الإسرائيلي الآن .. ما هو إلا امتداد تاريخي لسقوط متوارث صبغ بالشرعية .. وينفي بشدة أكذوبة الشعب المتدين التي يروح لها اليهود ... ويسوق لنا التاريخ كيف أنهم أجادوا مهنة الدعارة في كل مجتمع حلوا به...وكيف استغلوا نساءهم أسوأ استغلال...
فلعهد قريب مضى كان اليهودي في العراق يجلب "الزبائن" لبناته وأخواته... فكان يجلس أمام داره يغوي العابرين: "ليس أجمل من بناتي .. أيها المحظوظ أقبل ... ".
وفي المغرب كان اليهودي في "الدار البيضاء" و "أغادير" و "تطوان" أكثر حياء وأدباً... إذ كان يبعث ببناته إلى دور زبائنه في السر.
أما في اليمن فيصف لنا التاريخ .. كيف كانت تباع بكارة الفتيات اليهوديات بعدة حزم من "القات" ... إلا أن بكارة مثيلاتهن في ليبيا كانت محددة بـ "مدشار" من العدس والسكر والزيت .. وفي سوريا كان المقابل يصل إلى مقدار ما ينتجه "دونم" جيد من الفستق.
وكان الأمر في فلسطين بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى أسوأ ... فقد كان المقابل قطعة من "الأرض" .. أو شراكة في بستان أو معصر للزيوت.
هذه حقائق حفظها لنا التاريخ ... وهي بحاجة إلى التنسيق والجمع والتحقيق ... لتملأ مجلدات تنفي مزاعم اليهود بأنهم متدينون .. فليس هناك دين يبيح للمرأة أن تفتح ساقيها لكل عابر .. ويرخص للرجل أن ينقلب فواداً يؤجر جسد نسائه.
إنها عقيدة خاصة آمن بها بنو صهيون ... وجبلوا منذ فجر التاريخ على اعتناقها ... فالصهيوني لا يعترف بالشرف في سبيل نزواته وأطماعه... وهو إما فاجر قواد أو داعر معتاد.
وليس هناك أصدق مما قاله الزعيم الأمريكي بنيامين فرانكلين (1706 – 1790م) – بأن اليهود طفيليات قذرة (مصاصو دماء) Vampires ... وأنهم "أطاحوا بالمستوى الخلقي في كل أرض حلوا بها. “In which every land the jews have settled they depressed the moral level”. جاء ذلك في خطاب يعتبر وثيقة تاريخية ... ألقاه فرانكلين عام 1789 عند وضع دستور الولايات المتحدة.
فلا غرابة إذن أن يسلك اليهود ذاك السلوك... بعدما قامت دولتهم فوق أرض مغتصبة ... كان عليهم أن يتمسكوا بها .. ويجاهدوا في سبيل استقرارهم عليها... وكان الجنس أحد أهم أدواتهم للوقوف على أسرار المحيطين بهم ونواياهم ... من خلال ضعاف النفوس الذين سقطوا في شباكهم ... وانقلبوا إلى عبدة للذة ... وعبيد للمال.
والأمر برمته ليس كما نتخيل – مجرد لقاء جسدي بين رجل وامرأة – بل هو أكبر من تصورنا، وتخيلنا البسيط للحدث. فالجنس، أقامت له الموساد مدارس وأكاديميات لتدريسه، ولشرح أحدث وسائل ونظريات السقوط بإغراءات الجسد.
فغالبية أجهزة المخابرات في العالم تستعين بالساقطات والمنحرفات جنسياً لخدمة أغراضها حيث يسهل إغراؤهن بالمال، أو التستر على فضائحهن. أما في الموساد فلا... إذ يتم اختيارهن من بين المجندات بجيش الدفاع الإسرائيلي ... أو الموظفات بالأجهزة الأمنية والسفارات، أو المتطوعات ذوات القدرات الخاصة، ويقوم على تدريبهن خبراء متخصصون بعد اجتياز اختبارات مطولة تشمل دراسات معقدة عن مستوى الذكاء، وصفاتهن Attributes المعبرة عن نفسها في مختلف الأمزجة، وكذا أنماط الطباع، وسرعة التصرف والاستجابة. تدرس لهن أيضاً فنون الإغراء وأساليبه، بالإضافة إلى لعلم النفس، وعلم الاجتماع وعلم الأمراض النفسية Peyschopathology ومنها طرق الإشباع الجنسي، ونطريات الجنس في أعمال السيطرة، والصدمات العالية للسيطرة والتي توصف بأنها آليات زناد إطلاق النار Trigger واكتشاف مرضى القهر Compulsion الاجتماعي أو السياسي أو الديني لسهولة التعامل معهم، وكذا المصابين بإحباطات الشعور بالنقص Deficiency وذوي الميول الجنسية المنحرفة التي لا تقهرها الجماعة Normal hetro sexual coitus إلى جانب التمرينات المعقدة للذاكرة لحفظ المعلومات وتدوينها بعد ذلك، وتدريبات أكثر تعقيداً في وسائل الاستدراج والتنكر والتلون وإجادة اللغات.
إنهن نسوة مدربات على التعامل مع نوعية خاصة من البشر، استرخصت بيع الوطن في سبيل لذة الجنس. ومن هنا ندرك أنهن نساء أخريات يختلفن عن سائر النساء.
وعنهن يقول "مائير عاميت إن المرأة سلاح هام في أعمال المخابرات الإسرائيلية ... فهي تمتلك ملكات يفتقر اليها الرجال ... بكل بساطة .. إنها تعرف جيداً كيف تنصت للكلام ... فحديث الوسادة لا يمثل لها أدنى مشكلة .. ومن الحماقة القول بأن الموساد لم توظف الجنس لمصلحة إسرائيل .. فنحن لدينا نساء متطوعات راجحات العقل ... يدركن الأخطاء المحدقة بالعمل ... فالقضية لا تنحصر في مضاجعة شخص ما ... إنما دفع الرجل إلى الاعتقاد بأن هذا يتم مقابل ما يتعين أن يقوله... وكانت "ليلى كاستيل" أسطورة نساء الموساد بحق ... فبعد سنوات من وفاتها عام 1970 كان الجميع يتحدثون عن "مواهبها" الاستثنائية ... فقد كانت تتحدث العبرية والفرنسية والانجليزية والألمانية والايطالية والعربية... وكانت جذابة وذكية ... وجديرة بثقة الموساد ... وكان سلفى "هاريل" يستخدم عقلها وأنوثتها في "مهمات" خاصة في أوروبا".
وفي هذه الزاوية من موقع يا بيروت ... اخترنا شرائح متباينة لبعض الخونة .. الذين فقدوا نخوتهم .. وتخلوا عن عروبتهم ...لعملوا لصالح الموساد إما عن قصد ... او لنقص الدافع الوطني .. أو سعياً لتحقيق حلم الإثراء .. وربما لجنوح مرضي معوج .. وقد كان الجنس عاملاً مشتركاً في أغلب الحالات ... وأحد ركائزها الأساسية .. ومن بعده المال.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.ok1313.yoo7.com
Tweety
Admin
Admin
Tweety


انثى
عدد الرسائل : 3271
العمر : 52
إحترام قوانين الموقع :
الجاسوسية وحكايات أخرى Left_bar_bleue100 / 100100 / 100الجاسوسية وحكايات أخرى Right_bar_bleue

Personalized field : الجاسوسية وحكايات أخرى 15781610
مزاجى : الجاسوسية وحكايات أخرى Qatary32
الوظيفة : الجاسوسية وحكايات أخرى Profes10
الهواية : الجاسوسية وحكايات أخرى Readin10
علم الدولة : الجاسوسية وحكايات أخرى Male_e10
النادى المفضل : الجاسوسية وحكايات أخرى 2mzy802
إلحـــــالة : الجاسوسية وحكايات أخرى 6ohlxs
الأوسمة الحــاصل عليــها : الجاسوسية وحكايات أخرى 29djrc8
السٌّمعَة : 7
نقاط : 3799
تاريخ التسجيل : 23/08/2008

بطاقة الشخصية
GAME OVER:
HERO 4 EVER:
HERO 4 EVERالجاسوسية وحكايات أخرى Empty
الجاسوسية وحكايات أخرى Empty

الجاسوسية وحكايات أخرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجاسوسية وحكايات أخرى   الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالسبت نوفمبر 14, 2009 4:03 pm

وبرؤية جديدة .. من خلال منظور قصصي – يمتزج بالوقائع التاريخية – تغلغلنا إلى أعماق هؤلاء ... في محاولة جادة لكشف نوازعهم ...واستبيان صراعاتهم ومعاناتهم ... ومس أمراضهم القميئة ... وتعرية قمة حالات خُورهم.
وكذا .. تسليط الضوء على أسباب ومراحل سقوطهم .. واستغراقهم في جُب الجاسوسية .. تغلفهم نشوة الثقة الكاذبة وأوهام الطمأنينة ... إلى أن تزلزلهم الصدمة .. وأيدي رجال المخابرات المصرية تقتلعهم من جذور الوهم ... فتعلو صراخاتهم النادمة اللاهثة ... وقد انحشروا في النفق الضيق المظلم المخيف ... لحظة النهاية المفجعة.
واعترافاً بإنجازاتهم الخارقة .. كان القصد إبراز جور رجال المخابرات ... في الحفاظ على منظومة الأمن القومي .. بكشف ألاعيب الموساد ومخططاتها ... وتأمين الوطن ضد عبث العابثين .. في حرب سرية شرسة .. سلاحها الذكاء والدهاء والمهارة ... وحقائقها أضخم من التخيل ... وأعظم أثراً في دهاليز السياسة .. والمعارك .
1)إسرائيل: أطلقها اليهود على أرض فلسطين المغتصبة... وإسرائيل هو نبي الله يعقوب عليه السلام وهو ابن إسحق ابن ابراهيم عليه السلام... وقد اتخذ اليهود اسم اسرائيل لدولتهم حتى لا يجرؤ المسلمون على ذكره بالإساءة ... لأنهم مأمورون باحترام الأنبياء .. وهدفهم – إذا ما ندد العرب بالاحتلال – أن يظهروا للعالم أن المسلمين لا يمتثلون لله في احترام أنبيائه.
2)أنشئ جهاز المخابرات اليهودي بتوصية من المؤتمر اليهودي الأول ... الذي انعقد يوم الأحد 29 أغسطس 1897 في بال بسويسرا ... وكان جهازاً غير منظم مهمته الرئيسية العمل على تهجير اليهود إلى فلسطين ... وشراء الأراضي بها لتثبيت اليهود المهجرين في معسكرات ومستوطنات محصنة قوية .. وكانت المستوطنات ما هي إلا بداية الحلم ... فالمستوطنة هي الوطن الأول المصغر ... أي إسرائيل الصغرى .. ومستوطنات وشعب وزراعة واقتصاد وسلاح وجيش يعني إسرائيل الكبرى . أما "الموساد" ... فهو بمثابة جهاز المخابرات المركزية ... وتم إنشاؤها عام 1937 وأطلق عليه وقتئذ: موساد ليلياه بيث: Mussad Lealiyah Beth أي منظمة الهجرة الثانية ... وكان أول مركز للقيادة في جنيف، ثم انتقل إلى استانبول بهدف مساعدة يهود البلقان على الهرب عبر تركيا .. وكان ذلك قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية ... ثم اتجهت مهمة الموساد بعد ذلك إلى تنسيق نشاط الاستخبارات الاستراتيجية والتكتيكية بشكل عام في الخارج، ويقع مقر الموساد الرئيسي بشارع الملك شاؤول في تل أبيب .. داخل ثكنة عسكرية محصنة محاطة بالأشجار العالية والأسوار .. وهي تقوم بالمهام الرسمية وغير المشروعة على حد سواء.
3)يقول المفكر اليهودي "موشي مينوحيم" في كتابه "انحطاط اليهودية": "... . لقد ارتكب اليهود جرائم لا تعد ولا تحصى بكامل وعيهم وإرادتهم .. ولا بد من محاكمتهم كما حوكم من قبل النازيون ... فلا يمكن أن تنطمس معالمها مهما طال الزمن... ومهما برعوا في التستر عليها ... وإخفاء معالمها.".
4)صهيون: جبل بالقرب من القدس .. والصهيونية حركة من الحركات التي سعى إليها بعض بني إسرائيل لتضليل العالم ... وليصبح لهم كيان ودولة وكتاب مقدس ... لإضفاء الحماية الشرعية لهم ضد المسلمين والمسيحيين... وكان أن حرفوا التوراة بما يتناسب مع أهوائهم واطماعهم وأظهروا ذلك في كتاب أسموه التلمود وهو الذي يدرسونه اليوم ويتخذونه نبراساً لهم وحجة في مواجهة ما جاء بالقرآن والإنجيل.
الجنرال مائير عاميت: رئيس جهاز الموساد (1963-1967) خلفاً لـ "أيسير هاريل" .. وهو من مواليد طبريا 1926. تطوع عام 1946 في منظمة الهاجاناه الإرهابية وحارب الجيوش العربية عام 1948 وجرح في جنين ... واستولى مع إحدى الفصائل على إيلات ... وكان قائد معركة الجنوب في حرب السويس 1956 وأصيب برصاص المصريين وظل يعالج بالمستشفى ستة عشر شهراً في أمريكا... بعدها تولى رئاسة مخابرات الجيش (أمان)... ثم رئاسة الموساد .. وكان له دور بارز في حرب 1967 ... وفي عهده زرع "لوتز" في مصر ووصلت الطائرة الحربية ميج 21 العراقية إلى إسرائيل. بعد ذلك عاش وحيداً في مزرعته ولم ينجب أطفالاً ..
كنت جاسوساً في إسرائيل
الجاسوسية وحكايات أخرى 1252



الجاسوسية وحكايات أخرى 1251



رفعت الجمال " رأفت الهجان "


لم يتوقع احد تلك العاصفة التي هبت داخل إسرائيل بحثا وسعيا لمعرفة حقيقة الشخصية التي أعلنت المخابرات العامة المصرية عام 1988 بأنها قد عاشت داخل إسرائيل لسنوات طوال أمدت خلالها جهاز المخابرات المصري بمعلومات مهمة كما أنها شكلت وجندت داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه اكبر شبكه تجسس شهدتها منطقة الشرق الأوسط.

وكان اسم (رأفت الهجان) هو الاسم المعلن البديل للمواطن المصري المسلم (رفعت على سليمان الجمال) ابن دمياط والذي ارتحل إلى إسرائيل بتكليف من المخابرات المصرية عام 1954 حاملا روحه على كفة.

وحقق الجمال نجاحات باهرة وبه استطاعت المخابرات المصرية أن تثبت عمليا كذب أسطورة التألق التي تدعيها إسرائيل لجهاز مخابراتها.

وفور إعلان القاهرة لهذه العملية المذهلة طالبت الصحفية الإسرائيلية "سمادر بيرى" - في موضوع نشرته بجريدة يدعوت احرونوت الإسرائيلية - آيسر هريتيل مدير المخابرات الإسرائيلية في هذا الوقت أن ينفى ما أعلنته المخابرات المصرية وأكدت لمدير المخابرات الإسرائيلية أن هذه المعلومات التي أعلنتها القاهرة تثبت تفوق المخابرات العربية المصرية في أشهر عملية تجسس داخل إسرائيل ولمدة تقرب من العشرين عاما.

واستهدفت الصحفية من نشر هذا الموضوع عرض الحقيقة كاملة ، حقيقة ذلك الرجل الذي عاش بينهم وزود بلاده بمعلومات خطيرة منها موعد حرب يونيو 1967 وكان له دور فعال للغاية في الإعداد لحرب أكتوبر 1973 بعد أن زود مصر بأدق التفاصيل عن خط بارليف ، كما انه كون إمبراطورية سياحية داخل إسرائيل ولم يكشف احد أمره .

وجاء الرد الرسمي من جانب المخابرات الإسرائيلية : أن هذه المعلومات التي أعلنت عنها المخابرات المصرية ما هي إلا نسج خيال ورواية بالغة التعقيد .. وان على المصريين أن يفخروا بنجاحهم!.





وبينما يلهث الكل وراء اي معلومة للتأكد من الحقيقة عن هذا المجهول المقيد في السجلات الإسرائيلية باسم "جاك بيتون" بصفته إسرائيلي ويهودي ، نشرت صحيفة "الجيروزاليم بوست" الإسرائيلية موضوعا موسعا بعد أن وصلت إلى الدكتور "ايميرى فريد" شريك الجمال في شركته السياحية "سي تورز" وبعد أن عرضوا علية صورة الجمال التي نشرتها القاهرة شعر بالذهول وأكد أنها لشريكة "جاك بيتون" الذي شاركه لمدة سبع سنوات وانه كان بجواره مع جمع كبير من صفوة المجتمع الإسرائيلي عندما رشح لعضوية الكنيست الإسرائيلي ممثلا لحزب "مباى" الإسرائيلي "حزب عمال الأرض" ولكنه لم يرغب في ذلك.

وفور أن فجرت صحيفة "الجيروزاليم بوست" حقيقة الجاسوس المصري وانه شخصية حقيقية وليست من نسج خيال المصريين كما ادعى مدير الموساد حصلت الصحيفة أيضا على بيانات رسمية من السجلات الإسرائيلية مفادها أن "جاك بيتون" يهودي مصري من مواليد المنصورة عام 1919 وصل إلى إسرائيل عام 1955 وغادرها للمرة الأخيرة عام 1973 .

وأضافت الصحيفة بعد التحري أن "جاك بيتون" أو "رفعت الجمال" رجل الأعمال الإسرائيلي استطاع أن ينشئ علاقات صداقه مع عديد من القيادات في إسرائيل منها "غولدا مائير" رئيسة الوزراء ، و"موشى ديان" وزير الدفاع .

وخلصت الصحيفة إلى حقيقة ليس بها أدنى شك :

"جاك بيتون" ما هو إلا رجل مصري مسلم دفعت به المخابرات المصرية إلى إسرائيل واسمه الحقيقي "رفعت على سليمان الجمال" من أبناء مدينة دمياط بمصر.

وفور هذه المعلومات الدقيقة التقطت الصحف العالمية أطراف الخيط فقالت صحيفة "الاوبزرفر" البريطانية الواسعة الانتشار : أن "الجمال" عبقرية مصرية استطاع أن يحقق أهداف بلاده .. ونجح في أن يعود إلى وطنه سالما ويموت طبيعيا على فراشه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.ok1313.yoo7.com
Tweety
Admin
Admin
Tweety


انثى
عدد الرسائل : 3271
العمر : 52
إحترام قوانين الموقع :
الجاسوسية وحكايات أخرى Left_bar_bleue100 / 100100 / 100الجاسوسية وحكايات أخرى Right_bar_bleue

Personalized field : الجاسوسية وحكايات أخرى 15781610
مزاجى : الجاسوسية وحكايات أخرى Qatary32
الوظيفة : الجاسوسية وحكايات أخرى Profes10
الهواية : الجاسوسية وحكايات أخرى Readin10
علم الدولة : الجاسوسية وحكايات أخرى Male_e10
النادى المفضل : الجاسوسية وحكايات أخرى 2mzy802
إلحـــــالة : الجاسوسية وحكايات أخرى 6ohlxs
الأوسمة الحــاصل عليــها : الجاسوسية وحكايات أخرى 29djrc8
السٌّمعَة : 7
نقاط : 3799
تاريخ التسجيل : 23/08/2008

بطاقة الشخصية
GAME OVER:
HERO 4 EVER:
HERO 4 EVERالجاسوسية وحكايات أخرى Empty
الجاسوسية وحكايات أخرى Empty

الجاسوسية وحكايات أخرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجاسوسية وحكايات أخرى   الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالسبت نوفمبر 14, 2009 4:04 pm

رفعت الجمال

ولد رفعت الجمال في الأول من يوليو 1927 بمدينة طنطا وكان الابن الأصغر للحاج على سليمان الجمال تاجر الفحم وكان له اخوين أشقاء هما لبيب ونزيهه إضافة إلى أخ غير شقيق هو سامي، وكان والده يحمل لقب (أفندي) أما والدته فكانت من أسرة عريقة وكانت تتحدث الإنجليزية والفرنسية.

لم ينعم "رفعت" بوالده طويلا إذ توفى والده وهو بعد في التاسعة من عمره عام 1936 وكانت شقيقته نزيهه في الحادية عشر ولبيب في الثالثة عشر، أما سامي فكان في الثالثة والعشرين، ولم يكن لهم أي مصدر للرزق فاتفق الأعمام والعمات على حل كان منطقيا في هذه الظروف وهو أن يلتحق الصبيين (رفعت ولبيب) بورشة للنجارة حيث كانت مدينة دمياط منذ القدم وحتى الآن مشهورة بصناعة الأخشاب إلا أن الشقيق الأكبر سامى رفض الفكرة من أساسها واقترح أن ينتقل الأولاد الثلاثة وأمهم معه إلى القاهرة ليتعلموا في مدارسها ويكفل لهم راتبه المتواضع حياه كريمة، وكان سامي مدرسا للغة الإنجليزية وكان مسئولا عن تعليم أخوة الملكة فريدة اللغة الإنجليزية.





وفى القاهرة التحقت نزيهة بمدرسة ثانوية للبنات والتحق لبيب بمدرسة تجارية متوسطة، أما رفعت فالتحق بمدرسة ابتدائية وبعد إتمامه لها التحق أيضا بمدرسة تجارية وكان وقتها يتقن التحدث باللغتين الانجليزية والفرنسية ، وبرغم محاولات سامى أن يخلق من رفعت رجلا منضبطا ومستقيما إلا أن رفعت كان على النقيض من اخية سامى فقد كان يهوى اللهو والمسرح والسينما بل انه استطاع أن يقنع الممثل الكبير بشارة وكيم بموهبته ومثل معه بالفعل في ثلاثة أفلام.





وفي عام 1943 تزوجت نزيهة من الملازم أول احمد شفيق في حين سافرت أمه إلى دكرنس للإقامة مع أخوها ليجد رفعت نفسه محروما فجأة من أمه وأخته التي كان يحبها كثيرا، ووجد نفسه فجأة مطالبا بتحمل أعباء نفسه ومن ثم وعلى سبيل الاحتجاج رسب عمدا في امتحان العام الدراسي الثالث بمدرسته التجارية وفي هذا الوقت تزوج شقيقه سامي من ابنه محرم فهيم نقيب المحامين في ذلك الوقت، في حين انشغل لبيب بعمله، ولما كان هناك ملاحق للراسبين في الامتحان النهائي ومع ثورة الجميع على رفعت ومطالبته بالنجاح في الملاحق إلا انه كان مصرا .. ورسب للمرة الثانية.

وفي العام التالي نجح رفعت في الامتحان ولم يعد أمامه إلا عام واحد على التخرج وبالفعل تخرج في عام 1946 في الوقت الذي كان فيه قد انضم إلى عالم السينما.

إلا انه أحس أن الوقت قد حان لكي ينتقل لمجال آخر، وربما كان يريد وقتها الهروب من (بيتي) تلك الراقصة التي تعرف عليها، فتقدم بطلب لشركة بترول أجنبية تعمل بالبحر الأحمر للعمل كمحاسب واختارته الشركة برغم العدد الكبير للمتقدمين ربما نظرا لإتقانه الإنجليزية والفرنسية، وانتقل بالفعل إلى رأس غارب حيث بقى لمده خمسة عشر شهرا تعلم خلالها كل ما أمكنه عن إعمال البترول وأقام علاقات متعددة مع مهندسين أجانب، وفي هذه الأثناء توفيت والدته بدكرنس.





وفي عام 1947 قرر رئيسه نقله إلى المركز الرئيسي بالقاهرة ولما كان لا يرغب في العودة إلى القاهرة آنذاك إذ انه لن يستطيع أن يكون قريبا من أخته نزيهة وأبناءها وفي الوقت نفسه لا يستطيع رؤيتها مع سوء علاقته بزوجها فقد رفض الترقية.

وانتقل إلى الإسكندرية للعمل في شركة كيماويات كان رئيسها قد فاتحه أكثر من مرة للعمل لديه، وسر منه صاحب الشركة كثيرا نظرا لاجتهاده وكان يعامله كابن له وهو الشئ الذي كان يفتقده رفعت كثيرا.

وفي عام 1949 طلب منه صاحب الشركة السفر إلى القاهرة لأنه غير مطمئن للمدير هناك وطلب منه مراجعه أعماله.

وسافر رفعت إلى القاهرة وراجع أعمال مدير الفرع فلم يجد ما يثير الريبة وتسلم منه الخزانة وراجع ما فيها دون أن يدري انه يمتلك مفتاحا ثانيا لها، وفي اليوم التالي اكتشف ضياع ألف جنيه من الخزانة وأصبح هو من الناحية الرسمية المسئول عن ضياع المبلغ، واتصل مدير الفرع برئيس الشركة بالإسكندرية وابلغه انه عثر على المبلغ في غرفته وهو ما لم يحدث، وعاد رفعت إلى الإسكندرية وقال له رئيسه انه يصدقه لكنه لا يستطيع الإبقاء عليه في وظيفته تجنبا لإجراء أي تحقيقات رسمية لكنه أيضا رتب له عمل آخر مع صديق له يدير شركة ملاحه بحرية .. ولم يكن أمام رفعت خيار آخر.


رفعت الجمال

وبدأ رفعت العمل كمساعد لضابط الحسابات على سفينة الشحن "حورس"، وبعد أسبوعين من العمل غادر مصر لأول مرة في حياته على متن السفينة. وطافت "حورس" طويلا بين الموانئ؛ نابولي، جنوه، مرسيليا، برشلونة، جبل طارق، طنجة .. وفي النهاية رست السفينة في ميناء ليفربول الإنجليزي لعمل بعض الإصلاحات وكان مقررا أن تتجه بعد ذلك إلى بومباي الهندية.

ولما كان من المفترض أن تبقى السفينة لمدة ليست بالقصيرة في ليفربول فقد بدأ رفعت في استكشاف المكان وتولت الأقدار أمر تعارفه بـ "جودي موريس" وهي فتاة انجليزية ذكرته كثيرا ببيتي التي كان يعرفها في مصر، غير أن جودي كانت تختلف كثيرا فقد كان والدها شخصية نقابية هامة في انكلترا.


ولما أصبحت "حورس" جاهزة للرحيل تمسكت جودي برفعت وطالبته بالبقاء معها لبعض الوقت لكنه لم يكن مستعدا لخسارة وظيفته أو البقاء في انجلترا بطريقة غير مشروعة، غير أن جودي أوضحت له أن كثيرا من البحارة يضطرون إلى استئصال الزائدة الدودية وبذلك يتخلفون عن اللحاق بسفنهم وينتظرون إلى أن تعود مرة أخرى كما أن والدها يستطيع مساعدته في الحصول على تصريح إقامة ومن ثم أدعى رفعت الألم وأجرى عملية استئصال الزائدة الدودية وهو لا يشكو حقيقة منها بأي ألم!.

الجاسوسية وحكايات أخرى 1260

رفعت الجمال مع أبنه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.ok1313.yoo7.com
Tweety
Admin
Admin
Tweety


انثى
عدد الرسائل : 3271
العمر : 52
إحترام قوانين الموقع :
الجاسوسية وحكايات أخرى Left_bar_bleue100 / 100100 / 100الجاسوسية وحكايات أخرى Right_bar_bleue

Personalized field : الجاسوسية وحكايات أخرى 15781610
مزاجى : الجاسوسية وحكايات أخرى Qatary32
الوظيفة : الجاسوسية وحكايات أخرى Profes10
الهواية : الجاسوسية وحكايات أخرى Readin10
علم الدولة : الجاسوسية وحكايات أخرى Male_e10
النادى المفضل : الجاسوسية وحكايات أخرى 2mzy802
إلحـــــالة : الجاسوسية وحكايات أخرى 6ohlxs
الأوسمة الحــاصل عليــها : الجاسوسية وحكايات أخرى 29djrc8
السٌّمعَة : 7
نقاط : 3799
تاريخ التسجيل : 23/08/2008

بطاقة الشخصية
GAME OVER:
HERO 4 EVER:
HERO 4 EVERالجاسوسية وحكايات أخرى Empty
الجاسوسية وحكايات أخرى Empty

الجاسوسية وحكايات أخرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجاسوسية وحكايات أخرى   الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالسبت نوفمبر 14, 2009 4:05 pm

وعقب تماثله للشفاء التحق بالعمل لدى والد جودي في الميناء بعد أن رتب له الوالد تصريحا بالعمل.
وسارت الأمور طبيعية بعض الوقت إلى أن شعر رفعت أن الأمور تتطور في غير صالحه خاصة بعد أن تعلقت جودي به كثيرا وأعلنت صراحة رغبتها في الزواج منه، ولما كان قد أيقن أنها لا تصلح له كزوجه فقد أنتهز أول فرصة حينما عادت "حورس" إلى ليفربول ليودعها عائدا إلى حياة البحر.

وفي مارس 1950 عاد رفعت الجمال إلى مصر. عاد ليجد نفسه لم يتغير كثيرا فقد وجد نفسه كما رحل عنها؛ بلا أسرة أو عائلة. ولذلك لم يلبث أن رحل مرة أخرى على متن سفينة ترفع العلم الفرنسي. وبعد أربعة أيام من الإبحار وصلت السفينة إلى مرسيليا حيث واصل رفعت هوايته في استكشاف الأماكن، ومن مرسيليا أنتقل إلى العاصمة الفرنسية باريس حيث واجه خطر الترحيل لأنه لم يكن يمتلك تأشيرة إقامة.

ومن باريس أستقل رفعت القطار إلى العاصمة الإنجليزية لندن زاعما أنه مضطر لاستشارة الطبيب الذي أجرى له استئصال الزائدة الدودية وحصل بموجب ذلك على تأشيرة دخول لمدة أسبوعين ولم يكن من الممكن بالنسبة إليه أن يكون في انجلترا دون أن يعرج على ليفربول لرؤية جودي التي بكت من الفرحة حينما رأته متصورة أنه عاد من أجلها.

وهناك ساعده قس مسيحي، كان قد طلب منه في زيارته الأولى لليفربول أن يعلمه ما يعرفه عن الإسلام، في الحصول على وظيفة جيدة في وكالة سفريات تدعى "سلتيك تورز".

وأظهر رفعت كفاءة كبيرة في عمله الجديد ونجح في إقناع رئيسه في محاولة الحصول على موافقة السفارة المصرية بلندن على أن تتولى "سلتيك تورز" تنظيم سفر الدبلوماسيين المصريين والحاصلين على منح دراسية من وإلى انجلترا وأقتنع رئيسه ونجح رفعت في مهمته وعاد إلى الوكالة بعقد مربح بلغت عمولته عنه 2000 جنيه إسترليني وهو مبلغ رهيب بالنسبة لهذا الزمن.

وقبل أن تمر خمسة شهور على هذه الصفقة زادت أرباح وكالة السفريات وزادت مدخراته إلى 5000 جنيه إسترليني وضعها في بنك أمريكان اكسبريس مقابل شيكات سياحية بنفس القيمة.

وفكر رفعت في تكرار تجربته مع السفارة المصرية في نيويورك وأقنع رئيسه بالفكرة وسافر بالفعل على الفور إلى نيويورك. لكنه لم يكن يعلم أنه لن يعود مرة أخرى... .

وصية الهجان

وصيتى. أضعها أمانة فى أيديكم الكريمة السلام على من اتبع الهدى.
بسم الله الرحمن الرحيم
إنا لله وإنا إليه راجعون لقد سبق وتركت معكم ما يشبه وصية، وأرجو التكرم باعتبارها لاغية، وهأنذا أقدم لسيادتكم وصيتى بعد تعديلها إلى ما هو آت: فى حالة عدم عودتى حيا أرزق إلى أرض الوطن الحبيب مصر أى أن تكتشف حقيقة أمرى فى إسرائيل، وينتهى بى الأمر إلى المصير المحتوم الوحيد فى هذه الحال، وهو الإعدام، فإننى أرجو صرف المبالغ الآتية:
1.لأخى من أبى سالم على الهجان، القاطن.. برقم.. شارع الإمام على مبلغ.. جنيه. أعتقد أنه يساوى إن لم يكن يزيد على المبالغ التى صرفها على منذ وفاة المرحوم والدى عام 1935، وبذلك أصبح غير مدين له بشيء.
2.لأخى حبيب على الهجان، ومكتبه بشارع عماد الدين رقم...، مبلغ... كان يدعى أنى مدين له به، وليترحم على إن أراد .
3.مبلغ... لشقيقتى العزيزة شريفة حرم الصاغ محمد رفيق والمقيمة بشارع الفيوم رقم .. بمصر الجديدة بصفة هدية رمزية متواضعة منى لها، وأسألها الدعاء لى دائما بالرحمة.
4.المبلغ المتبقى من مستحقاتى يقسم كالآتى:
Øنصف المبلغ لطارق محمد رفيق نجل الصاغ محمد رفيق وشقيقتى شريفة، وليعلم أننى كنت أكن له محبة كبيرة.
Øالنصف الثانى يصرف لملاجئ الأيتام بذلك أكون قد أبرأت ذمتى أمام الله، بعد أن بذلت كل ما فى وسعى لخدمة الوطن العزيز، والله أكبر والعزة لمصر الحبيبة .

إنا لله وإنا إليه راجعون
أشهد أن لا إله إلا الله
وأشهد أن محمدا رسول الله

طوال فترة عمله، في قلب إسرائيل، لحساب المخابرات المصرية، لم يتقدّم (رفعت الجمّال) بمطلب واحد للمسؤولين..
حتى كان مطلبه هذا..
أن يعود إلى (مصر)، ويدفن إلى الأبد شخصية (جاك بيتون)..
حدث هذا في يونيو1963م، قبل لقائه الأوَّل بزوجته فيما بعد (فلتراود)، أي أن رغبته هذه كانت تعكس حالة الإجهاد التي وصل إليها، ورغبته الحقيقية في استعادة (رفعت الجمَّال)، بهويته، وجنسيته.. وديانته أيضاً..

ولكن العودة لم تكن بالبساطة التي توقَّعها (رفعت)، إذ لم يكن من السهل بالتأكيد، أن يختفي (جاك بيتون) هكذا فجأة، من قلب (إسرائيل)، ليظهر (رفعت الجمَّال) مرة أخرى في (القاهرة)، فهذا كفيل بكشف كل ما فعله طوال حياته..
ليس هذا فحسب، ولكن ستكشف -أيضا- شبكات التجسُّس التي تركها خلفه أيضاً.. وفي عالم المخابرات تعتبر هذه كارثة.. وبكل المقاييس..
الجاسوسية وحكايات أخرى 1261
رفعت الجمال مع زوجته الألمانية فلتراود

وعند هذا الحد، تمتزج، على نحو ما، مذكرات (جاك بيتون) بمذكرات زوجته (فلتراود)، فيروي هو نفس ما روته هي من قبل، حول لقائهما، في أكتوبر 1963م، ووقوع كل منهما في حب الآخر، وزواجهما.
ولكن هناك فقرة مهمة جداً، في المذكرات التي تركها (رفعت) لزوجته بعد وفاته، تستحق حتماً أن نتوقَّف عندها، وأن ننقلها هنا نصاً؛ لأنها تؤكِّد نجاحه البالغ:

وعدنا إلى إسرائيل في أوائل يناير1964م، قدمتك إلى "غولدا مائير"، وأحبتك كثيراً، ثم اصطحبتك في زيارة إلى "بن جوريون"، في الكيبوتز الخاص به. رافقنا "ديان" في هذه الزيارة، وبعد أن استقبلك "بن جوريون" العجوز مرحباً، طلبت منك التجول في الكيبوتز إلى أن نفرغ من حديثنا أنا و"بن جوريون" و"ديان". لم يتناول نقاشنا شيئاً له أهمية كبيرة، ولكن كان لابد وأن أكون متابعاً لمسرح الأحداث..
إلى هذا الحد إذن كان (رفعت الجمّال) متوغّلاً، في قلب عالم الكبار
في إسرائيل!!! أي نجاح يمكن أن يفوق هذا!!

والنقطة المهمة جداً، التي ينبغي التوقف عندها، في هذه المذكرات أيضاً، هي إصرار (رفعت) الشديد، على ألا يولد ابنه في (إسرائيل)، وعلى أن تسافر زوجته لتنجبه في (ألمانيا)، حتى لا يحمل إلى الأبد الجنسية الإسرائيلية..

ورويداً رويداً، راح (رفعت) يتحلَّل من أعماله والتزاماته في (إسرائيل)، ويقوي روابطه وأعماله في (ألمانيا)، وبدأ في دراسة كل ما يتعلَّق بالنفط، الذي قرَّر أن يجعل من تجارته مصدر رزقه الأساسي، خاصة وأنه قد تقدَّم بطلب للحصول على الجنسية الألمانية، التي ستتيح له السفر بيسر أكثر، ودون تعقيدات أمنية عديدة، إلى (مصر)، في أي وقت يشاء، كرجل أعمال ألماني، وتاجر نفط عالمي.
وفي فقرة مؤسفة، يؤكِّد (رفعت) أنه، باتصالاته التي لم تكن قد انقطعت بعد، بالمسؤولين الإسرائيليين، أمكنه معرفة أن (إسرائيل) تستعد للهجوم على مصر، في يونيو1967م، وأنه أبلغ المسؤولين في (مصر) بهذا، إلا أن أحداً لم يأخذ معلوماته مأخذ الجد، نظراً لوجود معلومات أخرى، تشير إلى أن الضربة ستنصب على سوريا وحدها!!.. .
ووقعت نكسة1967.. وانهزمنا هزيمة منكرة..

وعلى الرغم من حالة الإحباط وخيبة الأمل، التي أصابته بسبب هذا، واصل (رفعت) ارتباطه بالمخابرات المصرية، وظلّ يرسل إليها كل ما يقع تحت يديه من معلومات، من خلال صداقته مع رجل المخابرات الإسرائيلي (سام شواب)، حتى توافرت لديه فجأة بعض المعلومات بالغة الخطورة، (لم يفصح عنها أيضاً في مذكراته)، والتي أرسلها فوراً إلى مصر، وصدقها المصريون، وكان لها تأثير واضح، في حرب 1973م..

وبعد الحرب والانتصار، عاد (رفعت) يطلب العودة إلى (مصر)، ولكن المخابرات المصرية أخبرته أنه لا يستطيع العودة مع أسرته، إذ يستحيل أن تتم حماية الأسرة كلها طوال الوقت، من أية محاولات انتقامية إسرائيلية، إذا ما انكشف أمره..

كان على الطير أن يواصل التحليق إذن، بعيداً عن وطنه، وأن يحمل حتى آخر العمر جنسية (جاك بيتون)، اليهودي الإسرائيلي السابق، ورجل الأعمال الألماني المحترم، الذي نجح في إقامة مشروع نفطي كبير في (مصر)، ظلّ يزهو به، حتى آخر لحظة في حياته، ويروي في مذكراته كيف حصل على امتياز التنقيب عن البترول المصري، في عام 1977م، ليعود أخيراً إلى (مصر)، التي عشق ترابها، وفعل من أجلها كل ما فعله..

وفي نهاية مذكراته، يتحدَّث (رفعت الجمَّال) عن إصابته بمرض خبيث، وتلقيه العلاج الكيمائي، في أكتوبر1981م، وتفاقم حالته، ثم يبدي ارتياحه، لأن العمر قد أمهله، حتى أكمل مذكراته، وأن زوجته وابنه دانيال، وابنته بالتبني أندريا سيعرفون يوماً ما حقيقته، وهويته، وطبيعة الدور البطولي الذي عاش فيه عمره كله، من أجل وطنه..

تروي (فلتراود) قصة لقائها بالفنان (إيهاب نافع)، وارتباطها به، والدور الذي قام به، لإجراء الاتصال بينها وبين المخابرات المصرية، للتيقن من حقيقة ما جاء في مذكرات زوجها الراحل، ثم زواجها من (إيهاب نافع) فيما بعد..


وأن العالم كله يعرف الآن أن المخابرات المصرية قد نجحت، في صفع الإسرائيليين، طوال ثمانية عشر عاماً كاملة، وزرع جاسوس مصري في قلب قياداتهم.. وقلب مجتمعهم..
بل وقلب كيانهم الأساسي كله.. وأنها كانت واحدة من أروع وأكمل العمليات، التي تم نشر (بعض) تفاصيلها، في تاريخ المخابرات كله.. عملية، برع وتألّق خلالها جاسوس يعد الأشهر في عالمه، حتى لحظة كتابة هذه السطور.. بل أشهر الجواسيس.. على الإطلاق.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.ok1313.yoo7.com
Tweety
Admin
Admin
Tweety


انثى
عدد الرسائل : 3271
العمر : 52
إحترام قوانين الموقع :
الجاسوسية وحكايات أخرى Left_bar_bleue100 / 100100 / 100الجاسوسية وحكايات أخرى Right_bar_bleue

Personalized field : الجاسوسية وحكايات أخرى 15781610
مزاجى : الجاسوسية وحكايات أخرى Qatary32
الوظيفة : الجاسوسية وحكايات أخرى Profes10
الهواية : الجاسوسية وحكايات أخرى Readin10
علم الدولة : الجاسوسية وحكايات أخرى Male_e10
النادى المفضل : الجاسوسية وحكايات أخرى 2mzy802
إلحـــــالة : الجاسوسية وحكايات أخرى 6ohlxs
الأوسمة الحــاصل عليــها : الجاسوسية وحكايات أخرى 29djrc8
السٌّمعَة : 7
نقاط : 3799
تاريخ التسجيل : 23/08/2008

بطاقة الشخصية
GAME OVER:
HERO 4 EVER:
HERO 4 EVERالجاسوسية وحكايات أخرى Empty
الجاسوسية وحكايات أخرى Empty

الجاسوسية وحكايات أخرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجاسوسية وحكايات أخرى   الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالسبت نوفمبر 14, 2009 4:05 pm

جواسيس إسرائيل في المصيدة

الجاسوسية وحكايات أخرى 1253


إسرائيل لاتكف عن التجسس على مصر.. رغم اتفاقية السلام!

يخطي من يظن إن اتفاقية السلام، وانتهاء الحرب بين مصر وإسرائيل، وضعت حدأ لأعمال التجسس الإسرائيلية علي مصر.. أو حتى خففت منها، فطبيعة إسرائيل العدوانية والمتسلطة وتركيبتها السياسية والنفسية، وخلفيتها التاريخية لا تعطيها أية فرصة للشعور بالأمان والاستقرار وهذا بالإضافة إلى تأكد إسرائيل ووثوقها.. إن مصر هي القضية الكبرى أمام طموحاتها غير المشروعة بالمنطقة وأطماعها في السيطرة والهيمنة.. لذلك لم تتوقف محاولات إسرائيل في زرع عملاء لها في مصر أو اصطياد بعض الثمار المعطوبة لتجنيدها لخيانة وطنها.


ولكن عملاء الموساد، تساقطوا تباعا في مصيدة المخابرات.
1.عامر سليمان ارميلات
2.سمير عثمان احمد علي
3.عبد الملك عبد المنعم علي حامد
4.عماد عبد الحميد إسماعيل
5.شريف احمد الفيلالي.


