<table class=picBorder height=200 cellSpacing=0 cellPadding=0 width=306 align=left bgColor=#ffffff border=0><tr><td vAlign=center align=middle width=305 height=200> </TD></TR></TABLE> | |
|
هذا الشاب الوسيم.. هل ترونه ؟ هو رئيس جمهورية فرنسا القادم بعد أعوام قد تطول أو تقصر.. ليست هذه نبوءة عراف ولا ضرب من الخيال، ولكنها تنبؤات كل من يلاحظ السلوك السياسي لـ"جان" ابن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي !
جان ساركوزي بسنوات عمره الواحد والعشرين لم يخف من خوض معترك السياسة وفاز الأسبوع الماضي برئاسة الحزب الحاكم (حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية) في منطقة نويي هوت دوسين، وهي إحدى الضواحي الأغنى في فرنسا.
نجاح الفتى في الحصول على المنصب الحساس لم يكن الخبر الوحيد الذي أثار الجدل، ولكن سبقه بأيام خبر خطبته من ابنة مليونير يهودي بحضور ومباركة والده، في انتظار إتمام إجراءات الزواج في إسرائيل !
الابن الثاني يكسب !ولد جان في أول سبتمبر 1986، وهو الابن الثاني لساركوزي من زوجته الأولى، وله أخ أكبر وهو بيار ساركوزي الذي اختار احتراف موسيقى الراب، أي أن جان سرق تميمة الحظ السياسية من أخيه البكر مثلما فعل بشار الأسد في سوريا وجمال مبارك في مصر، فعلى ما يبدو أن وراثة الحكم في الأنظمة الجمهورية محجوزة للابن الثاني.
تربي الفتى وعاش في نويي سورسين، التي تسمى أيضا بمملكة ساركوزي، حيث أن بها 4 آلاف عضو في حزبه الحاكم، وذلك من أصل 61 ألف مواطن فقط، فضلا عن تولي هذا الأخير منصب عمدتها منذ عام 1983 وحتى 2002.
كانت السياسة إذن هي البحر الذي غرق فيه جان منذ الصغر، لذا فإن اختياره دراسة الحقوق بجامعة باريس التي وصل فيها للعام الثاني ليست غريبة، إلا أن الغريب فعلا هو حبه للتمثيل وخضوعه لدروس في المسرح، حتى أنه تم ترشيحه لدور في إحدى المسرحيات.
وبالإضافة إلى القانون والمسرح حصل جان مؤخرا على دروس أغرب بكثير، وهي دروس الديانة اليهودية التي أرجعها الكثيرون إلى رغبته في التحول إلى اليهودية قبل الزواج الرسمي بخطيبته جيسيكا سيباون دارتي وريثة سلسلة محلات دارتي للإلكترونيات.
هذه الخطبة التي تمت في فندق خاص بحضور نيكولا ساركوزي وصديقته كارلا بروني، أضفت على السياسي الشاب هالة جديدة وجذبت له وسائل الإعلام، حتى أن هناك العديد من المجلات الفرنسية سترسل موفدين خاصين لتغطية حفل عقد القران الذي أصرت الفتاة على عقده في إسرائيل حرصا منها على التقاليد والطقوس اليهودية التي تريد من خطيبها أن يتعلمها جيدا.
سياسة على كبيربدأ جان مشواره السياسي متقدما بعام على والده الذي تم انتخابه لأول مرة وهو في الثانية والعشرين، ولكن طريق الابن كان أسهل كثيرا رغم تأكيده هو ومن حوله على أنه لا يستغل نفوذ الوالد، فقصة ترشيح جان ساركوزي لمنصب رئيس الحزب الحاكم بنويي سورسين توضح بما لا يدع مجالا للشك أن ثقله السياسي أكبر بكثير من مجرد مستشار عمومي في الواحدة والعشرين من عمره.
يوم 11 يونيو تقدم جان بأوراق ترشيحه للمنصب، وكتب خطابا للمستشارين العموميين لإبلاغهم بالأمر، مما تسبب في أزمة في جنبات الحزب الحاكم، حيث أن المرشح الوحيد الذي كان في الصورة هو هيرفي مارسيل، عمدة مودون، والمدعوم من باتريك ديفيدجان رئيس المجلس العام للحزب. وعلى الرغم من أن جان كان يدعم هيرفي إلا أنه تخلى عنه في آخر لحظة مكونا قائمته الخاصة.
هيرفي المنافس الجريح نفى بشدة أنه اعترض أو تضايق من ترشيح جان ساركوزي، مؤكدا أن المحصلة النهائية هي أن أحدهم سيكون رئيسا والآخر نائبا للرئيس.. كما عبر عن اعتقاده أن جان يتحرك من نفسه وليس بدافع من والده.
أما جان فعرف خطته الانتخابية بأنه يريد البرهنة على أن بإمكان الشباب الخوض في السياسة، وينتقد الشباب الذين يبتعدون عن العمل السياسي لأن اليسار لا يثير اهتمامهم قائلا: "يزعجني في الشباب أنهم دائما يريدون حمل راية اليسار أو أقصى اليسار أو لا شيء. لكنني أؤمن بان الشباب قد تكون لهم قناعات أخرى."، كما يؤكد أن هدفه هو التعامل مع شكاوى أهالي المنطقة مثل عدم وجود حضانات للأطفال، وسوء الإنارة وعدم نظافة الأرصفة !
هذا هو ما يعلنه السياسي الشاب إلا أن الغرض الحقيقي لظهوره على الساحة السياسية كما يقول المحللون هو لعب دور البطولة في إحدى المسرحيات السياسية، يريد من خلالها تكذيب فكرة أن كل الشباب الفرنسي يعارض إصلاحات أبيه الاقتصادية.
ملك فرنسا الجديدصورة جان اللامعة التي استطاعت أن تأسر الجماهير في فرنسا لم يكن لها نفس التأثير على السياسيين.. فقد أثار ترشيحه انتقادات المعارضة التي نددت بإقامة ملكية وراثية جديدة، كما وصفه البعض بأنه مغرور وغير مؤهل، ولا يشفع له سوى أنه ابن رئيس الجمهورية.
فالمرشحة الاشتراكية ماري برانرز تراه "واثقا من نفسه أكثر من اللازم."، وميشال كانيه، رئيسة مجموعة الحزب الاشتراكي، قالت أن : "هذا الترشيح مضر بالديمقراطية.. إنه استمرار لوضع يد رئيس الدولة على القطاع، فقبل انتخابه رئيسا للدولة استخدم هوت دوسين كمعمل تجارب، وهو مستمر في نفس السياسة"
حتى باتريك ديفيدجان الأمين العام للحزب الحاكم قال أن جان لديه موهبة كبيرة، لكن وقته لم يأت بعد، لابد أن ينهي دراسته أولا."
ولكن شاء هؤلاء أم أبوا فقد أصبح جان ساركوزي لاعبا في منتهى الأهمية على الساحة السياسية الفرنسية، سواء كان يلعب لصالحه الخاص أو لصالح والده.. المهم أنه فاز بالمنصب.. وبقلوب الفرنسيين...