نوبات تشنجات طفلك الحرارية‏!!

انحنت الأم وبقلق شديد التقطت صغيرتها ذات الثمانية أشهر من سريرها وقامت بقياس درجة حرارتها‏,‏ فوجدت أنها لاتزال مرتفعة بعد إعطائها جرعات من المضاد الحيوي ومخفضات الحرارة‏,‏ وفجأة رأت طفلتها ترتجف وتهتز أطرافها‏..‏ هرعت إلي الطبيب الذي أكد لها أنه ليس التهابا في الحلق‏,‏ كما ظنت وأكد خطأ تسرعها في إعطاء الدواء‏,‏ لأن ما تعانيه هو التشنجات الحرارية أو الحمية عند الأطفال‏,‏ فما هي التشنجات الحرارية حتي نفرق بينها وبين غيرها من الأمراض التي تسبب السخونة؟‏!‏

يجيب الدكتور حمدي شعيب استشاري طب الأطفال بدمنهور أن التشنجات الحرارية هي ببساطة نوبة تشنجات حمية لاتختلف عن نوبات الصرع المتسبب فيها ازدياد النشاط الكهربائي غير العادي بالمخ‏,‏ والذي يتسبب في ارتفاع درجة حرارة الجسم عند الأطفال‏,‏ وعادة ما تصيب الأطفال من عمر‏6‏ أشهر إلي‏5‏ سنوات‏,‏ وترتفع نسبتها في الفترة مابين‏14‏ و‏18‏ شهرا بنسبة‏4%‏ أي من كل مائة طفل يصاب أربعة تقريبا‏,‏ وقد تظهر هذه الحالة في بعض العائلات أكثر من غيرها‏,‏ وتكون التشنجات الحرارية أو الحمية دائما نتيجة لالتهابات الجهاز التنفسي العلوي الفيروسي مثل التهابات الحلق واللوزتين‏,‏ وكذلك تظهر مع التهابات الأذن الوسطي الحادة‏,‏ ويأتي الخطر من عدة جوانب‏,‏ فقد يجهل الوالدان عند مراقبة الطفل أنه مصاب بهذه التشنجات خاصة في هذه السن المبكرة ولا يعرفان كيف يتصرفان‏,‏

وقد يكون الخطأ من جانب الطبيب حين يتجاهل التاريخ المرضي للطفل أو نتيجة عدم التشخيص الدقيق للحالة ومعرفة نوعها‏,‏ فربما يشخصها صرعا أو ينسي أنها قد تكون علامة من علامات التهابات المخ أو الأغشية السحائية للمخ‏.‏ وتبدأ خطة العلاج كما يؤكدها الدكتور حمدي شعيب من خلال وعي الوالدين بدورهما ثم تكتمل في العيادة من خلال دور الطبيب‏,‏ وتتلخص في إعطاء مضاد التشنجات وتخفيض درجة حرارة الجسم سواء بمضادات الحرارة أو بكمادات المياه الفاترة ونزع الملابس التي يرتديها الطفل ورفع الأغطية عنه‏,‏ ووضع الطفل علي جانبه حتي يظل منفذ الهواء سالكا إلي الرئتين‏,‏ والتأكد من أن المنطقة المحيطة بالطفل آمنة‏,‏ فيجب وضع الوسائد حوله لتجنب إصابته في أثناء حركته الشديدة‏,‏ وفي حالة ارتعاش الأطراف عند التشنجات لا تحاول الأم تقييد حركة الطفل أو إفاقته بصفعه علي وجهه أو هزه‏,

‏ وتسارع بعمل كمادات الماء الفاتر‏,‏ ويفضل إعطاؤه مضادا للحرارة علي هيئة لبوس شرجي‏,‏ ولا تحاول إعطاءه أي أدوية أو سوائل أو أطعمة بالفم‏.‏ بعد ذلك يأتي دور الطبيب في معالجة السبب الرئيسي للحرارة‏.‏