تلك هي أسماء الخونة يضيعون خلف الأسوار الآن يقضون السنوات الطويلة، تنفيذ لحكم العدالة في الخونة وأمثالهم.. الذين دفعتهم، أوهام الثروة فهانت عليهم بلدهم وسقطوا في بئر سحيق من الخيانة، وغرقوا في ظلمات بحور الجاسوسية وعندما حاولوا أن يطفوا مرة ثانية كان في انتظارهم رجال المخابرات المصرية.. تلقفوهم إلى حيث القصاص العادل.. وسبق الخونة إلى دهاليز المحاكم يجرون أذيال العار وتلاحقهم لعنات شعبهم وأهلهم أرميلات.


كان العشرات من أبناء قبائل سيناء يتجمعون داخل محكمة العريش وحولها.. الزحام شديد، إجراءات الأمن أشد، همسات تدور بين أبناء سيناء الذين سقط منهم العشرات دفاعا عن الأرض.. إلا عامر سلمان أرميلات.. ذلك الامي الذي لا يجيد القراءة والكتابة.. ولكنه كان احد أخطر جواسيس الموساد.


الأحد 14 أبريل، المستشار حافظ مشهور رئيس محكمة أمن الدولة وزميلاه المستشارين محمود سمير وصبحي الحلاج، في غرفة المداولة، ينظرون وصول الجاسوس من السجن واستعداد الحراسات وأعداد قاعة المحكمة، وبعد دقائق من وصولهم دخل عليهم قائد الجرس وأبلغهم بتمام تنفيذ اجراءات بدء الجلسة.. القضاة الثلاثة أتموا مداولاتهم في الحكم.. وفجأة دوي صوت الحاجب في القاعة.. محكمة.. ليخرج رئيسها وزملائه.. يتخذون مواقعهم علي كراسي العدالة.. وعم الصمت المكان.. الأنفاس تكاد تعدها، فالآن ستنطق المحكمة بحكمها ضد عامر سلمان أرميلات.. وجاء صوت القاضي قويا جمهوريا يشق الصمت وقال: حكمت المحكمة حضوريا علي المتهم عامر سلمان ارميلات بالأشغال الشاقة المؤبدة وغرامة قدرها عشرة آلاف جنيه..
رفعت الجلسة.
ذلك كان المشهد الأخير في حكاية عشرين عاما من الخيانة.. كان بطلها الجاسوس الأمي، الغريب أنه بدأ خيانته مع النسمات الأولي لرياح السلام ففي عام 1977، ألقت القوات الإسرائيلية التي تحتل العريش القبض علي عامر سلمان ارميلات، بتهمة السرقة، وبعد عدة أشهر في السجن غادره.. ويبدو أنه احترف السرقة حتى سقط مرة أخري في أيدي القوات الإسرائيلية أثناء قيامه بسرقة 'ثلاجة' من 'مستوطنة ياميت'، وهذه المرة تم احتجازه في بئر سبع.. وهناك وأثناء قيام ضابط المخابرات بعمله، وصله أن هناك شخص يناسب أسلوبه في العمل، ويبيع نفسه مقابل حفنة نقود.. فهو لص، وتاجر مخدرات، ولا يتردد في أن يكون خائن.. سمع 'أبو شريف' رئيس مكتب الموساد في بئر سبع محدثه.. ثم أرسل من يحضرون ذلك الشيطان.. وبعد دقائق وقف عامر يلهث أمامه، ينتظر ما يلقيه له من كسرة خبز' وبعد فترة صمت تحدث ضابط الموساد بشكل مباشر، فشخص كهذا لا يستحق عناء تحسس وطنيته، فهي بالتأكيد مفقودة.. وطنه هو المال ودينه هو الخيانة.. قال أبو شريف.. لدي عرض يا عامر.. أنت مدان بالسرقة وتم ضبطك وأنت تحمل الثلاجة المسروقة.. لكن أستطيع أن أجعلك تخرج من هنا إلي منزلك دون أن يعترضك أحد..

صيد سهل

زاد لهاث عامر، الذي فرح بالعرض، ورد عليه أعمل أي شيء تريده، فهي كان صعبا.. رد أب وشريف لابل سهل، هو أن تكون علي إتصال بي ونكون أصدقاء احتاج معاونتك في شيء.. فقط تساعدني.. ولو كانت المساعدة مخلصة وصادقة، ستكون هناك هدايا في انتظارك وستتحول عن حياة التشرد والسرقة..؟
سريعا تم الاتفاق.. وكان عامر أرميلات في مركز للموساد بئر سبع يتلقي تدريبا بسيطا.. فهو لن يستعمل الشفرة أو أجهزة اللاسلكي.. فقط كل ما هو مطلوب منه.. أن يشاهد عدة صور، يحفظ الأشكال الموجودة بها فمثلا تلك دبابة تي 55 وذلك مدافع هادتزر، واستمر عدة أيام عاد بعدها إلي العريش وهو يميز جيدا بين أنواع الأسلحة الثقيلة.. ولأنه بدوي فطبيعة حركته في الصحراء والوديان وربما فوق الجبال.. وكل المطلوب منه إبلاغ أبو شريف بما يراه المكان فقط..
ولان أرميلات هذا رمزا للأمية، فهو يكره التعليم والقراءة والناس.. يكره كل شيء ولا يحب سوي المال أو الكيف.. وبدأت المكافآت تنهال علي أرميلات، ولكن من نوع آخر.. شحنات المخدرات تنهال علي أرميلات.. وكان هو الثمن.. وسعد كثيرا الجاسوس بالمقابل.. وكان أبو شريف قد أقنعه أن المخدرات هي خير وسيلة للتمويه علي نشاطه.. ولن يتخيل أحد أن تاجر المخدرات، ما هو إلا جاسوس مراقبة انتشار القوات المسلحة المصرية في سيناء.. مقابل صفقات المخدرات، وكان هدف الموساد مزدوج من هذا الخائن، التجسس علي جيش بلده، ونشر المخدرات بين الشباب..
ولكن الطريف في قضية الخيانة هي وسيلة الاتصال بين العميل والضابط.. وقرر الضابط اختيار وسيلة مناسبة.. وكلف الجاسوس بأن يقوم بوضع حجر أمام أيه سيارة تابعة لحرس الحدود أثناء الدوريات.. ويطلب من ركابها.. نقله إلي مكتب مخابرات بئر سبع.. الذي أعجب كثيرا بنشاط وحماس الخائن.. حتى أنه كلفه بإنشاء شبكة من الجواسيس في العريش وشمال سيناء.. وبالفعل بدأ عامر في الاتصال باثنين من السائقين اختارهما بعناية ووافق عليهما 'أبو شريف' وكانا سائقان، وحسب عملهما يستطيعان الحركة بحركة علي جميع طرق سيناء..
وفي عام 1982 بدأ يتحدث إلى قاعود سليمان وعرض عليه أن يدخل شريك في العمل مع الصهاينة، فعائد المخدرات كبير، وهو يحتاج من يوزع معه.. ولأن قاعود كانت له شقيقة مطلقة في الأراضي المحتلة ويريد إعادتها لسيناء، وفرش له عامر الطريق بالوعود.. يستطيع إعادة أخته في أي وقت، أيضا يمكنه الذهاب إلي هناك.. أبو شريف يستطيع أن يفعل له ما يريد..
وفي عام 1983 قدمت الشرطة عامر سليمان للمحاكمة بتهمة القيام بانشطة تجسيسه ولكن لضعف الأدلة، كان الحكم ضعيفا.. وقضي أرميلات عام ونصف خلف الأسوار.. ليعود في عام 1987 وبكل أصرار علي الخيانة علي استعاده نشاطه التجسسي.. وفي عام 1992 عاود تنفيذ فكرته الأولي فقرر الاتصال بأحد أصدقائه وهو سائق ليساعدٌه في ترويج كميات المخدرات.. وبعد أن اطمأن إليه اعترف له أنه يعمل لحساب الموساد.. وأنه يربح مبالغ كبيرة.. وأنه يستطيع أن يكون شريكا له..
ولم يعرف أرميلات أن للخيانة عملاء ولكن هناك الشرفاء.. ووجد نفسه في مواجهة من عرض عليه العمالة في قاعة المحكمة ليشهد ضده، ويؤكد أن أرميلات طلب منه التجسس وصحبه إلي عدة أماكن كان مكلفا بمراقبتها.. وبعد توافر أدلة الإدانة.. تصدر المحكمة حكمها بالسجن المؤبد علي جاسوس المخدرات وغرامة عشرة آلاف جنيه.
متطوع للخيانة ..!

نموذج آخر علي الخيانة سقط بعد فترة من تطوعه في فرق الخيانة.. هو سمير عثمان احمد علي، وهو الذي أنهي عمله في أحد الجهات الهامة، وأراد أن يبحث عن فرصة عمل، فسافر إلي العراق أثناء الحرب مع إيران والتحق بالجيش الشعبي العراقي، وتدرج في التنظيم السري لحزب البعث حصل علي درجة رفيق، وحصل علي مرتبه ملازم أول وتم نقله للعمل بالمخابرات العراقية وتبدلت الأحوال، فالسيارة والسائق الخاص والراتب الكبير.


ويبدو أن سمير لم يجد ما يريده في العراق، فقرر الانتقال إلي تركيا في أجازة، وقرر عرض نفسه للبيع وأختار أن يتطوع في صفوف الموساد.. وفور وصوله أنقره، سأل عن مكان السفارة الإسرائيلية.. ومنذ تلك اللحظة دخل عالم الخيانة من أوسع أبوابه.. وعاد إلى مصر لينفذ التكليفات المطلوبة منه.. ولأنه مدرب جيدا علي الغوص، فاختار، وله طريقة جديدة للاتصال بالموساد..

وكان سمير يذهب إلي طابا المصرية ويقيم في فندق هيلتون، وبعد فترة، يقرر الذهاب إلي للغوص، يرتدي الملابس، ويغوض تحت الماء، وبين ملابسه جواز سفره، ويستمر سمير في الغوص تحت الماء ولا يخرج إلى سطحها إلي في إيلات وهناك يكون ضباط الموساد في إنتظاره.. ويعود بنفس الطريقة.. وكان يمكن أن يستمر سمير في خيانة لوقت أطول.. حتى وصلت معلومات إلي المخابرات العامة المصرية عن الشبهات التي تحيط به.. فهو كثيرا ما يسافر إلي خارج البلاد وجنوب سيناء.. ووضع سمير تحت المراقبة الدقيقة في مصر وخارجها..
وبعد تحريات، وصلت معلومات تفيد بتورطه مع الموساد.. وهنا تولي فريق من المتخصصين مراقبته ومتابعة القضية.. وبعد فترة أصبحت كل أسرار شريف معروفه.. حتى أن هناك من كان يتابعه في البحر.. وبعد تجميع أدلة قوية لا يستطيع سمير التخلص منها.. صدر قرار بالقبض عليه.. وتوجهت قوة من المخابرات العامة يرافقها رئيس نيابة أمن الدولة حيث شريف في منطقة الدرب الأحمر.. قامت بتفتيش المنزل وعثرت علي جوازات السفر، وأوراق السفر وأدلة أخري تؤكد علاقاته بالموساد..


وبعيدا من القاهرة، كان هناك في طابا، فريق أخر في مياه طابا، ينتظر عودة سمير من إيلات.. لكن مفاجأة حدثت.. سمير ضل طريقه هذه المرة.. ولكن العيون التي تراقبه، لم تخطأ هدفها.. إشارة تلقتها قبل قليل بالقبض عليه..
وبعد ساعات كان سمير في سيارة تقترب من حدود القاهرة.. ليمثل أمام رئيس نيابة أمن الدولة، تتوالي الاعترافات.. ونظر لخطورة القضية، وحجم العمليات الضخمة الذي رافقها وتعلقها بأسرار دول عربية أخري.. فاستمرت المحاكمات بعيدا عن المتابعات الإعلامية.. ليسقط سمير عثمان جزاء ما مثله ويصدر ضده حكم مشدد.. بعدما أعترف بعمالة للموساد، أنه استحق عدة جوازات سفر للتمويه علي أجهزة الأمن ومقابلة ضباط الموساد.. وكشف تحليل جوازات السفر عن تشبعها بمياه البحر نتيجة حمله لها أثناء الغوص تحسبا لأي طارئ.

العامل الجاسوس..!

رغم أنه عمل تطوعي في صفوف القوات البحرية لمدة 12 عاما.. بداية في عام 1966 حتى عام 1978، قرر أن ينهي فترة تطوعه، وقرر مد التجنيد لفترة أخري.. رغبة منه في الحصول علي مكافأة نهاية الخدمة إضافة إلي المعاش الشهري.. يستطيع أن يبدأ مشروعا جديدا.. ولكنه سمع عن زملاء سابقين له عملوا علي البواخر التجارية وبرواتب مغرية..


بدأ عبد الملك عبد المنعم، رحلة البحث، وعثر علي فرصة جيدة، لكنه لم يعد قانعا بدخله.. وفي إحدى إجازاته في قرية نوسا الغيط.. سمع عن سفر شباب القرية للعمل في إسرائيل، والأرباح الكبيرة التي يحققوها.. فقرر أن يذهب هو الآخر.. ولكن عمله السابق وقف في طريقه وتم رفض سفره.. وتعهد بموجب إقرار كتابي بعدم السفر، ولكنه أعتقد أنه سيفلت من هذا الإقرار باستبدال جواز سفره بمهنة موظف بالمعاش.. وبالفعل تمكن من مغادرة البلاد.. وفور وصوله إلي إيلات وحسب الاجراءات المعتادة لمنافذ إسرائيل مع المصريين.. استجواب أمني طويل.. روي فيه عبد الملك تاريخ عمله السابق في القوات البحرية.. وكان ضروريا إخطار الموساد.. وطوال رحلة عمله كانت عيون الموساد ترقبه.. ولأنه دخل ايلات بتأشيرة سياحية، فقد انتهت فترة الأسبوعين وفي اليوم التالي، بدأت الشرطة الإسرائيلية في مطاردته، بناء علي تعليمات مدير مكتب الموساد في ايلات والمدعو 'أبو يوسف' وبعد عدة مطاردات أنهكت عبد الملك.. فكلما ذهب إلي مكان، وجد الشرطة في إنتظاره.. وفجأة وبعدما أصاب عبد الملك التعب، وجد أبو يوسف في طريقه.. قدم له الحماية اللازمة وأصبح ممنوعا علي الشرطة الإقتراب منه بل وفر له أبو يوسف فرصة عمل عندما كلفه بطلاء فيللا خاصة.. ولأن الطمع سيطر علي كل حواس عبد الله، فلم يقاوم عرض أبو يوسف وتحول عبد الملك من عامل، إلي جاسوس.. وتم نقله إلي بئر سبع للتدريب هناك علي أعمال التجسس ونبغ سريعا في الخيانة، وعاد إلي مصر ومعه أرقام تليفونات في فرنسا وايطاليا واليونان..


وكان التكليف لعبد الملك بمتابعة أنشطة إحدى القواعد الجوية القريبة من محل إقامته وإحدى قواعد الدفاع الجوي وطلب ضباط الموساد من عبد الملك أن يبحث عن فرصة عمل في ميناء الإسكندرية..


وعندما داهمت أجهزة الأمن منزل المتهم في قرية نوسا الغيط، حاول المراوغة وقال أنه كان ينوي إبلاغ المخابرات.. ولكن مرض أسنان زوجته، آخره.. لعدة أشهر.. وبدأ يعترف بخط يده، 80 ورقة كاملة.. حوت اعترافات الجاسوس..، وأمام المحكمة اعترف عبد الملك بتقاضي مبالغ من الموساد، وساعة يد هدية.. حاول المتهم الادعاء أنه خشي إبلاغ الأمن، خوفا من أن يكون داخلها أجهزة تتبع.. وكان قرار المحكمة بإدانة المتهم.. وصدر الحكم عليه بالسجن 15 عاما..

عماد وعزام..!

تخرج من كلية الاقتصاد المنزلي، والتحق بالعمل مدرسا بإحدى المدارس الإعدادية في شبين الكوم وكان عماد عبد الحميد، غير قانع بالعمل.. فحصل علي إجازة وإلتحق بالعمل في إحدى الشركات بالعاشر من رمضان، وكانت سعادته بالغة عندما علم أنه سيسافر مع زملائه إلي إسرائيل للتدريب هناك علي صناعة الملابس.. وأقلعت به الطائرة ومعه زملائه وكانت سعادته بالغة، فهناك سوف يبرز انحرافه الخلقي.. وكان في استقبالهم في المطار.. وفي متعب عزام مندوبا عن المصنع، وبسرعة انتهت الإجراءات.. لكن عيون عماد كانت تتعلق بالنساء في كل اتجاه.. وفور وصولهم الفندق كان هناك في انتظارهم عزام متعب عزم، وفورا اكتشف الانحراف الجنسي لعماد.. وهمس إليه.. وبالفعل أحضر له عزام فتاتين روسيتين، لكن عماد خشي من رؤسائه في العمل والمقيمين معه في نفس الفندق.. وأراد عزام الانفراد به فقام بنقله إلي أحد المصانع الأخرى للتدريب بها..


المهم.. كان القرار بتجنيد عماد وفجأة ظهرت زهرة جريس وهما من عملاء الموساد.. أفهمه عزام أنها ثرية وتصلح زوجة له، وكان عماد طلب من عزام مساعدة في الزواج بإسرائيلية.

.. وبعد عمليات السيطرة الجنسية علي عماد عبد المجيد وزهرة جريس، وتم إلتقاط صور جنسية له معها في سيارتها عندما دعته لجولة خلوية..

.. وبدأت التلميحات من عزام وزهرة عناصر الموساد، وكانت الاستجابة التامة من عماد عبد الحميد.. وكانت هناك قصة رواها عماد عن قرب موعد تجنيده، فصدر قرار بتحديد إقامة الوفد أسبوع آخر إكراما للجاسوس حتى تتم السيطرة التامة عليه وحمل قائمة طويلة معه من التكليفات، وأربع قطع ملابس نسائية مشبعة بالحبر السري.. لاستخدامه في إرسال التقارير..
وبالفعل والجاسوس أقام باستخلاص الحبر السري..

وحسب تحريات شعبة الأمن القومي، واعترافات المتهم، أنه في اليوم السابق علي وصوله إلى مصر التقي مع المدعو 'ميكي باغوث' وهو ضابط بالموساد اسمه الحقيقي 'ميخائيل بيركو'.
وتعرف المتهم علي الصورة الذي قدمتها المخابرات لضابط الموساد..
وتوالت الاعترافات.. وتم القبض علي عزام متعب عزام ووجهت إليه نيابة أمن الدولة بتهمة الاتفاق الجنائي مع الجاسوس.. وإعترف عزام بصلات زهرة بالموساد.
وتوالت الجلسات والاعترافات.. وكان في النهاية الحكم الرادع بالسجن المؤبد علي عماد عبد الحميد والسجن 15 عاما علي عزام متعب عزام.
وأخيرا.. سقط شريف الفيلالي... ولكن لن يكون الجاسوس الأخير..!

أفرج لاحقاً عن الجاسوس الإسرائيلي الدرزي عزام عزام بصفقة قامت بها مصر مقابل الإفراد عن ستة طلاب ضلوا الطريق في الصحراء ودخلوا إسرائيل بالخطأ ، إسرائيل أدعت أنهم دخلوا إسرائيل للإستيلاء على دبابة إسرائيلية لمهاجمة إحدى المصارف لسلبها وتسلم الأموال للفلسطينيين، عزام عزام أمضي ثماني سنوات في سجنه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.ok1313.yoo7.com
Tweety
Admin
Admin
Tweety


انثى
عدد الرسائل : 3271
العمر : 52
إحترام قوانين الموقع :
الجاسوسية وحكايات أخرى Left_bar_bleue100 / 100100 / 100الجاسوسية وحكايات أخرى Right_bar_bleue

Personalized field : الجاسوسية وحكايات أخرى 15781610
مزاجى : الجاسوسية وحكايات أخرى Qatary32
الوظيفة : الجاسوسية وحكايات أخرى Profes10
الهواية : الجاسوسية وحكايات أخرى Readin10
علم الدولة : الجاسوسية وحكايات أخرى Male_e10
النادى المفضل : الجاسوسية وحكايات أخرى 2mzy802
إلحـــــالة : الجاسوسية وحكايات أخرى 6ohlxs
الأوسمة الحــاصل عليــها : الجاسوسية وحكايات أخرى 29djrc8
السٌّمعَة : 7
نقاط : 3799
تاريخ التسجيل : 23/08/2008

بطاقة الشخصية
GAME OVER:
HERO 4 EVER:
HERO 4 EVERالجاسوسية وحكايات أخرى Empty
الجاسوسية وحكايات أخرى Empty

الجاسوسية وحكايات أخرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجاسوسية وحكايات أخرى   الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالسبت نوفمبر 14, 2009 4:06 pm

قوانين رقيقة

الجاسوسية وحكايات أخرى 1254

لم يسلم لبنان .... على مدار حقبة طويلة من تاريخه، من مكائد الصهيونية وأطماعها، فمنذ أخذت الحركة الصهيونية تستعد لإقامة الدولة اليهودية في فلسطين، وضعت في مقدمة برامجها التوسعية... السيطرة على مناطق حيوية في لبنان خاصة المناطق الجنوبية منه... حيث منابع مياه نهر الأردن، ومجرى نهر الليطاني ومصبه، وما تمثله تلك المنطقة من أهمية بالنسبة لأمن الدولة الصهيونية ... واستراتيجيتها العسكرية.
لقد جاء في التلمود "إن الله أعطى عهداً لإسرائيل باحتلال أراضي الجبلين وجميع أنحاء لبنان وتقسيم هذه الأراضي على أبناء إسرائيل". لذلك نجد أن المطامع التوسعية في لبنان الجنوبي تحتل المرتبة الأولى في مخططات الصهيونية منذ حقبة طويلة.
وعقب الحرب العالمية الأولى ترأس اليهودي "هربرت صموئيل" وفد بريطانيا في مباحثات السلام، ونادى بمد حدود الدولة اليهودية في فلسطين إلى شمالي صيدا وإدخال مدينة "صيدون" القديمة ضمن أراضي اليهود. وبهذا يشمل الساحل الفلسطيني ضواحي تتبع مدينة بيروت نفسها، وتسارع بريطانيا بتأييد هذا المطلب وتعيين صموئيل كأول مندوب سام لبريطانيا في فلسطين.
وبعد ترسيم المنطقة فيما بعد بواسطة فرنسا وبريطانيا، أظهرت الصهيونية سخطها على الاتفاق المعقود بين الدولتين، ذلك الاتفاق الذي أفقد الصهيونية "الليطاني، والأردن الأعلى، وجبل الشيخ، وحوران". ولم تتراجع الصهيونية عن محاولتها للاستيلاء على تلك المناطق، مدفوعة بالعقيدة الصهيونية والتاريخ المزيف، ومدفوعة أيضاً بالحاجة الاقتصادية والسيطرة العسكرية.
كان من الطبيعي إذن أن تستغل إسرائيل شتى السبل لابتلاع الأرض العربية من أهلها الأصليين، ومن بين تلك السبل – الجاسوسية – والإجرام. إذ أنه مع بداية العام 1920 بدأ التحول الكبير في تاريخ المنطقة العربية بانتقال الصهيونية إلى مرحلة أرقى من ذي قبل. تلك المرحلة التي حملت روح العقيدة الإجرامية المتمثلة "بالتجمع والاقتحام" واستخدام السيف والدمار، وتشكيل الهيئات السرية والمنظمات الإرهابية.
إنه عام أطلق عليه "عام الدماء الأولى" حيث قُتل في هذا التاريخ "يوسف ترمبلدور" رفيق "جابوتنسكي" بعد اشتباكات مع العرب قرب الحدود الشمالية. وحزن عليه اليهود حزناً شديداً كما تعاهدوا على الأخذ بثأره؟ وهذا ما دفع جابوتنسكي لاقتراف مذبحة "يوم النبي موسى" في 4 أبريل 1920.
ولما اعتقل جابوتنسكي بحجة التسلل وتهريب السلاح، تدخل هربرت صموئيل وأفرج عنه، فأطلقوا على صموئيل – المندوب السامي البريطاني – اسم "امير إسرائيل الأول" ولقبوه أيضاً بعيزرا الثاني "بعد السبي البابلي".
وجاء مؤتمر "سان ريمو" بعد واحد وعشرين يوماً من "مجزرة الدماء الأولى" ليكرس اتفاقية "سايكس – بيكو" تكريساً قانونياً، توزع بموجبه الانتدابات على دول المنطقة، وليجعل فلسطين من حصة بريطانيا، فتتعاون الصهيونية مع نظام الانتداب الجديد بحرية أكثر، وتنتهز الفرصة تلو الأخرى حتى يتم لها السيطرة وإقامة دولة إسرائيل، وأسفر هذا التعاون عن ظهور تنسيق كامل بينهما في المصالح والرغبات، وإنشاء مراكز تجسسية في المنطقة تخدم مطامعها المشتركة.


مؤامرة قصر يلدز

"إذا تجزأت إمبراطوريتي يوماً ما، فإنكم قد تأخذونها بلا ثمن، أما وأنا حي فإن عمل المبضع في بدني لأهون علي من أن أرى فلسطين قد بترت من إمبراطوريتي، وهذا أمر لا يكون".
هكذا أجاب السلطان العثماني عبد الحميد الثاني "1876 – 1909م" على مطلب تيودور هرتزل بمنح اليهود حق سكنى فلسطين واستثمارها ... في أول وآخر مقابلة بينهما عام 1897.
ولما فشل اليهود مع السلطان عبد الحميد الثاني بأسلوب المكر والخديعة والرشوة، بدأوا في تنفيذ مخططاتهم السرية التي جاءت في "بروتوكولات حكماء صهيون" BROTOCOLSO OF LEARNED ELDERS OF ZION والتي نشرها بالروسية لأول مرة "سيرجي نيلوس عام 1902" فافتضحت نيات اليهود الإجرامية، وجن جنونهم خوفاً ورعباً، وعمت المذابح ضدهم في أنحاء روسيا، حتى لقد قتل منهم في إحداها عشرة آلاف يهودي مرة واحدة، واشتد هلعهم لذلك كله فقام هرتزل بإنكار ما جاء بالبروتوكولات، والادعاء بأنها ليست من عملهم.
ومع محاولات اليهود الجبارة إخفاء أمر البروتوكولات، انتشرت تراجمها بلغات مختلفة، فأقبلوا يشترون نسخ الكتاب من أسواق الدول بأي ثمن ... وعجزوا برغم نفوذهم وتهديداتهم، وانتشرت في ذلك الوقت مقولة "اليهودية فوق الجميع" JEWRY UEBBER ALLES بدلاً من "ألمانيا فوق الجميع" الذي جعلته ألمانيا شعارها أيام ازدهارها، وظل اليهود يعملون في الخفاء لتقويض نفوذ السلطان العثماني ... الذي أصدر قرارات تمنع استيطان أي يهودي جديد في فلسطين، وتمنع الهجرة اليهودية إليها.
فكان بذلك يقف حجر عثرة أمام أطماعهم وحلمهم الأعظم في بناء الدولة الصهيونية، إلى أن قام اليهودي "عمانوئيل قره صو" – أحد موظفي قصر يلدز YALDES العثماني – بتسليمه قرار خلعه عام 1909، لتحاك بعد ذلك أبشع مؤامرة لابتلاع أرض فلسطين وتشريد شعبها.
بيد أن ذلك ما كان يتأتى لليهود إلا بالدسائس والمؤامرات والرشوة، والاستعانة بيهود الدونمة وبأمهر الجواسيس، لتفحص مواضع الضعف في جيش الإمبراطورية بمعاونة جهاز المخابرات البريطانية، حيث كانت أطماع البريطانيين في المنطقة العربية لا حدود لها.
لذلك فقد أثارهم التعاون الوثيق بين ألمانيا والإمبراطورية العثمانية، وقيام المهندسين الألمان بإقامة خطة سكة حديد برلين – بغداد، وهو الخط الذي كان مقدراً له أن يصل إلى البصرة على الخليج العربي. وكانت البصرة في ذلك الوقت ميناء البترول الذي تتحكم فيه شركة البترول الإنجليزية الإيرانية. فكان معنى ذلك أن نفوذ ألمانيا في تركيا – صاحبة الولاية في المنطقة – سيؤدي حتماً إلى تقلص الوجود البريطاني .. والقضاء على أطماع البريطانيين في الشرق.
لذا فقد كان من الضروري العمل على تثبيت اليهود في المنطقة، وما كان ليتم ذلك للبريطانيين إلا بالخديعة وعمل المخابرات والجاسوسية.
ونظراً لتشابك الأطماع والمصالح – فالتعاون بين البريطانيين والصهيونية – ZIONISM - أمر مفروغ منه. حيث برع اليهود دائماً على مر الأزمان في اللجوء إلى المكر والخديعة والتجسس ... لاستخلاص مصالحهم والوصل إلى مآربهم.
وإذا تعرضنا للجاسوسية الصهيونية في لبنان أثناء الحرب العالمية الأولى، إبان حكم الدولة العثمانية، لرأينا مدى تشدد الأتراك حينذاك في مسألة الاختراقات والتجسس، وتعقب أعوان الصهيونية من الجواسيس وإعدامهم بلا شفقة، بل إن محاكمات البعض منهم كانت لا تستغرق سوى سويعات فقط، ينفذ بعدها حكم الإعدام في الحال، حتى أن بعضهم – في حالات قليلة – مات دون محاكمة أثناء التعذيب القاسي الشديد، مما يدل على مقت الأتراك للجاسوسية، ومحاولة ردع العملاء والخونة بعقوبات قاسية لا ترحم، ولا تحتمل التخفيف أو التسويف.
ولرأينا أيضاً أن حالات خاصة جداً، كان مصير الجواسيس فهيا بشعاً إلى أقصى تصور، كمصير الجاسوسي الصهيوني "التر ليفي" الذي قطعوا جسده وهو حي بالساطور، وإبراهام واتنبرج – الأعرج – الذي أبقوه مزروعاً فوق خازوق لعدة أيام في عالية بيروت.
غيرهما كان هناك جواسيس آخرون لاقوا نهايات تفنن فيها الأتراك تنكيلاً بعدما زاد عدد عملاء الصهيونية وتفشى خطرهم.
لكن الحال تبدل في لبنان منذ استقلاله، فالعقوبات الجنائية التي سنها المشرع – الخاصة بمحاكمة الجواسيس – إذا قيست بغيرها في الدول العربية، لوجدناها لا تفي بالمطلوب منها وهو الردع القاسي لمرتكبي جريمة التجسس، ذلك أن لبنان بلد اقتصادي حر، لديه حرية تامة للالتقاء بمختلف التيارات الفكرية والحزبية.
إذ عمد منذ استقلاله على الانفتاح على العالم ومنح الحرية في الإقامة والتنقل، وسرية الحسابات في البنوك، فضلاً عن الاهتمام بالعملية السياحية والترفيهية للزوار ..الذين يقوم اقتصاده على مقدار ما ينفقونه في الملاهي والفنادق.
لكل تلك الأسباب، ضجت بيروت بالجواسيس مع انشغال الأمن العام هناك بالحفاظ على إيقاع الهدوء، والانفراج السياحية التي تشهدها البلاد الأكثر تفتحاً في الوطن العربي واستمر ذلك حتى يونيو 1967.
ففي أعقاب النكسة تغير الوضع كثيراً، خاصة بعد تدفق الفصائل الفلسطينية المسلحة إلى لبنان، والتسلل من جنوبه صوب إسرائيل للقيام بعمليات فدائية وتفشي موجة من التفجيرات أرقت الشارع اللبناني .
تغير الوضع أيضاً بعدما حدث نوع من التعاون الوثيق بين أجهزة المخابرات السورية واللبنانية والفلسطينية، أثمر نتائج مدهشة عندما سقط العشرات من عملاء إسرائيل في لبنان، جميعهم استفادوا من القوانين غير الرادعة، والعقوبات التي قد تصل في النهاية إلى طرد الجواسيس خارج البلاد .
لقد انتبه المشرع في لبنان لميوعة المواد العقابية المتعلقة بأعمال الجاسوسية، فعدلت بعض القوانين في يناير 1975، لإحداث نوع من التوازن ما بين الجرم والعقاب، لكن التعديلات لم تنص صراحة على إعدام الخونة والجواسيس ، لبنانيين أو أجانب.
وإذا عدنا إلى الوراء، وبالتحديد إلى الخمسينيات من القرن الماضي، لرأينا كم كانت الجاسوسية الإسرائيلية في لبنان منتشرة على أوسع نطاق، وتستخدم كل طرق التفشي والانتشار لخلق أرضية واسعة من الخونة اللبنانيين، تدفع بنشاطها إلى الديناميكية من أجل التغلغل بين الأوساط الاجتماعية المختلفة، مستخدمة في ذلك شتى أساليب السيطرة بالمال والجنس، اعتماداً على فتيات يهوديات يتميزن بجمال مفرط، وأنوثة يانعة طاغية، وقوانين عقابية لا تقل رقة ووداعة عن نسائها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.ok1313.yoo7.com
Tweety
Admin
Admin
Tweety


انثى
عدد الرسائل : 3271
العمر : 52
إحترام قوانين الموقع :
الجاسوسية وحكايات أخرى Left_bar_bleue100 / 100100 / 100الجاسوسية وحكايات أخرى Right_bar_bleue

Personalized field : الجاسوسية وحكايات أخرى 15781610
مزاجى : الجاسوسية وحكايات أخرى Qatary32
الوظيفة : الجاسوسية وحكايات أخرى Profes10
الهواية : الجاسوسية وحكايات أخرى Readin10
علم الدولة : الجاسوسية وحكايات أخرى Male_e10
النادى المفضل : الجاسوسية وحكايات أخرى 2mzy802
إلحـــــالة : الجاسوسية وحكايات أخرى 6ohlxs
الأوسمة الحــاصل عليــها : الجاسوسية وحكايات أخرى 29djrc8
السٌّمعَة : 7
نقاط : 3799
تاريخ التسجيل : 23/08/2008

بطاقة الشخصية
GAME OVER:
HERO 4 EVER:
HERO 4 EVERالجاسوسية وحكايات أخرى Empty
الجاسوسية وحكايات أخرى Empty

الجاسوسية وحكايات أخرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجاسوسية وحكايات أخرى   الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالسبت نوفمبر 14, 2009 4:08 pm

أخطر جاسوس زرعته إسرائيل في سوريا


الجاسوسية وحكايات أخرى 1255


ايلي كوهين


الياهو بن شاؤول كوهين يهودي من أصل سوري حلبي، ‏ولد بالإسكندرية التي هاجر إليها احد أجداده سنة 1924. وفي عام 1944 انضم ايلي كوهين إلى منظمة الشباب اليهودي الصهيوني في الإسكندرية وبدا متحمسا للسياسة الصهيونية وسياستها العدوانية على البلاد العربية،‏ وفي سنة‏ وبعد حرب 1948 اخذ يدعو مع غيره من أعضاء المنظمة لهجرة اليهود المصريين إلى فلسطين وبالفعل في عام 1949‏ هاجر أبواه وثلاثة من أشقاءه إلي إسرائيل بينما تخلف هو في الإسكندرية ‏.‏
وقبل أن يهاجر إلى إسرائيل عمل تحت قيادة إبراهام دار وهو أحد كبار الجواسيس الإسرائيليين الذي وصل إلى مصر ليباشر دوره في التجسس ومساعدة اليهود علي الهجرة وتجنيد العملاء‏،‏ واتخذ الجاسوس اسم جون دارلينج‏ وشكل شبكة للمخابرات الإسرائيلية بمصر نفذت سلسلة من التفجيرات ببعض المنشات الأمريكية في القاهرة والإسكندرية‏ بهدف إفساد العلاقة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية و في عام 1954 تم إلقاء القبض على أفراد الشبكة في فضيحة كبرى عرفت حينها بفضيحة لافون، وبعد انتهاء عمليات التحقيق‏ كان أيلي كوهين قد تمكن من إقناع المحققين ببراءة صفحته إلي أن خرج من مصر‏ عام 1955‏ حيث التحق هناك بالوحدة رقم ‏131‏ بجهاز أمان لمخابرات جيش الدفاع الإسرائيلي‏ ثم أعيد إلي مصر‏ ولكنه كان تحت عيون المخابرات المصرية‏ التي لم تنس ماضيه فاعتقلته مع بدء العدوان الثلاثي ضد مصر في أكتوبر ‏1956.‏
وبعد الإفراج عنه هاجر إلي إسرائيل عام 1957‏,‏ حيث استقر به المقام محاسبا في بعض الشركات‏,‏ وانقطعت صلته مع "أمان" لفترة من الوقت‏,‏ ولكنها استؤنفت عندما طرد من عمله‏ وعمل لفترة كمترجم في وزارة الدفاع الإسرائيلية ولما ضاق به الحال استقال وتزوج من يهودية من أصل مغربي عام 1959.

وقد رأت المخابرات الإسرائيلية في ايلي كوهين مشروع جاسوس جيد فتم إعداده في البداية لكي يعمل في مصر‏,‏ ولكن الخطة ما لبثت أن عدلت‏,‏ ورأي أن أنسب مجال لنشاطه التجسسي هو دمشق‏.‏
وبدأ الإعداد الدقيق لكي يقوم بدوره الجديد‏,‏ ولم تكن هناك صعوبة في تدريبه علي التكلم باللهجة السورية‏,‏ لأنه كان يجيد العربية بحكم نشأته في الإسكندرية‏.‏

ورتبت له المخابرات الإسرائيلية قصة ملفقه يبدو بها مسلما يحمل اسم كامل أمين ثابت هاجر وعائلته إلى الإسكندرية ثم سافر عمه إلى الأرجنتين عام 1946 حيث لحق به كامل وعائلته عام 1947 وفي عام 1952 توفى والده في الأرجنتين بالسكتة القلبية كما توفيت والدته بعد ستة أشهر وبقى كامل وحده هناك يعمل في تجارة الأقمشة.

وتم تدريبه على كيفية استخدام أجهزة الإرسال والاستقبال اللاسلكي والكتابة بالحبر السري كما راح يدرس في الوقت نفسه كل أخبار سوريا ويحفظ أسماء رجالها السياسيين والبارزين في عالم الاقتصاد والتجارة. مع تعليمه أصول الآيات القرآنية وتعاليم الدين الإسلامي.

وفي‏ 3‏ فبراير ‏1961‏ غادر ايلي كوهين إسرائيل إلي زيوريخ‏,‏ ومنها حجز تذكرة سفر إلي العاصمة التشيلية سنتياجو باسم كامل أمين ثابت‏,‏ ولكنه تخلف في بيونس ايرس حيث كانت هناك تسهيلات معدة سلفا لكي يدخل الأرجنتين بدون تدقيق في شخصيته الجديدة‏.‏

وفي الأرجنتين استقبله عميل إسرائيلي يحمل اسم ابراهام حيث نصحه بتعلم اللغة الاسبانية حتى لا يفتضح أمره وبالفعل تعلم كوهين اللغة الاسبانية وكان ابراهام يمده بالمال ويطلعه على كل ما يجب أن يعرفه لكي ينجح في مهمته.

وبمساعدة بعض العملاء تم تعيين كوهين في شركة للنقل وظل كوهين لمدة تقترب من العام يبني وجوده في العاصمة الأرجنتينية كرجل أعمال سوري ناجح‏ فكون لنفسه هوية لا يرقى إليها الشك,‏ واكتسب وضعا متميزا لدي الجالية العربية في الأرجنتين‏,‏ باعتباره قوميا سوريا شديد الحماس لوطنه وأصبح شخصية مرموقة في كل ندوات العرب واحتفالاتهم‏،‏ وسهل له ذلك إقامة صداقات وطيدة مع الدبلوماسيين السوريين وبالذات مع الملحق العسكري بالسفارة السورية‏,‏ العقيد أمين الحافظ.

وخلال المآدب الفاخرة التي اعتاد كوهين أو كامل أمين ثابت إقامتها في كل مناسبة وغير مناسبة‏,‏ ليكون الدبلوماسيون السوريون علي رأس الضيوف‏,‏ لم يكن يخفي حنينه إلي الوطن الحبيب‏,‏ ورغبته في زيارة دمشق‏ لذلك لم يكن غريبا أن يرحل إليها بعد أن وصلته الإشارة من المخابرات الإسرائيلية ووصل إليها بالفعل في يناير ‏1962 حاملا معه ألآت دقيقة للتجسس,‏ ومزودا بعدد غير قليل من التوصيات الرسمية وغير الرسمية لأكبر عدد من الشخصيات المهمة في سوريا‏,‏ مع الإشادة بنوع خاص إلي الروح الوطنية العالية التي يتميز بها‏,‏ والتي تستحق أن يكون محل ترحيب واهتمام من المسئولين في سوريا‏.‏

وبالطبع‏,‏ لم يفت كوهين أن يمر علي تل أبيب قبل وصوله إلي دمشق‏,‏ ولكن ذلك تطلب منه القيام بدورة واسعة بين عواصم أوروبا قبل أن ينزل في مطار دمشق وسط هالة من الترحيب والاحتفال‏.‏ و أعلن الجاسوس انه قرر تصفية كل أعماله العالقة في الأرجنتين ليظل في دمشق مدعيا الحب لوطن لم ينتمي إليه يوما.


وبعد أقل من شهرين من استقراره في دمشق‏,‏ تلقت أجهزة الاستقبال في أمان أولي رسائله التجسسية التي لم تنقطع علي مدي ما يقرب من ثلاث سنوات‏,‏ بمعدل رسالتين علي الأقل كل أسبوع‏.‏


وفي الشهور الأولي تمكن كوهين أو كامل من إقامة شبكة واسعة من العلاقات المهمة‏‏ مع ضباط الجيش و المسئولين الحربيين‏.‏

وكان من الأمور المعتادة أن يقوم بزيارة أصدقائه في مقار عملهم‏,‏ ولم يكن مستهجنا أن يتحدثوا معه بحرية عن تكتيكاتهم في حالة نشوب الحرب مع إسرائيل‏,‏ وأن يجيبوا بدقة علي أي سؤال فني يتعلق بطائرات الميج أو السوخوي‏,‏ أو الغواصات التي وصلت حديثا من الاتحاد السوفيتي أو الفرق بين الدبابة تي ـ‏52‏ وتي ـ‏54‏... الخ من أمور كانت محل اهتمامه كجاسوس.


وبالطبع كانت هذه المعلومات تصل أولا بأول إلي إسرائيل‏,‏ ومعها قوائم بأسماء و تحركات الضباط السوريين بين مختلف المواقع والوحدات‏.‏

وفي سبتمبر‏1962‏ صحبه أحد أصدقائه في جولة داخل التحصينات الدفاعية بمرتفعات الجولان‏..‏ وقد تمكن من تصوير جميع التحصينات بواسطة آلة التصوير الدقيقة المثبتة في ساعة يده‏,‏ وهي احدي ثمار التعاون الوثيق بين المخابرات الإسرائيلية والأمريكية.

