<table class=picBorder height=200 cellSpacing=0 cellPadding=0 width=306 align=left bgColor=#ffffff border=0><tr><td vAlign=center align=middle width=305 height=200> </TD></TR></TABLE> | |
|
الرئيس الإيراني أحمدي نجاد .. يرفعه البعض إلى درجة الأنبياء والقديسين والشهداء، ويروه يسوعا جديدا جاء ليخلص الشرق الأوسط من براثن السيطرة الأمريكية.. وفريق آخر يصفه بـ"إبليس" ودجال وحاوي ومحترف اللعب بالثلاث ورقات، أو كواحد من صقور إيران الطامعين في السيطرة على المنطقة العربية، كما أنه يقامر بشعبه ويكاد يخرج به من جنة الاستقرار إلى أرض الحروب والنزعات الدولية.
العرب منقسمونصورتان متباينتان تماما لرجل واحد يعرض لها الصحفي خالد أبو بكر في كتابه "رجل إيران القوي .. أحمدي نجاد .. الحقيقة والأسطورة"، ملقيا الضوء من خلاله على شخص نجاد وردود الفعل العالمية على اعتلاءه عرش إيران، مشيرا إلى أن العرب انقسموا تجاهه إلى فريقين، الأول معارض وفي نفس الوقت مؤيد للمشروع الصهيوأمريكي لإعادة هيكلة منطقة الشرق الأوسط ، ويراه بطبيعة الحال الأراجوز أو حتى الإرهابي والدموي الذي يهدد بطموحه النووي أمن المنطقة الهادئة.
أما الفريق المؤيد للمشروع الإيراني فيسمى "محور الممانعة" ممن ضد المشروع الأمريكي - الصهيوني ويتمثل في سوريا وحزب الله في لبنان، وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في فلسطين.
ويعرب المؤلف عن تعجبه من الموقفين للعرب، ومن المفترض أن يقفوا في وجه المشروعين، اللذين ينطويان على مطامع حتما في المنطقة تخدم مصالحهما.
صوته عذبوبالعودة لسيرة الرئيس الإيراني - كما استعرضها المؤلف- نجد أنه وُلد عام 1965 لأسرة فقيرة جدا، يعمل ربها حدادا ببلدة غرمار القريبة من طهران، أكمل تعليمه حتى تخرج في الجامعة فرع هندسة العمران.
وبفضل صوته الجميل دخل عالم السياسة كقارئ للقرآن الكريم والموشحات الدينية، فانخرط في صفوف الحرس عقب اندلاع الحرب بين إيران والعراق عام 1981، وكان مسئولا عن رفع معنويات المقاتلين الشبان بتلاوة الموشحات الدينية والحماسية لهم قبل بدء العمليات العسكرية.
وبعد انتهاء الحرب انتقل إلى استخبارات الحرس الثوري ولعب دورا مؤثرا في الحرب ضد ناشطي المعارضة، واكتسب شهرة واسعة كمسئول إطلاق "رصاصة الرحمة" في رأس المئات من ناشطي المعارضة، وحصل على الدكتوراه في هندسة التخطيط في النقل أثناء حكمه لولاية "اردبيل" عام 1997.
تولى نجاد رئاسة العاصمة في 2003، وغير من ملامحها الثقافية فحول المراكز الثقافية إلى حسينيات، وأصدر قرارات بفصل النساء عن الرجال في الأتوبيسات والمرافق العامة ورفع من شوارع العاصمة الآلاف من الصور التي وجدها غير مناسبة، كما أغلق الكثير من مطاعم الوجبات السريعة وطالب الموظفين من الرجال بإطلاق لحاهم وارتداء أكمام طويلة.
رجل البساطة لمع نجم نجاد من خلال "ليلة الخميس"، التي كان يقيمها آية الله على خامئني وقت تقلده منصب رئاسة إيران، مستضيفا عددا من المثقفين والفنانين، حيث أمتع نجاد مناسباتهم الدينية بصوته العذب.
ولم يكن نجاد معروفا حتى تولي حكم طهران ولم يكن أكثر شهرة عند خوضه سباق انتخابات الرئاسية، التي تردد أنه لم ينفق أموالا على حملته الانتخابية لكنه حظي بدعم المحافظين الأقوياء عن طريق استخدام شبكة من المساجد التي يسيطرون عليها لحشد التأييد له.
