لكم الله يا مسلمى الصين

مأساة.. أو إبادة جماعية يتعرض لها شعب مسلم في إقليم شينجيانج.. شعب يباد.. يواجه الموت والاضطهاد والوحشية.. من النظام الصيني.. أمام مرأي ومسمع من العالم كله.. ولا أحد يتحرك.. وكأن الدم المسلم مستباح.. وقتل المسلمين أصبح هو الأسهل.. وكأن لدي العالم كله ارتياح لإبادة المسلمين والقضاء عليهم.. هذا العداء وراءه المسلمون أنفسهم.. فهم الذين منحوا هذه الفرصة لتعميق العداء.. ولصق تهمة الإرهاب بهم.. لأنهم يكتفون بالفرجة دائماً.
اننا أمام وضع مؤسف ومؤلم.. أن يتعامل العالم مع المسلمين كإرهابيين تستباح دماؤهم بدون سبب أو مبرر أو ذنب.. سوي أنهم مسلمون!!
وما يحدث في الصين نموذج صارخ لشعب يطالب بحقه في حياة كريمة بعيداً عن النظرة الدونية رافضاً التعامل معه علي أنه مواطن من الدرجة الثانية.
ولابد أن نعرف أن اقليم شينجيانج.. هو اقليم "تركستان الشرقية سابقاً".. والتي وصلها الإسلام عام 29 للهجرة في عهد خلافة عثمان بن عفان.. علي يد الصحابي الحكم بن عمرو الغفاري.. ولم يكن فتحاً بالمعني المفهوم.. إنما كان مجرد رسالة واتصال بالإسلام فقط.. أما الفتح الحقيقي لتركستان الشرقية فقد كان في عهد الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان.. علي يد القائد قتيبه بن مسلم الباهلي.
نجح هذا القائد قتيبة من السيطرة علي ربوع التركستان الشرقية ونشر الإسلام عندهم.. وانتقلت السلطة بعد ذلك إلي الحكم العباسي بعد سقوط الخلافة الأموية.. المسلمين ومما ساعد علي انتشار الإسلام في تركستان.. التجار المسلمون الذين كانوا يسافرون إلي تركستان محملين بالبضائع.. وأعجب الأهالي بسلوك هؤلاء التجار وأمانتهم وعدم خداعهم.. فكان ذلك من أهم أسباب اعتناقهم الإسلام.
جاءت المفاجأة الكبري في اعتناق الخان ستاتول بوجرا.. حاكم الاقليم الإسلام.. وأسلم لاسلامه معظم السكان.. وهكذا أصبحت تركستان مركزاً رئيسياً من مراكز الإسلام في آسيا.
الأكثر من ذلك أنه في عام 756 هجرية.. استغاث الامبراطور الصيني في ذلك الوقت بالخليفة العباسي أبوجعفر المنصور.. لينقذه من عصيان وتمرد الصينيين ضده.. وبالفعل أرسل له أبوجعفر المنصور.. أربعة آلاف جندي مسلم.. تمكنوا من إعادة عرش الامبراطور "سو".. وأقام هؤلاء الجنود في اقليم تركستان.. وتزوجوا من صينيات.. وأسهموا في توسيع انتشار الإسلام.. وظل اقليم تركستان مستقلاً.. لا يتبع الصين.. بالرغم من الاعتداءات المتكررة من الحكومة الصينية.
وفي عام ..1644 نظمت الصين حملات مداهمة واضطهاد وقتل للمسلمين وعلمائهم في تركستان.. في محاولة للاستيلاء علي الاقليم.. من هنا ظهرت المقاومة المسلحة لأول مرة في عام 1648 ضد الصين.. وقامت الصين بكل قوة وقسوة وجبروت بقمع المسلمين.. وقتلهم وإبادتهم. وانتهي هذا الاضطهاد وهذا الظلم في عام 1760 باستيلاء الصين تماماً علي تركستان.. مقابل استشهاد مليون مسلم.. لم تستسلم تركستان.. إنما واصلت الكفاح ضد المستعمر الغاصب.. وظلت تكافح بقوة واستبسال حتي عام 1865 حيث تخلصوا من الاحتلال الصيني وأعلنوا الاستقلال.. وكالعادة لم تحصل تركستان علي التأييد أو الاعتراف من دول العالم.. لتعود الصين إلي الاعتداء عليها واحتلالها مرة أخري في عام ..1875 وتحررت تركستان مرة ثانية.. وعادت الصين لتحتلها مرة أخري بعد عام واحد من استقلالها أي أنها لم تهنيء بالحرية أكثر من عام.
قامت الصين بتغيير معالم وملامح تركستان الإسلامية.. لدرجة انهم غيروا اسمها من تركستان "أرض الأتراك" إلي شنجيانج أي الجبهة الجديدة.. وللمرة الثالثة ينجح أبناء تركستان في استعادة بلادهم في منتصف القرن العشرين وإقامة جمهورية تركستان الشرقية.. كجمهورية إسلامية في شمال الصين.
ومنذ جاء ماوتسي تونج للحكم.. عادت السيطرة والاحتلال من جديد علي تركستان الشرقية.. واحتلها ماوتسي بالكامل.. وقامت الصين بإحكام سيطرتها بيد صلبة علي أهالي تركستان.. ومازالت حتي اليوم.. تمارس أبشع فنون التعذيب والاضطهاد والإذلال.
بقي أن نعرف أن اقليم تركستان يحتوي علي 80% من الثروات الطبيعية التي حباها الله للصين.. من أجود أنواع اليورانيوم والذهب والنحاس والقصدير والزنك والنفط والحديد وأن اقليم تركستان به 120 معدناً من حجم كل معادن الصين البالغ عددها ..150 وبها احتياطي بترول يصل إلي 44,2 مليار طن.. كما أنه أكبر منتج للغاز.. والمأساة غير المبررة أو غير المعقولة.. أن أبناء تركستان يعيشون حياة بائسة تحت خط الفقر.. ولا يتجاوز دخل المواطن 80 دولاراً شهرياً!! بالرغم من هذه الثروات الطبيعية التي بلا حدود.. فالدولة الصينية تمتلك أكثر من 80% من كل مصانع الإنتاج في الاقليم.. هذا بالإضافة إلي الزراعة خاصة القطن والأرز والعنب والفاكهة.. ومساحة تركستان سدس مساحة الصين.. وتعتبر تركستان النافذة الوحيدة للصين علي آسيا الوسطي لذلك حشدت بها معظم الصواريخ النووية والباليستية العابرة للقارات.
ألا يحق أبناء تركستان من المسلمين أن يعيشوا حياة كريمة مثلهم مثل باقي أبناء الصين.. ألا يستحقوا أن يعاملوا مثل باقي خلق الله في بلدهم علي الأقل.. أم كتب عليهم الشقاء والعذاب والغربة حتي داخل أوطانهم.. لمجرد أنهم مسلمون!! إلي متي يعاني كل مسلم بسبب إسلامه!!