ومع أن صور هذه المواقع سبق أن تزودت بها إسرائيل عن طريق وسائل الاستطلاع الجوي الأمريكية‏,‏ إلا أن مطابقتها علي رسائل كوهين كانت لها أهمية خاصة‏ سواء من حيث تأكيد صحتها‏,‏ أو من حيث الثقة في مدي قدرات الجاسوس الإسرائيلي‏.‏

وفي عام ‏1964,‏ عقب ضم جهاز أمان إلي الموساد‏,‏ زود كوهين قادته في تل أبيب بتفصيلات وافية للخطط الدفاعية السورية في منطقة القنيطرة‏,‏ وفي تقرير آخر أبلغهم بوصول صفقة دبابات روسية من طراز تي ـ‏54,‏ وأماكن توزيعها‏,‏ وكذلك تفاصيل الخطة السورية التي أعدت بمعرفة الخبراء الروس لاجتياح الجزء الشمالي من إسرائيل في حالة نشوب الحرب‏.‏

وازداد نجاح ايلي كوهين خاصة مع بإغداقه الأموال على حزب البعث وتجمعت حوله السلطة واقترب من أن يرشح رئيسا للحزب أو للوزراء!.

وهناك أكثر من رواية حول سقوط ايلي كوهين نجم المجتمع السوري لكن الرواية الأصح هي تلك التي يذكرها رفعت الجمال (رأفت الهجّان)الجاسوس المصري الشهير بنفسه.."... شاهدته مره في سهرة عائلية حضرها مسئولون في الموساد وعرفوني به انه رجل أعمال إسرائيلي في أمريكا ويغدق على إسرائيل بالتبرعات المالية.. ولم يكن هناك أي مجال للشك في الصديق اليهودي الغني، وكنت على علاقة صداقة مع طبيبة شابه من أصل مغربي اسمها (ليلى) وفي زيارة لها بمنزلها شاهدت صورة صديقنا اليهودي الغني مع امرأة جميلة وطفلين فسألتها من هذا؟ قالت انه ايلي كوهين زوج شقيقتي ناديا وهو باحث في وزارة الدفاع وموفد للعمل في بعض السفارات الإسرائيلية في الخارج، .. لم تغب المعلومة عن ذهني كما أنها لم تكن على قدر كبير من الأهمية العاجلة، وفي أكتوبر عام 1964 كنت في رحلة عمل للاتفاق على أفواج سياحية في روما وفق تعليمات المخابرات المصرية وفي الشركة السياحية وجدت بعض المجلات والصحف ووقعت عيناي على صورة ايلي كوهين فقرأت المكتوب أسفل الصورة، (الفريق أول على عامر والوفد المرافق له بصحبة القادة العسكريين في سوريا والعضو القيادي لحزب البعث العربي الاشتراكي كامل أمين ثابت) وكان كامل هذا هو ايلي كوهين الذي سهرت معه في إسرائيل وتجمعت الخيوط في عقلي فحصلت على نسخة من هذه الجريدة اللبنانية من محل بيع الصحف بالفندق وفي المساء التقيت مع (قلب الأسد) محمد نسيم رجل المهام الصعبة في المخابرات المصرية وسألته هل يسمح لي أن اعمل خارج نطاق إسرائيل؟ فنظر لي بعيون ثاقبة..



  • ماذا ؟
  • قلت: خارج إسرائيل.
  • قال: أوضح.
  • قلت: كامل أمين ثابت احد قيادات حزب البعث السوري هو ايلي كوهين الإسرائيلي مزروع في سوريا وأخشى أن يتولى هناك منصبا كبيرا.
  • قال: ما هي أدلتك؟
  • قلت: هذه الصورة ولقائي معه في تل أبيب ثم إن صديقة لي اعترفت انه يعمل في جيش الدفاع.



ابتسم قلب الأسد وأوهمني انه يعرف هذه المعلومة فأصبت بإحباط شديد ثم اقترب من النافذة وعاد فجأة واقترب مني وقال..

لو صدقت توقعاتك يا رفعت لسجلنا هذا باسمك ضمن الأعمال النادرة في ملفات المخابرات المصرية.."

وعقب هذا اللقاء طار رجال المخابرات المصرية شرقا وغربا للتأكد من المعلومة وفي مكتب مدير المخابرات في ذلك الوقت السيد صلاح نصر تجمعت الحقائق وقابل مدير المخابرات الرئيس جمال عبد الناصر ثم طار في نفس الليلة بطائرة خاصة إلى دمشق حاملا ملفا ضخما وخاصا إلى الرئيس السوري أمين حافظ.


وتم القبض على ايلي كوهين وسط دهشة الجميع واعدم هناك في 18 مايو 1965.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.ok1313.yoo7.com
Tweety
Admin
Admin
Tweety


انثى
عدد الرسائل : 3271
العمر : 52
إحترام قوانين الموقع :
الجاسوسية وحكايات أخرى Left_bar_bleue100 / 100100 / 100الجاسوسية وحكايات أخرى Right_bar_bleue

Personalized field : الجاسوسية وحكايات أخرى 15781610
مزاجى : الجاسوسية وحكايات أخرى Qatary32
الوظيفة : الجاسوسية وحكايات أخرى Profes10
الهواية : الجاسوسية وحكايات أخرى Readin10
علم الدولة : الجاسوسية وحكايات أخرى Male_e10
النادى المفضل : الجاسوسية وحكايات أخرى 2mzy802
إلحـــــالة : الجاسوسية وحكايات أخرى 6ohlxs
الأوسمة الحــاصل عليــها : الجاسوسية وحكايات أخرى 29djrc8
السٌّمعَة : 7
نقاط : 3799
تاريخ التسجيل : 23/08/2008

بطاقة الشخصية
GAME OVER:
HERO 4 EVER:
HERO 4 EVERالجاسوسية وحكايات أخرى Empty
الجاسوسية وحكايات أخرى Empty

الجاسوسية وحكايات أخرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجاسوسية وحكايات أخرى   الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالسبت نوفمبر 14, 2009 4:09 pm

الجاسوس ابراهيم شاهين


الجاسوسية وحكايات أخرى 1256

نشرت هذه العملية من جانب المخابرات الإسرائيلية (الموساد) كمحاولة للرد على نشر القاهرة لعملية رفعت الجمال، فقد واجهت المخابرات الإسرائيلية حملات صحفية عنيفة داخل إسرائيل وخارجها تقلل من شأنها.

بدأ نشر العملية عندما نشرت الصحف الإسرائيلية موضوعا موسعا في 26 نوفمبر 1989 تقول فيه أن المخابرات الإسرائيلية تلقت قبل حواليي شهر من حرب أكتوبر من أحد جواسيسها في مصر تحذيرات واضحة بأن مصر تنوى شن حرب ضد إسرائيل.وأن هذا الجاسوس بعث بمعلومات في غاية الدقة عن تحركات الجيش المصري في منطقة قناة السويس إضافة إلى تأكيده بأن المصريين قاموا بتحريك الجسور الخشبية العائمة الحاملة للجنود إلى ضفة القناة.




وأكد الموضوع أن هذا الجاسوس مواطن مصري مسلم عمل جاسوسا في مصر لصالح إسرائيل طوال سبع سنوات .. وأن اسمه هو إبراهيم شاهين.

وتبدأ القصة بنجاح المخابرات الإسرائيلية في تجنيد إبراهيم شاهين إبن مدينة العريش والذي كان يعمل موظفا بمديرية العمل بسيناء بعد أن لاحظت حاجته للمال. وعرض علية ضابط المخابرات الإسرائيلي "نعيم ليشع" إعطاءه تصريح للسفر إلى القاهرة ،وكانت كل مهمته كما كلفه "نعيم" هي السفر إلى القاهرة وإرسال أسعار الخضراوات والفواكه في القاهرة إلى شقيقة الذي كان يمتلك مكتب للتصدير والاستيراد في لندن ، واصطحبه "نعيم" إلى رئيسه المقدم "أبو يعقوب" المختص بتدريب الجواسيس المستجدين.

واتقن إبراهيم التدريب واصبح يستطيع التمييز بين أنواع الأسلحة والطائرات والكتابة بالحبر السري ، كما نجح إبراهيم في أن يجند زوجته انشراح للعمل معه وحمل معه إلى القاهرة العناوين التي سيرسل إليها رسائله من القاهرة وكانت كلها عناوين في مدن اوربية.

وبعد وصوله إلى القاهرة تقدم إبراهيم إلى إدارة المهجرين المصريين وحصل على منزل في منطقة المطرية ومعاش شهري تدفعه الحكومة للمهجرين من مدن المواجهة.

وواصل ابراهيم وزوجتة إرسال المعلومات المطلوبة ، إلى أن طلب منهما السفر إلى روما وهناك تم منحهما جوازي سفر باسم موسى عمر وزوجته دينا عمر، وسافرا من روما على طائرة شركة العال الإسرائيلية إلى اللد ومنها إلى بئر سبع وكان المغزى من هذه الرحلة هو عرض ابراهيم على جهاز كشف الكذب تحسبا وخوفا من أن يكون مدسوسا من المخابرات المصرية، واثبت الجهاز مصداقيته وتم تكليفه بموجب ذلك بمتابعة وتقصى وقياس الحالة المعنوية للشعب المصري إضافة إلى النواحي العسكرية، وبعد أن عادا من روما قاموا بتجنيد جميع أولادهم للعمل معهم.




وحقق ابراهيم وزوجته نجاحا كبيرا خاصة في النواحي المعنوية بسبب احتكاكهم بالمناطق الشعبية، وعاود الاثنين السفر إلى بئر سبع مرة أخرى لتلقى دورة تدريبية متقدمة في أعمال التصوير وحصلوا على كاميرات صغيرة تعمل تلقائيا في التقاط الصور ، كما تم زيادة أجرهم الشهري إلى ما يعادل 300 دولار، ومنح ابراهيم رتبه مقدم في جيش الدفاع الإسرائيلي وزوجتة رتبة ملازم أول، وعادا إلى مصر على أن يتلقوا التعليمات بشفرة خاصة من خلال الراديو.





وبرغم هذا النجاح إلا انهما فشلا في توقع نشوب حرب السادس من أكتوبر والتي كانت المخابرات الإسرائيلية قد وعدتهم بمبلغ مليون دولار كمكافأة في حالة توقعهما لميعاد الحرب وكان كل المطلوب منهما في هذه الحالة هو رسالة شفرية من كلمتين "يوم ......".

وتصادف أن سافرت انشراح وحدها إلى روما يوم 5 أكتوبر وقابلها "أبو يعقوب" يوم 7 أكتوبر وأمطرها بسيل من الأسئلة عن الحرب وأتضح أنها لا تعرف شيئا.

واخبرها أبو يعقوب إن الجيش المصري والسوري هجما على إسرائيل وان المصريون عبروا القناة وحطموا خط بارليف ، وأمرها بالعودة فورا إلى مصر .




ابراهيم شاهين


وفى بداية عام 1974 سافر ابراهيم إلى تركيا ومنها إلى اليونان ثم إلى تل أبيب وحضر اجتماعا خاصا على مستوى عال مع قيادات المخابرات الإسرائيلية الجديدة بعد أن أطاحت حرب أكتوبر بالقيادات السابقة.

وخضع ابراهيم للاستجواب حول عدم تمكنه من معرفة ميعاد الحرب وأجاب ابراهيم انه لم يلحظ شيئا غير عادي بل أن قريبا له بالجيش المصري كان يستعد للسفر للحج ، وانه حتى لو كان يعلم بالميعاد فليس لدية أجهزة حديثة لإرسال مثل تلك المعلومات الهامة.

واستضاف نائب مدير المخابرات الإسرائيلية ابراهيم وابلغه بأنه سيتم منحه جهاز إرسال متطور ثمنه 200 ألف دولار وهو احدث جهاز إرسال في العالم ملحق به كمبيوتر صغير في حجم اليد له أزرار إرسال على موجه محددة واخبره كذلك أن راتبه الشهري قد تم رفعة إلى ألف دولار إضافة إلى مكافأة مليون دولار في حالة أخبارهم عن موعد الحرب القادمة آلتي ستشنها مصر بواسطة الفريق سعد الشاذلي!.

وقامت المخابرات الإسرائيلية بتوصيل الجهاز المتطور بنفسها إلى مصر خشية تعرض ابراهيم للتفتيش، وقامت زوجته بالحصول على الجهاز من المكان المتفق علية عند الكيلو 108 طريق السويس وهى المنطقة التي تعرضت لثغرة الدفرسوار.

وبمجرد وصول انشراح للقاهرة اعدوا رسالة تجريبية ولكنهم اكتشفوا عطلا في مفتاح الجهاز وبعد فشل ابراهيم في إصلاحه توجهت انشراح إلى تل أبيب للحصول على مفتاح جديد.

لم يدر بخلد انشراح أن المخابرات المصرية التقطت رسالة لها عبر جهاز روسي حديث يسمى "صائد الموجات" وذلك أثناء تدريبها وتجربتها للجهاز الجديد.

وأيقن رجال المخابرات المصرية انهم بصدد الإمساك بصيد جديد ، وتم وضع منزل ابراهيم تحت المراقبة وتم اعتقاله صباح 5 أغسطس 1974 مع ولديه وانتظارا لوصول انشراح من تل أبيب أقام رجال المخابرات المصرية بمنزل ابراهيم لثلاثة أسابيع كاملة ، وبمجرد وصولها استقبلها رجال المخابرات المصرية وزج بهم جميعا إلى السجن.

وكانت المخابرات الإسرائيلية قد بثت رسائل بعد عودة انشراح من إسرائيل واستقبلها رجال المخابرات المصرية على الجهاز الإسرائيلي بعد أن ركبوا المفاتيح ، ووصل الرد من مصر.

" أن المقدم ابراهيم شاهين والملازم أول انشراح سقطا بين أيدينا .. ونشكركم على ارسال المفاتيح الخاصة بالجهاز .. كنا فى انتظار وصولها منذ تسلم ابراهيم جهازكم المتطور"


تحياتنا إلى السيد "ايلي زئيرا" مدير مخابراتكم.

وتمت محاكمة الخونة بتهمة التجسس لصالح إسرائيل وأصدرت المحكمة حكمها بإعدام إبراهيم وانشراح بينما حكم على ابنهما الأكبر نبيل بالأشغال الشاقة وأودع الولدان محمد وعادل باصلاحية الأحداث نظرا لصغر سنهما، ونفذ حكم الإعدام في إبراهيم شاهين شنقا، بينما تم الإفراج عن انشراح وابنها بعد ثلاث سنوات من السجن في عملية تبادل للأسرى مع بعض أبطال حرب أكتوبر.

وقد نشرت صحيفة يدعوت احرونوت عام 1989موضوعا عن انشراح وأولادها قالت فيه : أن انشراح شاهين (دينا بن دافييد) تقيم الآن مع اثنين من أبنائها بوسط إسرائيل وهما محمد وعادل بعد أن اتخذت لهما أسماء عبرية هي حاييم ورافي أما الابن الأكبر نبيل فقد غير اسمه إلى يوشي.


وتقول الصحيفة أن دينا بن دافيد تعمل عاملة في دورة مياه للسيدات في مدينة حيفا وفى أوقات الفراغ تحلم بالعودة للعمل كجاسوسة لإسرائيل في مصر !، بينما يعمل ابنها حاييم كحارس ليلي بأحد المصانع ، أما الابن الأكبر فلم يحتمل الحياة في إسرائيل وهاجر هو وزوجتة اليهودية إلى كندا حيث يعمل هو وزوجته بمحل لغسل وتنظيف الملابس.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.ok1313.yoo7.com
Tweety
Admin
Admin
Tweety


انثى
عدد الرسائل : 3271
العمر : 52
إحترام قوانين الموقع :
الجاسوسية وحكايات أخرى Left_bar_bleue100 / 100100 / 100الجاسوسية وحكايات أخرى Right_bar_bleue

Personalized field : الجاسوسية وحكايات أخرى 15781610
مزاجى : الجاسوسية وحكايات أخرى Qatary32
الوظيفة : الجاسوسية وحكايات أخرى Profes10
الهواية : الجاسوسية وحكايات أخرى Readin10
علم الدولة : الجاسوسية وحكايات أخرى Male_e10
النادى المفضل : الجاسوسية وحكايات أخرى 2mzy802
إلحـــــالة : الجاسوسية وحكايات أخرى 6ohlxs
الأوسمة الحــاصل عليــها : الجاسوسية وحكايات أخرى 29djrc8
السٌّمعَة : 7
نقاط : 3799
تاريخ التسجيل : 23/08/2008

بطاقة الشخصية
GAME OVER:
HERO 4 EVER:
HERO 4 EVERالجاسوسية وحكايات أخرى Empty
الجاسوسية وحكايات أخرى Empty

الجاسوسية وحكايات أخرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجاسوسية وحكايات أخرى   الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالسبت نوفمبر 14, 2009 4:10 pm

الاستسلام قهراً

عاد عبد الفتاح من اليمن والغل يأكل قلبه من عصابات اليهود التي تنكرت لكل الشرائع، واغتصبت أرض فلسطين، وتتربص بدول الجوار تود نهش أرضها، والاستحواذ على قدر أكبر من الهيمنة على مقدرات المنطقة.
ولم يطل به المقام كثيراً في حضن عروسه ياسمين، فحرب وشيكة مع إسرائيل تدق طبولها وقد ظهرت في الأفق بوادر الأزمة .. فسارع بارتداء زيه العسكري وذهب إلى رفح، ثم تقدم إلى خان يونس فدير البلح، وعندما اشتعلت شرارة الحرب في 5 يونيو 1967... أبلى عبد الفتاح بلاءً حسناً مع وحدته العسكرية التي تمرست على القتال في اليمن. لكن صدرت الأوامر فجأة بالإنسحاب إلى الخلف، فاعتقد أنها خطة عسكرية إلا أن العدو كان قد أحكم الحصار، وبرغم ذلك لم يستسلم عبد الفتاح، وظل يقاوم إلى أن سقط أسيراً، واقتيد إلى معسكرات بئر سبع التي لا تبعد كثيراً عن موقع أسره.
كان لا يصدق أن سيناء كلها سقطت هي الأخرى أسيرة، وفقد ثقته بقادته الذين جعلوا لأولئك اليهود الخنازير شأناً، واستطاعوا – وهم قلة قليلة – التغلب على جيوش العرب، وفي عدة أيام اتسعت رقعة إسرائيل إلى أضعاف أضعافها.
كان يبكي في البداية للحال الذي وصلوا إليه، وبعد ذلك كان يرتجف لمرأى حوادث القتل الجماعية البشعة لأسرى الحرب، ويرتعد للقهر والذل والموت البطيء الذي يتحرك كل لحظة بين الأسرى ليقطف خيرة شباب الوطن.
لقد رأى من الأهوال مالا يوصف، وتوقف تفكيره عند أشياء كثيرة أهمها الموت بلا ثمن... ومعدته الخاوية من الطعام، وجفاف حلقه لشدة العطش، ولم يتفاءل كثيراً عندما استدعوه لمكتب قائد المعسكر باللغة العربية قائلاً له:
"إن الجيش الإسرائيلي يحتل الآن سيناء والجولان والضفة الغربية وقطاع غزة، ولا حول للعرب ولا قيام لهم من جديد".
أمر له الضابط الإسرائيلي بالماء والطعام، وجيء له بكوب من العصير البارد.. وعلى بعد عدة أمتار، شاهد بعينيه جندياً يهودياً يسوق أسيراً مصرياً، ويكبله في جذع نخلة ويطلق عليه النار عدة مرات في تشفٍ وانتقام.
عندها ... صرخ عبد الفتاح في هلع، فسحبوه إلى حجرة أخرى ورجى استجوابه لمعرفة كل ما عنده من أسرار العسكرية، وللمرة الثانية والثالثة يرى مشهد القتل لأسير مكبل، فيموت هلعاً... ويحاول في وهن خائر إقناعهم بأن معلوماته قاصرة بسبب تواجده لعدة سنوات في اليمن.
بعدها بأيام ذهبوا به لغرفة التحقيق، وأمروه أن يخلع ملابسه بكاملها أمام المحققين ثم تركوه وحده عارياً، ترتعد كل عضلاته خوفاً من اقتياده للقتل،فكل الأسرى الذين أطلقوا عليهم الرصاص أمامه كانوا عرايا.
فجأة دخلت الغرفة فتاة يهودية ترتدي زي الجيش الإسرائيلي، ودون أن تلتفت إليه شرعت في خلع ملابسها كلها، واقتربت منه في نعومة وطلبت منه بالعربية أن يتلطف. ومن فتحات سرية كانوا يلتقطون له صوراً بمختلف الأوضاع وهو يتهرب منها محاولاً الانزواء، بينما هي لا تكلف عن إغوائه ومطالبته. ومرة أخرى حاوره المحقق كثيراً واستفزه وأجبره على أن يسب بلده وقائدها، ولسابق معرفتهم بأسماء أهله وأقاربه ووظائفهم وعناوينهم... كانوا يزيدون الضغط على أعصابه مهددين بإيذائهم، في عملية "غسيل مخ" له ولغيره، ويستخدم الضباط الاسرائيليون التنويم المغناطيسي، والايحاء النفسي والامصال والعقاقير الطبية ومنها حقن "الصدق" وجهاز كشف الكذب، فضلاً عن التعذيب الجسماني بوسائل مختلفة، وإطلاق حرب معنوية شرسة لزلزلة عقيدته وعروبته.
لقد تم سجنه في زنزانة ضيقة تتسع بالكاد لجسده المنهك، وسلطت عليه كشافات كهربائية قوية ليل نهار، مع انبعاث موجات من الهواء الساخن تارة والبارد تارة أخرى، وذلك لمدة ستين يوماً وهو عار تماماً لا يدرك الليل من النهار، أو متى تجيء لحظة النهاية؟ بينما صوت المذياع لا يكف عن بث الدعاية المسمومة، والنصائح الموجهة اليه لكي يستسلم ويتعاون مع ما يسمى بـ "منظمة السلام" ويفرغ ما في جعبته من معلومات وأسرار للمحققين، مع تأكيدات مكررة بالاهتمام به صحياً ومعنوياً إذا ما استجاب لهم مع الوعد بأن يغدقوا عليه بالأموال والميزات التي لا تخطر بباله.
وبعد هذه الجرعة من الإغراءات قد يسقط الأسير مستسلماً، وقد يتماسك أكثر وأكثر لإيمانه بقضيته وبقيادته، فيقاد إلى غرفة "العمليات" حيث يجري إدخال خرطوم دقيق في جهازه البولي ينتهي طرفه بكيس شفاف، ويترك هكذا في زنزانته، ويمنع عنه الماء، وتسلط عليه الكشافات الحارقة من جديد مع الهواء الساخن، فينزف عرقه ويكاد يموت عطشاً فلا يجد سوى بوله فيشرب منه.
هناك أيضاً وسيلة أخرى لإجبار الأسير على الانخراط في سلك الجاسوسية تحت زعم الاشتراك في "منظمة السلام" لوقف الحرب بين العرب وإسرائيل، ألا وهي تكبيله بالجنازير وسلاسل الصلب المدببة، وعصب عينيه بعصابة سوداء، والحبس في زنزانة منفردة معزولة صوتياً عن العالم الخارجي لمدة أسبوع، فيكاد الأسير أن يجن، وينقل إلى غرفة التحقيق ليروا هل استسلم مقهوراً أم لا يزال صلباً لا يخاف الموت؟ فإن رأوا فيه صلابة فعندهم من وسائل التعذيب ما يكفي.
ويتم تصنيف الأسرى المطلوب تجنيدهم إلى مجموعات، والمجموعة التي يعتقد أنها الأسهل انقياداً... تتابع معها المحاولات من جديد وبصور أخرى من التعامل، ويتم عرض الأسير على أخصائيين في وسائل الإقناع والتأثير النفسي يصلون به ومعه إلى مرحلة من "الهدنة" التي يعقبها أحد أمرين: إما الاستمرار معه، أو تركه لحاله وعدم إضاعة جهدهم معه أكثر من ذلك.
يقول الملازم أول عبد الفتاح عبد العزيز عوض:
Ø في الزنزانة الانفرادية الضيقة... كنت عارياً منهكاً معصوب العينين مكبلاً بالجنازير، طعامي قطعة خبز جافة كل عدة أيام مع نصف كوب من الماء، كنت لا أكف عن التفكير في حالي وما سيؤول اليه مصيري المجهول. وكلما استحضرت صور أهلي من ذاكرتي... اتخيل حزنهم الشديد لفقدي فأتماسك، كثيراً ما كنت أستمد قوتي من صورة أمي، ونظرة الرجاء في عيني حبيبتي ياسمين ترجوني ألا أنساها... ، كنت أبكي حالي فلا تسقط مني دمعة واحدة، فالجسد الهزيل فقد ما به من ماء. وجفت المدامع ونضب معينها، وتصورت للحظة أنني بين أحضان أهلي وأصدقائي، لكن أوهام الخيال كانت لا تطول، فالواقع كان أقسى من أي تخيل، واقع قضى على لذة أحلام يقظة، ووأد الآمال في مهدها، الأسابيع طويلة مريرة تمر والحال لا يتبدل... عطش وجوع وموت يتربص... وعواء ذئاب تهوى افتراس أجساد الأسرى، وميكروفون يأتيني صوته من فوق راسي يذيع أغاني الحرب من إذاعة "صوت العرب"، وبيانات كاذبة وخطب وتصريحات سياسية تصيبني بالغثيان. وتساءلت مراراً:
Ø هل يهتم بنا أحد؟؟

أجبت في نفسي :
Ø لا أظن أننا على خريطة المسؤولين في مصر.

فقد طالت مدة الأسر، وصرنا نكرة ونسياً منسياً. وعندما يجيئنا أعضاء الصليب الأحمر الدولي، يشفقون لحالنا ولا يملكون لأجلنا شيئاً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.ok1313.yoo7.com
Tweety
Admin
Admin
Tweety


انثى
عدد الرسائل : 3271
العمر : 52
إحترام قوانين الموقع :
الجاسوسية وحكايات أخرى Left_bar_bleue100 / 100100 / 100الجاسوسية وحكايات أخرى Right_bar_bleue

Personalized field : الجاسوسية وحكايات أخرى 15781610
مزاجى : الجاسوسية وحكايات أخرى Qatary32
الوظيفة : الجاسوسية وحكايات أخرى Profes10
الهواية : الجاسوسية وحكايات أخرى Readin10
علم الدولة : الجاسوسية وحكايات أخرى Male_e10
النادى المفضل : الجاسوسية وحكايات أخرى 2mzy802
إلحـــــالة : الجاسوسية وحكايات أخرى 6ohlxs
الأوسمة الحــاصل عليــها : الجاسوسية وحكايات أخرى 29djrc8
السٌّمعَة : 7
نقاط : 3799
تاريخ التسجيل : 23/08/2008

بطاقة الشخصية
GAME OVER:
HERO 4 EVER:
HERO 4 EVERالجاسوسية وحكايات أخرى Empty
الجاسوسية وحكايات أخرى Empty

الجاسوسية وحكايات أخرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجاسوسية وحكايات أخرى   الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالسبت نوفمبر 14, 2009 4:11 pm

الجاسوس الأسير عبد الفتاح عوض ..
الجاسوسية وحكايات أخرى 1257


وسط رائحة الموت وصلصلة الجنازير في سراديب الأسْر .. لم أتخيل أنني قد أرى مصر ... أبداً.
وعندما عدت إليها... أحسست بالغربة لأسابيع طويلة ... وكان في قرارة نفسي يقبع ذنب جبار يزمجر في عنف ويتعاظم .. ويلتصق بجدران شراييني هاجس مؤلم يلسعني كل لحظة .. يذكرني بأنني مجرم .. آثم... لا أستحق الحياة.. !!
الحطام الهش


استغلت المخابرات الإسرائيلية حالات الضعف الإنساني لأسرى حرب 1967 وساومتهم بشتى الطرق لأجل التعاون معها بعدما تتم مبادلتهم.
لقد أغرتهم بالمال وبأجمل النساء .. وعرضتهم للتجويع والتنكيل والإرهاب والحصار النفسي حتى القتل .. وذلك للتحكم بأعصابهم وتوريطهم للانغماس في تيار الخيانة والجاسوسية..
وفي الملفات وجدنا حالات عديدة... تبين كيف لجأت مخابرات العدو لوسائل شيطانية للضغط على الأسرى... كيف ذلك...؟ وبأية طرق كانت تقود بعضهم إلى مستنقع الجاسوسية... ؟!!
بداية ...تقول بعض المصادرا لعسكرية إن أسرى مصر لدى إسرائيل في حرب 1967 يقارب عددهم الخمسة آلاف أسير... سقطوا في قبضة القوات الاسرائيلية عند اجتياح سيناء ... وانسحاب الجيش المصري مهزوماً بدون نظام أو قيادة أو غطاء.
لقد كان ضرب المعابر على القناة وتدميرها... خشية عبور العدو إلى الضفة الغربية للقناة ... أحد أهم أسباب اقتياد الآلاف من أفراد قواتنا إلى معسكرات الأسر... وتعرضهم للقتل الجماعي والإبادة في مذابح بشعة لن يغفلها التاريخ.
فعندما يدرك الأسير أن ما بين الحياة والموت ضغطة زناد من يهودي دموي .. يتوقف تفكيره عند تلك اللحظة ، وتتسمر عيناه على ارتعاشة إصبع مختل وصيحات آمرة، وكلما دوت رصاصات تحصد أرواح ضعفاء يرسفون في قيود الأسر... اشتهت النفس الحياة وطلبتها بإلحاح عنيد.
لقد نشط خبراء المخابرات الإسرائيلية في تعذيب الأسرى وإرهابهم، والتمثيل بجثث زملائهم على مرأى منهم لقتل أي آمال لديهم في الحياة. وعند اختيارهم لبعض الجنود والضباط من الأسرى الذين أبدوا ذعرهم الشديد، عملوا على منحهم فرصة النجاة من الموت الرخيص ليسهل إخضاعهم والسيطرة عليهم، وكان لابد للمرشح أن يمر بعدة اختبارات نفسية قاسية... مثل إطلاق النيران بشكل فجائي على مجموعات من الأسرى ودون سابق إنذار، والتنكيل بأحدهم بوسائل تعذيب وحشية لإرهاب الآخرين، وفتح النيران من خلف الأسرى بعد فترة سكون .. فيصابون بالرعب والذعر من طلقات رصاص غير متوقعة.
اتبع العدو الصهيوني أيضاً طرقاً أخرى عديدة، تحطم ما لدى الأسرى من مقاومة، وتدفعهم إلى التفكير في منجي لهم من الهلاك.
ولكثرة وسائل انتهاك آدمية الأسرى، كثيراً ما عادوا إلى بلادهم وبعضهم تشوشت أفكارهم وأصبحوا لا يضبطون، وفقد قلة منهم الثقة في القيادة العسكرية والسياسية، ورسموا صورة مغايرة للواقع الملموس، محتاطون لمحاولات اقتلاع ما آمنوا به فترة الأسر، إذ إن العدو أصبح لديهم هو الأقوى والأمهر، ومجرد التفكير في معاداته ضرب من جنون.
هكذا عاد بعض الأسرى من إسرائيل في صفقات متبادلة وغير متكافئة العدد أو المعنويات. فهناك فروق شاسعة ما بين الأسرى في الحالتين.
وكان من بين الأسرى المصريين الذين عادوا .. الملازم أول الاحتياطي عبد الفتاح عبد العزيز عوض. أشهر جاسوس لإسرائيل تم تجنيده في أحد معسكرات أسرى 1967 في بئر سبع. عاد بعدما أجريت له عملية غسيل مخ، وتحول منضابط مصري يدافع عن أرضه وعرضه... إلى عين من عيون إسرائيل ترى وتتحرك بيننا في ثقة.
هذا التحول الخطير ليس بأمر هين، إذا ما أجرينا مقارنة عادلة بين أسير مكبل يرتجف رعباً وجوعاً... تحيطه مجموعة كبيرة من خبراء المخابرات تتفنن في تجنيده، وبين شاب آخر تتصارع لديه الرغبات والطموحات على موائد القمار في أوروبا، وقد يسعى هذا الأخير بنفسه إلى رجال الموساد عارضاً عليهم خدماته.
فرق كبير بين الأسير والحر. فالأسير مجبر مضطر، والحر مخير مدرك. الأسير يرى الموت ملاصقاً له ومعدته خاوية وأعصابه في انهيار، والحر تلسعه حرارة الرغبة حينما تلتصق به حسناء مثيرة تصطاده، ومعدته ممتلئة بأشهى أنواع الطعام والخمور.
كلها أمور لا تقارن مطلقاً... ويكفينا أن ننقل إحساسات أسير مسلوب الإرادة، في معسكر إسرائيلي، تصم أذنيه صرخات زملائه حينما تدور بهم عجلة التنكيل، ولا يدري متى يجيء دوره هو الآخر؟!
إنه في تلك الظروف أضعف من الضعف نفسه أمام حيوانية الآسر وشهوته في التعذيب والقتل.
ولست ممن عاشوا تلك التجربة المرة حتى أصفها بحق... لكن الخبراء العسكريين والعلماء أفاضوا في وصف كل تلك الأمور وصفاً دقيقاً، وإن كان هذا أمر نستنكره بالمرة.. ولا يدفعنا إلى العطف على الأسير الذي سقط في بؤرة الجاسوسية، بقدر ما يدفعنا إلى الإحساس بمعاناته الشديدة إزاء ما تعرض له، فاضطر مقهوراً إلى الاستسلام، طمعاً في رشفة ماء، أو كسرة خبز تُسكْن صراخ معدته وأمعائه.
وعبد الفتاح عوض بطل هذه القصة... ضابط صغير برتبة ملازم أول في القوات المسلحة المصرية، لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره، أنهى دراسته الجامعية وحصل على مؤهله العلمي... يملؤه طموح قوي في أن يعيش ويعمل ويخدم وطنه... ويتزوج من حبيبته ياسمين ابنة عمه الجميلة التي ارتبط بها، وتأجل زفافهما حتى ينتهي من فترة تجنيده.
لقد حزنت ياسمين كثيراً وهو يسوق لها نبأ اختياره ضابطاً في الجيش ... فمعنى ذلك أن فترة خدمته العسكرية ستطول، وبالتالي سيتأخر زواجهما، لكن عبد الفتاح طمأنها عندما وعدها بسرعة الزفاف، حيث إن راتبه كبير كضابط بالجيش بالقياس براتب الوظيفة التي لم تجيء بعد.
انخرط في سلك الحياة العسكرية وتفوق كثيراً في تخصهه الدقيق ...وشهد له قادته بالانضباط والشجاعة.. لذلك فقد أُرسل مع القوات المسلحة إلى اليمن للقضاء على حكم الإقطاع هناك... المتمثل في الإمام البدر.. الذي قامت الثورة اليمنية عليه في 26 سبتمبر 1962.
لكن الدوائر الاستعمارية وبالرجعية كانت تخطط لعودة الإمام المخلوع بالقوة.. واستعادة عرشه المفقود. ورسمت خطة جهنمية متشعبة الأطراف، حشدت لها جيشاً ضارياً من المرتزقة.. مهمته القيام بهجمات جانبية على أجنحة مأرب جهة الشرق، وفي صعدة من الشمال، وفي المحابشة بداخل المنطقة الجبلية، بينما تندفع بقيادة البدر قوة هجومية ضخمة تشق قلب البلاد.
غير أن هذه الخطة لم تكن محكمة، إذ حوصرت مواقع الحشود الملكية ودمرت تماماً في معركة "حرض" التي أبدع فيها عبد الفتاح قتالاً وتخطيطاً، واستحق شهادات التقدير عن جدارة، فقد كان يعلم بحق أن معركة اليمن في أساسها لم يكن المقصود منها إسقاط عرض وانتهاء نظام، إنما إنهاء حطام هش من الأنظمة البالية التي خلفتها القرون الوسطى دام لأكثر من عشرة قرون في هذه المنطقة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.ok1313.yoo7.com
Tweety
Admin
Admin
Tweety


انثى
عدد الرسائل : 3271
العمر : 52
إحترام قوانين الموقع :
الجاسوسية وحكايات أخرى Left_bar_bleue100 / 100100 / 100الجاسوسية وحكايات أخرى Right_bar_bleue

Personalized field : الجاسوسية وحكايات أخرى 15781610
مزاجى : الجاسوسية وحكايات أخرى Qatary32
الوظيفة : الجاسوسية وحكايات أخرى Profes10
الهواية : الجاسوسية وحكايات أخرى Readin10
علم الدولة : الجاسوسية وحكايات أخرى Male_e10
النادى المفضل : الجاسوسية وحكايات أخرى 2mzy802
إلحـــــالة : الجاسوسية وحكايات أخرى 6ohlxs
الأوسمة الحــاصل عليــها : الجاسوسية وحكايات أخرى 29djrc8
السٌّمعَة : 7
نقاط : 3799
تاريخ التسجيل : 23/08/2008

بطاقة الشخصية
GAME OVER:
HERO 4 EVER:
HERO 4 EVERالجاسوسية وحكايات أخرى Empty
الجاسوسية وحكايات أخرى Empty

الجاسوسية وحكايات أخرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجاسوسية وحكايات أخرى   الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالسبت نوفمبر 14, 2009 4:13 pm

أخطر رجال المخابرات المصرية في اسرائيل

الجاسوسية وحكايات أخرى 1258
في صباح يوم 13 يوليو من عام 1956 نشرت صحيفة الأهرام خبرا عابرا يقول : قتل العقيد مصطفى حافظ نتيجة ارتطام سيارته بلغم في قطاع غزة، وقد نقل جثمانه إلى العريش ومن هناك نقل جوا إلى القاهرة على الفور، ولم ينس الخبر أن يذكر أنه كان من أبطال حرب فلسطين وقاتل من أجل تحريرها .. لكنه تجاهل تماما انه كان أول رجل يزرع الرعب في قلب اسرائيل.


ومصطفى حافظ رجل مصري من مدينة الإسكندرية التي يحمل أحد ميادينها أسمه الآن، كما أن له نصبا تذكاريا في غزة تبارى الإسرائيليون في تحطيمه عندما احتلوها بعد هزيمة يونيو 1967.
كان (مصطفى حافظ) مسؤولاً عن تدريب الفدائيين وإرسالهم داخل إسرائيل كما انه كان مسؤولاً عن تجنيد العملاء لمعرفة ما يجري بين صفوف العدو ووراء خطوطه، فقد كان (مصطفى حافظ) باعتراف الإسرائيليين من أفضل العقول المصرية، وهو ما جعله يحظى بثقة الرئيس جمال عبد الناصر فمنحه أكثر من رتبة استثنائية حتى أصبح عميدا وعمره لا يزيد على 34 سنة، كما انه اصبح الرجل القوي في غزة التي كانت تابعة للإدارة المصرية بعد تقسيم فلسطين في عام 1947.
وبرغم السنوات الطويلة التي قضاها مصطفى حافظ في محاربة الإسرائيليين إلا انه لم يستطع رجل واحد في كافة أجهزة المخابرات الإسرائيلية أن يلتقط له صورة من قريب أو من بعيد، لكن برغم ذلك سجل الإسرائيليون في تحقيقاتهم مع الفدائيين الذين قبضوا عليهم انه رجل لطيف يثير الاهتمام والاحترام ومخيف في مظهره وشخصيته.



وكانت هناك روايات أسطورية عن هروبه الجريء من معتقل أسرى إسرائيلي أثناء حرب 1948، وقد عين في منصبه في عام 1949 وكانت مهمته إدارة كافة عمليات التجسس داخل إسرائيل والاستخبارات المضادة داخل قطاع غزة والإشراف على السكان الفلسطينيين، وفي عام 1955 أصبح مسئولا عن كتيبة الفدائيين في مواجهة الوحدة رقم 101 التي شكلها في تلك الأيام اريل شارون للإغارة على القرى الفلسطينية والانتقام من عمليات الفدائيين ورفع معنويات السكان والجنود الإسرائيليين، وقد فشل شارون فشلا ذريعا في النيل منه ومن رجاله وهو ما جعل مسئولية التخلص منه تنتقل إلى المخابرات الإسرائيلية بكافة فروعها وتخصصاتها السرية والعسكرية.
كان هناك خمسة رجال هم عتاة المخابرات الإسرائيلية في ذلك الوقت عليهم التخلص من مصطفى حافظ على رأسهم (ر) الذي كون شبكة التجسس في مصر المعروفة بشبكة "لافون" والتي قبض عليها في عام 1954 وكانت السبب المباشر وراء الإسراع بتكوين جهاز المخابرات العامة في مصر.



والى جانب (ر) كان هناك ضابط مخابرات إسرائيلي ثان يسمى "أبو نيسان" وأضيف لهما "أبو سليم" و"اساف" و"أهارون" وهم رغم هذه الأسماء الحركية من أكثر ضباط الموساد خبرة بالعرب وبطباعهم وعاداتهم وردود أفعالهم السياسية والنفسية.


ويعترف هؤلاء الضباط الخمسة بأنهم كانوا يعانون من توبيخ رئيس الوزراء في ذلك الوقت ديفيد بن غوريون أول رئيس حكومة في إسرائيل والرجل القوي في تاريخها، وكانت قيادة الأركان التي وضعت تحت سيطرة موشى ديان أشهر وزراء الدفاع في إسرائيل فيما بعد في حالة من التوتر الشديد.

وكان من السهل على حد قول ضباط المخابرات الخمسة التحدث إلى يهوه (الله باللغه العبريه) في السماء عن التحدث مع موشى ديان خاصة عندما يكون الحديث عن براعة مصطفى حافظ في تنفيذ عملياته داخل إسرائيل ورجوع رجاله سالمين إلى غزة وقد خلفوا وراءهم فزعا ورعبا ورغبة متزايدة في الهجرة منها.

وكان الحل الوحيد أمام الأجهزة الإسرائيلية هو التخلص من مصطفى حافظ مهما كان الثمن.

ووضعت الفكرة موضع التنفيذ ورصد للعملية مليون دولار، وهو مبلغ كبير بمقاييس ذلك الزمن، فشبكة "لافون" مثلا لم تتكلف أكثر من 10 آلاف دولار، وعملية اغتيال المبعوث الدولي إلى فلسطين اللورد برنادوت في شوارع القدس لم تتكلف أكثر من 300 دولار.

كانت خطة الاغتيال هي تصفية مصطفى حافظ بعبوة ناسفة تصل إليه بصورة أو بأخرى، لقد استبعدوا طريقة إطلاق الرصاص عليه، واستبعدوا عملية كوماندوز تقليدية، فقد فشلت مثل هذه الطرق في حالات أخرى من قبل، وأصبح السؤال هو: كيف يمكن إرسال ذلك "الشيء" الذي سيقتله إليه ؟.

في البداية فكروا في إرسال طرد بريدي من غزة لكن هذه الفكرة أسقطت إذ لم يكن من المعقول أن يرسل طرد بريدي من غزة إلى غزة، كما استبعدت أيضا فكرة إرسال سلة فواكه كهدية إذ ربما ذاقها شخص آخر قبل مصطفى حافظ.