اشتهر الرئيس الإيراني بحياته البسيطة وشن الحملات ضد الفساد، وتأثر الناس ببساطته الشديدة مما زاد قبوله لدى الناس، وما دعم قربه للناس أنه يعيش في أحد الأحياء الفقيرة ولا يتصنع عندما يخاطب الفقراء، بجانب معايشته لواقعهم ومشاكلهم لذا كان الأقرب إليهم من غيره.
وعندما وصل لرئاسة البلدية أصر على البساطة في عيشه وملبسه ولم يغير سكنه المتواضع في أحد الأحياء الفقيرة في جنوب طهران، كما أنه لا يعتني بتاتا بموضوع الثياب، ولا بالمظهر الخارجي ويطلق لحيته بطريقة خفيفة، لكن بدون تحديد ويتصرف بعفوية دون ملاحظة الكاميرات أو الاكتراث للمعجبين أو المراقبين.
ومن الحكايات الطريفة التي رويت عنه أنه عندما دخل إلى مكتب الرئاسة وجد بعض الأثاث الفاخر وسجاد عجمي، فأمر بالتبرع بالسجاد لأحد الجوامع في طهران وتبديل الأثاث الفاخر بغيره مقبول الحال.
وفي تصرف لم يسبقه إليه أحد من رؤساء العالم جميعا، يقوم نجاد بكنس بعض الشوارع، ولطالما ارتدى زي البلدية وأتى بها إلى مقر الرئاسة ليذكر نفسه أنه كان موظف بلدية.
والأغرب أنه عند تعيينه لأي وزير كان يجعله يوقع على تعهد أنه سيبقى فقيرا كما دخل الوزارة، وأن حساباته في المصارف ستراقب ولا يجوز له ولأحد أقاربه الاستفادة من أي مورد في الدولة.
الوجه الآخرالصورة الملائكية للرئيس الإيراني تقابلها أخرى تظهره وكأنه حاوٍ في ساحة عامة ومحترف لعب الثلاث ورقات، وأنه استطاع أن يكسب الرئاسة في إيران بوعود لم يحقق منها شيئا وأهمها الرخاء الاقتصادي.
ففي إحدى المقالات تحت عنوان: "جمهورية الدكتور أحمدي نجاد الخالية من الموز"، قال البروفيسور الإيراني أحمد صدري أن أحمدي نجاد وعدهم بالخبر فانتصر، ولم يحصل على حب الفقراء بخططه الاقتصادية، ولكن بتلك الحيل مثل تحريم دخول الموز مكتبه حين كان يشغل منصب طهران، حيث قال : "الموز فاكهة غالية الثمن في إيران وهي طعام الأغنياء هناك".
مشيرا إلى أن أحمدي نجاد اغترف من احتياطات خزائن النقد الهائلة لاقتصاد اليمين السري، كما أنه استدان من حلفائه اليمينيين من أجل اكتساب شعبية بإعطاء مكافآت سخية لسائقي النقل العام والمدرسين.
قنابل ضد إسرائيلأما على المستوى الدولي؛ تحسب لنجاد شجاعته في كشف حقيقة الاحتلال الصهيوني أمام العالم كله دونما الخوف على حساباته مع الغرب أو أمريكا، ولا ننسى تصريحه الشهير الذي قال فيه إنه ينبغي إلغاء إسرائيل من خارطة العالم، مؤكدا على الحق الفلسطيني في كامل تراب فلسطين.
وخلال أقل من شهرين أثار ضجة أخرى عندما اقترح على أوروبا أن تمنح اليهود ولايات في بلدانها للتخلص من عقدة الذنب إزاء المجازر ضدهم، وبعد أسبوع من تصريحه هذا تلاه بتصريح آخر فجر فيه قنبلة مدوية بوصفه محرقة اليهود بأنها "خرافة"، قائلا: "الدول الغربية اخترعت خرافة مجزرة اليهود ووضعها فوق الله والديانات والأنبياء". وأكمل موجها كلامه للدول الغربية: "إذا كنتم ارتكبتم هذه المجزرة فلماذا يكون على الفلسطينيين أن يدفعوا الثمن".
وعلى الفور وصف البيت الأبيض تصريحاته بأنها مشينة، بينما أدانها الاتحاد الأوروبي، وقالت إسرائيل إنها تملك وسائل الرد العسكري على التهديد الإيراني.
...
والآن جاء دورك للحكم على شخصية الرئيس الإيراني أحمدي نجاد.. أتظن أنه فعلا قديس أم إبليس؟