خايف أقول اللي في قلبي!

ساعات قبل ما أبدأ الكتابة اسأل نفسي.. أقول ولا ما أقلوش. أكتب ولا ما أكتبش. وعلي طريقة بتحبني.. لأ.. مابتحبنيش. بأشوف الحل علي أصابع ايدي وطبعا الجواب بيطلع زي ما أنا عاوزه.. حاجة كدة زي الاستفتاءات اللي بتطلع نتائجها زي اللي بيعملوها ماهم عايزين وكله بالنوايا.. ما هو الأعمال بالنيات وربنا بس هو اللي عارف ايه اللي جوانا ده الواحد الأيم دي بيخاف ان الناس كمان تقدر تعرف ايه اللي جواه وتعرف أو ماتعرفش مفيش فرق لأن الناس في كل الأحوال هاتقول اللي هي عاوزاه وتنسبه ليك وتؤكد عليه وابقي قابلني لو حد سمعك أو صدقك.. اللي عاوزينه هايقولوه واللي عاوزين يصدقوه هايصدقوه واضرب راسك في الحيط!
ونرجع لموضوعنا ونقول فيه شوية صغيرة وبلاش نقول كتير فالواحد دلوقت خايف يقول اللي في قلبه لحسن الدنيا تنطبق عليه وعلي اللي جابوه.
وأنا شفت علي الانترنت خبر بيتكلم عن مرتبات بعض الكبار اللي بقوا أكابر وأكابر وأولادهم كمان من الأكابر واحفادهم زيهم هايطلعوا أكابر.. فاللي عنده الفلوس الأيام دي هو اللي عنده الأصل والفصل ومن عنده الذهب إليه الناس قد ذهبوا ومن ليس عنده الفضة تري الناس عنه قد انفضوا!
ودول بقي عندهم الذهب بالقنطار ويقدروا يشتروا بدل الشقة عشرة وعشرين وبدل الفيلا فيلات ويتمتعوا بقصور في مارينا وقصور في البورتو.. بورتو مارينا أو بورتو السخنة.. لكن بورتو العتبة والسيدة عائشة لأ.. دي بورتو ثانية لو دخلوها يوم وعاشوا فيها أسبوع هايغنوا ظلموه ويمكن يدخلوا بعدها الخانكة علي طول!
واخواننا دول بتوع الذهب والفضة الواحد فيهم بيقبض اكثر من مليون جنيه في الشهر مرتب واللي بيقبض منهم نص مليون في الشهر ده غلبان ويمكن تصدر له فتوي بأنه يستحق الزكاة كمان.
وأنا لما قريت ان دول بياخدوا المرتبات الكبيرة دي قوي كان نفسي بس أعرف حاجة واحدة وهي ليه؟ هم بيعملوا إيه بالضبط.. إيه اللي بيحققوه.. ايه العبقريات الفذة اللي عندهم يعني مثلا قيادات بالتليفزيون المصري بيوصل ما يتقاضاه الواحد فيهم لمليون جنيه مكافآت وبدلات وحوافز ومرتب.. طيب بالله عليكم واحد فيكم يقولي هوه فين التليفزيون المصري ده.. فين انجازاته وفين الريادة بتاعته.. ومين بيشوف برامجه دلوقت. وفين أرباحه. دا كل القنوات بتخسر وعليها ديون وبلاش نقول ان القيادات دي بتقبض مليون يمكن يكون فيه مبالغة.. طيب بتقبض كام يعني.. نص مليون أو ربع مليون أو مائة ألف أو حتي خمسين ألف والله أنا في ذمتي بعض هذه القيادات لازم يدفع فلوس تعويض للتليفزيون بدل ما يقبض منه فكفاية التخريب اللي عملوه فيه وكفاية التراجع اللي حصل في مستواه وكفاية ان احنا بطلنا نشوفه أو نتفرج علي حاجة فيه إلا مباريات الكورة اللي يمكن كمان بنشوفها علي القنوات الخاصة!
ولما الواحد بيسمع عن المرتبات الكبيرة دي بيتحسر قوي قوي علي نفسه وعلي مرتباتنا اللي مرتب الواحد فينا في ربع قرن بالعلاوات والترقيات يساوي بالضبط مرتب الواحد فيهم في شهر.. يبقي احنا نعمل ايه في نفسنا بقي.. ننتحر يعني ولا نعمل اضراب ناخد بعده ملاليم ونغني بعدها عظيمة يامصر.. يا أرض النعم!
واحنا والله مش بنحسد ولا بنحقد علي حد. اللي ياخد مليون ياخد.. بس يكون بيعمل بالمليون وبيجيب ارباح للجهة اللي بيشتغل فيها بعشرين مليون واللي ياخد ياخد بس برضه يكون يستاهل وماتكونش نوع من الترضية والمجاملة وتوزيع الكيكة والحاجات اللي انتم عرفينها أحسن مني.. اللي ياخد ياخد بس ياجماعة عاوزين احنا كمان نظرة حنية. شوية عطف. حتة من الكتف وبلاش من الصدر.. أهو حاجة منك والسلام ونواية تسند الزير بس المشكلة ان دول نسيوا ان أول ما شربوا مية في حياتهم كانت برضه من الزير!!
بقلم : السيد البابلي