وأخيرا وبعد استبعاد عدة أفكار أخرى بقيت فكرة واحدة واضحة هي: يجب أن يكون "الشئ" المرسل مثيرا جدا للفضول ومهما جدا لمصطفى حافظ في نفس الوقت كي يجعله يتعامل معه شخصيا، شئ يدخل ويصل إليه مخترقا طوق الحماية الصارمة الذي ينسجه حول نفسه.

وبدأت الخطة تتبلور نحو التنفيذ، إرسال ذلك "الشيء" عن طريق عميل مزدوج وهو عميل موجود بالفعل ويعمل مع الطرفين، انه رجل بدوي في الخامسة والعشرين من عمره يصفه أبو نيسان بأنه نموذج للخداع والمكر، كان هذا الرجل يدعى "طلالقة". لم يكن يعرف على حد قول ضابط الموساد أن مستخدميه من الإسرائيليين.

وبعد أن استقر الأمر على إرسال (الشيء) الذي سيقتل مصطفى حافظ بواسطة (طلالقة) بدأ التفكير في مضمون هذا الشيء، واستقر الرأي على أن يكون طردا بريديا يبدو وكأنه يحتوي على (شئ مهم) وهو في الحقيقة يحتوي على عبوة ناسفة.

ولم يرسل الطرد باسم مصطفى حافظ وإنما أرسل باسم شخصية سياسية معروفة في غزة وهو بالقطع ما سيثير (طلالقة) فيأخذه على الفور إلى مصطفى حافظ الذي لن يتردد فضوله في كشف ما فيه لمعرفة علاقة هذه الشخصية بالإسرائيليين، وفي هذه اللحظة يحدث ما يخطط له الإسرائيليون وينفجر الطرد في الهدف المحدد.

وتم اختيار قائد شرطة غزة (لطفي العكاوي) ليكون الشخصية المثيرة للفضول التي سيرسل الطرد باسمها، وحتى تحبك الخطة أكثر كان على الإسرائيليين أن يسربوا إلى (طلالقة) إن (لطفي العكاوي) يعمل معهم بواسطة جهاز اتصال يعمل بالشيفرة، ولأسباب أمنية ستتغير الشيفرة، أما الشيفرة الجديدة فهي موجودة في الكتاب الموجود في الطرد المرسل إليه والذي سيحمله (طلالقة) بنفسه.

وأشرف على تجهيز الطرد (ج) عضو (الكيبوتس) في المنطقة الوسطى، وقد اكتسب شهرة كبيرة في أعداد الطرود المفخخه وكان ينتمي إلى منظمة إرهابية تسمى (أيستيل) كانت هي ومنظمة إرهابية أخرى اسمها (ليحي) تتخصصان في إرسال الطرود المفخخه إلى ضباط الجيش البريطاني أثناء احتلاله فلسطين لطردهم بعيدا عنها.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.ok1313.yoo7.com
Tweety
Admin
Admin
Tweety


انثى
عدد الرسائل : 3271
العمر : 52
إحترام قوانين الموقع :
الجاسوسية وحكايات أخرى Left_bar_bleue100 / 100100 / 100الجاسوسية وحكايات أخرى Right_bar_bleue

Personalized field : الجاسوسية وحكايات أخرى 15781610
مزاجى : الجاسوسية وحكايات أخرى Qatary32
الوظيفة : الجاسوسية وحكايات أخرى Profes10
الهواية : الجاسوسية وحكايات أخرى Readin10
علم الدولة : الجاسوسية وحكايات أخرى Male_e10
النادى المفضل : الجاسوسية وحكايات أخرى 2mzy802
إلحـــــالة : الجاسوسية وحكايات أخرى 6ohlxs
الأوسمة الحــاصل عليــها : الجاسوسية وحكايات أخرى 29djrc8
السٌّمعَة : 7
نقاط : 3799
تاريخ التسجيل : 23/08/2008

بطاقة الشخصية
GAME OVER:
HERO 4 EVER:
HERO 4 EVERالجاسوسية وحكايات أخرى Empty
الجاسوسية وحكايات أخرى Empty

الجاسوسية وحكايات أخرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجاسوسية وحكايات أخرى   الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالسبت نوفمبر 14, 2009 4:14 pm

مصطفى حافظ


وأصبح الطرد جاهزا وقرار العملية مصدق عليه ولم يبق سوى التنفيذ، وتم نقل الطرد إلى القاعدة الجنوبية في بئر سبع وأصبح مسئولية رئيس القاعدة أبو نيسان الذي يقول: "طيلة اليوم عندما كنا جالسين مع (طلالقة) حاولنا إقناعه بأننا محتارون في أمره، قلنا أن لدنيا مهمة بالغة الأهمية لكننا غير واثقين ومتأكدين من قدرته على القيام بها، وهكذا شعرنا بأن الرجل مستفز تماما، عندئذ قلنا له: حسنا رغم كل شئ قررنا تكليفك بهذه المهمة، اسمع يوجد رجل مهم جدا في قطاع غزة هو عميل لنا هاهو الكارت الشخصي الخاص به وها هو نصف جنيه مصري علامة الاطمئنان إلينا والى كل من نرسله إليه والنصف الآخر معه أما العبارة التي نتعامل بها معه فهي عبارة: (أخوك يسلم عليك)!.


ويتابع ضابط المخابرات الإسرائيلي : كنا نواجه مشكلة نفسية كيف نمنع طلالقة من فتح الطرد قبل أن يصل إلى الهدف ؟ وللتغلب على هذه المشكلة أرسلنا أحد الضباط إلى بئر سبع لشراء كتاب مشابه أعطاه لـ (طلالقة) قائلا: (هذا هو كتاب الشيفرة يحق لك تفقده ومشاهدته وبعد أن شاهده أخذه منه وخرج من الغرفة وعاد وبيده الكتاب الملغوم وسلمه له لكن (طلالقة) لعب اللعبة بكل برود على الرغم من بريق عينيه عندما تساءل: ولكن كيف ستعرفون أن الكتاب وصل؟ وكانت الإجابه: ستأتينا الرياح بالنبأ.


وفهم (طلالقة) من ذلك أنه عندما يبدأ (لطفي العكاوي) بالإرسال حسب الشيفرة الجديدة سيعرف الإسرائيليون انه نفذ المهمة وعندما حل الظلام خرج أحد رجال المخابرات الإسرائيلية المسئولين عن العملية ومعه (طلالقة) وركب سيارة جيب ليوصله إلى أقرب نقطة على الحدود وهناك ودعه واختفى (طلالقة) في الظلام لكن كان هناك من يتبعه ويعرف انه يأخذ طريقه إلى غزة.


وفي رحلة عودته إلى غزة كان الشك يملأ صدر (طلالقة).. وراح يسأل نفسه : كيف يكون (العكاوي) أقرب المساعدين الى مصطفى حافظ عميلا إسرائيليا؟، وفكر في أن يذهب أولا الى (العكاوي) لتسليمه ما يحمل وبالفعل ذهب الى منزله فوجده قد تركه الى منزل جديد لا يعرف عنوانه واحتار ما الذي يفعل؟ ثم حزم أمره وتوجه الى منطقة الرمال في غزة حيث مقر مصطفى حافظ.
وحسب ما جاء في تقرير لجنة التحقيق المصرية التى تقصت وفاة مصطفى حافظ بأمر مباشر من الرئيس جمال عبد الناصر فإنه في 11 يوليو عام 1956 في ساعات المساء الأخيرة جلس مصطفى حافظ على كرسي في حديقة قيادته في غزة وكان قد عاد قبل يومين فقط من القاهرة، كان يتحدث مع أحد رجاله والى جانبه الرائد فتحي محمود وعمر الهريدي وفي نفس الوقت وصل اليهم (طلالقة) الذي سبق أن نفذ ست مهام مطلوبة منه في اسرائيل.



وقابله مصطفى حافظ وراح يروى له ما عرف عن (العكاوي)، وهو ما أزعج مصطفى حافظ الذي كان يدافع كثيرا عن (العكاوي) الذي اتهم أكثر من مرة بالاتجار في الحشيش، لكن هذه المرة يملك الدليل على إدانته بما هو أصعب من الحشيش؛ التخابر مع إسرائيل.


وقرر مصطفى حافظ أن يفتح الطرد ثم يغلقه من جديد ويرسله إلى (العكاوي)، أزال الغلاف دفعة واحدة عندئذ سقطت على الأرض قصاصة ورق انحنى لالتقاطها وفي هذه الثانية وقع الانفجار ودخل الرائد فتحي محمود مع جنود الحراسة ليجدوا ثلاثة أشخاص مصابين بجروح بالغة ونقلوا فورا إلى مستشفى تل الزهرة في غزة.



وفي تمام الساعة الخامسة صباح اليوم التالي أستشهد مصطفى حافظ متأثرا بجراحه، وبقى الرائد عمر الهريدي معاقا بقية حياته بينما فقد (طلالقة) بصره، وأعتقل (العكاوي) لكن لم يعثروا في بيته على ما يدينه.

وبرغم مرور هذه السنين مازال يصر الإسرائيليون على أنهم لم ينفذوا مثل هذه العملية أبدا، وبقيت أسرارها مكتومة هنا وهناك إلى أن كشفها الكاتب الإسرائيلي " يوسف أرجمان" مؤخرا في كتاب يحمل أسم "ثلاثون قضية استخبارية وأمنية في إسرائيل"، والذي لا نعرف هل ما ذكره حقيقة أم خيال.


بقى أن نعرف إن الإسرائيليين عندما احتلوا غزة بعد حرب يونيو وجدوا صورة مصطفى حافظ معلقة في البيوت والمقاهي والمحلات التجارية وأنهم كان يخلعونها من أماكنها ويرمونها على الأرض ويدوسون عليها بالأقدام، وكان الفلسطينيون يجمعونها ويلفونها في أكياس كأنها كفن ويدفنونها تحت الأرض وهم يقرآون على روح صاحبها الفاتحة فهم لا يدفنون صورة وإنما يدفنون كائنا حيا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.ok1313.yoo7.com
Tweety
Admin
Admin
Tweety


انثى
عدد الرسائل : 3271
العمر : 52
إحترام قوانين الموقع :
الجاسوسية وحكايات أخرى Left_bar_bleue100 / 100100 / 100الجاسوسية وحكايات أخرى Right_bar_bleue

Personalized field : الجاسوسية وحكايات أخرى 15781610
مزاجى : الجاسوسية وحكايات أخرى Qatary32
الوظيفة : الجاسوسية وحكايات أخرى Profes10
الهواية : الجاسوسية وحكايات أخرى Readin10
علم الدولة : الجاسوسية وحكايات أخرى Male_e10
النادى المفضل : الجاسوسية وحكايات أخرى 2mzy802
إلحـــــالة : الجاسوسية وحكايات أخرى 6ohlxs
الأوسمة الحــاصل عليــها : الجاسوسية وحكايات أخرى 29djrc8
السٌّمعَة : 7
نقاط : 3799
تاريخ التسجيل : 23/08/2008

بطاقة الشخصية
GAME OVER:
HERO 4 EVER:
HERO 4 EVERالجاسوسية وحكايات أخرى Empty
الجاسوسية وحكايات أخرى Empty

الجاسوسية وحكايات أخرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجاسوسية وحكايات أخرى   الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالسبت نوفمبر 14, 2009 4:15 pm

مجموعة من الجواسيس المصريين
الجاسوسية وحكايات أخرى 1259


تم الكشف عن شبكة لتجسس في القاهرة والتي جاءت ضمن سلسلة من قضايا التجسس الإسرائيلي داخل مصر في الفترة الأخيرة متورط فيها دبلوماسي مصري بسفارة مصر في تل أبيب ويدعى الدكتور عصام الصاوي وزعيمة الشبكة مديرة علاقات عامة بشركة سياحية تدعى نجلاء إبراهيم وهي أيضا لاعبة كرة اليد السابقة التي تعرفت عن طريق هذه اللعبة على خالد مسعد لاعب كرة اليد السابق بنادي الزمالك وتمكنت من تجنيده هو الآخر ليساعدها في هذه العمليات المشبوهة وكوَّن الثلاثة معاً شبكة قوية للتجسس وتهريب السائحين الأجانب إلى إسرائيل عبر الحدود المصرية عن طريق المنافذ والدروب الجبلية عند مدينة رفح.

وكانت الصدفة وحدها هي السبب وراء كشفها حيث بدأت الحكاية عندما تم تقديم بلاغ باختفاء 16 سائحا يحملون الجنسية الصينية في الجبال والدروب بمدينة رفح أثناء عمل رحلة سفاري سياحية وأكدت التحريات أن هؤلاء السائحين اختفوا عند الحدود المصرية الإسرائيلية التي عبروها إلى داخل إسرائيل.



وقادت التحقيقات مع الشركة المسؤولة عن نقل هذه المجموعة من السياح إلى أن مسؤولية برنامج الرحلة يقع ضمن مسؤولية مديرة العلاقات العامة وبمجرد استدعائها واتهامها بتهريب السائحين الصينيين إلى حدود إسرائيل اعترفت مديرة العلاقات العامة بالشركة وتدعى نجلاء إبراهيم على زميلها في الشركة خالد مسعد الذي وقع هو الآخر في يد الشرطة واعترفا تفصيلياً بكيفية عمليات الهروب وكيفية عمليات الاتصال بالجانب الإسرائيلي لتسهيل هذه العملية عبر الدروب والجبال من رفح إلى الأراضي الإسرائيلية وذلك مقابل 1800 دولار على الشخص الواحد.

تهريب وجاسوسية

وكانت المفاجأة التي فجرتها نجلاء إبراهيم المتهمة أن من يقوم بترتيب الاتصال والاتفاق مع الجانب الإسرائيلي لتسهيل عملية هروب الأجانب هو دبلوماسي مصري بسفارة تل أبيب مقابل حصوله على عمولة عن كل شخص يتم تهريبه إلى إسرائيل.


وبدخول هذا الدبلوماسي في دائرة الاتهام حولت القضية من قضية تهريب السياح الأجانب إلى إسرائيل إلى قضية تخابر مع جهاز الموساد الإسرائيلي وهو ما كشفت عنه التحقيقات التي جرت في سرية تامة حيث اتسعت دائرة الاتهام في القضية لتشمل 8 متهمين ثلاثة منهم بارزون والباقون عبارة عن موظفين بالشركة السياحية وعدد من البدو من مدينة رفح ممن لديهم خبرة بدروب المنافذ الجبلية المؤدية إلى دخول إسرائيل بخلاف عدد من الإسرائيليين الذين يسهلون عملية التنقل للسياح الأجانب داخل إسرائيل وكشفت التحقيقات أن هذه الشبكة تمكنت من تهريب عدد كبير من السائحين الأجانب إلى إسرائيل عبر الحدود المصرية وخاصة من دول الصين وروسيا وأوكرانيا ودول شرق آسيا. ووفق تقديرات بعض المسؤولين فإن محاولات التسلل في الشهور الأخيرة بلغ عددها ما بين 3 و 9 حالات في الأسبوع الواحد رغم خطورة التسلل وتعرض صاحبه لفقد حياته وهو ما يجعل المتسللين يعتمدون على عصابات التهريب مقابل مبالغ مالية تترواح ما بين 2000 و5000 دولار على الفرد الواحد تحت ستار شركات سياحية ومع تواطؤ بعض الإسرائيليين


.
وقبل مضي أسبوع على اكتشاف شبكة التجسس أحبطت أجهزة الأمن المصرية محاولة جديدة لتهريب 30 سائحاً أجنبياً من مصر إلى إسرائيل.



وتعتبر جنوب سيناء نقطة إغراء للمتسللين الإسرائيليين الذين يتم القبض عليهم في الغالب بالقرب من منفذ طابا وغالباً ما يكونون من الضباط والجنود ولا يحملون جوازات سفر. وفي خلال الفترة من عام 1992م حتى عام 1997م سلمت مصر إسرائيل 31 متهماً في قضايا مختلفة منها ما هو تجسس ومنها ما هو مخدرات وتزوير عملة وأنشطة أخرى والباقون أفرج عنهم في مساء 13 أغسطس 1997م مع سفينة القمار الإسرائيلية مونتانا.



وقد كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا أن شركة مازدا الإسرائيلية الكائنة أمام القنصلية المصرية في تل أبيب والمملوكة للإسرائيلي زائيفي روفائيل هي رأس الشبكة المنوط بها عملية تسيير خط النقل ما بين تل أبيب والقاهرة للعمالة الصينية والماليزية والفليبينية وغيرها التي تأتي إلى مصر تحت اسم السياحة ويتم تهريبها إلى إسرائيل عبر المدقات الصحراوية. وثبت من التحقيقات أن الشركة الإسرائيلية استطاعت تجنيد بعض العناصر أحدها ماليزي والآخر أفريقي فضلا عن الثلاثة المتورطين في شبكة التجسس د. عصام الصاوي ونجلاء إبراهيم وخالد سعد بهدف تشويه سمعة مصر حيث إن الهدف السياسي وراء عمليات تهريب السياح هذه هو إظهار ضعف مصر عن حماية حدودها الشرقية.



حرب الجواسيس


على الرغم من مرور 23 عاما هي عمر معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل إلا أن الجانب الإسرائيلي لم يتوقف عن نشاطه في تجنيد الأفراد والتخابر على المصالح القومية المصرية.



وفي الفترة الماضية تم كشف النقاب عن العديد من قضايا التجسس على مصر من قبل إسرائيل، أهمها كان عزام عزام ومجدي أنور وسمحان، وآخرها كان شريف الفيلالي ثم الشبكة التي ألقت أجهزة الأمن المصرية القبض عليها مؤخراً.


وملف التخابر بين مصر وإسرائيل مليء بالعديد من القضايا.


ومن أشهر هذه القضايا الجاسوس عزام عزام أخطر جاسوس إسرائيلي في مصر حتى الآن لأنه منذ أن حكم عليه بالسجن لمدة 15 عاماً وذلك عام 1997م وإسرائيل وقادتها لا يألون جهداً في المطالبة بالإفراج عنه، وتمّ لهم مرادهم وأفرج عنه بعد قضاء مدة ثماني سنوات في السجون المصرية، مقابل صفقة بين السلطات المصرية والإسرائيلية تقضي بالإفراج عن ستة من الطلاب المصريين ضلوا الطريق في الصحراء ودخلوا إسرائيل بطريقة الخطأ.



ففي عام 1996م تم القبض على عزام عزام متعب عزام والقبض على شبكة تجسس يتزعمها وتجنيد شاب مصري أثناء وجوده للتدريب في إسرائيل عن طريق عميلتي الموساد زهرة يوسف جريس ومنى أحمد شواهنة.


وكانت المعلومات المطلوبة من عزام وشبكته هي جمع معلومات عن المصانع الموجودة في المدن الجديدة مدينة 6 أكتوبر والعاشر من رمضان من حيث النشاط والحركة الاقتصادية وكانت وسيلة عزام عزام جديدة للغاية وهي إدخال ملابس داخلية مشبعة بالحبر السري قادمة من إسرائيل مع عماد إسماعيل الذي جنده عزام.



وبعد القبض عليه حكم على عزام بالسجن 15 عاما.


ولم يعجب الحكم نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل وقتها الذي اعترض على حكم القضاء المصري. وآخر زيارة لعزام في السجن كانت من «داني نافيه» مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون ووزير الدولة ومستشارته الصحفية ومندوب من السفارة الإسرائيلية بالقاهرة وقد طلب عزام منهم ضرورة الإسراع بالإفراج عنه لأنه ضاق بحياة السجن ووعده شارون أن يبذل أقصى جهده وحكومة إسرائيل لتحقيق هذا الهدف.


والغريب أن قادة إسرائيل دائما ما يضعون قضية الإفراج عن عزام عزام محل اهتماماتهم ويجعلونها رقم واحد على أجندة المباحثات بين مصر وإسرائيل، وعلى العكس تبدي الحكومة المصرية موقفاً واحداً وهو أن القضاء المصري له كامل السيادة ويتمتع بالنزاهة والاستقلال في أحكامه.

أما قضية الجاسوس سمير عثمان فقد حدثت في أغسطس 1997م عندما سقط الجاسوس في يد رجال الأمن أثناء قيامه بالتجسس مرتدياً بدلة الغوص حيث كانت مهمته التنقل عائما بين مصر وإسرائيل بعد أن جنده الموساد واعترف المتهم بأنه تم تجنيده عام 1988م على يد الموساد بعد أن ترك عمله في جهاز مصري حساس، وأضاف أنه سافر إلى اليونان والسودان وليبيا ومن هذه البلاد إلى تل أبيب، وأن الموساد جهزت له 4 جوازات سفر كان يستخدمها في تنقلاته وأثناء تفتيش منزله عثر على مستندات هامة وأدوات خاصة تستخدم في عمليات التجسس.



والقضية الغريبة في قضايا التجسس الإسرائيلي على مصر هي قضية الجاسوس سمحان موسى مطير فهي المرة الأولى التي يتم فيها تجنيد تاجر مخدرات ليكون جاسوسا لإسرائيل وهذا ما حدث مع سمحان الذي اتفق معه رجال الموساد على تسليمه مخدرات مقابل تسليمهم معلومات عن مصر وكان سمحان يعمل في فترة شبابه بإحدى شركات المقاولات التي لها أعمال في مصر وإسرائيل ومن هنا كان اتصاله بالموساد الإسرائيلي وعمل بتجارة المخدرات تحت ستار شركة مقاولات خاصة وكانت له علاقات اتصالات عديدة ببعض ضباط الموساد المعروفين ومعهم اتفق على صفقة جلب المخدرات مقابل تقديم معلومات هامة عن مصر إلى الموساد.



وسمحان جاسوس حريص للغاية فقد تلقى دروسا عديدة في كيفية الحصول على معلومات وكيفية استقبال الرسائل وكيفية إرسالها لكنه كان يحفظ المعلومات المطلوب الحصول عليها وينقلها شفاهة إلى ضباط الموساد الإسرائيلي، وكانت المعلومات المطلوبة من سمحان تتعلق بالوضع الاقتصادي لمصر وحركة البورصة المصرية وتدوال الأوراق المالية وكذلك تم تكلفتة بالحصول على معلومات تخص، بعض رجال الأعمال.




ومن أشهر قضايا التخابر لصالح إسرائيل كانت قضية الجاسوس شريف الفيلالي الذي سافر عام 1990م لاستكمال دراسته العليا بألمانيا وخلال إقامته بها تعرف على امرأة ألمانية يهودية تدعى (ايرينا) قامت بتقديمه إلى رئيس قسم العمليات التجارية بإحدى الشركات الألمانية الدولية والذي ألحقه بالعمل بالشركة وطلب منه تعلم اللغة العبرية تمهيداً لإرساله للعمل في إسرائيل وعندما فشل في تعلم اللغة العبرية سافر إلى إسبانيا وتزوج من امرأة يهودية مسنة، ثم تعرف على جريجروي شيفيتش الضابط بجهاز المخابرات السوفيتي السابق المتهم الثاني في القضية وعلم منه أنه يعمل في تجارة الأسلحة وكشف له عن ثرائه الكبير ثم طلب منه إمداده بمعلومات سياسية وعسكرية عن مصر وإمداده بمعلومات عن مشروعات استثمارية منها ما هو سياحي وزراعي بمساعدة ابن عمه سامي الفيلالي وكيل وزارة الزراعة، ووافق الفيلالي وبدأت اللقاءات مع ضابطين من الموساد وقد نجح رجال الأمن المصريون في القبض عليه فكانت أشهر قضية تجسس مع بداية عام 2000م وحكم عليه بالسجن 15 عاما.


قضية تجسس أخرى أحبطت قبل أن تبدأ وهي قضية مجدي أنور توفيق الذي حكم علية بالسجن 10 سنوات أشغالاً شاقة للسعي للتخابر مع الموساد الإسرائيلي ووجهت له أجهزة الأمن المصري تهمة السعي إلى التخابر مع دولة أجنبية وأيضا تهمة التزوير في أوراق رسمية حيث قام المتهم بتزوير شهادة من الأمانة العامة للصندوق المصري للتعاون الفني مع أفريقيا التابع لوزراء الخارجية تشير إلى عمله كوزير مفوض على غير الحقيقة، واعترف الجاسوس أنه قام بالاتصال بالقنصلية الإسرائيلية بالإسكندرية عن طريق الفاكس مبرراً أنه كان يريد عناوين بعض الأجهزة الدولية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.ok1313.yoo7.com
Tweety
Admin
Admin
Tweety


انثى
عدد الرسائل : 3271
العمر : 52
إحترام قوانين الموقع :
الجاسوسية وحكايات أخرى Left_bar_bleue100 / 100100 / 100الجاسوسية وحكايات أخرى Right_bar_bleue

Personalized field : الجاسوسية وحكايات أخرى 15781610
مزاجى : الجاسوسية وحكايات أخرى Qatary32
الوظيفة : الجاسوسية وحكايات أخرى Profes10
الهواية : الجاسوسية وحكايات أخرى Readin10
علم الدولة : الجاسوسية وحكايات أخرى Male_e10
النادى المفضل : الجاسوسية وحكايات أخرى 2mzy802
إلحـــــالة : الجاسوسية وحكايات أخرى 6ohlxs
الأوسمة الحــاصل عليــها : الجاسوسية وحكايات أخرى 29djrc8
السٌّمعَة : 7
نقاط : 3799
تاريخ التسجيل : 23/08/2008

بطاقة الشخصية
GAME OVER:
HERO 4 EVER:
HERO 4 EVERالجاسوسية وحكايات أخرى Empty
الجاسوسية وحكايات أخرى Empty

الجاسوسية وحكايات أخرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجاسوسية وحكايات أخرى   الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالسبت نوفمبر 14, 2009 4:16 pm

قصة هروب الصحفي المصري "نبيه سرحان" من مصر لإسرائيل

سمح له بالسفر إلى ليبيا بشرط عدم مهاجمة مصر


زوجته المصرية ليلى موسى:
vفي أثينا قال زوجي للسفارة الإسرائيلية أريد منكم "ميكروفونا" فقط فأعطوه برنامج "ابن الريف"


صحفي مصري لجا لإسرائيل عام 1968، فغير اسمه من "يوسف سمير" إلى "نبيه سرحان" وأسماء أخرى، وتابع الملايين من الشعوب العربية برنامجا إذاعيا كانت تبثه إسرائيل وموجه ضد مصر والدول العربية الأخرى بعنوان" ابن الريف"، والجميع يذكر حتما أول الكلمات التي كانت تبث في ذلك البرنامج الموجه:"إخواني يا ولد مصر الطيبين……" ابنة الصحفي المصري مطربة إسرائيلية "حياة سمير" ومعه زوجتان، الأولى مصرية "ليلى إبراهيم موسى" عايشت معه رحلة الهروب من مصر إلى إسرائيل والزوجة الثانية فلسطينية من مدينة " حلحول" " عناد رباح" عايشت معه رحلة أخرى في إسرائيل .


وقصة " ابن الريف" غريبة، مثيرة، يصعب توقعها إلا في أفلام " الحرب السرية" الغامضة، ولكنها حقيقة عاشها صحفي مصري ، اختفى 10 سنوات في إسرائيل تحت أسماء مختلفة وقال عن نفسه بأنه يهودي من اصل ليبي، حتى زيارة السادات للقدس، عندما وقف أمام الرئيس المصري الراحل السادات في مطار "بن غوريون" وقال له : أنا هنا في إسرائيل خلف الميكروفون".




ويقول في مقدمة كتابه الأخير" نبيه سرحان معهم في الغربة" أيضا:" وتجدني "أنا المصري" القاطن بين طرفي النزاع وعلى حدود مستوطنة "جيلو".."بيت جالا "، أشاهد بأم عيني، ليل نهار، نيران المدافع الثقيلة والدبابات والصواريخ والمروحيات العسكرية، ترمي بحممها سكان المدينة، بسبب بعض الطلقات من بنادق خفيفة لا تؤثر على الجانب الآخر، وتقابل هذه الطلقات بأقسى الوسائل من إغلاق وحصار للمدن الفلسطينية، والتي تساعد على خنق البقية الباقية حتى من أنفاس السماء، وجثامين تشيع من الجانبين، في كل لحظة، لحظات الألم و المعاناة، من شعبين قدر عليهما أن يعيشا معا، وأنا وزوجتي داخل بيتنا في منطقة "بيرعونا"، في هذه الظروف، وجدتني ابحث عن لقاءاتي مع اخوتي من المغتربين في آخر زياراتي للولايات المتحدة الأمريكية لاضعها في كتاب آخر".


الزوجة المصرية لابن الريف ليلى إبراهيم موسى:
عندما وقعت حرب حزيران 1967 كنت متزوجة من "يوسف سمير " منذ أسبوعين، وشارك في الحرب كمتطوع من الجيش الشعبي، وكنا نسكن في حي "روض الفرج" في منزل خاله، واذكر تلك المرحلة المؤلمة، بعد النكسة فقد تحولت القاهرة لمدينة أشباح، الجميع صامت والسواد في كل مكان، و استشهد في الحرب أعداد كبيرة من المصريين، وانتظرت عودته ولم يرجع، ومرت الشهور، واعتقدت بأنه استشهد في الحرب، وبعد تسعة اشهر وعند الساعة الخامسة صباحا، جاء المنزل والدي، حيث عدت لمنزل الأسرة طبعا في تلك الظروف، وكان عمري 14 عاما، وسمعته يقول لوالدي بأنه كان في سجن " أبو زعبل " بمصر، واخذ يتحدث عن اعتقاله، وكان آنذاك يكتب قصائد شعر ومقالات لإذاعة الشرق الأوسط المصرية، وعندما اندلعت الحرب كان في منطقة القنطرة، وزارهم في الموقع مذيع من الإذاعة، فتحدث "يوسف سمير" وقال:"قل لأحمد سعيد إننا مهزومين، و أن يكف عما يذيعه في الإذاعة من بيانات غير صحيحة، أن ما نسمعه في الإذاعة هو فضيحة".


وعندما سمع قائد الموقع كلامه، أمر الجنود بان يغمضوا عينيه، واقتادوه للسجن، وبقى في السجن تسعة اشهر دون أن يتمكن من إبلاغ ذويه، وبعد عودته، توجهت معه للقاهرة لمنزل خاله حيث كنا نسكن، وكان " يوسف" يائسا جدا، فوجد خاله قد باع أثاث منزلنا، واستولى على البيت وقال له :" لا بيت هنا".


فاضطررنا أن نتوجه للسكن في فندق متواضع جدا، ولم يكن معنا نقود، واخذ يبحث عن عمل، دون جدوى، حتى وافقت مطيعة على طباعة ديوان شعر له ، وطبع له، ولكن الأمن المصري صادر الديوان، فأصبحت الحياة مستحيلة والأبواب مغلقة ، فقرر أن يخرج من مصر، فسارع باستخراج جواز سفر مشترك له و لي، وقررنا السفر إلى ليبيا، في أوائل العام 1968، وكنت حاملا بابنتي "حياة "، وأسرعنا بالسفر برا إلى ليبيا، خوفا من أن يوضع اسمه في الحدود على القائمة السوداء، وكان يفترض عند نقطة الحدود في السلوم أن يتم التدقيق، فنزلنا من السيارة عند منتصف الليل، ونحمل حقائبنا، ومشينا في طرق بعيدة، حتى الساعة الثامنة صباحا، لتجاوز التدقيق الأمني المصري، فوصلنا لاخر نقطة مصرية حدودية، فرفضوا مرورنا، وطلبوا منا العودة لنقطة الأمن السابقة لختم الجواز، وتوسلنا إليهم، وعندئذ أرسلوا معنا سيارة لإيصالنا لختم الجواز، وهناك وجد اسمه ضمن القائمة السوداء، ممنوع من السفر، فعدنا إلى القاهرة، بعد رحلة العذاب تلك بدون جدوى.
وبعد عودتنا للقاهرة، كان " يوسف " محبطا للغاية، وبعنا كل ما نملكه وهي أشياء بسيطة وباع ساعة يده، واصطحبني معه إلى مكتب مسؤول مصري كبير وهو " شعراوي جمعة "، ودفعنا مكتبه وسمعت حوارا بينهما غريب جدا، فقد كان " يوسف " أو " نبيه سرحان " غاضبا جدا، وقال لشعراوي جمعة: "لقد حاولت أن اترك مصر لكم، ولكنكم رفضتم السماح لي بالخروج، لماذا؟ أنا اترك لكم مصر، افعلوا كما تريدون، واتركوني لشأني".
فتدخل سكرتير شعراوي جمعة لإسكات " نبيه سرحان " زوجي، فاسكته " نبيه " ووجه الحديث لشعراوي جمعة: " أنني لا املك أي شيء، تستطيع أن تفعل بي ما تشاء، اعتقلني، اقتلني، ولكن أريد أن أخبرك ، يوجد في جيبي 20 جنيها فقط، سأنزل واشتري مائة متر قماش واكتب عليها " يسقط شعراوي جمعة " واقف بجانبها اسفل مكتبك في الشارع".
ورد جمعة:" انك تتهجم علي، وانك تريد السفر للخارج لتهاجم مصر ولن نسمح لك بذلك".


وبعد حوار ونقاش ساخن، غير شعراوي جمعة من موقفه وقال اسمح لك بالسفر بشرط أن تتعهد بعدم مهاجمة مصر ووافق " نبيه سرحان" على ذلك ووقع على تعهد.
واخذ جواز السفر من جمعة، وقاله إنني سأذهب إلى لبنان كي اطبع كتبي لدى نزار قباني فأنا اعرفه و سيساعدني في ذلك".
وأضافت " ليلى موسى " : " و عدنا وسافرنا مجددا إلى ليبيا، ورفع الحظر الذي كان موجودا على سفر زوجي، ودخلنا ليبيا بشكل طبيعي، فتوجه زوجي وطلب مقابلة الملك السنوسي، وحمل معه كتبه و مقالاته، واصطحبني معه وكنت حاملا، وحالتي الصحية متعبة، وأخذني حتى يتأثر الملك السنوسي لوضعنا البائس، ودخلنا على الملك، ورحب بنا، وقال زوجي للملك السنوسي : لا مكان لي إلا هنا ، وزوجتي حالتها الصحية سيئة، ولا نقود معي. فقال الملك السنوسي : " أنت كاتب جيد، وكتاباتك تقوا انك سياسي اكثر من اللازم، وعلشان خاطر الست المريضة زوجتك، أوافق أن تكتب في جريدة " العلم "الليبية، في كل شيء تريده إلا السياسة لا، أنا على علاقة طيبة مع جمال عبد الناصر ومصر ولا أريد مشاكل مع أحد". وفعلا عمل زوجي في صحيفة " العلم" الليبية، واستأجرنا منزلا، وتحسن الحال، ولكنه لا يستطيع أن يبقى هادئا، فكتب مقالا في جريدة " العلم " الليبية أوصلنا لإسرائيل وهاجم في مقاله مصر، وكانت المخابرات المصرية آنذاك تتابع صحيفة " العلم "، فاحتجت مصر لدي الملك السنوسي، وخلال 24 ساعة أمر الملك السنوسي بطردنا من ليبيا، وتم إبلاغنا بقرار الإبعاد، وقالوا لنا : " لن نسلمكم لمصر، واختاروا أي دولة أخرى تريدون الذهاب لها". وسافرنا بالطائرة من مطار ليبيا ولم تقبلنا أي دولة أوروبية وننام في المطار ثم نعود لمطار طرابلس، وهكذا، حتى نفذت نقودنا، وقاموا في مطار ليبيا بجمع ثمن تذكرة سفر لنا من المسافرين، وآخر رحلة توجهنا بها إلى اليونان، وسمحت اليونان لنا بالدخول، ونحن في حالة يرثى لها، وأنا ما زلت حامل، وصحتي في تدهور بسبب الظروف التي واجهتها، وتطلب الأمر نقلي للمستشفى في أثينا، ثم خرجت من المستشفى، ومشيت مع " نبيه " مساء في ميدان بأثينا، وفجاءة تقابل زوجي مع دبلوماسي كوبي يعمل في السفارة الكوبية في مصر، ويعرفه " نبيه " فسلم عليه، وأعطاه الدبلوماسي عنوان الفندق الذي ينزل به، وذهبنا إليه، وتحدث زوجي عن مشكلته، فقال الدبلوماسي الكوبي : " لن تقبلك أي دولة كلاجئ، لا دولة عربية ولا أفريقية إلا دولة عدو مصر".


ويبدو أن زوجي اصبح يفكر بنفس الاتجاه، وبدون علمي، توجه لسفارة إسرائيل في أثينا، وطلب مقابلة القنصل، ولحسن حظه، قابل القنصل الإسرائيلي "ايلي دويك"، وهو يهودي من اصل مصري، وعاش فترة طويلة في مصر، ودرس في الجامعات المصرية ، أي انه وجد من يفهمه، ورحب به القنصل الإسرائيلي، وطلب زوجي اللجوء لإسرائيل، وقال للقنصل لا أريد منكم سوى " ميكروفون" ويقصد العمل الإذاعي".


وقالت زوجة الصحفي المصري : "طلب القنصل الإسرائيلي من زوجي، الانتظار حتى يأتي رد تل أبيب، فالمسالة ليست سهلة، وتأخذ وقتا، وجاءت موافقة مبدئية، ووضعه الإسرائيليون في أثينا على جهاز "كشف الكذب"!، وتمت الموافقة لعدة شهور، وخلال تلك الفترة كان يرسل لإذاعة إسرائيل، أشعارا ومسلسلات درامية إذاعية، وفي بداية العلاقة مع القنصل الإسرائيلي أعطاه الدبلوماسي الإسرائيلي 300 دولار لنفقاتنا".


وحول موقفها اتجاه اللجوء إلى إسرائيل قالت ليلى:" بعد أن ذهب للسفارة الإسرائيلية في أثينا، جاءني وابلغني بما حصل فصعقت وثارت ثائرتي، كيف تأخذني لإسرائيل، لمن قتلوا أبناءنا، هؤلاء الصهاينة القتلة، أنا أريد أن أعود إلى مصر مهما كان الأمر" فقال لي : " أنا لا أستطيع العودة لمصر، قرري ماذا تريدين، أما السفر معي لإسرائيل أو تعودي بمفردك إلى مصر".
وجدت نفسي أمام خيار صعب جدا، وفي النهاية وافقت على الذهاب معه لإسرائيل، ولكن بقينا شهورا في أثينا وهنالك موافقة إسرائيلية لدخولنا إسرائيل، فماذا ننتظر؟ وبدأت ألح على زوجي، خاصة أنني على وشك الولادة، واخذ من جانبه يضغط على السفارة الإسرائيلية، حتى تقرر سفرنا لإسرائيل وكنت في الأيام الأولى من الحمل بالشهر التاسع بابنتي" حياة "، ودخلنا إسرائيل، وأدخلوني المستشفى، وتمت الولادة، وعرضوا علينا الإقامة في " تل أبيب" فرفضت ذلك، وقلت للإسرائيليين إما أن نسكن في القدس أو نعود من حيث أتينا، فوافقوا، ومنذ ذلك الوقت ونحن نسكن في هذه البقعة الطاهرة قرب المسجد الأقصى".


وردا على السؤال لماذا اختفى زوجها خلف أسماء مزيفة قالت ليلى : " لقد اشترط علينا الإسرائيليون الصمت التام، وأن لا نقول أبدا بأننا مصريون خوفا على حياتنا والتزمنا الصمت 10 سنوات، وطلبوا منا أن نعرف على أنفسنا في المجتمع الإسرائيلي بأننا يهود من اصل ليبي، مهاجرون لإسرائيل، وبقينا بهذه الصورة حتى زيارة السادات للقدس. لقد صمت عشر سنوات كاملة، لم أتحدث و أنا منذ ثلاثين عاما وأنا أعيش على أمل العودة لمصر، أصبحت أعيش مثل الشعب الفلسطيني والذي يحلم بالعودة لبلده.."


وحول لقاء زوجها مع الرئيس السادات قالت:" عندما جاء الرئيس الراحل السادات في زيارته التاريخية للقدس، ذهب زوجي" نبيه سرحان " إلى مطار بن غوريون، كمذيع في الإذاعة الإسرائيلية، وهناك وجد زملاءه المذيعين والصحفيين وغيرهم ممن يعرفهم، وقد اصبحوا في مراكز كبيرة مسؤولين أو إعلاميين ضمن الوفد المرافق للرئيس السادات، وكان اللقاء بينهم حارا و حميما، فلم يكن أي منهم يعرف انه في إسرائيل ، كانوا يعتقدون انه في ليبيا، وصافح الرئيس السادات، فقال له الرئيس الراحل السادات : "أين اختفيت ،كنا نعتقد انك في ليبيا ، أنت سبقتني لإسرائيل".

وعندها سمعت الصحافة الإسرائيلية بالموضوع فكتبت خبرا صغيرا " مصري يكتشف عندنا في إسرائيل".

وردا على السؤال أن كان الرئيس السادات وافق على عودتها وزوجها لمصر فقالت : " لقد استغل زوجي زيارة الرئيس السادات لإسرائيل، وطلب منه الإذن بعودتنا أو زيارتنا لمصر، فوافق الرئيس السادات، ورحب برجوعنا، فذهبت للسفارة المصرية وطلبت تأشيرة دخول، وبعد كفاح طويل لعام ونصف، حصلت على الموافقة، وسافرت مع أولادي لمصر وبقي زوجي ولم يذهب معنا ، وقضينا أسبوعين في مصر ، وتجولنا في الأماكن السياحية وزرنا أقاربنا، ولكن الأولاد رفضوا العيش في مصر رغم إلحاحي عليهم، واثروا العيش في إسرائيل، وجميعهم اصبحوا فنانين، فابنتي" حياة " مطربة، وابني " سامي " ممثل، والبنات موسيقيا تدرسن جميعهن في الأكاديمية الموسيقية الإسرائيلية".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.ok1313.yoo7.com
Tweety
Admin
Admin
Tweety


انثى
عدد الرسائل : 3271
العمر : 52
إحترام قوانين الموقع :
الجاسوسية وحكايات أخرى Left_bar_bleue100 / 100100 / 100الجاسوسية وحكايات أخرى Right_bar_bleue

Personalized field : الجاسوسية وحكايات أخرى 15781610
مزاجى : الجاسوسية وحكايات أخرى Qatary32
الوظيفة : الجاسوسية وحكايات أخرى Profes10
الهواية : الجاسوسية وحكايات أخرى Readin10
علم الدولة : الجاسوسية وحكايات أخرى Male_e10
النادى المفضل : الجاسوسية وحكايات أخرى 2mzy802
إلحـــــالة : الجاسوسية وحكايات أخرى 6ohlxs
الأوسمة الحــاصل عليــها : الجاسوسية وحكايات أخرى 29djrc8
السٌّمعَة : 7
نقاط : 3799
تاريخ التسجيل : 23/08/2008

بطاقة الشخصية
GAME OVER:
HERO 4 EVER:
HERO 4 EVERالجاسوسية وحكايات أخرى Empty
الجاسوسية وحكايات أخرى Empty

الجاسوسية وحكايات أخرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجاسوسية وحكايات أخرى   الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالسبت نوفمبر 14, 2009 4:17 pm

ثعبان وحية في شوارع بغداد..!!

ناجي زلخا ـ الجاسوس اليهودي الذي قتل الطيارالعراقي لرفضه التعامل مع اسرائيل
عندما رآها مقبلة هتف في نفسه:
"يا الهي ... من أي سماء أتيت؟ ... ومن أي بطن ولدت؟ ... أمثلك يمشي على الأرض مثلنا ويلوك الشعير ؟؟".
ولكي يفوز بها، اشترط أبوها مهراً غالياً.. خيانة الوطن. فتزوجها... واستطاعت بأنوثتها الطاغية، أن تجند "جيشاً" من الخونة.
ومثلما قتلت زوجها عشقاً.. وخضوعاً... قادها هو بنفسه إلى حبل المشنقة، ليخنق الحب والجمال ... والحياة.
ويسدل الستار على أغرب قصة حب بين ثعبان وحية... داخل حجرة الإعدام... !!
كلهم عيزرا
بانكشاف أمر الدكتور عيزرا خزام وأعوانه، توإلى سقوط شبكات الموساد في العراق، نتيجة الخطأ الجسيم في نظام الاتصال بين الشبكات.
ذلك الخطأ الذي أفاد العراقيين، ومكنهم بسهولة من كشف تسع شبكات دفعة واحدة، مما أحدث فراغاً مخابراتياً كبيراً في إسرائيل، بسبب توقف سيل المعلومات عن الحياة المختلفة في العراق.
كان "عيزرا ناجي زلخا" أحد هؤلاء الرؤوس.. واحداً من أشرس الجواسيس وأمهرهم، الذين قادوا الصراع بالأدمغة بين المخابرات الإسرائيلية والمخابرات العراقية...
فهو يهودي عراقي، ماكر كالثعلب، وديع كالأرنب، شرس كالنمر ذو ألف مخلب، سهل جداً أن يتلون كالحرباء وفقاً للظروف والمواقف، لكنه على كل حال ثعباني الخطر، قلما يفلت مخلوق من لدغته.
ولد عيزرا ناجي زلخا بالموصل شمالي العراق أو يناير 1927، وحصل على شهادة متوسطة أهلته للعمل موظفاً في أرشيف وزارة التجارة ببغداد.
تعرف بمعلمة يهودية اسمها "ملاذ" في المعبد اليهودي، لا تحمل قدراً كبيراً من الجمال، لكنها رقيقة تفيض عذوبة وحناناً... فأحبها بإخلاص وتزوجا عام 1952، وعاشا معاً هانئين ترف حولهما السعادة، إلى أن أصيبت فجأة بالحمى التيفودية التي سرعان ما فتكت بها، ورحلت بعد عام واحد من الزواج، فعاش حياته من بعدها وحيداً، مهموماً، منشغلاً عن متع الحياة بالسباحة في بحر الذكريات.
أشفق عليه نفر من صحبه، وفي محاولة لمساعدته ليخرج من محنته، دفع دفعاً للعمل فترة مسائية بأحد المختبرات الطبية، فاستنزفه العمل ليل نهار، لكنه برغم ذلك، ظل وفياً لزوجته الراحلة، لم يغتنم فرصة واحدة للتجاوب مع اية امرأة أخرى تتقرب إليه.
وفي أحد الأعياد اليهودية، حمل باقة زهور إلى قبرها، استند برأسه إلى جدار القبر، وهجمت عليه الذكريات كالأعاصير. فاستغرقته تماماً، وتلبد حاله لينخرط في بكاء مرير، حفرت دموعه التخينة أخدودين نازفين على خديه.
التفت فجأة إلى صاحب اليد الحانية التي تربت على كتفه، فوجد رجلاً قارب الستين نحت الزمن آثاره على وجهه. جذبه الكهل فمشى إلى جواره يقص عليه حكايته، وأحزانه فتأثر الرجل وطالبه بالصبر، وأخذ يقص هو الآخر حكايات ومأثورات ليخفف عنه، ثم حدثه عن نفسه وعن زوجته فائقة الجمال، التي ماتت هي الأخرى في شبابها وهي تلد، فلم يعثر على من تماثلها جمالاً، وعاش بلا زوجة واهباً حياته لابنته الوحيدة التي أنجبها.
كان اليهودي الكهل – واسمه "بوشاط – يعمل تاجراً متجولاً بين أحياء بغداد الشعبية، يبيع بضائعه المختلفة بالأجل، فاشتهر بين النساء الفقيرات اللاتي أقبلن على سلعه، باسمات فرحات بحديثه العذب، ومداعباته الرقيقة لأطفالهن.
وكانت زيارة عيزرا لبوشا لأول مرة... بداية مثيرة لقصة من قصص الحب، والجاسوسية، والتوحش.
فبوشا التاجر المتوسط الحال، وقع منذ زمن في شرك الجاسوسية، وانضم لإحدى الخلايا السرية التي تعمل لصالح إسرائيل. وكانت مهمته جمع المعلومات عن فقراء اليهود في الأحياء الشعبية، ظروفهم المعيشية، وأعدادهم، وتعليمهم، وحرفهم، واتجاهات الرأي عندهم في مسألة الهجرة. فكان لذلك يكثف من زياراته للأحياء اليهودية ليكتب تقاريره عنهم. ويتردد على القبور لتصيد الأخبار من أفواه المكلومين، دون أن تعلم ابنته بنشاطه التجسسي، أو يحاول هو جرها إلى العمل معه.
ذهب عيزرا مطمئناً إلى صديقه الجديد بوشا الذي استقبله بترحاب كبير، وصارحه بأنه مغتبط لوفائه العظيم لزوجته الراحلة مثله. ونادى على ابنته، فأقبلت... أقبلت "روان"... كأنما أقبلت معها رائعات الحياة جميعها، وتجمعت في وجهها الرائق الصافي الساحر.
كالأبله فغر فاه، لا يصدق أن هناك من بني البشر من هي بمثل ذلك الجمال الفتان.
مدت يدها مرحبة بالضيف فارتبك عقله، إذ سلب بريق عينيها النجلاوين ما بقي عنده من إدراك. ومست أصابعها يده فمست فؤاده... ووجدانه.. حتى النخاع... وهتف في نفسه:
"يا الهي ... من أي سماء أتيت... ؟ ومن أي بطن ولدت.. ؟ أمثلك يمشي على الأرض مثلنا ويلوك الشعير .. ؟... !!"
رجع عيزرا إلى مسكنه إنساناً آخر، يشعر في قرارة نفسه بأن ابنة بوشا دحرته، وانتصرت على ذكرى الراحلة. فها هي قدماه تقودانه رغماً عنه إلى "روان". وها هو القلب يدق كلما ذكرها في خياله، أو جلس قبالتها، إن شرايينه عادت تنبض بالعشق من جديد، في تحنان وانتعاش، حتى الحياة كلها من حوله، تبدلت فيها الصور... وتجملت.
زار بوشا ذات مساء وكانت روان بمفردها ... دعته ابنة السابعة عشر للدخول فلبى، وجلس اليها كالتلميذ الغبي البليد الذي يجهل النطق والكلام.
تمنى لحظتئذ أن يصارحها بحبه. أن يضمها بين أحضانه ويدفن رأسه بين شعرها المنسدل كأستار الليل، أن يلثم أناملها وراحة يدها، ويتأمل هذا الوجه الساحر عن قرب.
استجمع جرأته وسألها هل تقبل به زوجاً، ضحكت كطفلة بريئة ملأى أنوثة، وقالت له: إن هذا الأمر بيد والدها لا بيدها، فصارح بوشا برغبته، ولحظتها... ضحك العجوز ساخراً، وسأله كم ديناراً يملك مهراً لها؟
فأجابه عيزرا بأنه يدخر ألف دينار، ولديه سكناً وعملاً حكومياً، وراتبه يفي بمتطلبات الحياة الزوجية.
قهقه اليهودي الذي يدرك مدى هيامه بابنته، وأخبره أن مهر ابنته الوحيدة عشرة آلاف لا تنقص ديناراً واحداً.
وجم عيزرا العاشق الموله، وغادر المنزل مقهوراً، تسبح روان بدمه وتسيطر على عقله، وفؤاده، وأعصابه.
مرت به ليال طويلة مريرة وهو يفكر ما العمل؟ وصدق حدس بوشا عندما زاره عيوزرا عراضاً ألفي دينار مهراً لروان.
سأله العجوز بخبث عن مصدر الألف الثانية فقال إنه تقدم إلى العمل بطلب "سلفة" تخصم من راتبه. ولما رفض طلبه للمرة الثانية، عرض عيزرا أن يستكتبه صكاً بألف دينار أخرى. لكن بوشا وافق أن تكون قيمة الصك ثمانية آلاف دينار.. على شرط.
سأله عيزرا عن شرطه الأخير، فأحكم اليهودي الخبير خنقة الشد، عندما عرض عليه مساعدته في إقناع من يعرفهم من اليهود للهجرة إلى إسرائيل، فإن تحديد موعد زواجهما مرهون بمدى ما يبذله من جهد في هذا المجال.
وافق عيزرا على الفور طالما أزيلت عثرة المهر، أما مسألة هجرة اليهود فذاك أمر واجب ولا يعد تضحية في نظره. فالدولة اليهودية كانت عبر إذاعتها العربية، تبث دعايتها ليل نهار بأحقية يهود العالم في أرض الميعاد. وهو كيهودي... تمنى أن يسافر لإسرائيل ليراها فقط قبل أن يقرر. فالدعاية المضادة في الإعلام العربي، كانت تصف إسرائيل أنها دولة الإرهاب والمذابح، وتصور الحياة بها كأنها الجحيم، وتنشر الكثير من الحوادث المؤسفة، تفضح إدعاءات إسرائيل التي واجهت كل ذلك بالرفض والاستنكار، متهمة الإعلام العربي بأنه يكذب، ويدعي، ويتحايل، لخداع اليهود، والكذب عليهم ليحجموا عن الهجرة.
كانت الحرب الدعائية دائماً في حالة غليان لا يتوقف. وكان إيمان عيزرا ناجي زلخا بقضية الوطن – إسرائيل – مزعزعاً. فهو ما عرف سوى العرق وطناً... آمناً، يضم عشرات الآلاف من اليهود على أرضه، وينعمون جميعاً بالحرية والأمن.
وتساءل: لما لا تكون إسرائيل صادقة فيما تدعيه؟ أن اليهود عاشوا على أرض فلسطين منذ آلاف السنين، ولهم حق تاريخي في فلسطين. فلماذا يحاربهم العرب؟
ثم ماذا سيخسر ليكسب روان... ؟ إن مجرد "إقناع" بعض اليهود بالهجرة ليس بالأمر الصعب. فالفقراء الذين سيتكلم معهم، يحسون بالضيق لسوء أحوالهم المعيشية، وقد يروا في الهجرة مخرجاً لهم من أزمتهم . إذن... ماذا سيخسر؟
هكذا استطاع بوشا اصطياد عميل جديد للموساد، يعمل "مجاناً" عن قناعة ... واثقاً من إخلاصه للعمل، لكي يفوز بابنته الرائعة بعد ذلك... !!

جاسوس للبيع

كانت باريس في ذلك الوقت من صيف 1960 تضج بالحياة والحركة والجمال... حيث يرتادها مشاهير العالم بحثاً عن الجديد في عالم الأزياء... أو لالتماس الهدوء بين ربوعها... وتنتشر بشوارعها شتى الوجوه والألوان والغرائب... فهي عاصمة النور في أوروبا... ومأوى الفن ... وملاذ الصعاليك... وهواة تصيد الفرص على مقاهيها... وايضاً... وكر آمن لصائدي الجواسيس والخونة لكل أجهزة المخابرات.
نزل بهجت حمدان بفندق "ستار" بوسط المدينة .. وهو فندق بسيط يرتاده شباب المغتربين – وغالبيتهم أفارقة وآسيويون – لرخص سعره ولقربه من قلب العاصمة حيث المطاعم الرخيصة والمقاهي ... وسهولة المواصلات.
ومنذ وطئ بهجت فرنسا ضايقته مشكلة اللغة... فهو يتكلم الألمانية بطلاقة وبعض الانجليزية... أما الفرنسية فكان يجهل مفرداتها البسيطة التي لا تمكنه من التحرك بثقة وسط أناس يرفضون التعامل بغير لغتهم.
وفي اليوم التالي فوجئ بموظف الاستقبال يرحب به باهتمام... وتحدث معه بالعربية السليمة... واصفاً له السنوات التي قضاها في بورسعيد موظفاً بإحدى شركات الملاحة حتى غادرها إبان أزمة 1956.
كان الفرنسي اليهودي يعمل مخبراً لرجال الموساد في باريس... تنحصر مهمته في التعرف على العرب النازحين الباحثين عن عمل... أو أولئك الذين قدموا للسياحة أو الدراسة ... ويتولى بعد ذلك تقديمهم – كل حسب حالته – إلى رجال الموساد ... فلما اطلع على ظروف بهجت أدرك بأنه صيد سهل ... فهو يمر بأزمة مالية ويواجه مشاكل مع زوجته الألمانية بسببها... فضلاً عن وظيفته السابقة في مصر التي قربته من الكثيرين من رجالاتها في مختلف المواقع.
لذلك ... رتب له دعوة للعشاء بأحد المطاعم الراقية... وهنا قدمه إلى صديقه "جورج سيمون" ضابط الموساد الذي ظهر بشخصية رجل الأعمال...
استشعر بهجت الأمان بعض الشيء... واطمأن باله وهو يتجاذب بالألمانية أطراف الحديث مع جورج سيمون... وطال الحديث بينهما في مجالات كثيرة تخص أحوال مصر اقتصادياً وتجارياً... حتى تطرقا إلى مشروع "الخمس سنوات" وفوجئ سيمون بمحدثه يخبره بأنه يمتلك ملفات كاملة عن المشروع يحتفظ بها في القاهرة... وكذا تقارير اقتصادية خطيرة تدرسها الحكومة المصرية خاصة بوزارة الاسكان.
وبعد عدة لقاءات وسهرات في النوادي الليلية – بأموال الموساد بالطبع – قام جورج سيمون أثناءها بعملية "تشريح" متكاملة لفريسته... من حيث ميوله ورغباته ونقاط ضعفه... فتبين له أن الشاب المصري المفلس "يعبد القرش" .. ولديه أسباب قوية لأن يطرق كل السبل من أج الحصول على المال.
لذلك لم يكن من الصعب استقطابه .. وإحاطته بشعاعات من أمل في العمل والثراء... وجاء الرد حاسماً من تل أبيب: "مطلوب تجنيده وبأي ثمن".
وكان الثمن زهيداً جداً عندما سلمه عميل الموساد ألفاً وخمسمائة فرنك فرنسي .. على وعد بإيجاد عمل محترم له إذا ما كتب تقريراً وافياً عن مشروع "الخمس سنوات"... والخطوات التي تمت بشأنه... والمعوقات التي تواجه مصر في تنفيذ سياساتها الاقتصادية... وكانت هذه الخطة أولى محاولات تجنيد بهجت حمدان.
إن عملية تجنيد جاسوس جديد تعد من أكثر النشاطات المخابراتية صعوبة وخطورة... ومنذ اللحظة الأولى في هذه العملية يجد صائد الجواسيس نفسه في موقف صعب... فالشخص الذي اختاره لتجنيده ربما يفطن إلى الحيلة ... وبذلك فقد كشف عن شخصيته له قبلما يتأكد من استجابته.
لذلك... فالمهارة هنا لها الدور الأساسي في عملية تجنيد الجواسيس الجدد.. بمعنى أن العميل يجب أن يكون واثقاً من تقديره للموقف... وأن يكون حذراً للغاية حتى يتمكن من التقهقر في الوقت المناسب إذا ما حالفه الفشل..
ولكي يضمن جورج سيمون إحكام حلقته حول بهجت حمدان ... رتب له لقاءً حاراً في "مصيدة العسل" مع سكرتيرته المتفجرة الأنوثة... وهذا الأسلوب تميزت به الموساد عن سائر أجهزة المخابرات للسيطرة على المطلوب تجنيدهم .. وتفننت في استخدامه بتوسع ...حيث يتم تصوير هؤلاء في أوضاع شاذة .. وتسجيل حوارات سياسية تدينهم ... فتنهار أعصابهم حين مواجهتهم ولا يستطيعون الخلاص أو الفكاك.
وما إن ووجه بهجت بالأفلام العارية التي تحوي مشاهد مؤسفة .. وأحاديث مليئة بالسباب للعرب وقادتهم... حتى بهت الصياد وتفصد عرقاً ... نعم .. بهت لأنه فوجئ بما لم يتوقعه أن يحدث له من قبل.
لقد صرخ بهجت حمدان في وجهه .
الصفقة الناجحة

كان اللعب قد أصبح مكشوفاً بين الصياد والفريسة... وكانت الخطة تقتضي أولا أن يسافر بهجت إلى فرانكفورت حيث الانطلاقة من هناك ... بعد ذلك يتم عمل "ساتر" يختفي وراءه.
وفي فرانكفورت استقر الجاسوس الجديد بأحد فنادقها... وأرسل إلى زوجته إنجريد فأسرعت اليه سعيدة بقدومه... وأنبأها بأنه التقى في باريس برجل أعمال كبير وعده بإيجاد عمل له في بورصة الأوراق المالية... ومكثا معاً عدة أيام في نزهات خلوية صافية ... إلى أن زاره "صموئيل بوتا" الخبير في أعمال البورصة والتجارة الدولية.
بدأ بوتا في تعليم بهجت كل ما يتصل بأعمال البورصة ودراسة السوق المصرفية، وعرفّه بالعديد من رجال الأعمال وهيأ له المناخ الملائم لكي يستوعب هذا النوع من العمل الذي يتطلب قدراً عالياً من الذكاء والمهارة ... وناضل ضابط المخابرات الاسرائيلية من أجل خلق رجل أعمال مصري ناجح .. للدفع به في الوقت المناسب إلى مصر ... فيتعرف على علية القوم ورجال الأعمال بها... مما يتيح له التغلغل بين الأوساط الراقية وذوي المناصب الحساسة.
إن المخابرات الإسرائيلية لا تصرف الآلاف من نقودها هباءً... بل تدرك بحق أن المنافع التي ستعود عليها بعد ذلك ستكون رائعة.
واستمراراً لخطة صنع جاسوس محترف ... انتقل بهجت إلى مدينة "بريمن" حيث قدمه بوتا للعديد من أصحاب شركات البترول والتجارة... وعمل لديهم لبعض الوقت فاكتسب خبرات هائلة... وصداقات متشعبة بصفته مواطن الماني متزوج من ألمانية.
وفي عام 1967، تأكد للإسرائيليين أن "الجاسوس النائم" بهجت حمدان أصبح ذا دراسة وعلم كبيرين بأمور التجارة الدولية... وأعمال البورصة.. تعضده جنسيته الألمانية في اقتحام مجالات التجارة والتصدير في أسواق الشرق الأوسط دون أية شكوك أو صعوبات تعترض طريقه.
وابتدأ عمله التجسسي بأن أرسل لشركة "مصر للبترول" يعرض عليها استيراد شحنات من البترول المصري بصفته مندوباً لإحدى الشركات الألمانية... وسافر إلى القاهرة ليدرس العرض مع الشركة ..
كانت نكسة يونيو قد تركت آثارها على شتى النشاطات في مصر .. وحطمت المناخ العام شعبياً وعسكرياً وسياسياً ... وفي القاهرة أخبره والده بأنه مني بخسارة فادحة في تجارته ... فأغدق بهجت على أسرته بالهدايا الثمينة في كل مرة يجيء فيها إلى القاهرة للتفاوض مع الشركة.
وبرغم فشله في عقد صفقة واحدة مع مصر للبترول بسبب طمعه في نسبة عمولة عالية .. اتجه – بتوجيه من بوتا – إلى تجارة السلاح ... فدرس هذا المجال باستفاضة ...وأخذ يبحث كيفية تقديم عروض للدول العربية لبيعها صفقات أسلحة ... خاصة .. وظروف المنطقة المشتعلة بالصراع تتطلب ذلك.
أعجبته الفكرة تماماً... وابتدأ بالأردن، لكنه فشل في أولى محاولاته لأن الأردن لا يبتاع السلاح عن طريق وسطاء. فعاد إلى القاهرة يحدوه الأمل في النجاح هذه المرة... وتقدم إلى المسؤولين بعدة عروض لتوريد بعض المهمات والمعدات اللازمة لقطاعات هامة في الدولة... وفوجئ بموافقة مبدئية على أحد العروض... ولكن طلب منه تأكيد جدية العرض باستيفاء بقية الأوراق... ومنها سابقة الأعمال.
كان بوتا – وهو الضابط الخبير – قد احترز جيداً في عمل "الساتر" للجاسوس المتحمس... وقام بتكوين شركة مساهمة تحمل اسم "نورد باو" للأعمال الإنشائية والتوريدات ... مديرها بهجت حمدان ورئيس مجلس إدارتها "ألبرت فيزر" ضابط المخابرات الاسرائيلي الذي يحمل جواز سفر ألماني... وكان هذا الساتر مأمن لبهجت ونقطة ارتكاز لتثبيت أقدامه... بعيداً عن شكوك رجال المخابرات المصرية الذين يتشككون في كل شيء...
وبناء عليه ... سافر بهجت حمدان إلى ألمانيا لإطلاع بوتا على سير الأمور... وكان على ثقة من نجاح الصفقة التي سيربح من ورائها عشرات الآلاف... فهنأه بوتا على الصفقة الجديدة وأمده بسابقة أعمال وتوريدات مزورة حملها إلى الحكومة المصرية... واصطحب معه ألبرت فيزر لمناقشة الأسعار المقدمة.
وفي القاهرة طلب المسؤولون منهما عينات ومبلغ 20 ألف دولار كتأمين ... وتمت الصفقة في نجاح أذهل الاسرائيليين... ذلك لأن عمليهم المدرب نال ثقة المسؤولين المصريين على اعتبار أنه مصري يسعى لخدمة وطنه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.ok1313.yoo7.com
Tweety
Admin
Admin
Tweety


انثى
عدد الرسائل : 3271
العمر : 52
إحترام قوانين الموقع :
الجاسوسية وحكايات أخرى Left_bar_bleue100 / 100100 / 100الجاسوسية وحكايات أخرى Right_bar_bleue

Personalized field : الجاسوسية وحكايات أخرى 15781610
مزاجى : الجاسوسية وحكايات أخرى Qatary32
الوظيفة : الجاسوسية وحكايات أخرى Profes10
الهواية : الجاسوسية وحكايات أخرى Readin10
علم الدولة : الجاسوسية وحكايات أخرى Male_e10
النادى المفضل : الجاسوسية وحكايات أخرى 2mzy802
إلحـــــالة : الجاسوسية وحكايات أخرى 6ohlxs
الأوسمة الحــاصل عليــها : الجاسوسية وحكايات أخرى 29djrc8
السٌّمعَة : 7
نقاط : 3799
تاريخ التسجيل : 23/08/2008

بطاقة الشخصية
GAME OVER:
HERO 4 EVER:
HERO 4 EVERالجاسوسية وحكايات أخرى Empty
الجاسوسية وحكايات أخرى Empty

الجاسوسية وحكايات أخرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجاسوسية وحكايات أخرى   الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالسبت نوفمبر 14, 2009 4:19 pm

بائع الوطن

لم تضيع الموساد وقتاً... فظروف عميلها بهجت حمدان في القاهرة تتيح له العمل بأمان ونشاط ... وكان عليها استثماره جيداً ليس بإمدادها بمعلومات فقط... بل بتكوين شبكة واسعة من أتباعه الذي يلمس ظروفهم عن قرب وينتقيهم بنفسه.
نظر بهجت حواليه وبدأ ينصب شباكه حول أولى ضحاياه... وهو المهندس محمد متولي مندور زوج شقيقته... الذي يعمل بشركة المقاولون العرب بمنطقة القناة، ونظراً لظروفه المادية السيئة فقد كان من السهل اصطياده بدعوى توفير فرصة عمل له في الخارج بواسطة شريكه "فيزر" في حال نجاح مشروعاتهما المرتقبة في مصر.
لأجل ذلك... تفانى مندور في خدمة الخائن وشريكه... ولكي يضمن كسب ودهما أكثر وأكثر استجاب لرغبتهما وأطلعهما على أسرار بعض العمليات الإنشائية السرية التي تتم على الجبهة بواسطة شركة المقاولون العرب.
طمعت الموساد في الحصول على رسومات هندسية لتصميمات الدشم والقواعد والمطارات العسكرية التي تقوم بها الشركة. ولتنفيذ ذلك – تعمد بهجت الابتعاد قليلاً عن مندور ومماطلته في أمر تشغيله في الخارج... وأخيراً، صارحه بأن شريكه يريد الاطمئنان على مدى كفاءته وخبرته. وطلب منه بعض الرسومات الهندسية العسكرية للإطلاع عليها لتأكيد مدى تميزه وخبرته في العمل والوقوف على مستواه العملي... فلم يعترض مندور وسلمه بالفعل الكثير من هذه الرسومات التي تعتبر سراً عسكرياً هاماً لا يجب البوح به... بل تمادى في شرح الأعمال الإنشائية التي يقومون بها على خط القنال وبمناطق أخرى بالصعيد والوجه البحري. وكان بهجت يسأله بخبرة الجاسوس الخبير ويسجل أقوال صهره أولاً بأول وينقلها إلى "فيزر" الذي لا يكف عن طلب المزيد والمزيد من المعلومات والرسومات.
وفي يوم الجمعة 22 مايو 1969 عاد بهجت من ألمانيا يحمل قائمة طويلة من أسئلة الموساد ومطلوب إجاباتها من خلال المهندس مندور.
من أجل ذلك... أخبره بهجت بأنه في سبيل الحصول على موافقة نهائية من الشركة للعمل بها براتب قدره مائتي جنيه مع إن راتبه حينذاك كان لا يتعدى "25" جنيهاً شهرياً.
. وبالتالي أراد مندور ألا يضيع هذه الفرصة التي ستبدل حالته المتعثرة إلى نعيم وازدهار... فتمادى في إمداده بعشرات اللوحات الهندسية والتصميمات العسكرية السرية جداً، ومعلومات غاية في الدقة سجلها الجاسوس واحتفظ بها لدى شقيقته الأخرى. ليسافر بها إلى ألمانيا.
ولكي يوسع من شبكة الجاسوسية بدأ بهجت يحوم حول جمعة خليفة المحامي صديق العائلة. وبإغراءات تعيينه مستشاراً قانونياً للشركة في مصر وتسفير ابنه لإكمال تعليمه في ألمانيا – دخل أخيراً وكر الجواسيس. وسافر إلى بون لرؤية ابنه الذي يدرس الهندسة بالفعل. وجلس مع فيزر لعدة جلسات يتناقشان في العقبات القانونية التي تقف أمام الشركة في مصر. واكتشف ضابط الموساد أن جمعة تربطه علاقات قوية برجال يشغلون مناصب رفيعة. فكلفه بالبحث عن بعض العسكريين "الكبار" الذين يتركون القوات المسلحة لاستخدامهم كمستشارين فنيين.
كان الغرض من ذلك تكوين شبكة تجسس قوية من خلال هؤلاء العسكريين... واستدراجهم في الحديث للإفصاح عن الأسرار العسكرية دون أن يعلموا أن كل كلمة ينطقون بها تصل رأساً إلى الموساد.
هؤلاء القادة العسكريون كانوا حلم الأحلام بالنسبة لبهجت. إنهم سيمنحونه شلالاً متدفقاً من المعلومات الغزيرة التي لا تنتهي . حيث سيمنحهم رواتب ضئيلة قياساً بآلاف الجنيهات التي ستملأ جيوبه.
في هذه الأثناء كانت إنجريد زوجته الألمانية تعيش حياة رغدة في ألمانيا... وتسكن شقة فاخرة في شارع راينهارت وتقود بنفسها سيارتها ماركة فورد، وتزخر شقتها بأروع التحف وأجمل السهرات مع صويحباتها... يملؤها الفخر بزوجها رجل الأعمال الناجح الذي أغدق عليها حباً ومالاً وهدايا ثمينة من كل بقاع الأرض.
زادت الأموال بين يدي بهجت حمدان فازداد إنفاقه وازداد طمعه... وسيطرت عليه شهوة المال الحرام فسعى إليه يطالبه ببيع أمنه وطنه وأرض وطنه وأهل وطنه... دون أن تتحرك لديه نبضة من ندم أو خلجة من شعور.
بهجت حمدان اصطاد قائده

كانت إسرائيل في تلك المرحلة وبعد انتصارها في يونيو 1967 تبث دعايتها على أنها ذات جيش لا يقهر ... وكانت طائراتها الحربية تصعد عملياتها الهجومية لتمتد إلى طول الجبهة من قناة السويس شمالاً إلى خليج السويس جنوباً. في ذات الوقت الذي استخدمت فيه قوات الكوماندوز المحمولة جواً في عمليات جريئة واسعة النطاق في عمل الأراضي المصرية ، فأظهرت أوجه الخلل والعجز في النظام الدفاعي المصري وأصيب عبد الناصر بعدها بأزمة قلبية من فرط الغضب والانفعال.
ففي الساعات الأولى من ليل 1/11/1968، استخدم العدو طائرات الهليوكوبتر بعيدة المدى من طراز "سيكورسكي"، و "سوبر فريلون"، في اختراق الدفاعات الجوية، والوصول إلى منطقة نائية في تجمع حمادي، ودمر أحد الأبراج الرئيسية لكهرباء الضغط العالي بأسلاكه، فانقطع التيار الكهربائي عن القاهرة والوجه البحري شمالاً. وكان الغرض من العملية هو إحداث الشلل في مصادر الطاقة في مصر.
كان الجاسوس بهجت حمدان يشعر بنشوة غامرة كلما دكت طائرات العدو قواعد الجيش المصري... الذي لم تقف قيادته عاجزة بشكل كلي عن التعامل مع العدو. بل واجهته لحد كبير بنفس أسلوبه.. وهاجمته في منطقة شرقي الدفرسوار وكبريت وأغارت عليه في مقر داره ودمرت قطعه البحرية في إيلات.
كل ذلك وكانت آلة الدعاية اليهودية تعمل بكفاءة شديدة وتبث الإحباط في نفوس العرب، من أجل إرهابهم إذا ما أقدموا على عمل حربي موسع ضد إسرائيل.
وبينما كانت القوات المسلحة تعيد تنظيم صفوفها... كانت المخابرات العامة المصرية تراقب تحركات بهجت يوسف حمدان .. الذي قدم إلى مصر وغادرها اثنتى عشرة مرة إلى ألمانيا. ولاحظ رجال المخابرات كثرة لقاءاته بصهره المهندس مندور وجمعة المحامي... وبعض رجال القوات المسلحة السابقين.
وبعد مراقبات وتحريات مكثفة ... تبين لرجال المخابرات أن هناك شبكة تجسس يرأسها بهجت... وعلى الفور جرى اعتقالهم جميعاً يوم 2 يونيو 1969، وفي مبنى المخابرات العامة ، ووجه بهجت بأدلة تجسسه فانهار في خلال عدة ساعات، وأفصح عن دوره الحقيقي ودور كل فرد من أفراد شبكة التجسس.
ومن مبنى المخابرات أرسل إلى فيزر طالباً منه الحضور إلى القاهرة على وجه السرعة... حيث وافقت الحكومة المصرية على العروض المقدمة إليها وأنه بانتظاره للتوقيع على العقود وبدء النشاط، وعندما جاء فيزر كانت المخابرات المصرية بانتظاره على سلم الطائرة..
وأثناء التحقيق مع أفراد الشبكة بواسطة العميد إسماعيل مكي ظهرت مفاجأة لبهجت... إذ اكتشف أن ضابط المخابرات الإسرائيلي "بوتا" يهودي مصري عاش بالإسكندرية وغادر مصر بعد عدوان 1956 مباشرة... وأنه زاول العمل في مصر كسمسار للقطن في بورصة الاسكندرية لعدة سنوات قبل مغادرتها.
اكتشف أيضاً أن المخابرات الإسرائيلية كانت تثق بنفسها أكثر من اللازم ويتملكها غرور قاتل. فبرغم احترافه لمهنة الجاسوسية بعد تدريبه الطويل في أوروبا.. وعدم تركه لدليل واحد يساعد على كشفه ... إلا أن المخابرات المصرية استطاعت اصطياده وأفراد شبكته بسهولة شديدة وفي وقت قياسي. وهذا بعد دليلاً أكيداً على يقظة رجالها الذين برعوا في إلقاء القبض على عشرات الجواسيس في تلك المرحلة العصيبة.
وبعد حوالي العام من اعتقال الجواسيس الأربعة... أصدرت المحكمة العسكرية حكمها بالأشغال الشاقة المؤبدة على الخائن بهجت حمدان "زواجه من إنجريد وحصوله على الجنسية الألمانية أنقذه من الإعدام" وبالسجن لمدة خمس سنوات لكل من ضابط الموساد والمهندس مندور وجمعة المحامي.
كانت لهذه الحادثة آثارها المرعبة في الموساد، لمعنى اعتقال أحد ضباطها من قبل المصريين، تكشف حقائق أساليب العمل المخابراتي الإسرائيلي في التجسس على البلاد العربية، بما يعني تغيير أنماط العمل المختلفة في النشاط الاستخباراتي.
كان هناك أيضاً الأثر النفسي الذي أصاب ضباط الموساد والعملاء العاملين خارج إسرائيل، إذ تخوف كل من المتعاملين معهم من الخونة العرب، ومن محاولات اصطيادهم بالخديعة والدهاء كما حدث للضابط الخبير فيزر، الذي وقع في شرك المخابرات المصرية.
لقد تندرت وسائل الإعلام العالمية بخيبة رجال الموساد، الذين قادتهم الثقة الزائدة إلى كشفهم. وكان بهجت حمدان بحق هو أول جاسوس في العالم يصطاد قائده... بعملية خداعية ذكية مكنت المخابرات المصرية من الحصول على معلومات ثمينة ... جاءت على لسان الضابط الأسير.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.ok1313.yoo7.com
Tweety
Admin
Admin
Tweety


انثى
عدد الرسائل : 3271
العمر : 52
إحترام قوانين الموقع :
الجاسوسية وحكايات أخرى Left_bar_bleue100 / 100100 / 100الجاسوسية وحكايات أخرى Right_bar_bleue

Personalized field : الجاسوسية وحكايات أخرى 15781610
مزاجى : الجاسوسية وحكايات أخرى Qatary32
الوظيفة : الجاسوسية وحكايات أخرى Profes10
الهواية : الجاسوسية وحكايات أخرى Readin10
علم الدولة : الجاسوسية وحكايات أخرى Male_e10
النادى المفضل : الجاسوسية وحكايات أخرى 2mzy802
إلحـــــالة : الجاسوسية وحكايات أخرى 6ohlxs
الأوسمة الحــاصل عليــها : الجاسوسية وحكايات أخرى 29djrc8
السٌّمعَة : 7
نقاط : 3799
تاريخ التسجيل : 23/08/2008

بطاقة الشخصية
GAME OVER:
HERO 4 EVER:
HERO 4 EVERالجاسوسية وحكايات أخرى Empty
الجاسوسية وحكايات أخرى Empty

الجاسوسية وحكايات أخرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجاسوسية وحكايات أخرى   الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالسبت نوفمبر 14, 2009 4:20 pm

سمير باسيلي ...
سمير وليم باسيلي ـ أول جاسوس يجند أباه للموساد


"عندما تخمد نبضات الحب صريعة الكبت .. والمعاناة .. والشجن، وتحترق الأعصاب فيرتجف الجسد رجفة الجوع... ينهار الجبان ويصير شبحاً بلا معالم.. فيسترخص الثمين بلا ندم ..
وعندها ... فهو لا يتورع أن يبيع الجذور بدريهمات . ويهون عليه بيع الأهل .. والأبناء .. والوطن ... !!"
السر العظيم

عندما ورط إبراهيم شاهين زوجته انشراح وأولاده الثلاثة... ودفعهم بحماس للتجسس لصالح الموساد.. لم يكن دافعه الانتقام منهم.
كذلك هبة سليم... التي جرجرت خطيبها المقدم فاروق الفقي للخيانة العظمى.. بالرغم من علمها أنه يحبها لدرجة الجنون.. لم يكن دافعها الانتقام منه.
أما جاسوس الإسكندرية... السيد محمود... الذي احتال على شقيقه أمين المجند بالقوات المسلحة... وأغرقه في أموال الموساد... فهو أيضاً لم يكن يقصد الانتقام منه.
لكن سمير وليم فريد باسيلي... كان يختلف كثيراً عن هؤلاء وغيرهم... إذ دفع بوالده – عن عمد – إلى وكر الجاسوسية ... للانتقام منه... وتشفياً به... وورطه في عمليات تجسس لحساب إسرائيل ... انتهت بمصير مهلك لكليهما.
كيف حدث ذلك... ؟
علماء النفس تحيروا... ووقفوا عاجزين أمام أحداث القصة المؤسفة.. وفشلوا تماماً في تحليل شخصية الابن المجرم... كما فشلوا من قبل مع إبراهيم وانشراح ...الذين قال عنهما أستاذ علم النفس النمساوي "فردريش يوجان":
"أعتقد أنهما مصابان بمرض "الجنون ذي الوجهين Folie a double forme ".. وهو مجموعة أعراض إكلينيكية قوامها خفض نغمة المزاج الوقتي LOWERING OF MOOD TONE وصعوبة التفكير الذي يغلفه القلق وتسلط الأفكار ... وتهيج بعض الأحزان والهموم ...
ولأن حالة سمير باسيلي حالة فريدة من نوعها... خضعت للعديد من التحليلات النفسية ... وضعته في النهاية في مصاف المرضى .. وصنفه "يوجان" على أنه "الدوني السيكوباتي التكوين CONSTITUTIONAL PSYCHOPATHIC INFERIOR " ... والسيكوباتي هو دائماً في حالة توتر... لا يستفيد إلا قليلاً جداً بالخبرة أو العقاب... ولا يدين بأي ولاء حقيقي لأي مبدأ أو جماعة.
فلنقرأ معاً تفاصيل قصة سقوط سمير باسيلي... ولا نتعجب لتحورات النفس البشرية وتقلباتها... فتلك قضية شائكة معقدة .. ذلك لأن النفس البشرية سر لا يعلمه إلا خالقها سبحانه وتعإلى.
على مقهى برنسيس

حصل سمير على الثانوية العامة بصعوبة شديدة عام 1960 وتوقف عن إكمال دراسته بأحد المعاهد. فالأب ... كان بخيلاً شديد البخل... شرس الطباع في معاملته لأبنائه... لا يترك قط مساحة ضئيلة من التفاهم تقربهم منه، وكره سمير في أبيه سلوكه فأدمن الخروج من المنزل والسهر مع أصحابه... ولم تنطفئ برغم ذلك حرائق الصدام مع والده. لذلك فكر في السفر إلى ألمانيا بعدما ضاقت به الحياة وعضه الجوع.
وعندما عرض الأمر على أبيه لم يسلم من تهكمه وسخريته اللاذعة... وذكره بالفشل الذي أصبح سمة من سمات شخصيته.. رافضاً بشدة إمداده بنفقات السفر رغم توسط بعض أفراد الأسرة.
استدان سمير من أصدقائه ووجد نفسه فجأة على مقعده بالطائرة في طريقه إلى ألمانيا، يتنفس الصعداء ويلعن الفقر... ويسب والده الذي حطم كل الآمال لديه فأشعره باحتقاره لنفسه.. ودونيته.. وبث بأعماقه شعوراً مخجلاً بالضعف والحقارة.
لقد كان يبخل عليه بأبسط بوادر الحنان والأبوة... وحرمه الحب... فعاش معه مزوياً بلا هدف أو كيان. وأخذ سمير يجتر ذكرياته المرة مع والده البخيل .. الذي دأب على تسميم بدنه ليل نهار بالسباب والحط من شأنه... وتحريض أمه على طرده من المنزل كلما عاد متأخراً وحرمانه من العشاء والهدوء... مما أثار شجن الشاب الممزق.. وكثيراً ما كان يسأل نفسه أهو ابن شرعي لهذا الرجل أم لقيط وجدوه على الرصيف.
تحركت به الطائرة على الممر.. وقبل أن ترتفع مقدمتها عن أرض المطار... أخرج سمير منديله وبصق على معاناته وآلامه وحظه، وكأنه يبصق على كل ما يذكره بأيامه الكئيبة. وظل يسرح طوال رحلته في خيال جميل أفاق منه على صراخ عجلات الطائرة وهي تنزلق على أرض مطار ميونيخ. وشرع من فوره في محاولة تحقيق الحلم... فاتصل بمعارفه هناك لمساعدته.. وسريعاً حصل على وظيفة معقولة بشركة سيمونز الشهيرة فعاش حياة رائعة لم يكن خياله يقوى على وصفها أو يتخيلها.
مرت الأسابيع والشهور وفتانا منهمك في عمله لا يبغي سوى جمع المال... وبدأ رويداً رويداً في استطلاع الحياة الجديدة... التحرر الصاخب الذي يغش المجتمع من حوله... وساعده المال الذي ادخره على المغامرة... فانغمس في عالم آخر بعدما ضعف أمام إغراء المدينة الساحرة.. بحر هائج من اللذات لا ينتهي مد موجه أو يخمد.. أفرغ بين ضفتيه حياته السابقة لا يكاد يفيق من نشوته وسكرته إلا ويعود أكثر شراهة وطلباً.
ضمن له مرتبه الكبير التكيف مع حياته الجديدة... ولأنه فقد هويته – أراد أن يرسم لنفسه هوية جديدة ابتدعها هو ... وهيأت له الظروف خطوطها لخدمة أحلامه وطموحاته. وتبلورت شخصيته الجديدة على مقهى برنسيس حيث الخمر والرقص والنساء.
وذات مساء وكان الزحام على أشده جلس بجواره رجل أنيق ودار حديث بينهما وفهم سمير أن نديمه ينتظر صديقته التي جاءت تخطر كظبي رشيق نفر الجمود والوخم .. وصاح "هاتز مولار" ينادي على صديقته "جينفيف يارد" في ترحاب زائد .. وعرفها على سمير باسيلي الذي غاص في الذهول والمفاجأة.
كانت أنوثتها الطاغية تقتل، وصدرها العاري ترتج لمرآة الخلايا، وسيقانها المرمرية المثيرة تُطيّر العقل.
وعندما قامت للرقص معه .. حرقته نيران الجسد... وألهبته أنفاسها وهي ترسل تنهداً تسلل إلى عقله فأوقفه ودمر مقاومته.. وكانت يداها كالقيد تطوقان رقبته تماماً كالقيد الذي كبل به مصيره ومشواره المقبل. وعندما صحبها هانز وخرجا لم يستطع سمير صبراً.. فلاحقهما بسيل من الاتصالات التليفونية تعمدا ألا يردا عليها لبعض الوقت... إلى أن أوشك الشاب العاشق على الجنون... فدعاه "هانز" إلى شقته وجاءت "جين" كفتنة تتحرك فتتحرك معها الرغبات وتثور معلنة عن نفسها.
ترك هانز الشقة إثر مكالمة تليفونية وتمنى سمير لحظتئذ لو منحها كل غال لديه للفوز بقطرة واحدة من شهد أنوثتها.. ولكن عندما أفاضت عليه بكئوس من النشوة خارت إرادته... وود لو لم يفق من سكرته إلى الأبد.

وكانت خطة السقوط التي رسمتها الموساد أغرب من الغرابة... فبينما كان عارياً في الفراش المستعر قالت له جين وهي تمرر المنشفة على وجهه :
Ø أنت مصري رائع، أشعرتني بأن "للحب" مذاقات لذيذة أخرى.
أجابها في ثقة:
Ø هذا ما تعلمته منكم.
سألته في دلال:
Ø ألم تكن لديك صديقة في مصر؟
قطب حاجبيه وأجاب بسرعة:
Ø لا ... لا ... الجنس في مصر يمارس بشكل متحرر في الخيال... وفي السر فقط. والصداقة بين الجنسين لا تعرف الجنس ولكنها تضج بالكبت وتفوح منها أبخرة الرغبة.
في نعومة زائدة سألته وهي تفرك أذنه:
Ø وماذا تقول عني أيها المصري الشقي؟
قال وهو يقبلها: أفردويت ابنة زيوس وهيرا التي ولدت من زبد الماء في بحر إيجه ، وهي الآن بأحضاني.
ردت وهي تحتضنه في تدلل:
Ø لا تبالغ كثيراً!!.
ضغطها بين ذراعيه متولهاً وهو يقول:
Ø أنت أروع فتاة عرفتها... ولن أتركك أبداً.
تنهدت في حزن:
Ø للأسف يا سمير ... سأتركك مضطرة خلال أيام.
لن أعيش وحيداً

انتفض منزعجاً وهو يبعد وجهها عن صدره ليتأمله:
Ø جين ؟ ماذا تقولين؟ عندما عثرت عليك امتلكت الحياة وسأموت بدونك.
عانقته وهي تقبله في حنان بالغ:
Ø فضلت أن أصارحك الآن قبل أن أغادر ميونيخ فجأة.
تشبث بذراعيها فتألمت وقال:
Ø سأجيء معك حتى آخر الدنيا فلا دنيا لي سواك.
Ø مستحيل...
تنهد في زفرة طويلة وأردف:
Ø سأثبت لك يا جين أن لا شيء مستحيل...
وفي نعومة الحية قالت:
Ø أرجوك ... أنت لا تعرف شيئاً... فلا تضغط على أعصابي أكثر من ذلك.
هزها بين أحضانه وهو يردد:
Ø أحبك لدرجة الجنون منذ رأيتك في البرنسيس يا أجمل برنسيس في الدنيا.
Ø أحبك أيها المصري الأسمر "قالتها وهي تداعب شعره في ابتسامة عريضة".
مرت فترة صمت قبل أن يضيف:
Ø تركت مصر وعندما رأيتك أحسست أنك وطن آخر... نعم أنت الآن لي وطن وأهل وحياة ... ولن أتركك ترحلين فأغترب وأحترق.
تبدلت نبرتها إلى نبرة حزن وهي تقول:
Ø أنا أيضاً أعيش معذبة بعدما مات والدي منذ سنوات. إن الوحدة تقتلني وترهقني معاناة القتامة، لذلك فأنا أموت كل ليلة من التفكير والقلق. وبي حاجة إلى صديق وحبيب يؤازرني.
تساءل:
Ø أليس هانز صديقا؟
أجابت مفتعلة الصدق والألم:
Ø لا .. إنه رئيسي في العمل وفي ذات الوقت ملكه. إنني مثل سلعة تافهة يروجونها مجاناً.
تجهم وجهه وقطب حاجبيه وهو يسألها:
Ø من ؟ من هؤلاء الذين تقصدين؟
تلتصق به كالخائف الذي يلوذ بمن يحميه..
Ø ... ... ... ... ... ... ... ... ؟
في لهجة جادة يعاود سؤالها:
Ø أجيبيني من فضلك جين ..
تزداد جين التصاقاً به ويرتعش جسدها بين يديه وتهمس بصوت متهدج:
Ø لا أستطيع ... لا أستطيع ... مستحيل أن تثق بي بعد ذلك.
في إلحاح مشوب بالعطف:
Ø أرجوك جين .. أنا أحبك ولن أتركك أبداً... من هؤلاء الذين تعملين معهم؟
ركزت نظراتها على عينيه موحية له بالأسف:
Ø الموساد ..
Ø موساد ؟ !!
ردد الاسم ويبدو أنه لم يفهم... إذ اعتقد أنهم جماعة من جماعات الهيبز التي كانت قد بدأت تنتشر في أوروبا وتطوف بالميادين هناك والشوارع.
Ø نعم الموساد .. ألا تعرف الموساد؟
نظرت في عينيه بعمق تستقرئ ما طرأ على فكره .. واقتربت بشفتيها منه وأذاقته رحيق قبلة ملتهبة أنهتها فجأة وقالت له:
Ø إنها المخابرات الإسرائيلية.
وأكملت مص شفتيه لتستشف من حرارته رد فعله.
ولما رأت جين أن حرارة تجاوبه لم تفتر بل إن امتزاج الشفاه كان على أشده.. تعمدت ألا تحاول استقراء أفكاره، وهيأت رائعات اللذائذ، وأسبغت عليه أوصاف الفحولة والرجولة فأنسته اسمه ووطنه الذي هجره.. والذي خط بالقلم أول مواثيق خيانته.
وبعد أن هدأت ثورة التدفق قالت له بخبث:
Ø هل ستتركني أرحل؟ بيدك أن أظل بجانبك أو أعود إلى تل أبيب. أجاب كالمنوم:
Ø بيدي أنا.. ؟ كيف ؟ لا أفهم شيئاً..
عانقته في ود مصطنع وبكت في براعة وهي تقول:
Ø لقد كلفوني بالتعرف على الشباب العربي الوافد إلى ميونيخ، خاصة المصريين منهم وكتابة تقارير عما أعرفه من خلال حوارنا في السياسة والاقتصاد .. لكنني فشلت فشلاً ذريعاً بسبب اللغة. فالمصري أولاً ضعيف في الإنكليزية لأنه يهتم بالدويتش، وهم أمهلوني لمدة قصيرة وعلى ذلك لا مكان لي هنا.
وكان الأمر ثانوياً بالنسبة له:
Ø ماذا بيدي لأقدمه لك؟
بتوسل شديد يغمسه الحنان قالت:
Ø تترجم لي بعض التقارير الاقتصادية من الصحف المصرية والعربية وليس هذا بأمر صعب عليك.
أفاق قليلاً وقال:
Ø وهل المخابرات الإسرائيلية تجهل ما بصحفنا لكي أقوم بالترجمة لها؟
أجابت في رقة:
Ø يا حبيبي أريد فقط أن أؤكد لهم أنني ألتقي بمصريين وأقوم بعملي معهم.. ولا يهمني إن كانوا يترجمون صحفكم أو لا يترجمونها. أريد أن أظل بجانبك هنا في ميونيخ...
وطال الحوار بينهما وعندما خافت جين من الفشل في تجنيده.. أجهشت بالبكاء وهي تردد:
Ø لا حظ لي في الحب... ويبدو أن صقيع الحياة سيظل يلازمني الى الأبد.
أخذتها نوبة بكاء هستيرية وهي تنعي حظها في الحب وافتقادها للدفء والحبيب... فما كان منه إلا أنه جذبها الى صدره بقوة وهو يقول:
Ø مهما كنت ... لن أتركك ترحلين.


وأمام رغبته الجامحة وخدعة المشاعر... أسلم مصيره لها تفعل به ما تشاء... فجاءته بأوراق وكتب بخطه سيرة حياته... ومعلومات عن معارفه وأقاربه ووظائفهم وعناوينهم في مصر. وطلبت منه بتدلل أن يمدها بأخبار مصر من خلال المصريين الوافدين إلى ميونيخ. فلم يعترض بل كان شرطه الوحيد أن تظل بجانبه.
هكذا سقط سمير في براثن الموساد. وبعد أن غرق لأذنيه في مهامه التجسسية واستسهل المال الحرام... تركته جين لتبحث عن غيره... وانشغل هو باصطياد المصريين والتقاط الأخبار... وقبع في مطار ميونيخ ينتظر الطائرات القادمة من مصر عارضاً خدماته على الوافدين للمرة الأولى.. الذين يسعدون بوجود مصري مثلهم يرافقهم إلى حيث جاءوا ... ويقوم بتسهيل أعمالهم في المدينة.
أشهر قليلة ... واستطاع أن يقيم شبكة واسعة من العلاقات... خاصة مع بعض موظفي مصر للطيران وبعض المضيفين والمضيفات... ويعود إلى مسكنه في المساء ليكتب تقريره اليومي المفصل ... الذي يتسلمه منه مندوب من الموساد كل صباح... ويقبض آلاف الماركات مكافأة له.
الطماع والمغامر

وبعد أن استقرت أموره المالية كثيراً عرف أبوه طريقه.. فزاره في ميونيخ عدة مرات زاعماً أن المشاكل الاقتصادية في مصر تضخمت... وأنه يطلب مساعدته في الإنفاق على أسرته.
كان سمير يتلذذ كثيراً بتوسلات والده. بل يرسل في طلبه خصيصاً ليستمع إلى كلمات الرجاء تتردد على لسانه... وليرى نظرات التودد تملأ وجهه. وتضخم الإحساس بالشماتة عند الابن تجاه أبيه حتى وصل إلى درجة الانتقام.. وكان الانتقام بشعاً ويفوق كثيراً حجم الترسبات التي قبعت برأس الابن تجاه أبيه.
لقد دبر سمير كميناً محكماً لأبيه أوقعه في شراكه عندما صحبه إلى مكتب هانز مولار ضابط المخابرات الإسرائيلية في ميونيخ... والذي يبدو في ظاهره مكتباً للمقاولات.
ولأن وليم فريد باسيلي يعشق النقود .. أوضح له هانز أنه سبب الرفاهية التي يعيش فيها ابنه سمير. وأنه على استعداد أيضاً لبدء علاقة عمل بينهما وتأسيس شركة تجارية كبرى في القاهرة تدر عليهما ربحاً وفيراً...
عندها . تخيل وليم شركته الجديدة والأموال التي ستغدق عليه... تخيل أيضاً مقعده الوثير ومكتبه الفخم وسكرتيرته الجميلة وسيارته الحديثة.. وسافر بخياله يجوب شوارع القاهرة يختار موقع المكتب. فأيقظه هانز قائلاً إنه بحاجة إلى معلومات اقتصادية عن السوق المصرية... يستطيع من خلالها أن يحدد خطوطاً عريضة لنشاط الشركة. ولبى وليم الدعوة وجلس عدة ساعات يكتب تقريراً مفصلاً عن احتياجات السوق، وأحوال الاقتصاد في مصر.
دهش هانز لدقة المعلومات التي سردها وليم ومنحه فوراً 1000 مارك، ووعده بمبلغ أكبر مقابل كل تقرير يرسله من القاهرة.
نشط الجاسوس الجديد في كتابة التقارير وإرسالها إلى ألمانيا وفي الزيارة التالية لميونيخ فوجئ وليم بثورة هانز بسبب سطحية تقاريره المرسلة إليه. وقال له إن المكتب الرئيسي على استعداد لدفع خمسة آلاف مارك للتقارير المهمة وأنه على استعداد لتدريبه على كيفية جمع المعلومات وكتابتها بعد تصنيفها. وعندما سأله وليم عن المكتب الرئيسي أجابه بأنه في تل أبيب، وهو مكتب مختص بالشؤون الاقتصادية في دول العالم الثالث.
ارتبك وليم فناوله هانز خمسة آلاف مارك في مظروف مغلق قائلاً إنه هدية من إسرائيل من أجل التعاون المخلص. أما التقارير فلها مقابل أيضاً... وتسلم وليم خمسة آلاف أخرى فانكمش في مقعهده بعدما أدرك حقيقة موقفه ووضعه.
طمأنه هانز بأن علاقتهما لن تكشفها المخابرات المصرية، لأن هذه التقارير ليست مادة سرية فهي موجودة في الصحف القاهرية. وشيئاً فشيئاً... تطورت العلاقة بين هانز ووليم إلى علاقة بين ضابط مخابرات وجاسوس خائن، تحددت بدورات تدريبية خاضها الأب على يد ضباط فنيين، وانتفخت جيوبه بآلاف من الماركات بعدما كثرت تقاريره التي كان يجيد كتابتها بعد تحليلها... وتعمده مصادقة ضباط القوات المسلحة والعسكريين المسرحين من المحيطين به.
وفي كل زيارة لميونيخ كان هانز يحذره من قراءة قضايا التجسس في الصحف المصرية حتى لا يرتبك ويقع في قبضة المخابرات المصرية التي لا ترحم الخونة. وطمأنه على أسلوب عملهم الذي لا تستطيع المخابرات العربية كشفه. وحتى وإن حدث... فهم سيتولون رعاية أبنائه والإنفاق عليهم من بعده "وقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن إسرائيل تتنصل من الخونة بعد سقوطهم وأنها تأخذ فقط وتمنح قبل السقوط" .
أما الابن سمير ... فقد اتسعت دائرة نشاطه في التعرف على المصريين الوافدين وتصيد الأخبار منهم من خلال الدردشة العادية.. وهؤلاء الذين فشلوا في الحصول على عمل... وشرع بالفعل في تجنيد ثلاثة من المصريين. استطاعوا الرجوع إلى مصر وأخبروا جهاز المخابرات المصرية بتصرفات سمير .. ودوره في محاولات الإيقاع بهم لصالح المخابرات الإسرائيلية.. بواسطة فتيات جميلات يجدن استعمال لغة الجسد.
لقد جاءت البلاغات الثلاثة في فترة قصيرة ومن أشخاصلا يعرفون بعضهم، وكانت خطة المخابرات المصرية لاصطياد سمير وأبيه محسوبة بدقة بالغة ... وإحكام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.ok1313.yoo7.com
Tweety
Admin
Admin
Tweety


انثى
عدد الرسائل : 3271
العمر : 52
إحترام قوانين الموقع :
الجاسوسية وحكايات أخرى Left_bar_bleue100 / 100100 / 100الجاسوسية وحكايات أخرى Right_bar_bleue

Personalized field : الجاسوسية وحكايات أخرى 15781610
مزاجى : الجاسوسية وحكايات أخرى Qatary32
الوظيفة : الجاسوسية وحكايات أخرى Profes10
الهواية : الجاسوسية وحكايات أخرى Readin10
علم الدولة : الجاسوسية وحكايات أخرى Male_e10
النادى المفضل : الجاسوسية وحكايات أخرى 2mzy802
إلحـــــالة : الجاسوسية وحكايات أخرى 6ohlxs
الأوسمة الحــاصل عليــها : الجاسوسية وحكايات أخرى 29djrc8
السٌّمعَة : 7
نقاط : 3799
تاريخ التسجيل : 23/08/2008

بطاقة الشخصية
GAME OVER:
HERO 4 EVER:
HERO 4 EVERالجاسوسية وحكايات أخرى Empty
الجاسوسية وحكايات أخرى Empty

الجاسوسية وحكايات أخرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجاسوسية وحكايات أخرى   الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالسبت نوفمبر 14, 2009 4:22 pm

لحكم العادل

كان وليم قد افتتح مكتباً كبيراً للمقاولات في القاهرة استطاع من خلاله أن يمارس عمله في التجسس ... وجعل منه مقراً للقاءاته بالأشخاص الذين يستمد منهم معلوماته.. خاصة من العسكريين الذين أنهوا خدمتهم . حيث إنهم في الغالب يتفاخرون دائماً بدورهم وبعملهم السابق بصراحة مطلقة... أمام الأشخاص الذين يبدون انبهاراً بما يقولونه ويسردونه من أسرار عسكرية وتفاصيل دقيقة.

وفي أحد الأيام ... فوجئ وليم برجل ثري عائد من الخليج.. يريد الاستفسار عن إمكانية فتح مشاريع استثمارية وعمرانية كبيرة.
كان الرجل قد أمضى في الخليج سنوات طويلة ويجهل حاجة السوق المصرية للمشروعات... وتباهى وليم في سرد خبراته مستعيناً بإحصائيات تؤكد صدق حديثه.. واستطاع إقناع المصري الثري بقدرته على اكتشاف حاجات السوق وإدارة المشاريع. وبدا أن الرجل قد استشعر ذلك بالفعل إلا أن حجم ثروته ورغبته في عمل مشاريع عملاقة... استدعى من وليم الاستعانة بخبرة سمير فكتب له يطلب مجيئه وألح عليه في ذلك... وجاءه الرد من ابنه يخبره بميعاد قدومه.
وما هي إلا أيام حتى جاء الابن إلى القاهرة.. بصحبته شاب ألماني وصديقته أرادا التعرف على الآثار الفرعونية ... فصحبهما سمير إلى الأقصر حيث نزلوا بفندق سافوي الشهير على النيل .. ثم مكثوا يومين في أسوان وعادوا إلى القاهرة.
كان سمير طوال رحلته مع صديقيه يقوم باستعمال كاميرا حديثة ذات عدسة زووم في تصوير المصانع والمنشآت العسكرية طوال رحلة الذهاب والعودة... وفي محطة باب الحديد حيث الزحام وامتزاج البشر من جميع الجنسيات ... وقف سمير امام كشك الصحف واشترى عدة جرائد. وبعدما هموا بالانصراف... استوقفه شاب انيق يرتدي نظارة سوداء برفقته أربعة آخرين وطلب منه أن يسير بجانبه في هدوء.
ارتسمت على وجه سمير علامات الرعب .. وحاول أن يغلفها ببعض علامات الدهشة والاستفهام لكنه كان بالفعل يرتجف.
اعتذر الرجل الأنيق للضيف الألماني وصديقته... وودعهما سمير بلطف ومشى باتجاه البوابة إلى ميدان رمسيس يجر ساقيه جراً محاولاً أن يتماسك... لكن هيهات فالموقف صعب وعسير.
وعندما دلف إلى داخل السيارة سأله الرجل الأنيق ذو النظارة:
Ø أتريد أن تعرف إلى أين تذهب؟
أجاب بصوت مخنوق:
Ø أعرف !!
وعندما فكر في مصيره المحتوم ... أجهش بالبكاء... ثم أغمى عليه بعدما تملكه الرعب وأصابه الهلع... وحملوه منهاراً إلى مبنى المخابرات العامة ليجد والده هناك... نظراته أكثر هلعاً وصراخه لا يتوقف وهو يردد:
Ø سمير هو السبب !!
واكتشف وليم أن الثري القادم من الخليج ما هو إلا ضابط مخابرات ... واكتشف أيضاً أن تقاريره التي كان يرسلها إلى الخارج تملأ ملفاً كبيراً.
ولم يستغرق الأمر كثيراً. فالأدلة دامغة والاعتراف صريح. وكان الحكم في مايو 1971 عادلاً لكليهما. الإعدام للإبن و15 عاماً أشغال شاقة للأب... وعار أبدي للأسرة حتى الجيل المائة .. وكانت النهاية الطبيعية لكل خائن باع ا لنفس والوطن.

نبيل نحاس

من أشهر جواسيس الموساد العرب




نبيل نحاس ورحلة الموت الجميل . .

أشرس جواسيس إسرائيل في مصر، ظل يمارس تجسسه وخيانته في الظل لمدة "13 عاماً" متتالية، بعيداً عن أعين جهاز المخابرات المصرية، وعند سقوطه. . أصيبت المخابرات الإسرائيلية بلطمة شديدة أفقدتها توازنها. فقد تزامن سقوطه مع سقوط جواسيس آخرين اكتشف أمرهم، وفقدت الموساد بذلك مصدراً حيوياً من مصادرها في مصر، الذين أمدوها بمعلومات غاية في الأهمية طوال هذه السنوات بلا تعب أو كلل.

فقد كانت الجاسوسية عند نبيل النحاس قد وصلت إلى درجة الصقل والاحتراف، بعدما تعدت مراحلها الابتدائية الأولى، وتحولت مهنة التجسس عنده إلى أستاذية في التخفي والتمويه والبحث عن مصادر المعلومات. ووصلت درجة الثقة في معلوماته عند جهاز الموساد لمدى شاسع من الجدية والتأكيد.




جونايدا روتي


حوت التحقيقات التي أجريت مع العديد من الخونة بمعرفة المخابرات العربية . . سواء في مصر أو في سوريا أو العراق أسراراً مذهلة عن كيفية انتقاء الجواسيس . . فمراكز المخابرات الاسرائيلية بكافة فروعها – شأنها كشأن كافة أجهزة المخابرات الأخرى – تتخذ من النظرية القائلة بأن لدى كل إنسان نقطة ضعف.. ولكل إنسان ثمن . .نقطة انطلاق للتنقيب عن ضعاف النفوس واصطيادهم .. وتخضع عملية الإيقاع بهم والسيطرة عليهم لخطوات معقدة وشائكة.

من هذا المنطلق .. أجاد رجال الموساد استخدام هذه النظرية باتساع . . دون اعتبارات للشرف أو للفضيلة . . وأخذوا يطرقون كل السبل لتجنيد عملاء لها في كل مكان. فمن كان يبحث عن المال وجد ضالته لديهم.. ومن كان يسعى وراء نزواته وشهوته قذفوا اليه بأجمل نسائهم. . ومن ضاقت به الحياة في بلده أمنوا له عملاً وهمياً يقوده في النهاية إلى مصيدة الجاسوسية، دون أن يدري.

فالملاحظ. . أن "العميل" في الغالب لا يعرف أنه أصبح "عميلاً" في بداية تجنيده. . بل يكتشف ذلك بنفسه بعد انغماسه في التجسس .. وتكون شباك الجاسوسية قد كبلته وأطبقت عليه . . ولم تعد لديه أية وسيلة للفكاك.

حينئذ .. كالآلة الصماء يضطر إلى العمل دون إدراك للعواقب. .

والمثير في الأمر . . أن هناك بعض الجواسيس الذين سقطوا في قبضة المخابرات العربية كانوا يجهلون أنهم عملاء لإسرائيل. . وتبين لهم ذلك فقط عندما ووجهوا بالحقائق والأدلة التي تدينهم وتؤكد تورطهم. . ومن خلال اعترافات بعضهم – فتحي رزق، محمد أحمد حسن، جان ليون توماس، فؤاد محرم، سمير باسيلي. . الخ – نجد حقائق مثيرة عن كيفية اصطيادهم وتجنيدهم . .

حيث يستخدم صائدوا الجواسيس كل أسلحة التأثير النفسي والمغريات المختلفة لإذابة تركيزهم واحتوائهم. . فلكل صيد "طعم" خاص به يلقى اليه . . ومن خلال قصص الجواسيس التي بين أيدينا نجد أن بينها تشابهاً كبيراً. . ولا تكاد تختلف إحداها عن الأخرى إلا من ناحية تنوع الأسماء والأماكن والمواقف. ذلك أن صائدي الجواسيس في المخابرات الاسرائيلية لهم ميزة عجيبة وصفة واحدة .. وهي أن لكل منهم أنف كلب الصيد الذي يدرك مكان الفريسة بالشم ويحدد مكانها بدقة . . إلى جانب رادار حساس في أذنيه. . يضاف إلى ذلك "الكرم" الذي يصل لدرجة البذخ أحياناً. . واتقان شديد للغة العربية وعادات شعوبها.

هذه الصفات مجتمعة تؤمن للصياد أن يكتشف مكامن الضعف في الفريسة .. التي تكون على وشك الإفلاس . . أو قد تكون مصابة بانحراف جنسي . . أو تحلم بعلاقات حميمة مع ملكات الفتنة والأنوثة.

هذا ما حدث بالضبط مع الجاسوس "نبيل النحاس" الذي عبد الشهوة فأغرقته وأرقته.. وبسببها كان اصطياده سهلاً .. بسيطاً. . وما أسهل تصيد عشاق الجنس وعبدة اللذة.

تمتد جذور أسرته إلى "حاصبيا" في محافظة لبنان الجنوبية وتقع على نهر الحاصباني وبعد سنوات طويلة انتقلت الأسرة إلى "كفر شيما" بمنطقة الشويفات جنوبي بيروت ومن هناك إلى مصر وأقام والده بالسويس، وتزوج من فتاة مصرية أنجبت له "نبيل" عام 1936.

كان الطفل يحمل ملامح والده الشامي الأشقر وعذوبة أمه المصرية. . وتميز منذ الصغر بذكاء شديد يفوق أقرانه .. فتنبأ له الجميع بمستقبل مضمون ونجاح أكيد. .

وتلاحقت السنون سراعاً ونجح نبيل النحاس في الثانوية العامة والتحق بجامعة القاهرة طالباً بكلية التجارة. . وبخطوات واثقة شق طريقه نحو الحياة العملية بعد تخرجه متفوقاً. . تراوده طموحات لا حدود لها. .

ولم يطل به الانتظار طويلاً . . إذ سرعان ما عمل سكرتيراً في منظمة الشعوب الأفرو آسيوية التي كان يرأسها الأديب يوسف السباعي . . وكان عمله كتابة محاضر الجلسات والمؤتمرات على الآلة الكاتبة.

ومن خلال وظيفته وموقعه.. توسعت علاقاته وتشبعت .. وتبلورت شخصيته الجديدة التي نضجت مع ملاحة ورجولة تلفت انتباه الحسان .. وتجعل منه مأملاً لهن . . فأحطنه بدلالهن ليقطف منهن من يشاء ..

وبمرور الشهور استشعر نبيل النحاس ضآلة راتبه الذي تعدى المائة جنيه .. في ذات الوقت الذي كان فيه راتب زميله في مكان آخر لا يتعدى الخمسة عشر جنيهاً في ذلك الوقت عام 1959. . فعمله المرموق كان يتطلب مظهراً حسناً وملابس أنيقة تتناسب ومكانته .. إلى جانب حاجته للإنفاق على معيشته وعلى علاقاته النسائية وملذاته.. خاصة .. وقد ارتبط بعلاقة حميمة بفتاة أفريقية من كوناكري في غينيا . . فانجرف معها إلى محيطات المتعة يجدف بلا كلل. كان اسمها "جونايدا روتي" .. خيزرانية القوام أبنوسية اللون رائعة الخلقة .. تعمل مراسلة صحفية لعدة صحف أفريقية وعالمية.

استطاعت جونايدا أن تمتلك عقله وتنسيه أية امرأة سواها. . فأغدق عليها بالهدايا حتى تعثرت أحواله المالية .. فوجد الحل لديها لإنقاذه من تعثره عندما عرضت عليه أن يطلب إجازة من عمله بالمنظمة .. والانضمام إلى إحدى وكالات الأنباء العالمية كمراسل مقابل راتب كبير مغر..

وكانت أولى المهام التي أوكلت إليه السفر إلى منطقة الصحراء المغربية "ريودي أورو" ومن "فيلاشيز نيروس" و "العيون" يستطيع أن ينقل أخبار الصراع السري الدائر بين المملكة المغربية وموريتانيا . . صراع النفوذ على المنطقة المحصورة بينهما.

كانت سعادته بالمهمة الجديدة عظيمة .. حيث ستتاح له فرصة اللحاق بالساحرة الأفريقية – جونايدا – التي سبقته إلى كوناكري. . وطار النحاس إلى الدار البيضاء تحفه أحلام المغامرة والثقة في الغد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.ok1313.yoo7.com
Tweety
Admin
Admin
Tweety


انثى
عدد الرسائل : 3271
العمر : 52
إحترام قوانين الموقع :
الجاسوسية وحكايات أخرى Left_bar_bleue100 / 100100 / 100الجاسوسية وحكايات أخرى Right_bar_bleue

Personalized field : الجاسوسية وحكايات أخرى 15781610
مزاجى : الجاسوسية وحكايات أخرى Qatary32
الوظيفة : الجاسوسية وحكايات أخرى Profes10
الهواية : الجاسوسية وحكايات أخرى Readin10
علم الدولة : الجاسوسية وحكايات أخرى Male_e10
النادى المفضل : الجاسوسية وحكايات أخرى 2mzy802
إلحـــــالة : الجاسوسية وحكايات أخرى 6ohlxs
الأوسمة الحــاصل عليــها : الجاسوسية وحكايات أخرى 29djrc8
السٌّمعَة : 7
نقاط : 3799
تاريخ التسجيل : 23/08/2008

بطاقة الشخصية
GAME OVER:
HERO 4 EVER:
HERO 4 EVERالجاسوسية وحكايات أخرى Empty
الجاسوسية وحكايات أخرى Empty

الجاسوسية وحكايات أخرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجاسوسية وحكايات أخرى   الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالسبت نوفمبر 14, 2009 4:23 pm

الطريق المختصر

هناك – في الدار البيضاء – كانت بانتظاره مفاجأة بدلت مجرى حياته كلها .. إذ تعرف إليه في بهو الفندق رجل مغربي .. يهودي .. عرف منه وجهته .. فعرض عليه مساعدته لدخول ريودي أورو عن طريق أعوان له في "سيدي أفني" أقصى جنوب المغرب .. وكيفية اجتياز "وادي درعة" للوصول إلى الحدود.




سر نبيل النحاس للصدفة الجميلة التي ما توقعها.. واحتفاء بالمراسل الصحفي الوسيم .. أعد له المضيف وليمة غداء بمنزله في "أزمور" الساحرة. . التي تقع على نهر "أم الربيع" وتشرف على ساحل المحيط الأطلنطي.

وفي منزل تحيطه الحدائق والزهور في بانوراما طبيعية رائعة .. كانت تنتظره المفاجأة .. إنها "مليكة" اليهودية المغربية التي تستحوذ على جمال فتان لم تره عين من قبل . .

كانت في الواحدة والعشرين من عمرها .. إذا خطت . . تحركت الفتنة وترجرجت تحت ثيابها . .

وإذا تأودت . . أغرقت الدنيا بهاء وحسناً. . وإذا تحدثت .. تموجت الأنغام سكرى على شفتيها. .

وأربكت حدود العقل وأركانه.

أذهل جمالها المراسل الصحفي الجديد فنسي مهمته في الجنوب .. وذابت جونايدا إلى القاع أمام سحر مليكة .. فقد أفقدته "حسناء أزمور" الوعي والرشاد .. وطيرت عقله إلى سفوح المتعة. .

فأقبل يلعق عناقيد الفتنة بين يديها . . ويتعبد منتشياً في محرابها مسلوب القرار .. فعندما يخوص الجسد بحار النشوة .. يغوس متلذذاً بالغرق لا يرجو خلاصاً من الموت الجميل.

الأيام تمر وفتانا نسي مهمته.. وقبع كطفل غرير بين أحضان مليكة التي أحكمت شباكها حوله وسيطرت على مجامع حواسه .. وحولته إلى خادم يلبي طائعاً رغباتها.. وينقاد لرأيها ..دون أن يشك ولو للحظة في كونها يهودية تسعى لاصطياده في خطة محبوكة ماهرة أعدتها جونايدا سلفاً في القاهرة.

وبعدما فرغت جيوبه . . أفاق على موقفه السيء بلا نقود في بلاد الغربة .. وتمنى لو انه كان يملك الملايين ليظل إلى جانب مليكة لا يفارقها أبداً. .

ولما قرأت فتاته أفكاره .. طمأنته . . وعرضت عليه السفر معها إلى باريس حيث الحرية والعمل والثراء .. وبلا وعي وافقها .. ورافقها إلى عاصمة النور والجمال ومأوى الجواسيس .. وهناك لم يفق أو ينتبه إلى حقيقة وجوده بين فكي كماشة ستؤلمه عضاتها حتماً ذات يوم. . ولما أيقنت أنه سقط في براثنها بلا قوة تؤازره وتدفعه لمقاومتها. . نبهته – بالتلميح – إلى ضرورة إدراك حقيقة لا بد أن يعيها .. وهي أنها يهودية تدين بالولاء لإسرائيل حتى وإن كانت مغربية المولد .. ولغتها عربية فرنسية. .

وعندما استقرأ المراسل الصحفي مستقبله معها . . كانت الصورة أمامه مهتزة .. إذ خلقت منه أصابع مليكة الناعمة طفلاً لا يعي .. وأبلهاً لا يقرر .. وأعمى لا يرى تحت قدميه.


أقام معها في شقة رائعة .. وكانت تنفق عليه بتوفير فرصة عمل له من خلال أصدقائها في باريس. . واستدعت من أعماقه كل جوانب ضعفه وجنونه . . واستدرجته للحديث في السياسة فأفاض بغزارة ..

وأسر إليها بما لديه من معلومات عن المنظمة الأفرو آسيوية . . وعن أشخاص بعينهم يمثلون رموزاً هامة في المجتمع الدولي .. وحدثها عن علاقاته بكبار المسؤولين في مصر .. وكانت كل تلك الأحاديث مسجلة بالصوت والصورة .. إلى جانب تسجيلات أخرى أثناء استعراضه لفحولته عارياً بين أحضان عميلة الموساد.

كان "باسكينر" ضابط الموساد يراقب كل شيء . . ويدرس شخصية نبيل النحاس باستفاضة . .

ولما حانت الفرصة المناسبة .. عرفته مليكة بفتاها .. وقدمته اليه على أنه رجل أعمال إسرائيلي يدير شركة كبرى للشحن الجوي تمتد فروعها في كل القارات .. وكان رد الفعل عند المراسل الصحفي يكاد يكون طبيعياً. . فهو يسعى إلى المال أينما وجد .. وسواء تحصل عليه من يهودي أو هندوسي فلا فرق .. المهم هو الكم.

استخلص الضابط المحنك حقيقة مؤداها أن الشاب المصري يريد المال ومليكا معاً. . فتولى أمره . . وتعهده ليصنع منه جاسوساً ملماً بفنون الجاسوسية.. وكانت المناقشات بينهما تبدو طبيعية لا غبار عليها .. ثم تطرق باسكينر شيئاً فشيئاً إلى هويته. . وموقف العرب من إسرائيل. . واتجاهات الدبلوماسية العربية إزاء الوجود الإسرائيلي في المنطقة. .

في أحاديثه أيضاً تطرق إلى عمليات الموساد الخارقة في البلاد العربية .. وكيف أنها تدفع بسخاء إلى عملائها . . وتحرص على حمايتهم إذا انكشف أحدهم .. ونوّه – من بعيد – عن التسجيلات الصوتية والأفلام التي بحوزتهم . . والأسرار التي تحويها هذه الشرائط، وأنها قد تهلك أصحابها إذا ما وقعت في أيدي المخابرات العربية.

لم يكن نبيل النحاس غبياً بالدرجة التي تجعله يجهل ما يرمي إليه باسكينر . . أو يتجاهله .. إذ استوعب نواياه ومقصده . . وكان تعليقه الوحيد أنه شخصياً يتعاطف مع إسرائيل .. وأن تعاطفه هذا عن قناعة تبلورت من خلال قراءاته في تاريخ اليهود.

بذلك . . اختصر نبيل النحاس الطريق الطويل أمام باسكينر .. وخطا أولى خطواته الفعلية على درب الخيانة .. والخسة. .

أبقى باسكينر مليكا إلى جوار الجاسوس الجديد. . فوجودها مهم للغاية في تلك المرحلة الأولى من الإعداد والتدريب .. ذلك لأن خضوعه كان مرهوناً بوجودها .. إلى جانب آلاف الدولارات التي ملأت جيوبه فأسكرته . . وأنسته عروبته. . فقد كانت تمنحه النعيم ليلاً بينما يدربه باسكينر وزملاؤه نهاراً. .

كانت أولى دروس الخيانة هي كيفية استدراج ذوي المراكز الحساسة للحديث في أمور يصعب تناولها . . وتتعلق بأسرار الدولة .. واستغلال حفلات الخمر والجنس في الوصول إلى أسرار غاية في الأهمية .. إلى جانب ضرورة تزويد الموساد بنسخة طبق الأصل من محاضر مؤتمرات المنظمة الأفرو آسيوية التي سيعود لعلمه بها من جديد.

علموه أيضاً كيفية قراءة التقارير والأوراق بالمقلوب على مكاتب المسؤولين الكبار عند زياراته لهم . . واختزان الصور والرسوم والمعلومات التي يطلع عليها بذاكرته .. ثم يقوم بتسجيلها كتابة بعد ذلك . . وكيفية مراقبة المواقع العسكرية على الطريق ما بين القاهرة والسويس وكتابة تقارير وافية عن مشاهداته وإن كانت تافهة .. ويقوم بإرسالها – بواسطة الحبر السري – إلى أحد العناوين في باريس – مقر الموساد المختص بجواسيس الشرق الأوسط – الذي يقوم بتجميع الأخبار والتقارير التي تفد إليه من قبرص وأثينا وبروكسل وروما فيرسلها بدوره إلى تل أبيب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.ok1313.yoo7.com
Tweety
Admin
Admin
Tweety


انثى
عدد الرسائل : 3271
العمر : 52
إحترام قوانين الموقع :
الجاسوسية وحكايات أخرى Left_bar_bleue100 / 100100 / 100الجاسوسية وحكايات أخرى Right_bar_bleue

Personalized field : الجاسوسية وحكايات أخرى 15781610
مزاجى : الجاسوسية وحكايات أخرى Qatary32
الوظيفة : الجاسوسية وحكايات أخرى Profes10
الهواية : الجاسوسية وحكايات أخرى Readin10
علم الدولة : الجاسوسية وحكايات أخرى Male_e10
النادى المفضل : الجاسوسية وحكايات أخرى 2mzy802
إلحـــــالة : الجاسوسية وحكايات أخرى 6ohlxs
الأوسمة الحــاصل عليــها : الجاسوسية وحكايات أخرى 29djrc8
السٌّمعَة : 7
نقاط : 3799
تاريخ التسجيل : 23/08/2008

بطاقة الشخصية
GAME OVER:
HERO 4 EVER:
HERO 4 EVERالجاسوسية وحكايات أخرى Empty
الجاسوسية وحكايات أخرى Empty

الجاسوسية وحكايات أخرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجاسوسية وحكايات أخرى   الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالسبت نوفمبر 14, 2009 4:48 pm

أهلاً بك في وطنك

ابتدأ النشاط التجسسي الفعلي لنبيل النحاس في منتصف عام 1960 .. فقد عاد إلى عمله بالمنظمة .. وكانت وظيفته ساتر طبيعي يختفي خلفه .. ولا يثير أية شبهات من حوله..


واستطاع من خلال علاقاته الهامة استخلاص معلومات لا يتوقف سيلها. . كانت تصل إلى المخابرات الاسرائيلية أولاً بأول .. وبالتالي .. يتحصل على مقابل مادي ضخم يتسلمه في القاهرة بطرق ملتوية عديدة..

وبعد عامين تقريباً. . استدعى إلى باريس في مهمة عاجلة .. حيث كان بانتظاره باسكينر .. الذي عهد به إلى ضابط إسرائيلي آخر استطاع تدريبه على كيفية ترويج الإشاعات .. والتأثير سلبياً على الرأي العام من خلال تجمعات الأوساط المختلفة في مصر، ولقنع الكثير من أساليب الحرب النفسية والتأثير السيكولوجي، اعتماداً على لياقته ومقدرته الفذة على الإقناع، إلى جانب ترسيخ فكرة الخوف من الإسرائيليين لدى المحيطين به، واستبيان آرائهم تجاه العدو وقدرات الجيوش العربية على مواجهته.

وبعد مرور عدة سنوات – كان نبيل النحاس من أنشط جواسيس إسرائيل في مصر. لقد نسي مليكا، ولم يعد يعرف لها وجهاً بعدما أدت مهمتها خير قيام. بينما انشغل هو بجمع أموال الموساد التي هيأت له فرص التعرف بالكثيرات غيرها، فالأموال طائلة والوثائق الهامة تقيم، والنساء على كل الألوان.

وفي مرحلة أخرى من مراحل صناعة الجواسيس المحترفين – أعد له برنامج تدريبي أكثر خطورة في بيروت، إذ تم إخضاعه لدورة تدريبية بواسطة خبير متفجرات عميل للموساد، فتعلم كيفية صنع المتفجرات، وتفخيخ الرسائل والطرود والتخفي والتمويه والهرب والتنكر.

لقد أرادوا أن يخلقوا منه جاسوساً فاعلاً وخبيراً في الأعمال الإرهابية والتدمير في مصر. وكان الخائن أشد قابلية للتشكل والتمحور وتنفيذ مخططات العدو ولو بقتل الأبرياء، وبعدما فرت من أعماقه دلائل العروبة، وسرت بشرايينه دماء تحوي كرات الخيانة بكل الصور.

لذلك .. تعاون بإخلاص مع الموساد في تهديد الخبراء الألمان، الذين يعملون في المصانع الحربية المصرية لإنتاج الصواريخ والأسلحة المتطورة .. بتوجيه الرسائل المتفجرة إلى بعضهم، بالاشتراك ضمناً مع "يوهان وولفجانج لوتز" عميل الموساد الشهير في القاهرة الذي ألقى القبض عليه في فبراير 1965 ولم يجر إعدامه.

وبرغم عدم اكتشاف أمره – إلا أن نبيل النحاس لم يتوقف بعد سقوط لوتز، واحتل مرتبة الصدارة لدى المخابرات الإسرائيلية في المنطقة. وقام بدور حيوي في نقل أسرار عسكرية وحيوية إلى إسرائيل قبل نكسة يونيو 1967 . . ساعدت العدو على اجتياح الأراضي المصرية واحتلال سيناء. واعتبر نبيل النحاس نجاح إسرائيل في هزيمة العرب نتاج تعاونه معهم وإمدادهم بوثائق خطيرة وتقارير تشكل الصورة الواقعية للعسكرية المصرية .

وفي عام 1968 أفرجت مصر عن "لوتز" في صفقة مع إسرائيل للإفراج عن عدد كبير من أسرى الحرب لديها. وأحس نبيل بالزهو، فالصفقة منحته قدراً هائلاً من الثقة في مخابرات إسرائيل التي لا تترك جواسيسها وعملاءها نهباً للقلق، إذ تسعى لمبادلتهم وبأي ثمن حماية للجواسيس الآخرين الذين يعملون في الخفاء، ويتملكهم الرعب عند سقوط أحدهم في قبضة المخابرات العربية.

لقد اطمأن أخيراً على مستقبله في حالة سقوطه، فسوف تتم مبادلته هو الآخر ليعيش بقية حياته في إحدى الفيلات الرائعة بإسرائيل، ينعم بالأمن وبالأموال الكثيرة.

هذا الهاجس الذي عاشه، جعل منه خائناً خطيراً لا يتورع عن بيع أي شيء ذي أهمية لإسرائيل. . وكانت زيارته إلى تل أبيب حلماً يراوده، وأملاً ينشده. لقد أراد أن يرى إسرائيل من الداخل ويتجول بين مدنها ويتخير لنفسه بيتاً نماسباً قد يسكنه ذات يوم. وأعدوا له برنامجاً مشحوناً ينتظره قبل زيارته لإسرائيل بعدة أسابيع، وأثناء تواجده في أثينا. . كانت خطة سفره قد اكتملت.


ففي غفلة عن الأنظار اختفى نبيل فجأة من فندق "بوزايدون". . وفي المطار كان ثمة رجل أشقر تغطي وجهه نظارة سوداء، ويرتدي معطفاً ترتفع ياقته لتخفي بقية وجهه، يحمل جواز سفر إسرائيلياً باسم "شاؤول ياريف" ولا يتحدث مع أحد. خطواته الواثقة قادته إلى السيارة التي أقلته حتى طائرة العال الإسرائيلية الرابضة على الممر، وعن قرب كان يتبعه رجل آخر لا يبدو أنه يعرفه.. إنه باسكينر ضابط الموساد الذي خلق منه جاسوساً محترفاً، وفي مطار بن جوريون كانت تنتظره سيارة ليموزين سوداء ذات ستائر، سرعان ما دلف اليها .. فأقلته إلى مكان لا يعرفه سوى قلة من ضباط الموساد الذين استقبلوه بحفاوة بالغة.

وفي مكتب "زيفي زامير" رئيس الموساد الجديد كان اللقاء أكثر حرارة، إذ ترك زامير مكتبه وجلس قبالته يتأمل وجهه العربي الصديق، وعرض عليه خدمات المواد فاختار الخائن أولاً أن يلتقي بالسيدة جولدا مائير، فصحبه إلى هناك حيث اصطف أكثر من خمسة وعشرين جنرالاً إسرائيلياً لتحيته، واحتضنه أحدهم قائلاً له "أهلاً بك في وطنك إسرائيل" وصافحته جلدا مائير بحرارة، وأمرت بتلبية كل مطالبه ولو كانت مستحيلة. وقالت لزامير: "شكراً على هديتك الرائعة التي جلبتها لإسرائيل" وعلق الخائن قائلاً:

Ø لم أكن أحلم قبل اليوم بأكثر مما أنا فيه الآن. أشعر أنني بين أهلي، ويكفيني هذا الشعور سيدتي.

وأمرت له رئيسة الوزراء بمكافأة خاصة وقدرها خمسة وعشرين ألف دولار من مكتبها، بخلاف ما سيحصل عليه من أموال المواد. .

وفي الفيلا التي نزل بها كانت مفاجأة مدهشة .. إنها مليكة .. أجمل النساء اللاتي أسكرنه ، والعميلة المحترفة التي أوقعت به صيداً سهلاً في شرك الجاسوسية لصالح الموساد. فجددت معه ذكرى الأيام الخوالي .. وأغدقت عليه من نبع أنوثتها شلالات من المتعة تمنحها له هذه المرة ليس بقصد تجنيده كما حدث في المغرب، بل لتكافئه على إخلاصه لإسرائيل.

لم تكن هناك فروق بين إحساس المتعة في الحالتين. فمليكا أنثى مدربة تعرف كيف تغرقه في بحورها. . وكلما أرادت إنتشاله جذبها مرات ومرات. فما أحلى الغرق في بحور فاتنة مثيرة، وما ألذه من موت جميل !!

ستة عشرة يوماً بين ربوع إسرائيل زائراً عزيزاً، عاد بعدها نبيل النحاس إلى أثينا بآلاف الدولارات التي كوفئ بها من إسرائيل.. والتي زادته شراهة في الخيانة، وعبقرية في جلب المعلومات. .

فالمنطقة العربية تغلي كبركان على وشك الفوران والثورة .. والشعب العربي هديره مطالباً بالثأر يصم الأذان، وحالة ترقب في إسرائيل وانتظار لصحوة المارد العربي . . الذي سقط يتلوى يبغي الوقوف والصمود.




بكاء الذليل

كانت المهمة بالنسبة لنبيل أشد صعوبة برغم سنوات الخيانة والخبرة، وبرغم احتضان مصر له لم يحفظ لها الجميل بعدما تعهدته طفلاً، ونشأته صبياً، وعلمته شاباً، ونخرت الخيانة عظامه كالسوس يسعى لا علاج له سوى الهلاك والفناء. فبارد على الفور في استكشاف النوايا تجاه إسرائيل، ونشط في جمع أدق المعلومات عن تسليح الجيش، والمعدات الحديثة التي تصل سراً من الاتحاد السوفياتي ودول الكتلة الشرقية، وانغمس في ملذاته بصحبة فتيات الليل، يجلب لهن بعض المناصب والعارفين بالأمور العسكرية.

ومن خلال حفلات المجون كانت المعلومات تتناثر هنا وهناك، فيلتقطها بعقل واع يقظ ويدونها، ويبعث بها في الحال إلى مكتب المواد في جنيف.

وعندما تلقى رسالة مشفرة من رؤسائه تطلب منه معلومات مركزة عن حركة ميناء الإسكندرية، لم يتأخر في تنفيذ الأمر، وأسرع إلى الإسكندرية للقاء صديق له يعمل في شركة تمارس نشاطات بحرية، وأغدق عليه بالهدايا الثمينة . . فانتبه صديقه لذلك وتساءل مع نفسه "لماذا"؟ وادعى جهله بأمور تجري بالميناء الحيوي .. فوجد إلحاحاً من الخائن يطلب منه تزويده بما يخفى عنه .. بحجة عمله كمراسل لوكالة أنباء دولية.

لم يكن نبيل يدرك مطلقاً أن صديقه قد انتابته الشكوك .. فبادر على الفور بإبلاغ المخابرات المصرية ووضع العميل تحت المراقبة الشديدة.

وبعد نصر أكتوبر 1973 صدم الخائن لهزيمة إسرائيل. وفي روما عنفه ضابط المواد واتهمه بالإهمال الجسيم الذي أدى لهزيمتهم الساحقة أمام العرب. وأقسم له الخائن أنه لن يقصر، ولكن الضابط كان ثائراً ولم يستطع أن يخفي انفعاله وغضبه.

تخوف نبيل من فكرة الاستغناء عن خدماته للموساد.. لذلك عاد إلى مصر في الرابع عشر من نوفمبر 1973 حانقاً، وبداخله تصميم قوي على "تعويض" هزيمة إسرائيل، وتملكه بالفعل اعتقاد بأنه أهمل في عمله ولم يكن دقيقاً في نقل نوايا المصريين.. وبنشاط مجنون أخذ يبحث عن مصادر لمعلومات وإجابات يحمل أسئلتها. وفي غمرة جنون البحث .. كانت المخابرات المصرية تلاصقه كظله وتريد ضبطه متلبساً بالتجسس.

وفي 24 نوفمبر 1973 – بعد عشرة أيام من عودته من روما – اقتحمت المخابرات المصرية شقته في القاهرة، وضبطت أدوات التجسس كاملة، فلم يستطع الإنكار وإنهار باكياً أمام المحققين. . وأدلى باعترافات تفصيلية ملأت مئات الصفحات، وهو لا يصدق أنه سقط بعد 13 عاماً كاملة في مهنة التجسس التي أجادها واحترفها. وقدم إلى المحكمة العسكرية وظل لآخر لحظة ينتظر المفاجأة .. مفاجأة مبادلته والعودة إلى "وطنه إسرائيل".

لكن خاب ظنه وقتل أمله . . فالجيش المصري كان هو الغالب المنتصر في أكتوبر 1973 .. والأسرى كانوا هذه المرة جنوداً إسرائيليين، وليس هناك أمل لمبادلته على الإطلاق.

لقد كانت إسرائيل في محنة ما بعدها محنة. ولا وقت هناك للتفكير في إنقاذ خائن باع وطنه رخيصاً، بحفنة من الدولارات، وبآهات غانية تتلوى بين أحضانه. .

وكمثل جواسيس خونة آخرين اكتشف أمرهم. . أنكرت إسرائيل معرفتها به، وتجاهلته ليموت ذليلاً لا ينفعه بكاء الندم .. أو تقيه أموال الموساد من حبل المشنقة.. !!.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.ok1313.yoo7.com
Tweety
Admin
Admin
Tweety


انثى
عدد الرسائل : 3271
العمر : 52
إحترام قوانين الموقع :
الجاسوسية وحكايات أخرى Left_bar_bleue100 / 100100 / 100الجاسوسية وحكايات أخرى Right_bar_bleue

Personalized field : الجاسوسية وحكايات أخرى 15781610
مزاجى : الجاسوسية وحكايات أخرى Qatary32
الوظيفة : الجاسوسية وحكايات أخرى Profes10
الهواية : الجاسوسية وحكايات أخرى Readin10
علم الدولة : الجاسوسية وحكايات أخرى Male_e10
النادى المفضل : الجاسوسية وحكايات أخرى 2mzy802
إلحـــــالة : الجاسوسية وحكايات أخرى 6ohlxs
الأوسمة الحــاصل عليــها : الجاسوسية وحكايات أخرى 29djrc8
السٌّمعَة : 7
نقاط : 3799
تاريخ التسجيل : 23/08/2008

بطاقة الشخصية
GAME OVER:
HERO 4 EVER:
HERO 4 EVERالجاسوسية وحكايات أخرى Empty
الجاسوسية وحكايات أخرى Empty

الجاسوسية وحكايات أخرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجاسوسية وحكايات أخرى   الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالسبت نوفمبر 14, 2009 4:49 pm

شاكر فاخوري ... الجاسوس الذي قتلته نزوة ... !!

قليلون جداً .. أولئك الخونة الذين أسلموا قيادهم .. برغبتهم .. إلى مخابرات دولية معادية من أجل شهوة المال... والتاريخ الطويل الحافل بالصراع بين المخابرات العربية والمخابرات الإسرائيلية، يحفظ لنا تفاصيل هذه القصص القليلة جداً، التي يطرق أبطالها أبواب السفارات الإسرائيلية في الخارج، ويعرضون "خدماتهم" ويكتبون بأيديهم وثيقة خيانتهم للوطن دون رغبة في الانتقام من نظام، أو تعويض خسائر معنوية، اللهم فقط – الحصول على المال الحرام بأسلوب سهل، دون أن يحسبوا حساباً لعيون المخابرات العربية التي ترصد ولا تنام.
وكان شاكر فاخوري، أحد هؤلاء الخونة الشواذ الذين قتلتهم النزوة .. !!!
أساطير الوهم


... في أعقاب نكسة يونيو 1967... اشتد نزف الجرح العربي ... وخيمت قتامة قاسية وعم إحساس مرير بالمهانة. ولم تستطع وسائل الدعاية والإعلام العربية التغلب على سطوة هذا الشعور لفترة وطويلة.
فإسرائيل لم تكف عن اختراق حاجز الصوت بقاذفاتها كل يوم في السماء العربية، دون رادع يوقفها... وكأنما هي في رحلة ترفيهية آمنة، فتسخر بذلك من أجهزة الدفاع، ومن قوات العرب الت ياندحرت لاهثة أمام ضربات اليهود الفجائية. وتؤكد للعالم أن ادعاءات القوة العربية ضرب من الوهم والخيال.
وفي سكرة الصدمة القاتلة... أصيبت الأمة العربية بصدمة أخرى يومي 9 و 10 يونيو 1967 وصفها في مذكراته الفريق أول محمد فوزي قائلاً:
(الإحساس بالضياع النفسي يملأني طوال إقامتي بمقر القيادة العامة للقوات المسلحة بمدينة مصر. طوال هذين اليومين كانت مصر بلا قيادة فالقيادة السياسية غير قائمة بإعلان جمال عبد الناصر عن قرار التنحي، والقيادة العسكرية العليا أيضاً غير موجودة باعتزال المشير عبد الحكيم عامر وشمس بدران في منزليهما، بالإضافة إلى قادة أفرع القوات المسلحة الرئيسية الذين قدموا استقالاتهم).
هذا هو الجو النفسي المحزن الذي خلفته الهزيمة .. التي أجبرت العرب على تنكيس أعلامهم حداداً على قتل الكرامة والعزة والكبرياء. وفي خضم هذه المأساة.. كانت إسرائيل على جانب آخر تراقب مراحل سقوط العرب ... وتعن بغطرسة استحالة قيامهم ثانية ... ولو حدث .. وقاموا ... فقيام مريض أشل يجر أعضاءه زاحفاً.
ومن هنا .. نشطت المخابرات الاسرائيلية وأعدت العدة جيداً لمراقبة الجسد العربي الصريع ومحاولات النهوض من جديد.
لذا ... فقد بثت العيون والجواسيس والأجهزة .. ترصد وتحلل وتحسب ... وتتوقع ما ستنبئ عنه الخطوة القادمة... وكان رأي خبراء المخابرات الإسرائيلية الذي لم يحيدوا عنه ... أن هذه الضربة التي أفقدت العرب قوتهم وتوازنهم .. بل وصوابهم .. لا بد لها من رد فعل حتمي سيتأكد حدوثه في لحظة ما.
وهكذا لم يجلس رجال الموساد في انتظار الضربة المفاجئة.. بل عملوا على كشف تحركات واستعدادات العرب العسكرية والدبلوماسية للتكهن بنواياهم التي يضمرونها ... وكان لا بد من تلافي الضربة القادمة... بالعمل على عدة محاور استراتيجية ... أهمها الإسراع بالبرنامج النووي الإسرائيلي لإرهاب العرب .. وإخضاعهم بالتخويف ... وإحباط عزيمتهم بالدعاية التي تصورهم كأنهم الأساطير . وكذلك بالعمل على تزويد الجيش اليهودي بأحدث مبتكرات تكنولوجيا السلاح العالمية .. لإظهار التفوق الكبير على جيوش عربية لا تستوعب السلاح الحديث. وأيضاً .. تنشيط الأقسام المختلفة في جهاز الاستخبارات الاسرائيلي بما يضمن الحصول على أدق الأسرار – العسكرية والاقتصادية والصناعية – من خلال شبكات متعددة من العملاء والجواسيس المهرة ... الذين زرعوا في غالبية المدن العربية، ينقلون لتل أبيب كل مشاهداتهم وتقاريرهم.
لذا ... فلا عجب إن لاحظنا كثرة أعداد الخونة الذين سقطوا في مصيدة الجاسوسية الإسرائيلية بعد نكسة يونيو 1967 .. في ذات الوقت الذي نشطت فيه المخابرات العربية للكشف عن هؤلاء الخونة الذين توإلى سقوطهم وشنقهم. وكان من أبرزهم – شاكر فاخوري – الذي سعى بنفسه للدخول إلى وكر الجواسيس طمعاً في المال .. !
كلهم جون .. وروبرت


نشأ شاكر فاخوري نشأة أولاد الأثرياء. فهو لم يعرف يوماً طعم الفقر .. ولم يذق مرارته.. وبرغم ذلك ظهرت بوادر الفشل في حياته أثناء دراسته الابتدائية فكان تعثره الدراسي يرهق بال أهله ويحيرهم.
وفي المرحلة الإعدادية وصم في محيطه بالفاشل ... وأحاطته حكايات تداولتها الألسنة عن سرقاته المتعددة لأموال والده.. وتخوف الأقارب من يده الطويلة حين زيارته لهم.
وبعدما ضج أهله وصرخوا من تصرفاته الطائشة الغبية .. الحقوه بمعهد مهني في روض الفرج .. فخرج منه كأنه لم يدخله... واستدعى لتأدية الخدمة العسكرية فتهللت أسارير أسرته التي نكبت به .. ولحق بها الأذى من سلوكه المعوج.
وما إن أمضى مدة تجنيده في الدفاع الجوي.. حتى وجد نفسه بلا عمل.. ونظرات الحيرة والقلق تنهش جلده ممن يحيطون به. فحمل حقيبته المليئة بالفشل وسافر إلى الكويت.. وعمل بإحدى الشركات الأجنبية في جزيرة فيلكه الواقعة بمدخل خليج الكويت.
كانت إقامته في كرافان معدني صغير مع فني أمريكية فرصة له ... ليتقرب من خلاله إلى إدارة الشركة الأجنبية... التي رأت عدة مرات الاستغناء عنه لافتقاره إلى الخبرة الفنية.. وكان رفيق مسكنه – جون باليدر – مكلفاً بتدريبه على أعمال اللحام (ضغط عالي) لذلك .. كاد شاكر أن يقبل قدمي جون ... عندما أخطأ خطأً فنياً من شأنه إحداث أضرار جسيمة بأحد الأجهزة الدقيقة. لكن جون تدارك الخطأ سريعاً ثم صفعه على وجهه وبصق عليه.. فانفجر الرعب في وجه شاكر خوفاً من تقرير جون .. الذي بسببه سيطرد فوراً من الشركة ويعود إلى مصر بفشله.
وحاول جاهداً استمالة جون والاعتذار له. لكن جون ظل لأكثر من ساعتين يكتب تقريره المفصل.. وبعدما فشلت محاولات شاكر .. بكى في ضعف فقام جون إليه وقال له:
Ø أستطيع أن أمزق تقريري عنك ولكن في حالة واحدة فقط.
Ø في ضراعة نظر شاكر إليه قائلاً:
Ø لن أنس لك ذلك أبداً مستر جون .. ماذا تريد مني؟
اتجه جون إلى مفتاح الإضاءة وأطفأ أنوار الكرافان .. وسمع شاكر حفيف ثياب تخلع وأنفاس تتلاحق ... فارتعش وانكمش في مكانه وقد ولت جرأته.
التصق به جون وقال له في صراحة:
Ø لكي تستمر في العمل لا بد وأن تستجيب لي. لقد ألحقت تحت إمرتي بعد فشلك في عدة أقسام أخرى. وعدم رضائي عنك معناه الطرد. هيا .. هيا قرر الآن فوراً... !!!
وعندما لم يلق جون رداً .. امتدت يده تتحسس شاكر الذي تفصد منه العرق... وارتعدت "مفاصله" والجمه الخجل والخوف.
لم يطل الموقف المخزي كثيراً... إذ قام شاكر "بالمطلوب" واستراح اليه جون .. وكتب فيه التقارير الكاذبة التي حسنت من وضعه أمام إدارة الشركة .. وجعلته يشعر بالأمن في جزيرة فيلكة إلى حين.
لقد اشترى برجولته سكوت جون عن أخطائه في العمل ولم يكن ليتخيل أن يقوده الخوف من الطرد إلى هذا الفعل الشائن... وحاول أن ينسى ما حدث معتقداً أن جون سيتركه لحاله... ولكن خاب اعتقاده وتكرر الأمر في اليوم التالي أيضاً ... وازدادت مطالب الشاذ الأمريكي يوماً بعد يوم .. بل وحدثت كارثة جديدة وضعت شاكر في مفترق طرق وخيار صعب يكاد يقضي عليه.
جاءه جون بمهندس قبرصي يدعى "روبرت هوب" يشغل وظيفة كبيرة في الشركة .. وطلب منه أن "يتعامل" معه بحرية... ووجد شاكر نفسه مطالب بتلبية شذوذهما دون اعتراض.. بل أسفرت علاقته بالمهندس روبرت عن إحساسه بمهانة ما بعدها مهانة. إذ فوجئ به يريد "مبادلة المواقع" فتأفف شاكر ثائراً ورفض أن يقوم بدور الأنثى حتى ولو خسر عمره. فزجره روبرت وتهدده بالرفد من الشركة التي رفعت من راتبه كثيراً بتوصيات دائمة منه ومن جون. ولم تمر عدة أيام حتى استدعاه مدير شؤون العاملين وأخبره بنبأ الاستغناء عنه، وواجه شاكر المفاجأة بخوار واهن وحاول أن يشرح للمسؤولين بالشركة حقيقة الأمر .. لكن صمتهم أخافه .. وكانت اللامبالاة إجابة للتساؤلات التي بعقله...فكل الأمريكان بالشركة كانوا جون ... وروبرت. وبعد خمسة أشهر من العمل في الجزيرة حمل حقائبه ولكن إلى بيروت لا إلى القاهرة.

بنات لبنان

كانت بيروت في تلك الفترة تموج بالفن وبالانفتاح وبالحياة. إنها تختلف كلية عن سائر العواصم العربية بما فيها عواصم دول المغرب العربي المتحررة . فهي أكثر تحرراً وتحضراً. وصفعه إعلان غريب جداً في إحدى المجلات البيروتية لكازينو مشهور ... يعلن عن وجود "كبائن" خاصة للزبائن .. لقضاء أوقات "الراحة" بعيداً عن عيون المتطفلين. فترك حقائبه بحجرته ببنسيون "دعلون" بشارع بعلبك ... واستقل أول سيارة صادفته إلى الكازينو.
هناك وجد ضالته. فتيات شبه عاريات يتبخترن في دلال، قدودهن ممشوقة وضحكاتهن كأنها أغنيات تصدح في ليل لبنان.
اقتربت منه إحداهن فأغرقته بعطرها وجمالها في بحور من الأحلام والسحر ... وأغدقت عليه بدلالها فيضاً من الرغبات تفاعلت بأعماقه... وقد تشوقت رجولته لطعم أنثى ... وجسد أنثى... وصت أنثى ناعم كالنسيم... بعدما مقت رائحة البترول وجسدي جون وروبرت... وكره تأوهات الذكر ... وبعد تعارف سريع سحبته إلى إحدى الكبائن التي تعمل بنظام "التايمر".
غرق شاكر بين أحضان الحسان في بيروت مستهلكاً مدخراته التي وفرها في الكويت.. فالضياع الذي توج حياته كان مدعاة لأن يحس بالخواء وينزلق إلى حالك في اندفاع غير محسوب ... وثمالة تغشاه بلا روية .. وتصادف أن تعرف على فتاة اسمها "أوفيليا" قالت له أنها يوغسلافية وإن كانت أمها في حلب.
كانت أوفيليا ذات جمال يسبي العقول .. وأنوثة طاغية تربك عمليات الفكر .. وتسري بجسدها البض دماء حارة تزيد من لسعات الرغبة. صادقته الفتاة ودارت به نهاراً بين جبال لبنان .. وليلاً بمواخيرها حتى نفذت نقوده. فتركته إلى قبرص حيث تعمل في "لارنكا" بإحدى شركات التجارة الدولية. ومن هناك اتصلت تليفونياً به ... وأطلعته على صعوبة عثوره على عمل في قبرص وهو لازال ببيروت. فسافر إليها وأخذت تطوف معه أنحاء المدينة بحثاً عن عمل له وباءت محاولاتهما بالفشل. فقال له مازحة: "ليس لك إلا اللجوء لسفارة إسرائيل في نيقوسيا".
اندهش شاكر لعبارتها وفوجئ بها تخبره بأن سفارة إسرائيل بالفعل ستحل مشكلته... كما حدث مع آخرين أغلقت في وجوههم أبواب الرزق في قبرص. فرتبت لهم أعمالاً مختلفة تتفق وميولهم، تأكيداً لنوايا إسرائيل الحسنة تجاه العرب. وعندما قال لها في استغراب: - هل يعد هذا السلوك خيانة لمصر؟
ضحكت عميلة الموساد وقالت في دلال:
Ø أيها المغفل .. أنت خدمت في القوات الجوية في مصر. ولو أنك ذكرت ذلك للعاملين في سفارة إسرائيل فسيحملونك على أعناقهم... لأنهم يريدون أصدقاء لهم في مصر على دراية بأوضاع الجيش . ولكنك لا تصلح لأن تكون جاسوساً أيها "الأبله".
وضحك شاكر وقال لها:
Ø ولماذا لا أكون جاسوساً؟ إنني فشلت في كل حياتي ولم أفلح في أي عمل قط...
وفي بنسيون "جونايكا" تمدد شاكر على ظهره... وسلط عينيه إلى نقطة وهمية بسقف الغرقة وقال لنفسه:
Ø نعم .. أنا إنسان فاشل .. منذ صغري وتطاردني الخيبة تلو الخيبة... حظي العاثر أوقعني في شرك الشواذ الأمريكيين في الكويت .. وطردت من العمل لأنني رفضت أن أمثل دور المرأة مع روبرت القذر. كنت أرحب بكوني "الرجل" والآن ... الآن ياليتني وافقت على ألعب "الدورين" معاً طالما وافقت على الاشتراك في تلك المهزلة ... وها أنا أعيش على "إعانة" من أوفيليا بعدما أبيعها رجولتي كل ليلة.. إعانة؟ ياليتها تكفي مصروفي هنا .. إنها تمنحني بمقدار ما أنفقه لأعيش بالكاد. حتى رجولتي شح نبعها وجف معينها أمام هذا النزف المستمر.
وقفز شاكر من فراشه يضمر أمراً .. وسحب حقيبته من الدولاب وأفرغ بها ملابسه وغادر لارنكا إلى الشمال حتى نيقوسيا العاصمة.
من فوره قصد مبنى السفارة الإسرائيلية... وعلى الباب الرئيسي تقدم إلى موظف الاستعلامات وسأله عن ضابط المخابرات في السفارة.. دهش الموظف وطلب منه إبراز جواز سفره ليتأكد من جنسيته.. ورفع سماعة التليفون ولم تمض عدة دقائق إلا وكان بمكتب الضابط المسؤول الذي سأله عما يريد بالضبط. فقال له شاكر أنه مر في حياته بظروف صعبة ... وعانى كثيراً من جراء حظه السيء الذي صادفه في مصر والكويت... وأنه الآن لا يملك ثمن تذكرة العودة إلى مصر ويريد أن "يبيع" لإسرائيل معلومات عسكرية هامة قد تحتاجها وفي ذات الوقت إنه على استعداد للعمل معهم في المستقبل لإمدادهم بما يحتاجونه من معلومات عن مصر ... بالمقابل، بل وحدد شاكر نوعية المعلومات التي يستطيع إمدادهم بها بالتفصيل ... وهي معلومات تتعلق بالقوات الجوية التي خدم بين صفوفها لمدة طويلة.
أصيب الضابط بالدهشة وتركه يكتب بخط يده كل ما عنده من بيانات ومعلومات واستغرق شاكر في الكتابة ستة ساعات استطاع أن يكتب خلالها اثنتي عشرة صفحة فولسكاب تضمنت كل ما لديه. فطلب منه الضابط أن ينتظر بفندق واطسون حتى يستدعيه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.ok1313.yoo7.com
Tweety
Admin
Admin
Tweety


انثى
عدد الرسائل : 3271
العمر : 52
إحترام قوانين الموقع :
الجاسوسية وحكايات أخرى Left_bar_bleue100 / 100100 / 100الجاسوسية وحكايات أخرى Right_bar_bleue

Personalized field : الجاسوسية وحكايات أخرى 15781610
مزاجى : الجاسوسية وحكايات أخرى Qatary32
الوظيفة : الجاسوسية وحكايات أخرى Profes10
الهواية : الجاسوسية وحكايات أخرى Readin10
علم الدولة : الجاسوسية وحكايات أخرى Male_e10
النادى المفضل : الجاسوسية وحكايات أخرى 2mzy802
إلحـــــالة : الجاسوسية وحكايات أخرى 6ohlxs
الأوسمة الحــاصل عليــها : الجاسوسية وحكايات أخرى 29djrc8
السٌّمعَة : 7
نقاط : 3799
تاريخ التسجيل : 23/08/2008

بطاقة الشخصية
GAME OVER:
HERO 4 EVER:
HERO 4 EVERالجاسوسية وحكايات أخرى Empty
الجاسوسية وحكايات أخرى Empty

الجاسوسية وحكايات أخرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجاسوسية وحكايات أخرى   الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالسبت نوفمبر 14, 2009 4:52 pm

احتضان خائن

لازم شاكر حجرته بالفندق لمدة خمسة أيام ... اشتعلت بداخله أثناءها كل أنواع الظنون. وكان لبقائه بمفرده طوال هذه الأيام الخمسة سبب لا يعلمه بالطبع .. فالمخابرات الإسرائيلية لكي تدعم مدى صدق العميل الجديد .. تبحث في حياة العميل وشخصيته وتاريخ حياته.. ويترك العميل لفترة ما يقطع فيها الاتصال به... وتتم في هذه الفترة أعمال التحريات والمراقبة والتحليل للتأكد من صدق النوايا... وعندما استدعوه غمرته سعادة كبيرة .. وأسرع إلى السفارة الاسرائيلية فاستقبله ضابط آخر اسمه "هيدار" وهو الضابط المسؤول عن التجسس في "الجمهورية العربية المتحدة".
استعرض معه هيدار تفاصيل ما جاء بتقريره. ولعدة ساعات أخرى خضع شاكر لامتحان صعب من الضابط الإسرائيلي الذي تعامل معه بلطف شديد وقال له "مرحباً بك في سفارة بلد صديق" وعليك أن تعلم جيداً أن الفن العسكري والسياسي .. يستقي قوته من المعلومات التي يوفرها جهاز المخابرات الفعال في شتى الميادين في زمن الحرب أو السلم.
فالمعلومات المستقاة من قبل دوائر المخابرات هي أهم ما يعتمد عليه واضعو السياسة .. والقادة العسكريون في كل دولة. تلك الخطط التي تكفل وتؤمن المفاجأة وإرباك العدو في المجالين العسكري والسياسي .
ومن أهم نجاحات رجال المخابرات ... ورود المعلومات في الوقت المناسب .. وبالقدر الكافي قبل بداية الالتحام. وقياساً عليه ... فإسرائيل لا يمكن لها أن تخطط لأي عملية دفاعية مع العرب .. إلا إذا تجمعت لديها كل المعلومات المطلوبة عن الدول العربية عامة .. والدول المجاورة لها خاصة.
واضاف "هيدار" بأن القسم الخاص بالدول العربية في المخابرات الإسرائيلية... قد انتهج مناهج عديدة .. وطبق وسائل مختلفة لتحقيق انتصار دائم على العرب. وما حدث في يونيو 1967 هو نتاج المعلومات الغزيرة ... التي تجمعت وتسربت من البلاد العربية عن طريق عملاء إسرائيل المخلصين.
وأشد هيدار بدور هؤلاء العملاء موضحاً لشاكر صراحة أن إسرائيل دولة مزروعة في قلب الوطن العربي ... نتيجة لإرث قديم في أراضي فلسطين... وأن المخابرات الإسرائيلية لا تترك عملاءها نهباً للمخاوف وللمخاطر .. بل تضحي بالكثير من أجلهم وتعمل جاهدة على استردادهم بتشى السبل .. ولا تبخل عليهم بشيء طالما هم مخلصون لإسرائيل محبون لها.
وأكد ضابط المخابرات المحنك ... أن الكثيرون يعتقدون بطريق الخطأ أن إسرائيل إنما تهدف فقط إلى الحصول على معلومات عسكرية لها اتصال مباشر بالعمليات القتالية. ولكن المعركة العسكرية تعتمد على نواح كثيرة جداً لا تقل أهمية عن القوات. بل لها الأثر الفعال على كفاءتها مثل قدرة الدولة على الصناعة... وتوافر الطاقة الانتاجية، والحالة الاقتصادية العامة للدولة، والحالة التموينية والاحتياطي العام والمخزون السلعي.. ومدى تماسك الجبهة الداخلية وصمودها .. وقدرة الدولة ومدى استعدادها لظروف الحرب.
كانت الظروف النفسية السيئة مضافاً إليها الحاجة الماسة إلى المال سبباً مهماً في جلوس شاكر فاخوري أمام ضابط الاستخبارات الإسرائيلي .. فقد جلس أمامه لأوقات طويلة وعلى مدار أيام عدة كتلميذ ينتبه لإرشادت أستاذه ... وبرأسه تدور عشرات الأسئلة حول معاناته... والمشكلات التي يمر بها ...
ووسوس له الشيطان أن إسرائيل تعرف كل شيء عن مصر .. وأن المعلومات التي قدمها لن تقدم أو تؤخر ... إنها مجرد معلومات عامة هامشية لا تحمل ضرراً ما لأمن وطنه.. أو تدينه أمام الجهات الأمنية إذا ما انكشف أمره.
وظلت تلك الأوهام تسيطر عليه حتى استحالت إلى حقيقة... يؤكدها ما كان يلقيه عليه هيدار بثقة ... واطمئنان.
لقد كانت جل أمانيه أن يخرج من بوتقة الفقر .. ويعيش بمصر آمناً معيشياً لا يسأل أحد أو يمر بضائقة مالية ترهق باله.
وأمام رغبته الملحة في الإثراء السريع المريح ... ونقص الدافع الوطني .. إضافة إلى الإغراءات الخيالية التي صبت في أذنية صباً... وتملكت منه ... وافق على أن يكون صديقاً للعدو .. أميناً في إمداده بكل ما يطلب منه من معلومات أو مهام. هكذا دخل شاكر برجليه وكر الجاسوسية راضياٌ قانعاً... غير عابئ بالعواقب أو نهاية الطريق المظلم الحالك .. ووجدها رجال الموساد فرصة لا تعوض جاءتهم بلا تعب... فاستغلوها وأجادوا تلقينه فنون اللعبة الخطرة ... وكانوا قانعين بأن من رضي باللعب مع الثعابين فحتماً – سيلدغ شر لدغة.
استوعب العميل الجديد مهامه التجسسية جيداً.. وامتلأت جيوبه الحاوية بأموال الموساد القذرة. وحمل حقائبه إلى القاهرة لمدة شهر .. وعاد ثانية إلى قبرص وأبلغ الضابط المسؤول بالسفارة الاسرائيلية بنتائج رحلته السريعة.
إخلاص جاسوس

كتب شاكر في تقريره أنه لم يضيع وقتاً في القاهرة. بل شرع في الحال في ممارسة عمله بصدق ... وكون صداقات عديدة مع رجال ونساء من فئات مختلفة من رواد الملاهي والبارات. وأهم صداقاته كانت مع ضابط مصري يدعى (م. ش. أ) تعرف عليه بأحد الفنادق. وأغدق عليه بكثير من الهدايا دون سؤاله عن أي شيء حتى لا يثير مخاوفه.
وكان التقرير الذي سلمه شاكر لضابط الموساد متخماً بالمعلومات التي أذهلت الضابط ... فأرسله بدوره إلى تل أبيب ... وجاءت الأوامر العاجلة بضرورة سفر شاكر لإسرائيل.
وتأكيداً لإخلاصه للموساد وافق شاكر بدون مناقشة، وتسلم جواز سفر إسرائيلي باسم (موشي إبراهام) ... وطار بطائرة العال الإسرائيلية إلى مطار (اللد)... ليجد الضابط هيدار بانتظاره... وكانت إقامته بتل أبيب في إحدى الشقق المعدة لأمثاله من الخونة .. وهي في العادة مجهزة بأحدث ميكروفونات التنصت والكاميرات الدقيقة.
وكعادة المخابرات الإسرائيلية لكي يضمنوا السيطرة على الجواسيس ... صوروه عارياً مع مديرة المنزل .. وهي فتاة في الثانية والعشرين خمرية اللون قالت له إن جذورها عربية. وأقامت معه الفتاة إقامة كاملة لخدمته ولراحته.
وفي مبنى المخابرات الإسرائيلية، اجتمع به عدة ضباط وخبراء ناقشوا معه التقرير المفصل الذي سلمه في قبرص، وكان بينهم الضابط هيدار ... وضابط آخر اسمه أبو يوسف ... وآخر مسؤول عن التجسس في لبنان، وبعد مناقشات طويلة، قال له كبير الخبراء:
Ø لقد سعيت إلينا بنفسك في قبرص، والآن .. نريد أن نتأكد من إخلاصك للموساد .. وأنك لست ضابط مخابرات مصري مدسوس علينا ... وهذا ليس ببعيد على المخابرات المصرية التي زرعت خبراء لها في جهازنا مرات عديدة.
صراخ شاكر محتجاً، وأكد لهم أنه لا يعرف أين يقع مبنى المخابرات المصرية، وأنه بالفعل ذهب بنفسه إلى سفارتهم في قبرص... رغبة منه في إثبات أهميته ووجوده بعدما أحاطه الفشل من كل جانب... وأيضاً ليحصل على أموال كثيرة تعينه على مجابهة أهله ومعارفه في مصر.
قال هيدار:
Ø أنت هنا في تل أبيب لتثبت لنا ذلك، ولكي نعمل معاً بأمان، فسنفحصك بواسطة "جهاز كشف الكذب".
ولم يحتج شاكر هذه المرة... بل أبدى رغبة جادة في تأكيد "إخلاصه" لهم بكل الطرق التي يرونها.
وأخضع بالفعل للفحص بواسطة الجهاز الأمريكي.. الذي أكد صدق خيانته لوطنه وانتمائه للموساد قلباً وعقلاً.
عند ذلك... ابتدأ تدريبه على أيدي أمهر ضباط المخابرات... الذين صنعوا منه جاسوساً خبيراً بفنون التصوير، وتشفير الرسائل، والكتابة بالحبر السري، ومسح الأراضي "الطوبوغرافيا" وكيفية التعرف على الأسلحة الحربية برية وبحرية وجوية، وتحديد قدرة تسلحها وطاقتها ومداها المجدي، وأعطى عنواناً في روما ليبعث برسائله المشفرة.
ومن المعروف أن المخابرات الإسرائيلية تخصص لكل جاسوس يعمل لحسابها شفرة خاصة به .. باستخدام "رواية" عربية معروفة أو أجنبية متداولة... تكون أساساً للإشارات الرمزية المتبادلة بينه وبين المخابرات الإسرائيلية .. ويجري تبديل هذه الرموز بين آن وآخر.
أيضاً تحدد المخابرات الإسرائيلية نوعية الحبر السري لكل جاسوس، فلكل حبر سري ميزات خاصة تؤكد أن مسكر الرسالة هو العميل نفسه المسلم إليه الحبر.
خريج الموساد في القاهرة

بعدما حصل شاكر فاخوري على دورات في التجسس، عاد ثانية إلى نيقوسيا ثم إلى القاهرة. وبدأ في الحال جمع معلومات وافية عن الجيش المصري والقوات الجوية بالذات .. وكذلك عن النشاط السوفييتي في مصر والخبراء العسكريين السوفييت، والأحوال عامة بعد غارات إسرائيل المستمرة على ضواحي القاهرة، وكان يستقي معلوماته من أفواه العامة من الناس ... على المقاهي وفي المواصلات العامة والنوادي الليلية في شارع الهرم .. حيث ترتادها كافة المستويات.
أما المعلومات العسكرية وأخبار الاستعدادات الحربية، ونشاط الخبراء السوفييت فكان يحصل عليها من العسكريين الذين يمتون إليه بصفة القرابة أو الجيرة. وأيضاً من خلال الضابط (م. ش. أ) الذي حمل إليه بعض الهدايا من قبرص على سبيل الذكرى.
لقد ركز شاكر كثيراً على هذا الضابط الذي استجاب له بسرعة .. وتبسط معه في الحديث وسرد الأخبار مما استتبع ملازمته لفترة طويلة طوال وجوده بالقاهرة، وعمل على منحه الدعوات المجانية للحفلات.. وبعض الهدايا الذهبية الثمينة في المناسبات المختلفة، والتي لا تتناسب وحجم علاقتهما.
كل ذلك أدى إلى تخوف الضابط المصري من سلوك الشاب، فبادر على الفور بإبلاغ جهاز المخابرات بشكوكه... ونقل إلى المسؤولين بالجهاز كل ما دار بينه وبين الشاب من أحاديث وما تسلمه منه من هدايا مختلفة.
تم عمل الترتيبات الأمنية اللازمة .. وكان هناك حرص زائد على ضبطه ومعه أدلة إدانته .. وطلبوا من الضابط أن يتظاهر بصداقته، وألا يجعله يشك في نواياه.. وأن يطلعهم أولاً بأول على مجريات الأمور.
وبعدما اعتقد شاكر أنه اشترى الضابط المصري بهداياه .. انتهز فرصة مروره بضائقة مالية "مفتعلة"، وعرض عليه إمداده ببعض المال.
وحسب الخطة وافق على طلب شاكر بجلب بعض الوثائق العسكرية... بحجة الاطلاع على استعدادات الجيش للحرب، ولبس الخائن ثياب الوطني المخلص الذي يحلم بيوم الثأر من إسرائيل، وبأن رؤية هذه الوثائق وشروحه عليها تسعده كثيراً... وتشعره بمدى قوة الجيش المصري، خاصة والطيران الاسرائيلي، قد بدأ يتساقط كالعصافير بعد اكتمال حائط الصواريخ، ولم تعد لديه الشجاعة على اختراق المجال الجوي المصري. وأمده الضابط بمعرفة جهاز المخابرات ببعض الوثائق، ولما تضخمت لدى شاكر الوثائق المعدة سلفاً حملها سريعاً إلى نيقوسيا، وامتلأت جيوبه عن آخرها بأموال الموساد، فعاد بها إلى القاهرة يحمل رغبة الموساد في تجنيد الضابط المصري، وكل مهمته منحصرة في إقناعه بالسفر إلى قبرص لعلاج ابنته، وهناك... سيتولى رجال الموساد اصطياده بالسيطرة عليه بتصويره عارياً مع عميلة إسرائيلية، وبمنحه آلاف الجنيهات.
عندما عرض شاكر على الضابط فكرة السفر إلى قبرص... تظاهر بالموافقة، وأخذ يماطله وفقاً لطلب المخابرات متحججاً بدراسة الطلب في قيادة الجيش، حيث كانت طلبات السفر خارج مصر تخضع لظروف عدة بالنسبة للضباط.
ولما طالت مدة الانتظار، أراد شاكر أن يذهب بالضابط إلى قبرص مجنداً... وترتفع بذلك مكانته في جهاز الموساد... وبالتالي يتعاظم رصيده المالي... فمنح الضابط مبلغاً كبيراً لقاء بعض الخرائط العسكرية، موضحاً عليها مواقع صواريخ "سام 6"، وكذلك المواقع التبادلية، وخرائط أخرى تبين محطات الرادار الهيكلية والصواريخ، وأيضاً خطط السوفييت لحماية المواقع الحيوية، وخطط اصطياد الطيران الاسرائيلي المتسلل إلى العمق المصري.
بل إن الخائن الذي اعتقد بالفعل أنه اشترى الضابط... طلب منه تصوير مواقع عسكرية، وإمداده بوثائق عن الخطط الدفاعية والهجومية العسكرية والأسلحة الحديثة، واستأجر الجاسوس الخائن شقة جديدة من أموال الموساد، خصصها للقاءاته مع الضابط و "تخزين" المستندات والخرائط بها.
وبعد عدة سفرات إلى قبرص بالمعلومات التي سربتها المخابرات المصرية إليه لينقلها إلى الموساد .. يعود شاكر بالأموال الطائلة، ينفق منها على ملذاته، ويشتري الهدايا للضابط ولأسرته.
وذات مساء عاد مخموراً من سهرة فسق، وعندما امتدت يده بالمفتاح إلى كالون الشقة، فوجئ بالباب ينفتح فجأة .. ويقف بالداخل عدة أشخاص كانوا بانتظاره ويترقبون مجيئه...
جذبه أحدهم إلى الداخل، وعلى المكتب رأى الأوراق التي جمعها.. خرائط .. ووثائق... وتقارير كتبها بخط يده، وصور لبعض المواقع العسكرية، وعدة أفلام خام لم يجر تحميضها..
وبينما كانت الأيدي تمسك به، ويتجه الركب إلى حيث ينتظره مصيره الذي خطه بنفسه .. أحس باندفاع بوله الدافئ بين ساقيه... وقال لمرافقيه:
Ø إلى أين ستأخذونني؟
فقال أحدهم:
Ø لتدفع ثمن خيانتك .. هذه الأرض التي تبولت عليها الآن رعباً .. منحتك الأمن والأمان فبعتها... بعتها لأقذر كلاب الأرض نجاسة وخسة .. فتعال إلى مصيرك المحتوم حيث لن ينقذك أحد من حبل المشنقة... !!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.ok1313.yoo7.com
Tweety
Admin
Admin
Tweety


انثى
عدد الرسائل : 3271
العمر : 52
إحترام قوانين الموقع :
الجاسوسية وحكايات أخرى Left_bar_bleue100 / 100100 / 100الجاسوسية وحكايات أخرى Right_bar_bleue

Personalized field : الجاسوسية وحكايات أخرى 15781610
مزاجى : الجاسوسية وحكايات أخرى Qatary32
الوظيفة : الجاسوسية وحكايات أخرى Profes10
الهواية : الجاسوسية وحكايات أخرى Readin10
علم الدولة : الجاسوسية وحكايات أخرى Male_e10
النادى المفضل : الجاسوسية وحكايات أخرى 2mzy802
إلحـــــالة : الجاسوسية وحكايات أخرى 6ohlxs
الأوسمة الحــاصل عليــها : الجاسوسية وحكايات أخرى 29djrc8
السٌّمعَة : 7
نقاط : 3799
تاريخ التسجيل : 23/08/2008

بطاقة الشخصية
GAME OVER:
HERO 4 EVER:
HERO 4 EVERالجاسوسية وحكايات أخرى Empty
الجاسوسية وحكايات أخرى Empty

الجاسوسية وحكايات أخرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجاسوسية وحكايات أخرى   الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالسبت نوفمبر 14, 2009 5:03 pm

يعقوب جاسم ... ـ عاشق فروندزة

كان يصطاف على شواطئ بحر قزوين في إيران، فاصطادته الموساد وأغرقته عاهراتها في بحور الجنس والمتعة، ورجع الى العراق جاسوساً خائناً، برفقته زوجة إيرانية مدربة، اتبعت حيلاً عجيبة للإيقاع بالضباط العراقيين، لكشف أسرار المخزن رقم (3) في بغداد، وأسرار الغواصات السوفييتية في منطقة أم قصر.
إنها أجرأ عميلة استخدمت سم السيانيد لقتل ضحاياها... !!
حصر كل شخص اسمه يعقوب

في يناير 1966 وفي إحدى نقاط العبور على الحدود العراقية الإيرانية، لاحظ ضابط عراقي بعيني خبير مدقق، أن حالة من الارتباك تعتري أحد العابرين، فتقدم منه وسأله عن وثيقة سفره، فازداد ارتباكه، مما شجع الضابط على ضرورة تفتيشه مرة ثانية بدقة. وكانت المفاجأة التي لم تخطر بباله أبداً، إذ اكتشف جيوباً سحرية في قاع حقيبته، مليئة بخرائط لمواقع عسكرية عراقية، وتقارير سرية هامة تمس الجيش والاقتصاد.
انهار الجاسوس في الحال، وأخذ يصيح بالفارسية بما معناه أنه مجرد "ناقل" للحقيبة ولا يدري بما بها.
وفي مكتب المخابرات العراقية في بغداد، أنكر معرفته بالشخص الذي سلمه الحقيبة، وقال إنه اعتاد مقابلته بمقهى بشارع هارون الرشيد فيتسلم الحقيبة منه وينصرف كل الى حاله، دون أن يعرف من هو، أو ماذا بالحقيبة؟!
لم يصدقه ضباط المخابرات بالطبع في بادئ الأمر، وأمام إصراره وتأكيده على أقواله، أدخلوه غرفة خاصة في بدروم المبنى، حيث جرى تعذيبه بقسوة ليعترف فأقر بأنه يعمل لصالح المخابرات الإسرائيلية، وتنحصر وظيفته في الذهاب لمقابلة جواسيسها في العراق لاستلام الوثائق والعبور بها الى إيران. وتكرر هذا الأمر في بغداد تسع مرات الى أن قبض عليه.
وفي محاولة أخرى لانتزاع أية معلومات "من فجر عبد الله"، حبس في زنزانة انفرادية لعدة أيام بلا طعام أو شراب، وأوهموه بأن حكماً قضائياً سيصدر ضده خلال أيام، وسيعدم لا محالة عملاً بقانون العقوبات العراقي، الذي يعامله معاملة الجاسوس، فاعترف فجر بأنه لا يعرف سوى الاسم الأول فقط للعميل الذي سلمه الحقيبة وهو "يعقوب"، وتذكر اسمه لأنه بينما كانا معاً ذات مرة في مقهى بشارع هارون الرشيد، أقبل أحد الأشخاص وصافحه منادياً عليه باسمه "يعقوب".
أخرج فجر من زنزانته الضيقة الى أخرى انفرادية أكثر اتساعاً، وعرضوا عليه أن يساعدهم في التعرف على "يعقوب" هذا مقابل أن يصنفوه كشاهد فقط، فوافق فجر على هذا العرض السخي.
ومنذ أن أدلى باسم يعقوب، وكان هناك سباق محموم للتوصل الى جاسوس إسرائيل عن طريق السجلات المدنية، التي تم مسحها بالكامل في كل العراق لحصر الاسم، والحصول على صور لكل "يعقوب" عراقي لعرضها على العميل الإسرائيلي.
آلاف الصور عرضت عليه مرة واثنين، على مدار عدة أيام، عومل خلالها معاملة حسنة، فأطعم أطايب الأطعمة وألذها، ونام نوماً مريحاً على فراش وثير.
وفي اليوم السابع للبحث في الصور، تعرف فجر على صورة يعقوب يوسف جاسم – 34 عاماً – الموظف بإحدى محطات الكهرباء ببغداد، فعرضوا عليه الصورة مرة أخرى بعد خلطها بصور قريبة الشبه، لكنه تعرف على الصورة نفسها، وفي الحال قامت قوة من رجال المخابرات بمهاجمة منزله وتفتيشه، فعثروا على وثيقة سفره التي تبين أنه سافر الى إيران عشرات المرات.
وعندما أخبرهم بأنه متزوج من إيرانية، لم يلتفتوا اليه، بل استمروا في التفتيش الى أن ضبطوا عدة وثائق عسكرية سرية محشورة في "رجل" السرير النحاس، مربوطة بخيط رفيع يتدلى من أعلى "الرجل" الأسطوانية، التي نسي أن يضع عليها غطاءها كالأرجل الثلاثة الأخرى، فألقوا القبض عليه وعلى زوجته الإيرانية "فروزندة وثوقي".
واستمرت عملية التفتيش بدقة متناهية، بمعرفة خبراء المخابرات الفنيين، الذين اكتشفوا مخبأً سرياً في غلاف مجلد كبير عن الشاعر "معروف الرصافي" يحوي رسائل باللغة الفارسية، عبارة عن أوامر من ضابط الارتباط الإسرائيلي في ميناء عبادن الإيراني، يطلب منه موافاته بتقارير وأخبار عن الأسلحة السوفييتية الجديدة التي تصل الى العراق، وكذلك عن الغواصات السوفييتية الكامنة في قاع منطقة "أم قصر" المتاخمة لحدود الكويت، وحظائر طائرات توبولوف – 22 الحربية المهاجمة، وعددها، والمطارات الحربية المتواجدة بها، ومعلومات تفصيلية عن الطائرة ميج 21 ومطاراتها وعدد طياريها، والخبراء السوفييت في العراق.
صراع السيطرة

وفي مبنى المكتب الثاني – المخابرات- أخضع يعقوب لاستجواب مطول، فأنكر في البداية اشتراك زوجته معه في أعماله التجسسية التي اعترف بها وبعمالته للموساد، إلا أن استجواب فروزندة على انفراد أسفر عن اعتراف صريح بدورها في شبكة زوجها، بل وأدلت بأسماء بعض أعضاء الشبكة من العراقيين قبلما يعترف بهم يعقوب.
وكان لسقوط شبكة يعقوب أثر بالغ على المخابرات الإسرائيلية، إذ خسرت بسقوطها العديد من أمهر جواسيسها في العراق.
كانت لطمة عنيفة للموساد التي لم تتصور أن بالعراق رجال مخابرات أكفاء، لديهم المقدرة على مطاردة الخونة بمثل هذه البراعة، وفضح ممارسات إسرائيل والتواطؤ الإيراني معها من أجل زعزعة الأمن في العراق، بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا التواطؤ توجهه الولايات المتحدة الأمريكية وتباركه، للحفاظ على مصالحها في الخليج، للحد من التغلغل السوفييتي في المنطقة، خاصة بعد زيارة شاه إيران موسكو في يوليو 1965، التي أزعجت الإدارة الأمريكية وأربكتها.
لقد كان التوسع في المؤسسة العسكرية في المنطقة سبباً آخر، يضاف الى الخوف الأمريكي والإسرائيلي معاً، فالتوسع في المؤسسة العسكرية يعني تحديث الجيوش، إدارة، وتسليحاً، وتدريباً، يترتب عليه توسع في الطبقة العسكرية، نظراً لغياب المؤسسات السياسية المدنية، فحتماً ستتحول الطبقة العسكرية الى فئة ضاغطة سياسياً، وذات ثقل في اتخاذ القرارات.
هكذا كانت النوايا الأمريكية تتجه بزاوية حادة لإجهاض النمو العسكري في المنطقة لعدم التداخل مع مصالحها، والعمل على تأسيس مؤسسات نيابية، وحكم مدني نزيه، يفتح الباب على مصراعيه كي تجد الكفايات المدنية مكانها في السلطة، وفي جهاز القرارات العليا، وإلا فستلقى المنطقة – مع هذا النمو العسكري الحديث – سلسلة من المغامرات والاختبارات المرة، خاصة إذا لم تكن هناك وقاية من عمليات التلقيح السياسي، وزرع روح الاحتراف العسكري وشرفية المهمة العسكرية.
ومنذ الانقلاب العسكري الذي أطاح بالملكية في العراق في 14 يوليو 1958، والعسكريون يعتلون مقاعد الرئاسة، حيث توالت الانقلابات العسكرية، وظهرت على الساحة وجوه عسكرية لم تلتزم بخط سياسي عام، أو إستراتيجية مفهومة، مما أقلق الولايات المتحدة الأمريكية التي تحتفظ بوجود عسكري في الخليج العربي منذ عام 1949، حماية لمصالحها في البحرين والكويت والسعودية، واعتبار الخليج العربي قاعدة شمالية لأسطولها في المحيط الهندي.
وواكب تضاؤل حجم الوجود العسكري البريطاني في المنطقة، تزايد عسكري بحري سوفييتي في المحيط الهندي، مما يستلزم على الولايات المتحدة أن تحافظ على الوجود العسكري الغربي في المنطقة، ذلك أن نصف النفط المستهلك في غرب أوروبا مصدره الخليج العربي. وتعتمد القوات الأمريكية في جنوب شرق آسيا، وقوات حلف الأطلسي على بترول الخليج.
من هنا، فالسيطرة الأمريكية على الخليج العربي أمر حتمي لتنامي مصالحها به، خوفاً من وقوعه تحت سيطرة قوى أخرى مناوئة للغرب، قد تهز ميزان المدفوعات الأوروبي الغربي هزة كبيرة.
ومن جهة أخرى، يسعى الاتحاد السوفييتي الى السيطرة على منابع الطاقة، ومنتجاتها الرئيسية بالنسبة لأوروبا الشرقية خشية استقلالها اقتصادياً عن الكرملين، وكانت الإمدادات البترولية هي البعد الرئيسي من أبعاد الهيمنة السوفييتية على دول "الكوميكون" أي السوق الاقتصادية لأوروبا الشيوعية .. فحصول السوفييت إذن على دور مؤثر في منطقة الخليج العربي، يعني سيطرتهم على أسواق البترول في أوروبا الشرقية، وبالتالي ضمان ولاء هذه الدول لها.
أدى الصراع بين الدولتين العملاقتين في المنطقة، الى التنافس الشديد في التواجد الفعلي على أرض الواقع، عسكرياً أو سياسياً، فأغرق السوفييت العراق بالسلاح المتقدم، وملأ الخبراء الروس مدن العراق وشوارعها في تظاهرة شبه استعراضية، بل وتواجدت الغواصات السوفييتية بشكل دائم في المنطقة، وأصبحت إحدى معالم ميناء أم قصر العراقي الملاصق للكويت، حيث نالت البحرية السوفييتية حقوق استخدام التسهيلات المتوافرة هناك.
هذا الصراع المحموم على المصالح، تسبب في جعل منطقة الخليج كقنبلة موقوتة، تهدد بالانفجار، نظراً لوجود نزاع بين إيران والعراق على ترسيم الحدود بينهما في شط العرب، مما دفع إيران الى تأليب الأكراد على بغداد، فلجأ حكام العراق الى التقارب مع الأحزاب المعارضة في إيران، ومع الدول العربية المطلة على الخليج، وتشكيل لوبي عربي ضد إيران.
هناك أيضاً نزاع حول تسمية الخليج، فإيران تسميه "الخليج الفارسي" والعرب تطلق عليه "الخليج العربي".
لذلك ... نجد أن إسرائيل منذ زرعت في المنطقة العربية، سعت لمراقبة النمو المضطرد للجيش العراقي، الذي يسلحه السوفييت بأحدث ما في ترساناتهم العسكرية، وفتحت إيران أبوابها على مصراعيها لضباط الموساد، بل وسمحت لهم بالعمل بحرية ضد العراق انطلاقاً من أراضيها.
لقد كانت أيضاً، كإسرائيل، تخشى من التسليح العراقي، وحكم بغداد العسكري الذي قد يتعملق ويفرد ذراعيه باتجاه البلدين "إيران وإسرائيل". لذلك فقد كانت العمليات الجاسوسية الإسرائيلية في العراق، خير دليل على مدى الخوف من تنامي القوة، ويقظة روح الجهاد لدى جيش العراق وحكامه.

رحلة إلى كوكب آخر

فمنذ ترعرع يعقوب يوسف جاسم، تراوده أحلام العظمة، وهو يعد أقرانه دائماً بأنه سيصبح ذا شأن عظيم في يوم من الأيام.
لكنه تعثر في الدراسة وحصل على الشهادة الإعدادية بشق الأنفس، وبرغم ذلك لم تفارقه أحلامه وهواجسه التي سيطرت على حيز كبير من عقله ومسامراته.
وبعد ما استقر به المقام في عمله بمحطة كهرباء بغداد، استشعر تفاهته، وغامت حوله الرؤى، فالواقع الذي يعيشه لا ينبئ أبداً بضربة حظ قد تقتلع عذاباته، أو تصعد به إلى سفوح الوجاهة والعظمة.
لذلك استكان يائساً مستسلماً، نافراً من واقعه ومن أحلامه، مودعاً وإلى الأبد مجداً بناه في الخيال.
وذات يوم من أيام سبتمبر 1963، حزم حقيبته وعبر الحدود إلى إيران لقضاء أسبوعين على شاطئ بحر قزوين، فهي منطقة تتميز بمناظرها الطبيعية الخلابة، التي تمتد من جبال "البورز" إلى البحر، وتسقط أمطارها صيفاً لتجعل الطقس ندياً رائعاً، حيث شواطئ "أستارا" و "رامر" وموانئ "بندر بهلوي" و "بابلر" و "نوشهر"، فتبدو الأجازة بهذه المنطقة كأنها رحلة إلى كوكب آخر، يتسق فيه لون الماء وخضرةالزروع على درجاتها، فتشكل قطعة فسيفساء جمعت أبهى مظاهر الجمال والرونق.
وحينما وصل يعقوب إلى شاطئ رامر، أذهله جمال الفاتنات يرتدين البكيني، ويمرحن على الشاطئ في دلال... فقبع صامتاً يتأمل ويغرز سهام رغباته في أجسادهن، فتعتريه نوبات من أحلامه السابقة، لكنه سرعان ما يطردها شر طردة.
تحت إحدى المظلات استغرقه تفكير عميق، نأى به عن بانوراما الحسن التي أمامه، حتى أفاق على من يقول له:
Ø "درود برشما، آيا شما إيراني هستيد" – (السلام عليكم، هل أنت إيراني؟)
ارتبك يعقوب أكثر عندما بادره الرجل ثانية:
Ø "أياشما زبان فارسي ميدانيد؟" – (هل تعرف اللغة الفارسية؟)
أجاب يعقوب مرتبكاً:
Ø نه ... . من عراقي هستم – (لا ... أنا عراقي . أجهل الفارسية)
انفرجت أسارير الرجل في دهشة وأردف:
Ø هلا بك في إيران.
كانت لهجته الشامية بشوشة مرحة، وعرفه بنفسه قائلاً إنه لبناني واسمه "مازن" يقيم في طهران ويعمل بالاستيراد والتصدير، وبعد برهة أقبلت سكرتيرته الإيرانية "زالة" ترتدي المايوه الأورانج، فغاص يعقوب في ارتباكه وهي تصافحه مرحبة، ودعاه مازن إلى العشاء معه بفيلته المطلة على الشاطئ من عل، تحاصرها لوحة فنية من الزهور والأشجار، وتنم رقيقة في حضن الجبل، الذي يبدو في الليل كشلال متدفق من الأضواء الملونة.
كانت الأمور تسير في يسر حيث استقبله مازن بشوش الوجه ومعه آخر يدعى "رماء"، وأقبلت زالة كعروس من السماء، بصحبتها إيرانية أخرى تدعى "كوكوش" والاثنتان تتحدثان العربية بطلاقة.
وبعد العشاء دارت الكؤوس وثقلت الرؤوس، وألمح إليه مازن أن كوكوش وقعت في هواه، وبدا هذا واضحاً من نظراتها واهتمامها الزائد به، وحينما هم يعقوب بالانصراف إلى الفندق، أصر مازن على أن يبيت معه، وكانت نظرات كوكوش المثيرة ترجوه أن يبقى، وجلست إلى جواره تلاطفه فأذهبت بقية ما لديه من وعي، ثم صحبته إلى حجرة علوية، وأغلقت بابها من الداخل، وشرعت في خلع ملابسها قطعة قطعة.
أسقط في يد الأعزب الحالم الثمل، وبينما كان ينزف رجولته، كانت هناك كاميرات تصور وأجهزة تسجل الأحاديث السياسية، وتنقل كل شيء إلى حجرة مازن ورماء ضابطي الموساد.
تكررت السهرات وحفلات الجنس فأيقظت هواجس يعقوب من جديد، عندما عرضت عليه عميلة الموساد الانضمام إلى أسرة العاملين بشركة مازن، سألها كيف؟ أجابته بأن الشركة تبحث إقامة فرع آخر ببغداد، ولكي يتحقق ذلك، لا بد من معلومات وافية عن الاقتصاد العراقي وحركة التجارة. وبيده كتب عدة صفحات تتضمن معلومات كثيرة تشمل نواحي اقتصادية تافهة من خلال قراءاته في الصحف، وفوجئ بقبوله للعمل كمدير لفرع بغداد.
لم يصدق يعقوب نفسه، فها هي أحلامه تتحقق أخيراً، وتضحك له الدنيا من جديد، وبدلاً من الجلوس على الشاطئ للاستجمام، جلس كتلميذ مؤدب أمام معلم مازن يشرب فنون الجاسوسية ودروسها الأولى. واستفسر يعقوب باندهاش عن علاقة الجيش والعسكرية، بشركة تعمل في مجال الاستيراد والتصدير، فأجابه مازن بأن الأسرار العسكرية في العراق مهمة جداً له. فهو لن يجازف بإقامة فرع بغداد طالما كانت هناك "نوايا" معينة لدى حكام العراق.
لم يقتنع يعقوب بالطبع، لكنه اضطر إلى الإذعان أملاً في رفع شأنه كما كان يحلم منذ صغره.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.ok1313.yoo7.com
Tweety
Admin
Admin
Tweety


انثى
عدد الرسائل : 3271
العمر : 52
إحترام قوانين الموقع :
الجاسوسية وحكايات أخرى Left_bar_bleue100 / 100100 / 100الجاسوسية وحكايات أخرى Right_bar_bleue

Personalized field : الجاسوسية وحكايات أخرى 15781610
مزاجى : الجاسوسية وحكايات أخرى Qatary32
الوظيفة : الجاسوسية وحكايات أخرى Profes10
الهواية : الجاسوسية وحكايات أخرى Readin10
علم الدولة : الجاسوسية وحكايات أخرى Male_e10
النادى المفضل : الجاسوسية وحكايات أخرى 2mzy802
إلحـــــالة : الجاسوسية وحكايات أخرى 6ohlxs
الأوسمة الحــاصل عليــها : الجاسوسية وحكايات أخرى 29djrc8
السٌّمعَة : 7
نقاط : 3799
تاريخ التسجيل : 23/08/2008

بطاقة الشخصية
GAME OVER:
HERO 4 EVER:
HERO 4 EVERالجاسوسية وحكايات أخرى Empty
الجاسوسية وحكايات أخرى Empty

الجاسوسية وحكايات أخرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجاسوسية وحكايات أخرى   الجاسوسية وحكايات أخرى Icon_minitimeالسبت نوفمبر 14, 2009 5:04 pm

المخزن رقم (3)

انتهت مهمة كوكوش عند هذا الحد، ورحلت إلى طهران بعد انقضاء المرحلة الأساسية، أما يعقوب، فقد عاد إلى بغداد كشخص جديد، متقمصاً دوره كرجل أعمال مهم، بجيبه 1200 دينار عراقي مرتب ثلاثة أشهر مقدماً، وكان وفياً جداً لأستاذه ورئيسه مازن. إذ لم يفصح لمخلوق عن مهمته، أو عما حدث له على شواطئ بحر قزوين، وانخرط في جمع المعلومات عن أحوال السوق العراقية، واتجاهات النمو الاقتصادي في شتى المجالات.
وبعد خمسة أشهر سافر ثانية إلى طهران، يحمل هذه المرة تقارير اقتصادية متنوعة، ويحدوه الأمل في أن يصبح ذات يوم من أشهر رجال التجارة ببغداد حتى إذا ما قابله مازن، عرفه بإيراني اسمه "عبد نابلون"، اصطحبه إلى فندق كبير بشارع "ورزش" شمالي "بارك شهر" في طهران، وشرع في استجلاء ما لديه من أخبار وتقارير.
كان يعقوب يفيض حماساً وهو يشرح لنابلون تفصيلياً عن العراق وانفتاحاته التجارية، مستمداً معظم تقاريره من أبحاث هامة نشرتها الصحف لكبار العقول الاقتصادية وخبراء التجارة.
لكن عندما عرج نابلون إلى الحديث في السياسة والشؤون العسكرية والتسليح، أظهر يعقوب جهله وعدم اهتمامه، حتى إذا ما أحس نابلون بأن الوقت مناسباً تماماً لمهمته، فاجأ يعقوب بالحقيقة. حقيقة أنه يعمل لصالح الموساد، ولا بد له من استثمار كل معلومة ولو كانت تافهة، ما دام سيحصل على ثمنها.
صعق يعقوب وتلجم لسانه... بل إنه عجز عن السيطرة على نفسه وقد اندفع بوله ساخناً بين ساقيه. إذ استغل نابلون أتسرع طرق السيطرة بواسطة الصدمة الفجائية، الصدمة التي تذهب بالعقل وبالشعور، ويصبح الإنسان لحظتئذ عاجزاً تماماً عن التفكير .. أو النهوض ... أو المقاومة...
هكذا سقط يعقوب في براثن الموساد لا حول له ولا قوة... حاول أن يفك قيود العنكبوت التي كبلته، لكن نابلون كان واثقاً من نفسه... ومن قدراته... ومن مواهبه في الإخضاع لدرجة الطاعة. فالصور العارية والتقارير التي كتبها بخط يده، كفيلة بأن تسكت صدى الرفض عنده لأن الإعدام في بغداد ينتظره إذا لم يذعن، ولم يكن أمام يعقوب إلا الإذعان، ضعفاً... وخضوعاً .. وخوفاً. فلم يعد هناك أي مهرب ... أو سبيل للفكاك.. هكذا تصور.
وجاءت "فروزندة وثوقي" عاملة الفندق – لتقف في طريق العراقي التائه ... المضلل. جمالها الرائع شغل عقله، والتصاقها به أيام محنته قربها إليه. فقد كانت هي الملاذ الحنون الذي يحوي انفعالاته... وشجوته، ويمتص غضبة الخوف الجاثم فوق حياته.
لذلك... تحدث معها طويلاً، وصارحها برغبته الملحة في الزواج منها، وساعدته أموال الموساد على الارتباط بالفتاة التي دُست عليه، والعودة بها إلى العراق.
وبهذا الزواج فُتحت أمامه أبواب الدخول إلى إيران في أي وقت، وضمن الموساد بزواجهما تدفقاً كبيراً في حجم المعلومات التي سيحصل عليها، فالعميلة الزوجة... مدربة تدريباً عالياً على القيام بمهام تجسسية معقدة تعود بالنفع في النهاية على إسرائيل.
وفي بغداد، بدأ يعقوب يمارس مهمته في استكشاف أسرار الأسلحة التي تزود بها العراق الأردن، أنواعها وأعدادها ووسيلة نقلها إلى عمان، وعجز الجاسوس في بداية الأمر عن التوصل إلى أية معلومات، حتى تقابل مع العريف "نوري سوار" المجند بإحدى القواعد العسكرية، فأغراه بالمال، وبطرق مختلفة حصل منه على قوائم كاملة بالمعدات التي زودت بها الأردن.
وحينما لاحظت فروزندة أن زوجها دأب على اصطحاب نوري معه إلى المنزل، بغية استثمار جمالها في تليينه، تعجبت من غبائه، فهو لم يشك للحظة أنها عميلة للموساد، وجاهزة للسيطرة على أي عقل يريد وتركته يلجأ إليها شيئاً فشيئاً لتعاونه في مهمته، حينئذ وجدها يعقوب الزوجة المطيعة... التي توافقه رأيه وتشاركه عمله السري.
بدأ الاثنان معاً في البحث عمن يجيء بأسرار المخزن رقم في بغداد، فأمر هذا المخزن حير الموساد كثيراً، وفشل جواسيس كثيرون من قبل في استجلاء سره، وكان تخطة فروزندة تتلخص في التعرف على أحد الضباط العسكريين بطريق الصدفة في شوارع بغداد، عندها... تسأله عن مكان ما بلغة عربية ركيكة، فيضطر الضابط إلى إرشادها، ويحدث بينهما تعارف أثناء السير.
وخرجت فروزندة لتتصيد ضحيتها الأولى. وكان ضابطاً برتبة نقيب اسمه أحمد رافع، ما إن استوقفته لتسأله عن أحد الشوارع، حتى سارع بمرافقتها بأدب. وخلال الطريق حدث تعارف بينهما، وعندما أوصلها إلى المكان المطلوب، كان زوجها ينتظرها كما خططا لذلك، فشكر الضابط الشاب لشهامته وأصر على أن يقبل دعوته للزيارة.
وبعد أيام طرق رافع الباب ليجد فروزندة وحدها، و "ادعت" أن زوجها سافر إلى الموصل لعدة أيام. ولما هم بالانصراف ألحت عليه أن تقدم له واجب الضيافة. وبالفعل ... قدمت له جسدها، فتذوق أشهى وجبة من النشوة، غيبت عقله، وكان سرعان ما يحن لوجبة ثانية ثم ثالثة، هكذا أوقعت به في شباكها، فسلمها ملفاً كبيراً يحوي كل أسرار المخزن رقم 3.
كانت مكافأة يعقوب ألفين وخمسمائة دينار، ومثلها لفروزندة، أما أحمد رافع ... فقد أصيب بحالة اكتئاب شديد بعدما أفاق إلى نفسه، وأحس بالجرم الذي اقترفه ضد بلده، وامتنع عن زيارة فروزندة، فاستشعرت عميلة الموساد الخطر إذا ما تطورت حالته النفسية سوءاً، وأقدم على الانتحار في لحظة ضعف، تاركاً رسالة تقودها حبل المشنقة.
لذلك .. أرسل لها عبد نابلون بسم السيانيد الفتاك، حيث أخذه يعقوب وذهب لزيارته رافع الذي قابله بغضب، فغافله الخائن ووضع له السيانيد في العصير، ولما ظهرت أعراض التسمم غادر يعقوب المنزل، وفي اليوم التالي مشى في جنازة ضحيته.
هكذا تفعل الموساد مع ضحاياها الذين يتراجعون في التعامل معها، في لحظة صدق يشعرون فيها بوخز الضمير والندم، ففي عالم الجاسوسية لا مشاعر أو عواطف، فالجاسوسية لا تقوم على ضمير أو شرف، ولا تملك قلباً يعرف نبضة رحمة تحكمه خفقات الهوى. لكن ... في تاريخ الجاسوسية العالمية، هناك حالات نادرة جداً ثاب فيها الجاسوس إلى رشده، وأصغى لنداء الحب فلبى النداء، فالجاسوسية والحب .. موضوع شيق للبحث والكتابة ... !!
أحمد ضاهر ... ـ جاسوس الصدمة

سقطت مغشياً عليها... وسقط الجنين ... وتكر السنون تطرحها تأكل فؤادها... وعقلها... وتلتهم جذور صبرها بلا هوادة...
استغل هو معاناتها... وضغط بقوة على براكين آلامها ... ففجرها... وأشعل بداخلها ثورة من جنون غاضب .. متمرد، وصرخت: سأحرق قلوبهم وأنسف أفراحهم ... إنني أتشوق للعمل معكم بشرط ألا أتعرى ... أو أضاجع حيواناً منهم مهما كان مركزه.
هكذا بدأت "نورما عساف" في لبنان ...
رحلة الانتقام ... والثأر ... والكراهية .. !!
شبكات التعقب
عندما تتجسس المخابرات الإسرائيلية على الدول العربية، فهي إنما تسعى لمعرفة أدق الأسرار الحربية والسياسية والاقتصادية لتبني استراتيجيتها المختلفة. أما في لبنان، وفي حالة الجنوب اللبناني بالذات، فالوضع يختلف كل الاختلاف، إذ أنها تتعامل مع منظمات ثورية وجماعات فدائية دائمة التنقل والحركة، تخطط لعمليات هجومية وانتحارية فجائية يصعب رصد مقدماتها أو توقيتها، مما يشكل عبئاً ثقيلاً على القوات الإسرائيلية، التي تظل في حالة طوارئ مستمرة توقعاً لكل شيء.
لهذا سعت الموساد لتجنيد أكبر عدد من سكان القرى الحدودية لإمدادها بأخبار فورية عن الفدائيين، معتمدة في ذلك على أسلوبين من العمل التجسسي:
I. جاسوس يعمل منفرداً، موثوق في إخلاصه وصدق معلوماته وأخباره، غير مطالب بالبحث عن خونة آخرين لتكوين شبكة جاسوسية "وهو يختلف عن جاسوس المهمة الواحدة".
II. شبكة جاسوسية تضم أكثر من عميل في عدة مواقع.
والشبكة عادة ما تتكون إما عن طريق جاسوس ماهرة أعطى أمراً بتجنيد آخرين لمعاونته، وإما بإلحاقه تحت إشراف جاسوس آخر، أو شبكة مؤلفة سلفاً.
لقد انفردت لبنان – عن بقية الأقطار العربية بكثافة عدد الجواسيس داخل الشبكة الواحدة. فعندما ضبطت السلطات الأردنية إحدى شبكات الموساد، وتبين أن أعضاءها وصل عددهم لـ "37" جاسوساً، تملكنا العجب. لكن ... أن تسقط في لبنان أوائل العام 1999 شبكة واحدة مؤلفة من "200" عميل للموساد، فذلك هو الأعجب حقاً... والدليل الذي لا يحمل تأويلاً على ازدهار النشاط التجسسي الإسرائيلي في لبنان ... مما يعطينا مؤشراً لدى الرعب الإسرائيلي والهلع من عمليات الفدائيين الفجائية، برغم وجود ثلاثة آلاف عميل يتألف منهم جيش لبنان الجنوبي.
لكل ذلك نخلص إلى حقيقة جلية، أن الجاسوسية الإسرائيلية في لبنان هي عماد الأمن الذي تنشده، ومن هنا تتعامل الموساد مع ما بثته اللاسلكيات في لبنان بشكل مغاير تماماً لمثيلاتها في الأقطار العربية الأخرى. إذ تتخذ الاستعدادات الأمنية الضرورية بمنتهى السرعة في سباق مع الزمن. فالتحركات الفدائية تتسم دائماً بسرعة الحركة والفعل... ولا وقت للتريث ريثما يتأكد صحة البلاغ أو الخبر.
تماماً، عكس الشبكات في الدول العربية الأخرى التي لا تأخذ الموساد أخبارهم بمحمل الجد، إلا إذا جاء ما يؤكدها من خلال شبكة أخرى داخل القطر نفسه. لكن هناك حالات استثنائية جداً كانت فيها الموساد تثق في صدق المعلومة المبثوثة إليها دون أدنى مراجعة، للثقة العالية في مصدرها .
وفي القصص السابقة تعرفنا على العديد من حالات التجسس المنفرد... ونتعرف من خلال هذه القصة على نموذج آخر لأساليب التجسس الإسرائيلي، وهو نظام شبكة الجاسوسية المكلفة بتتبع الفدائيين والتغلغل في مهارة داخل نسيجهم للحد من عملياتهم وتسللهم عبر الحدود، فتلك هي وظيفتها الأساسية، بعيداً عن القيام بأعمال تخريبية في لبنان، أو ترويج الإشاعات، أو المساعدة في تسهيل مهام الاغتيالات لزعماء الثورة الفلسطينية.
راقصة المونتريكال

بداية ... أشير إلى أن المقاومة الفلسطينية في الجنوب اللبناني بالذات لم تتوقف أو تكف عن إنهاك إسرائيل منذ قيامها، وكان ذلك من خلال عمليات محدودة وغير منظمة. استمر هذا الوضع حتى أعلنت منظمة التحرير عن نفسها عام 1965، فأشتعلت المقاومة، وتضاعفت حدتها ضراوة بعد نكسة يونيو 1967، ثم ازدادت اشتعالاً بعد أحداث أيلول الأسود 1970، وطرد المقاومة من الأردن إلى لبنان... فقد تصاعدت العمليات الفدائية بشكل انتقامي متصل ومنظم، لا يهدأ سواء عبر الحدود، أو بدفع لنشات الفدائيين عبر البحر المتوسط للمدن الساحلية والمستعمرات الإسرائيلية، والقيام بعمليات غاية في الجرأة والجسارة داخل الأرض المحتلة.
كان الأمر بحق مرعباً في إسرائيل، ولهذا لجأت الموساد لأسلحتها الفتاكة المعتادة – الجنس والمال – للحد من هجمات الفدائيين، وبرعت في تصيد عدد كبير من الخونة لإمدادها بتحركاتهم وخططهم ونواياهم. وكان من بين هؤلاء الخونة "أحمد ضاهر" 37 عاماً من بلدة "عيترون" الواقعة على بعد خمسة كيلو مترات من الحدود الإسرائيلية جنوبي لبنان.
فمن هو أحمد ضاهر؟ وما الظروف التي دفعت به إلى السقوط في مصيدة الخيانة؟ وكيف استطاع تأليف شبكته الجاسوسية؟
إنها قصة طويلة مثيرة بدأت أحداثها في بيروت عام 1969.. عندما قرر أحمد ضاهر فجأة أن يغلق دكان بقالته في "عيترون" ويهجر حياة البساطة إلى أضواء بيروت، يراوده حلم الشهرة في عالم الغناء والطرب.
وما أن احتوته المدينة الجميلة الساهرة، حتى اجتاحه إحساس جميل بمستقبل مشرق ينتظره... وشعور بالأمان طالما افتقده منذ أنهى الخدمة في الجيش اللبناني – كرقيب متطوع – إثر حادث سيارة ترك بصماته بعظام ساعده الأيمن. واستطاع وقتها، بالمكافأة المادية التي حصل عليها، أن يفتتح محلاً بسيطاً للبقالة في قريته.
إلا أن مطالب أمه العجوز وزوجته رباب وأولاده الأربعة كانت أكبر من دخل دكانه، مضافاً إليها مجموع ما ينفقه على شراء اسطوانات الأغاني والمجلات الفنية، التي تقربه دائماً من عالمه الذي يسبح فيه خلال إرهاصاته ليل نهار.
وجمعته هواية الفن بشاعر حالم اسمه "كمال المحمودي"، دأبت على السهر معه، وانتقاء ما يصبح من أشعاره للغناء. فامتزجا معاً يحلمان بالشهرة وبالمجد، ويبعثران أحلامهما عند انقضاض الواقع، ولما سافر كمال المحمودي إلى بيروت يبحث عن فرصة تحقق لهما الأمل، كتب إلى صاحبه ليلحق به. وأقاما معاً بشقة صغيرة تتألف من حجرة واحدة في حي بئر العبد، الواقع ما بين المطار الدولي جنوباً والمرفأ من الشمال، يفصلهما عن حي الحمراء الشهير المدينة الرياضية، وصبرا، والمزرعة، وتل الخياط.
مسافة كبيرة يقطعانها سيراً على الأقدام في أحيان كثيرة، يحملان معاناة المجد والحياة والأضواء التي أثقلتهما وأنهكتهما. فرحل الشاعر يائساً إلى باريس، وبقي أحمد ضاهر وحده ببيروت يصارع اليأس والجوع والتعب.
أربعة أشهر وهو ينقب عن فرصة للغناء في كباريهات المدينة، تعرف خلالها بفتاة ترقص الدبكة في ملهى "مونتريكال" في "جونية" وقدمته لإدارة الملهى كمطرب من الجنوب، لكنهم عرضوا عليه أن يعمل كبودي جارد، وأمام حاجته إلى المال، وافق على العرق، وظل يعاني صراعاً داخلياً مريراً أوصله إلى درجة السآمة.
فوار أنطلياس

في إحدى الليالي بينما يجتر حاله، خرجت إحدى الزبونات تترنح لا تدري أين أوقفت سيارتها. فساعدها في البحث عنها لكنها لم تكن بحالة تسمح لها بالقيادة ليلاً، وأجابها بنعم عندما سألته عما إذا كان بمقدوره القيادة وتوصيلها لمنزلها.
وفي السيارة تأمل لأول مرة السيدة الحسناء التي عن يمينه، وقد انحسر ثوبها الناعم القصير عن ثلثي ساقيها، وارتعش ثدياها النافران في تمرد سافر لاهتزازات الطريق، فأربكته لفتتها وقد قرأت في عينيه أفكاره، وسألته بصوت خفيض عذب مثير:
Ø بيظهر نظرك ممتاز.
أجابها وقد تمكن منه الإعجاب:
Ø يا لطيف بحالي، صوتك مثل اللوز الفرك، بيقرش قرش.
ضحكت في تأوه لذيذ وهي تقول:
Ø شو؟ تغنيلي قصيدة؟
تذكر في الحال حلمه الضائع، فنسى جسدها المرمري المثير وانطلق يحدثها عن أمانيه، وحلم الهجرة إلى الشمال أملاً في الغناء. وانتبهت إلى حديثه كأنما أفاقت من سكرها قليلاً وقد أخذ يشدو بصوت رخيم:
Ø وكم أهوى سواد الليل في العينين
Ø حورية
Ø وكم أهوى ... جنون الوهم ... أحياه
Ø بأشواقي البدائية ...
Ø عن الدنيا حكايات ...
Ø عن الأنثى ...
Ø عشيقاتي
Ø الأساطير الخرافية
صاحت في دهشة:
Ø صوتك شو حلو... إنشالله بتغني في "الكوت دو روا" ، ما تحير بالك.
وبدلاً من أن يواصل إلى بيروت – حيث تسكن في حي الأوزاعي – أمرته أن ينحرف بالسيارة حتى وصل إلى مفرق ضيق دخل فيه بين غابة من الصنوبر ثم استقر أمام مقهى كبير تظلله الأشجار فقال:
Ø أين نحن الآن؟
قالت وهي تهم بمغادرة السيارة:
Ø فوار أنطلياس.
تقدمته إلى ركن قصي، وجلسا متقابلان على طاولة يجري بموازاتها جدول صغير تترقرق موجاته مع حركة النسيم الرقيق.
مالت إلى الطاولة فظهر خليج صدرها الناصع يغور إلى الظلام، وسألته عن اسمه وموطنه وظروفه فأجاب. فطلبت كأسين آخرين من "الجين"، وبنظرة منها آمرة رفع كأسه وشربه، ومتردداً سألها عن اسمها فأجابته:
Ø "كارلا"

حاول أن يعرف المزيد عن شخصها فشردت ببصرها ورجته أن يؤجل ذلك لمرة قادمة.
كانت برغم جمالها الأخاذ وأنوثتها الفتاكة في الأربعين من عمرها أو يزيد بقليل. يهودية لبنانية الأصل اسمها الحقيقي "نورما عساف" هاجرت مع أبيها وأختها "ليز" إلى أمريكا عام 1957 وهي في الثلاثين. فقد أعرضت عن الزواج بعد مقتل زوجها عام 1951 على يد الفلسطينيين، عندما ضبطوه يتجسس على مواقعهم بالقرب من "قلعة شقيف" كانت قد اقترنت به وعمرها تسع عشرة سنة عام 1947 بعد قصة حب مجنونة اشتهرت في "أهدن" ولما جاءها نبأ مقتله كانت حاملاً في شهرها الثاني، فسقطت مغشياً عليها، وسقط الجنين، وضاعت فرحتها منذ تلك اللحظة.
ولمدة طويلة انغلقت على نفسها وتعثرت دراسياً بالجامعة الأمريكية ببيروت، إلى أن تماسكت شيئاً فشيئاً، فامتثلت للحقيقة وأكملت دراستها في الفلسفة وعلم الاجتماع، لكنها كانت في كل لحظة تضعف فيها عند هجوم الذكريات، تزداد يقيناً بأنها لم تنس الحبيب والزوج القتيل.
تكر السنوات وتطرحها موجات الحياة على الشواطئ فلا تنسى، وتظل حبيسة الماضي الذي يأبى أن يغادرها. واعتقد أبواها بأن الهجرة قد تنسيها معاناتها، وتمزجها بالمجتمع الجديد بعيداً عن لبنان، لكنهما كانا واهمان. فانتهما كانت مكبلة بماضيها بحبال من فولاذ وصورة زوجها ما تزال تتدلى على صدرها، أما خطاباته الغرامية فقد أودعتها علبة مزركشة برسوماته لا تغلق حتى تفتح. كانت هداياه أيضاً منثورة بكل أركان حجرتها، وملابسه تحتل مكان الصدارة في دولابها، حتى أحذيته... فكثيراً ما كانت تتلمسها برفق وحنان وشوق مسعور. وضحكت ذات يوم وقد حدثتها أمها مترددة في أن تصحبها إلى الطبيب النفساني، فقالت لها:
Ø أتحسبينني جننت؟ كنت أحب زوجي ولا زلت، ولن أسمح لرجل قط أن يلمس جسدي من بعده.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.ok1313.yoo7.com
 
الجاسوسية وحكايات أخرى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» نساء عربيات في قطار الجاسوسية
» أصول وحكايات الفنانين والفناات
» للحب معان أخرى
» وضع صورة على أخرى بشكل شفاف

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
F.R.I.E.N.D.S :: منتدى(( التـــــــــــــاريخ )) :: عسكريات-
انتقل الى: